الخدعة فتحي فرغلي

الخدعة

شعر

تهجر هذي الأسماء معانيها وتروح إلى النسيان, فكيف أصدّق ذاكرتي, هو ذا دأب جميع الأشياء, تواعدني وأصدّق, أنْ هي حبلى بالأكثر رغداً وسخاءً, فإذا هي ـ بعد زمان ـ تتحول وتصير خواءً, قلت لنفسي: إن الأسماء لتعصى أن يقرنها أحد بزمان, فلماذا صارت ـ بعد زمان ـ أطلالا?!... هل ثمة ما يبقى من هذا البنيان?!

1ـ والكتابة في أوْجِها,
للحروف عزيفٌ يقيم على ورق الروح قُدَّاسَها,
سوف تومئ للعاشقين,
لكي يستبينوا مدارج معراجها
ثم تتركهم يرتقونْ.
2ـ كتبتُ سماءً
وأوجدتُ من تحت قُبَّتها سُبَلاً
يستطيع الذي يُخْلصُ السَّعْيَ,
أنْ يستبينَ بها وطناً,
ويئوب له في معاد قريبٍ,
فأما الغريب الذي لا يئوبُ,
فإنّ له الليلَ
ـ مِثلي ـ
وليس له غير حيرته:
يرتقي القلبُ ما يرتقي,
ليس يُحسبُ في زمرة السالكينْ
3ـ عرفتُكِ حُلْما وأرضاً,
ولم تعرفيني
ومن عجبٍ أنني لم أزل
ـ مثل أول عهدي بعشقكِ ـ
أحلم أن تدركيني!
4ـ الحروفُ.. الحروفُ:
وقفت على سفحها أنتقي لغةً,
فتبدى على البعد لي شجرٌ مثقلٌ بالأغاني,
فأصبحتُ أغبط نفسي,
لمنزلةٍ نِلْتُها: هي في جنة العاشقينَ
ولكنني لست أدري:
إلى أين يمضي حنيني الذي يتفاقمُ
حتى لقد بتُّ أخشى
بأن يورد القلب ورد الجنونْ.
5ـ كتبتُ جنوناً
ولم أخشَ منهُ
فقد كنت أعرفُ
أن هو من بعض أسماء سَمَّيْتُها
كي أقي النفس سوْرتًهُ
والذي قد يكونْ

 

فتحي فرغلي