تألّقي

تألّقي

شعر

تَأَلّقِي
أشْعَلْتِ فيَّ أَرَقِي
وَنَشِبَتْ طَيَّ عظامي نازعاتُ القلقِ
وارتحلتْ في كل نبضٍ, نبضةٌ من شَفَق
تألقي, تدللي, وفي قِفَارى رَقْرِقي
ليس الذي في شاطئٍ, مثلَ الذي في غَرَق
ورَفْرفي بين ضلوعي, طائرًا, لم يُلْحقِ
وحَلّقي, كالكروانِ, في الهزيعِ, حَلِّقِي
وشاغِلي خَفْقَ جناحي, بالجناحِ النَّزِقِ

***

سئمتُ منِّي سأمًا, بات شقيَّ الْغَسَقِ
يطرُقُ بابي, في الصباحِ, كَمْ يَسُدُّ طُرُقي
يا أوجهًا مُمْتَصَّةً, كذابلاتِ الْوَرَق
لا تعرفُ الخُضرةَ, لا, ولا الْتماعَ الأَلَقِ
تخنقُ أَفْوَاهَ الشِّعابِ, واشْتِهَاءَ الْحَدَقِ
يا صرخةَ الجمرِ, أَذيبي صخْرَها, وأَحْرِقي
وطَهِّري المَوْرِدَ, صُبِّي فيه لَفْحَ الأَرَقِ
من بعدِ أن جافَتْهُ أسرابُ الضياءِ الْغَدِق

تألّقي
ليس يشيبُ أَرَقي
تَدَفَّقي موْجةَ عطرٍ, بالهوى, تدفقي
تدفقي عَصْفَةَ ريحٍ, وجنونَ شَبَقِ
تَرَفَّقِي, يا كروانًا, سابحًا في الأُفُقِ
ترفّقي, يَصْهَلُ جَمْرُ الماءِ, أنْ تَرَفَّقِي
تَدَثَّرِي غَوَارِبَ الإصْرَارِ, مِنْ تَشَوُّقي
تَذَوَّقِي أسئلةً في أضلعِي, تذوّقي
وَلَمْلِمِي شَظِيَّةً نَاشِبَةً, بالشَّفَقِ
ولَوِّنِيهَا بالغمَامِ, غارقًا في الْعَبَقِ

***

لا تَهْدَئِي, طَوَّقَكِ الشوقُ بِمَا لَمْ تَتَّقي
عندكَ أسحارُ النخيلِ, مائساتُ الْغَسَقِ
أنَا بِهَا فَزْعَةُ رِيشٍ, حائرٍ في الْحُرَقِ
ياكروانًا صادحًا, هلاَّ ضَمَمْتَ مِزَقِي
مَسَحْتَ مِنْ تَوَقُّرِي أَطْلاَلَ أَمْسِيَ الشَّقِي
أَشْعَلْتَ منْ صَبْوَتِيَ الأُولى, هُمومَ الْقَلَقِ

تألّقي
يا فَرْحَةً, تألّقي.

 

عبداللطيف عبدالحليم (أبوهمام)

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات