إلي أن نلتقي

إلى أن نلتقي

ثلاث في مقابل واحد

في مقابل كل خريج من الذكور.. تتخرج ثلاث من الإناث كل عام من جامعة الكويت. ومعنى هذا أن البنات قد أصبحن أكثر شطارة واجتهادا من الأولاد بثلاث مرات على الأقل. والذي يلاحظ الإدارة الحكومية في الكويت يكتشف أنها تدريجيا بدأت تميل إلى الجانب النسائي. فقد أصبحت المرأة تحتل كل المناصب بدءا من وكيلة الوزارة إلى أصغر موظفة.

كنت أحسب أن هذه المشكلة وقف على الكويت فقط، ولكنني اكتشفت أنها مشكلة عالمية. فقد اكتشف في بريطانيا أنه في جميع المدارس تحقق البنات نتائج أفضل من الأولاد، بل إنهن حصلن على نتائج أفضل في مواد كان يعتقد في السابق أنها حكر على الأولاد مثل الرياضيات والعلوم وبدأت التحذيرات تتصاعد مع تدني مستوى الطلاب الذين سوف يصبحون رجال المستقبل وهم يعانون من تلك الخيبة القوية.

والأسباب وراء هذه الظاهرة عديدة، وهي بالمناسبة ليست لها صلة بالقدرة العقلية العامة للطلاب، ولا الفروق في مهارات القراءة والكتابة ولا مشكلات التعليم.. ولكن سببها الرئيسي كان سوء التصرف وعدم الالتزام بالدوام المدرسي أو عدم العمل بجدية داخل المدرسة، والأهم من ذلك السهر اليومي خارج المنزل.

كل هذا مفهوم في مجتمعنا الذي يفرض حصارا صارما حول البنت فيمنعها من الخروج والسهر ومتابعة القنوات الفضائية فلا تجد لها غير الكتاب المدرسي تضع فيه كل طاقتها بينما تتيح الحرية للولد للخروج في أي وقت وكل وقت، والسهر مع الرفاق في الديوانيات والأماكن العامة، وقضاء الوقت أمام الفيديو أو التنصت على مكالمات الغير، ولكن من الواضح أن هذا يحدث في كل المجتمعات حتى التي تتمتع فيها البنات بالكثير من الحرية ومع هذه الحرية فقد أثبتت البنات أنهن على قدر من المسئولية برغم انفتاح المجتمع من حولهن.

تدافعت هذه الخواطر إلى رأسي بمناسبة الانتخابات الكويتية الأخيرة لمجلس الأمة، وبخاصة عندما رأيت موكب المحتجات على حرمانهن من حق التصويت. لقد وقفت نساء وفتيات الكويت في طوابير طويلة وقد رفعن لافتات الاحتجاج وعلقن على صدورهن علامات الرفض لكل الظلم الواقع ضدهن وحرمانهن من حقهن في ممارسة الديمقراطية، فلا يعقل أن تعطى البنت أعلى الدرجات في الامتحانات، ثم نعطيها صفرا في صناديق التصويت، إلا إذا كان الأمر هو خوفنا من أن يتفوقن علينا أيضا في هذا المجال. ويأتي يوم نكتشف فيه أن مقاعد مجلس الأمة يحتلها أعضاء من النساء، على العموم ما زالت الجامعة توالي تخريج ثلاثة أضعاف عددها من البنات، ولأن المرأة دائما تؤمن بسياسة النفس الطويل فسوف تكسب هذه المعركة في النهاية.

 

أنور الياسين

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات