وللموج ما يشتهي محمد فهمي سند

وللموج ما يشتهي

شعر

كانت البنت،
تبني على الرمل ما تشتهي
شيدت قصرها الملكي،
أقامت جنودا على بابه،
يركبون الخيول،
ويمتشقون السيوف..!
كنت أنظر في وجهها،
وأسائلها،
عن رذاذ الخريف
الرذاذ الذي يتساقط،
من ومضات القمر
وعن حبة الرمل،
بين أناملها،
كيف فرت من الأسر،
بين ضلوع الحجر؟!
كيف تلمع في أعين الريح؟،
كيف تكون السموات،
ممدودة في الفضاء،
والنجوم معلقة في شعاع البصر؟
كانت البنت تضحك في كفها،
وتغني لما يتشكل بين أناملها،
أو تراقصه،
فيصير بساطا من الصمت لا ينتهي..!
ظلت البنت تطرد أسئلتي،
وتهش خيوط الرذاذ،
عن القصر والجند والأحصنة
مدت الموجة الهمجية أذرعها،
للرمال،
وعادت بأحصنة البنت،
في حضنها الرغوي،
صرخت فجأة في،
تبحث عن قصرها الملكي،
وعن جندها،
كيف ضيعها الماء في لطمة المد،
تسحب في ذيلها الخيل،
في لعبة خائنة
صرت أنظر في وجهها،
وأسائلها،
عن رمال الشواطئ،
كيف تفر إلى البحر؟،
كيف يخادعها الموج؟
كيف تلم النوارس أسرابها،
وتحط على أسطح السفن الساكنة؟
تركتني مع الموج،
اصطحبت ظلها،
ومضت في الضباب الكثيف...!

 

محمد فهمي سند

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات