حرارة الصيف تهدد المسنين

حرارة الصيف تهدد المسنين
        

في سعير الصيف تكتسب معايير التروية والتغذية الصحيحتين أهمية فائقة, خاصة لدى كبار السن.

          احذر! في أيام الحر الشديد من خطر سوء التغذية وعدم شرب السوائل والماء بكميات كافية, إذ إن ذلك قد يؤدي إلى نتائج خطيرة وخصوصًا عند الأشخاص المسنين.

          حرارة الجو قد ترتفع بحد أدنى إلى 35 درجة نهارًا و22 درجة ليلاً, ففي هذه الأيام شديدة الحرارة, إذا صدف وأن قمت بزيارة جدتك أو أحد أقربائك المسنين ذكرهم بشرب الماء والسوائل بكميات كافية وانصحهم بأن يأكلوا جيدًا, إذ يكفي أسبوع واحد لشخص متقدم في السن أن يصاب بسوء تغذية والجفاف لعدم تناوله السوائل والطعام بشكل متوازن, مما يضاعف ثلاث مرات خطر تدهور صحته, وقد يشرف على الموت بسبب نقص كتلته العضلية, الضعف العام والوهن الشديدين, مما يجعله معرضًا للسقوط على الأرض وإصابته بالكسور في فقرات عموده الفقري أو في عظم عنق الفخذ.

          وقد يصاب بمرض الإسقربوط (نقص فيتامين C) لعدم تناوله بشكل كاف الفواكه والخضار الطازجة. والأمور المزعجة لا تتوقف عند هذا الحد, فنقص المناعة يهاجم الجسم عند المرضى المصابين بسوء التغذية ويجعله عرضة للإنتانات الجرثومية أو الفيروسية المختلفة, كما أن نقص فيتامين (D) ونقص الكالسيوم يترصد أيضًا الأشخاص المسنين سيئي التغذية ويصبح مرض تخلخل العظام عندهم أكثر خطورة.

          وبشكل عام, فإن سوء التغذية لا يقتصر مع الأسف على مسألة وقتية مرتبطة فقط بارتفاع درجة حرارة الجو, إذ يصيب أيضًا بشكل مزمن أكثر من نصف المرضى المسنين الموجودين في المشافي أو في دور العجزة وحتى الذين يعيشون في بيوتهم.

أكثر من سبب للخطر

          لأسباب عديدة تجد أن أكثر المرضى المصابين بالاكتئاب هم من الأشخاص المسنين الذين لا يتقبلون أي عزاء لفقدان فرد عزيز عليهم, مما يجعلهم يرفضون في غالب الأحيان الطعام ويتركون حياتهم تقترب من الموت على نار هادئة, وقد يكون دخلهم المادي غير كاف مما يمنعهم من شراء الفواكه والخضراوات واللحوم والأسماك, وقد لا يملك بعضهم الأسنان اللازمة لمضغ الطعام أو لقضم تفاحة, وأحيانًا التهاب بسيط في البلعوم يمكن أن يكون سببًا لسوء التغذية مما يجعل بلع الطعام مؤلمًا, وكل إنتان أو التهاب يؤدي إلى حرق واستهلاك المخزون العضوي للجسم. ومن الأسباب الأخرى لسوء التغذية سوء امتصاص الجهاز الهضمي نتيجة ضمور الغشاء المعدي أو نقص في إفراز الإنزيمات المعوية. والمصابون بمرض الزهايمر (مرض فقدان الذاكرة والخرف المبكر) هم أيضًا عرضة للإصابة بسوء التغذية لعدم استطاعتهم التسوق وشراء الأطعمة أو تحضير الطعام, ومن ناحية أخرى, فإن تناولهم الأدوية العصبية ومضادات الاكتئاب يسبب لهم خللاً في نظامهم الحروري للجسم, مما يقود إلى ضعف في حاسة التذوق للطعام وبحس العطش عندهم, مما يجعلهم عرضة للجفاف ولقلة التيقظ, خصوصًا في أيام الحر الشديد.

          حاجة المسنين من الغذاء والماء:

          1-  البروتين: تنمية وتقوية الكتلة العضلية: يحتاج الشخص إلى 20 جرام بروتين نجدها في: 100جرام من السمك أو 100 جرام من اللحوم الحمراء أو الفروج, أو في بيضتين أو في 6ر لتر من الحليب.

          2- الكالسيوم: ضروري لمحاربة مرض تخلخل العظام - 300 مليجرام من الكالسيوم: ربع لتر من الحليب.

          3- السكريات: يجب أن تغطي 50 إلى 55% من الطاقة, وتوجد في الفواكه والخضراوات والبطاطس والسكر والحليب.

          4- الألياف: التي لها دور مهم في عملية الهضم وفي محاربة الإمساك والجفاف, وتوجد في الخبز والخضراوات والفواكه والسلطات (يجب تناول 20 جرامًا من الألياف في اليوم على الأقل).

          5- الماء: شرب الماء والسوائل لتلافي الجفاف, وسببه عند المسنين غياب الحس بالعطش في جو شديد الحرارة, ومن الضروري شرب من ليتر ونصف إلى ليترين من السوائل في اليوم.

          إنذارات سوء التغذية:

          1- الدخل المادي غير كاف.

          2- عدم الاستقلال الإداري.

          3- العيش في عزلة وفي حالة اكتئاب.

          4- مشاكل في الأسنان واللثة الفموية.

          5- اتباع ريجيم بسبب مرض ما كالسكري.

          6- صعوبة في بلع الأطعمة.

          7- نقص في عدد الوجبات: وجبة أو وجبتان فقط في اليوم.

          8- إصابة بالإمساك.

          9- تناول أكثر من ثلاثة أنواع من الأدوية.

          10- نقص 3 كيلوجرامات في الشهر الأخير.

          11- ارتفاع نسبة الألبومين.

          12- الإصابة بمرض حاد خطير.

          الوقاية والعلاج:

          1- استشارة الطبيب لمعرفة سبب سوء التغذية ومعالجته.

          2- إضافة الحليب والجبن إلى الغذاء.

          3- تناول الطعام مع المريض لتشجيعه.

          4- في حال ارتفاع درجة حرارة الجو مساعدته على تناول الأطعمة الباردة الغنية بالماء: طماطم - خيار - شوربة باردة - فواكه - سمك - لبن.

          5- تجزئة الطعام إلى وجبات عدة.

 

نزار الناصر   

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات