من شهر إلى شهر

من شهر إلى شهر

طب
من أجل صحة إبصار أطفالنا

ابتعد عن الدهون!. نصيحة تتردد كثيرا في نصائح الأطباء، ولكن أطباء الأطفال لهم رأي مختلف، فقد لوحظ -على مدار العقد المنقضي- أن الأطفال الذين يولدون قبل الأوان يحتاجون إلى إضافة أنواع خاصة من الدهون إلى غذائهم لتكتمل لديهم حاسة الإبصار. ويؤكد الأطباء على نوع خاص من الدهون يسمى "أوميجا - 3" وهو يتوفر طبيعيا للأجنة في الأرحام على مدى الشهور الأخيرة من الحمل، فإذا جاء الطفل قبل الشهر التاسع، فإن رصيده من الأوميجا ثلاثة يكون غير كاف لنمو أعضاء الرؤية عنده في حالة صحية تامة.

إن المشكلة لا تخص الأطفال المبتسرين وحدهم، إذ إن الدراسات التي أجراها علماء من معهد أبحاث شبكية العين في ولاية دالاس الأمريكية أثبتت أن كل الأطفال حديثي الولادة يحتاجون إلى نوعيات خاصة من الدهون، تضاف إلى غذائهم في الشهور الأولى من أعمارهم.. فبالإضافة إلى مركب "أوميجا - 3" للأطفال الذين تعجلوا، يحتاج الجميع إلى مجموعة من الأحماض الدهنية يرمز لها بالحروف (DHA) حتى لا يشكون من متاعب في الإبصار فيما بعد.

والمعروف أن هذه الأحماض الدهنية هي وحدات البناء للأغشية المحيطة بالخلايا العصبية في شبكية العين وفي المخ، كما أنها هي التي تصنع الغشاء الخارجي لخلايا الدم الحمراء، وتزداد أهمية مجموعة ال (DHA) وضوحا إذا علمنا أنها تحتفظ بغشاء الخلايا العصبية رطبا وتصون له نفاذيته وهذه ضرورية للغاية، لأن عمل الخلية العصبية يعتمد على كفاءة مرور جزيئات من مركبات كيميائية خلال هذا الغشاء، مولدة الإشارات العصبية التي تنقل الإحساس بالرؤية من الشبكية إلى المخ. ويتسارع تكوين هذه الأغشية خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل والشهور الستة الأولى من عمر الوليد، ليمتد عملها حتى نهاية العمر. فإذا لم تتوافر تلك المجموعة المهمة من الأحماض الدهنية في غذاء الطفل، فإن أحماضا أخرى تحل محلها ولا تعمل عملها، فتكون النتيجة أغشية خلايا عصبية أقل طراوة وكفاءة ناقصة في نقل الإحساس بالصورة إلى المخ.

بقيت إشارة مهمة إلى أن مجموعة ال (DHA) تتوفر للأطفال السعداء الذين يحظون برضاعة طبيعية، أما الذين حرموا حليب الأم، فليس أمامهم غير الانتظار حتى الربيع القادم: الموعد المتوقع لتداول ألبان أطفال مصنعة، مضاف إليها أحماض (DHA)، من أجل الأطفال الأمريكيين، ومعهم كل أطفال العالم.

بيئة
النحل القاتل يغزو أمريكا

يعيش المسئولون عن البيئة ومالكو المناحل في الولايات المتحدة الأمريكية في رعب دائم من احتمال قائم لغزو منتظر من حشود نوع من النحل الشديد الشراسة، يهاجم الحيوانات والإنسان بضراوة إذا تعرض لأي إزعاج!

وبالرغم من أن ما يفرزه هذا النوع من سم لا يختلف كثيرا عن سم النحلة الأوربية "الطيبة"، فإن شدة توحشه واستعداده الدائم لاستخدام سلاح اللدغ يعرضان الضحية لأكبر عدد من اللدغات، مما يؤدي إلى الوفاة. ويقدر عدد ضحايا تلك النحلة من البشر في أمريكا الجنوبية بالمئات. وقد تبين أنه نوع إفريقي النشأة، استورده بعض النحالين البرازيليين، وتسربت بعض أسرابه من المناحل البرازيلية، وأخذت تتكاثر حتى أصبح تعداد حشودها بالملايين، وهي تتحرك في هجرات هائلة إلى الشمال، وتقطع 300 ميل في السنة.

وقد اشتركت حكومتا الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك في إقامة استحكامات دفاعية ضد تلك النحلة المدمرة، تكلفت 6.3 مليون دولار، وصممت وسائل الدفاع اعتمادا على عدم قدرة تلك النحلة الإفريقية على الطيران أعلى من 3 آلاف قدم فوق سطح الأرض. وقد أعدت لها كمائن في المناطق التي يتوقع الخبراء أن تمر بها، وهي عبارة عن خلايا خداعية تصدر منها روائح تشبه روائح الهرمونات الجنسية، تجذبها إلى داخل تلك الشراك. وما إن تستقر بها حتى يجذب العمال المدربون أكياسا من البلاستيك مصممة لتحيط بالخلية تماما، لتمنع الهواء عنها، فيموت النحل الشرس بداخلها مختنقا.

الجدير بالذكر أن بعض علماء الحشرات يرون أن وصول النحل الإفريقي إلى الشمال الأمريكي أمر محتوم، وأن الجهود التي تبذل لمنعه من الاقتراب يجب أن توجه إلى التقليل من آثاره التخريبية بعد أن يتم الغزو!

تكنولوجيا
الهلام الذكي

تمنح مجلة "ديسكفر" الأمريكية عدة جوائز سنوية لأفضل الأفكار والاختراعات التي تخدم العلم والتكنولوجيا. ومن بين هذه الجوائز واحدة متميزة يمنحها مجلس تحرير المجلة لصاحب أفضل اختراع يتصف بالجدة. وقد حصل على هذه الجائزة لعام 1996 فيزيائي أمريكي من أصل ياباني هو "تويويش تاناكا" عن اختراعه لنوع من الهلام "الجيلي" يتصف بالذكاء!!

إن هلام تاناكا قادر على التضخم والانكماش ليتغير حجمه بمقدار ألف مرة في أي من الحالين، مستجيبا لتغيرات طفيفة في درجة الحرارة أو الضوء أو غيرهما من المؤثرات البيئية. وتكون الاستجابة بالتورم أو بالتضاؤل في الحجم سريعة جدا أو بطيئة، حسب استخدام هذا الهلام العجيب.

ويحاول تاناكا إخضاع هلامه الذكي لبعض التطبيقات العملية، مثل استخدامه في حمل وتوصيل بعض المواد الدوائية إلى أعضاء محددة من الجسم البشري، واستخلاص الفضلات السامة. وتجري حاليا التجارب النهائية لاستخدام هذا الهلام في تصنيع بطانة بعض الأحذية الرياضية، بحيث تتمدد أو تنكمش حسب احتياج الرياضي، وبتأثير التغيرات في درجة حرارة القدم، فإذا حدث تحميل شديد على كعب القدم -مثلا- ارتفعت درجة حرارته، وهذا -بالتالي- يؤثر في البطانة الهلامية فتتمدد لتوفر للكعب المجهد حيزا أرحب يستقر فيه.

ولا تتوقف طموحات تاناكا عند حد، فهو يرى في اختراعه قدرات عديدة قد تساعد في المستقبل القريب في تصنيع عضلات بديلة للعضلات البشرية الممزقة أو الضامرة. يقول تاناكا: ما العضلة؟.. إنها -ببساطة- نسيج ينقبض وينبسط.. وهذا ما تفعله هلاماتي الذكية!!

***

ميزان حرارة للرضيع

يعرف الأمهات والآباء فائدة "السكاتة"، إذ يلجأون إليها حين يضج الرضيع من تأخر وجبة أو من إهمال مؤقت أو أي مصدر آخر للإزعاج، يقدمونها له فيطبق على حلمتها المطاطية الرقيقة بكل فمه الدقيق، يمتصها بحماس فتلهيه عما كان يشغله. ولكن الصينيين لم يكتفوا بهذه الفائدة، فأضافوا إلى هذه الأداة الطفولية الهشة وظيفة أخرى مهمة، إذ جعلوها تعمل كميزان حرارة.. فأطباء الأطفال يعجزون عن قياس درجة حرارة مرضاهم بالميزان العادي، عن طريق الفم، ويلجئون إلى التحايل على ذلك بوسائل أخرى.. وها هو طرف "السكاتة" المطاطي يستقر في فم الرضيع طويلا، ويمكن أن يؤدي دوره كموصل جيد للحرارة إذا صنع من المادة المناسبة، ثم يوصل بواسطة قطعة من السلك، في شكل حلزوني جميل، إلى عداد رقمي يتوسط قطعة من البلاستيك أو الخشب على هيئة حيوان محبب للطفل، ويقيس هذا الميزان درجات الحرارة بين 32 و 43 مئوية، ويتميز بأنه راصد دائم لدرجة حرارة الرضيع، في الصحة والمرض. ومن ميزاته أيضا أنه يطلق إشارة صوتية واضحة تنبه الأم الملازمة لطفلها المريض، إذا وصلت درجة الحرارة إلى الحد الحرج، فتسارع لإسعافه. ولهذا الميزان ذاكرة بسيطة تحتفظ بدرجة الحرارة المسجلة في وقت ما، حتى تتغير، لتسهل للطبيب أو للأبوين مراقبة تطور حالة الطفل المريض.

مسرح
أوسلو تحتفي بهنريك إبسن

شهدت العاصمة النرويجية أوسلو أخيرا مهرجانا مسرحيا قدمت خلاله 14 فرقة مسرحية من ثلاث قارات عروضا لأعمال الكاتب النرويجي العالمي الشهير هنريك إبسن . وقد افتتح المهرجان بعرض جديد لمسرحية "المدعون" للمخرج النرويجي تيري هاند ، تلاه عرض للمسرحية التي عرفتها كل لغات البشر تقريبا: "البطة البرية". ومن أطرف ما قدمه المهرجان معالجتان مختلفتان لمسرحية "بيرجنت" لفرقتين من فنلندا وسويسرا. وكانت مشاركة المسرح الروسي بعرض لمسرحية "السيدة إنجار". ولم يخل المهرجان من أعمال تجريبية، فقد جاءت فرقة مسرحية من ويلز لتقدم عرضا ساخرا عنوانه: "كيف تحيا؟"، وهو مكتوب خصيصا لأجل المهرجان، ومأخوذ عن سبع مسرحيات لإبسن.

العرض المسرحي الوحيد الذي لم يعتمد على أعمال إبسن كان للمخرج والممثل المسرحي الكندي الشهير روبرت ليباج ، الذي قدم بنفسه بعض المشاهد لمعالجة جديدة للأثر الشكسبيري الخالد: هاملت.

أما العرض الذي حظي بمعظم اهتمام الجمهور والنقاد، ونجح في استلاب أضواء المسرح من الفرق الأخرى، فكان لمسرحية إبسن المعروفة "عدو الشعب"، وقد قدمته فرقة صينية، وأثار دهشة المتفرجين حين رأوا الشخصية الرئيسية في المسرحية "دكتور ستوكمان" -عدو الشعب- يظهر على المسرح في الزي الذي اشتهر به الزعيم الصيني الراحل "ماوتسي تونج" ، وكان ممثلو الشخصيات المساعدة يرتدون ملابس الحرس الأحمر، بما يوحي بخصوصية المعالجة الصينية لهذه المسرحية التي أخرجها المخرج الصيني " وو كسياو يان ".. وتأكيدا لتلك الخصوصية، طعم المخرج عرضه بلمحات من المسرح الصيني التقليدي وأوبرا بكين.

رياضة
معامل الإجهاد الحراري

تؤثر درجة الحرارة في الأداء الرياضي، وبصفة خاصة في مسابقات العدو لمسافات تزيد على ألف وخمسمائة متر، وهي التي تتطلب مهارة خاصة في توزيع السرعة على طول مجرى السباق، مع الاحتفاظ بقدر من الطاقة والحيوية يسمح بانطلاقة سريعة عند خط النهاية. ويصف أحد العدائين حالته بعد الانتهاء من سباق طويل في يوم حار، يقول: "يبدو الأمر كما لو كنت تضع فرنا بداخل جسمك!".

ولعل ما يؤكد تأثير الحرارة على حيوية وإبداع الرياضيين أن أكبر عدد من الأرقام القياسية في ألعاب المضمار والميدان، للرجال والسيدات، قد تحقق في "أبرد" دورة أوليمبية حديثة.. في "سيول" عام 1988 ، وكان 24 رقما في 24 مسابقة، من إجمالي عدد المسابقات البالغ 43 مسابقة.

وفي أتلانتا، اتحدت درجة الحرارة، مع الرطوبة ضد الرياضيين -والجمهور أيضا- في "كوكتيل" خانق، فالرطوبة العالية تمنع الجسم من أن يعرق، والعرق هو الآلية الأساسية لخفض درجة حرارة الجسم البشري. وقد وجد أن لاعب الماراثون، على سبيل المثال، يفقد 2.5 لتر من سوائل جسمه، كل ساعة، في صورة عرق، وهي كمية مؤثرة يجب التنبه إلى تعويضها باستمرار أثناء السباق، وإلا تعرض الجسم للجفاف والتقلصات، وقد يحدث مثلما حدث للعداء الإيرلندي جون تريسي في سباق 10 آلاف متر بدورة موسكو في عام 1980 ، إذ سقط مغشيا عليه قبل نهاية السباق بقليل، لأنه غفل عن تعويض العرق بالسوائل.

وقد أجرى أحد علماء ولاية جورجيا الأمريكية دراسات موسعة حول تأثير درجة الحرارة في كفاءة الرياضيين في الألعاب الأوليمية، وحصل على بيانات واقعية من قياسات بدأ يجريها أثناء انعقاد دورة برشلونة، ولم ينتظر حتى تنعقد دورة أتلانتا، فاستمر يجمع قياساته في نفس مواقع الإنشاءات الخاصة بملاعب الدورة، منذ عام 1992، في الفترة من 19 يوليو حتى 4 أغسطس سنويا، وهي الفترة المحددة سلفا لوقائع الدورة، على أمل أن تكون نتائج دراسته في متناول الرياضيين ومدربيهم قبل بداية منافسات الدورة بوقت كاف، ليأخذوا حذرهم من حرارة الجو.

وقد قامت تلك الدراسة على "معامل" مهم، أطلق عليه صاحب الدراسة اسم "معامل الإجهاد الحراري"، تم حسابه من عدة قياسات تشمل درجة حرارة الموقع في الظل، وسرعة الريح، ودرجة الرطوبة، بالإضافة إلى درجة سطوع الشمس والإشعاع الحراري الأرضي. وقد توقع الباحث أن تكون قيمة المعامل الحراري عالية في الصباح، مع احتمال أن ترتفع أكثر، في نهاية شهر يوليو، في المساء أيضا. وقد شكا كثير من رياضيي أتلانتا من ارتفاع درجة الحرارة بما يؤكد توقعات تلك الدراسة.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




بعض الدهون مهمة لصحة إبصار الأطفال





النحلة الأوربية الطبية، يخاف النحالون الأمريكيون من اختلاط النحل الأفريقي الشرس بها..





المخترع تاناكا مع كرة من هلامه الذكي





أضاف الصينيون إلى السكاتة وظيفة جديدة





بطل مسرحية "عدو الشعب" في زي الزعيم "ماو"، في العرض الذي قدمته الفرقة الصينية لمسرحية إيسن الشهيرة





درجة الحرارة.. هل تؤثر في أداء الرياضي