الغزالة إذْ ضَحِكَتْ

الغزالة إذْ ضَحِكَتْ

شعر

والمساء الحزينْ
والبنسفج إذْ يزدهي
ثم لا ينتهي
أو يودّع أصحابَهْ
أوْ يخونْ
والبنايات إذْ أَيْنَعَتْ
وَعَلتْ.. وَرَبتْ
ثم شقّتْ فضاءاتها
في غمام السكونْ
والشجيرات إذْ ذبلتْ
وَبَكَتْ
والفتاةُ الغزالة إذ ضَحِكَتْ
للفتى
فانتشى ذاهلاً.. وَمَشى
موغلا في الحنينْ
فبأيّ الأحاديث يحكي لها
وبِهِ ما بِها
وبأيّ الأناشيد,
يبدأ دمعاتِهِ?
وبأيّ الأناشيدِ,
يرشق نجماتِهِ
ثم يُنهي عذاباتهِ,
بابتكار الحديقةِ والوعدِ
والياسَمِينْ
أترى.. كنت ذاك الفتى
إذْ أتى
مُمْسكًا سيف أوهامِهِ
زارعا قمرًا.. ونخيلاً
وزيتونةً
أصلها ثابتٌ
بيدَ أنَّ فروع مَحَبّتها
في دمِ العاشقين
والفتاةَ التي ضَحِكَتْ
أتراها تكونْ
غزالته المستحمة بالمسكِ
والمستبدة بالكحلِ
إذْ يهرب العطر من شَعْرِها
لينيمَ صباباتِ طير سجينْ
أمْ ترانا إذنْ
فتيةً طيبينْ
يقولونَ ما يفعلون
وينفونَ ما يدّعون
إذا مكروا
عانقوا شجرًا
للجنونْ
ومضوا يسرعونَ الخُطى
نحو موتٍ حنون
والمساء الحزينْ!!

 

عزت الطيري

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات