قاهرة المعز.. دون مستجاب!

أسطر قليلة جاءتني من القاهرة عبر الهاتف المحمول, أفضت بي إلى الذهول! إنها - بتعبير أخينا الشاعر محمد جاد الرب - رحمه الله - :

          (ثلاثة أسطر... يا رب استر) لكونها كانت تنعى الصديق الكاتب القاص الراوئي الساخر (محمد مستجاب).

          أقرأ الخبر المفجع بعين الرافض غير المصدق من شدة وقع الصدمة!

          اللهم لا اعتراض. لكن ما أود قوله في هذا السياق هو: أن مستجاب كان - قبل مرضه ودخوله المستشفى - يملأ فضاء قاهرة المعز: دعابة, وقصًا, وحكيًا, وإبداعًا مترعًا بالسخرية اللاذعة التي تشكل علامته الفارقة الخاصة به, دون غيره من الكتّاب والقاصين والحكائين!

          لقد كنت على اتصال بذويه إبان مرضه, زوجه وعياله بخاصة, وبقية أهله بعامة.

          منذ أيام كنت أكلم السيدة حرمه وابنته الآنسة (سوسن) أصغر ذريته وآخر العنقود عنه, قالتا: إنه مازال في غرفة العناية المركزة, وغير مسموح لأحد بزيارته. الشاهد, أنه كان حيًا يرزق ويتنفس, إلى آخر المظاهر الدالة على (وجوده)! وقد وضعت الوجود بين قوسين لظني أنه خال من المعنى! ذلك أن (مستجاب) الذي نعرفه عن كثب: لسان يلعلع بالحكايا والخواطر والمداخلات والقصص والروايات. ومن هنا كنت أنتظر, في كل مرة أتصل هاتفيا للسؤال عنه, أن يقال لي إنه تحدث إلى زوجه وبنيه.. وغيرهم. ذلك أن حديثه إليهم علامة صحة, ودلالة عافية, وإشارة شفاء.

          إن الحكي الذي يلعلع به (مستجاب) في مجالسه, هو بمعنى من المعاني, إبداع مدهش, لا يقل قيمة عن إبداعه المكتوب! ذلك أن حديثه اليومي في شتى مناحي الحياة, يضاهي إبداعه المكتوب! حسبه أنه يقول (بعضمة لسانه) - ذات قعدة: (لقد ولدت وفي لساني معلقة من القصة)! قال لي هذه المقولة في معرض جوابه عن سؤالي له: متى ستكتب سيرتك الذاتية?

          قال على الفور: (ماقدرش أكتب سطرين من حياتي الخاصة.. مش لبذاءتها, وإنما لنقائها الشديد, حتى أنها لا تكاد ترى!!).

مستجاب وطه حسين

          واستطرد قائلاً في هذا السياق: إن (جريدة الأهالي) عرضت عليه الصفحة الأخيرة ليدبج فيها ما يعن له من كلمات بعيدة عن التنظير والسياسة اللذين تطفح بهما هذه الجريدة الرصينة.

          وقد كانت باكورة كتابته الذاتية في (الأهالي) عن د.طه حسين الذي كان رئيسًا لمجمع اللغة العربية بالقاهرة, حين كان (مستجاب) موظفًا فيه لأكثر من عشرين سنة. والسؤال الذي يدحرج نفسه هنا هو: ماذا كان محور مقالته عن (طه حسين عبدالعزيز)? قال كتبت فيها إنني أنا شخصيًا الذي دفنت عميد الأدب العربي, ودخلت به المقبرة, وواريته التراب بصفتي موظفًا في مجمع اللغة العربية فقط لا غير! والذي حصل وأنا صغير, أني كنت قاعد أشاهد فيلم (ظهور الإسلام), حين يظهر طه حسين في أول الفيلم, يقول كلمته بصوته الجهوري الرخيم الفخيم, وبطريقته المميزة العظيمة في الإلقاء, وكنت أشعر وأنا أنصت إليه داخل قاعة السينما (بديروط) أنه - طه حسين - لا يرى أحدًا سواي من هذا الحشد الكبير من الناس!

          وكان يقول لي: إن نهايتي يا (مستجاب) ستكون بين يديك! فظللت أنتظره وطال بي العمر حتى قضيت عليه سنة 1973!!

          وعندما ذهبت لاستخراج شهادة وفاته طلب مني موظف الصحة اسم طه حسين ثلاثيًا. وعبثًا حاولت إفهامه أن طه حسين هو طه حسين لا يحتاج لأي اسم إضافي. وعندما أصر قلت له: (اكتب.. طه حسين عبدالعزيز).

          ويبدو أن سؤالي له عن ضرورة كتابته لسيرته الذاتية, قد فتح شهيته للحكي مستطردًا بالموضوع ذات: كنا في جامعة حلوان في ندوة تجمع بعض المبدعين القاصين والروائيين والنقاد وأساتذة الأدب العربي. فشرع كل مبدع في الحديث عن تجربته في كتابة القصة. وراعني أن كل واحد منهم أخذ يلوك ويجتر معوله: ولدت فقيرًا لأب فقير, وبدأت أتعلم وأكافح, وتعلمت وقرأت (تيمور), وأرهقت كثيرًا من عوز والديّ! وقد أطنبوا في هذا السياق كثيرًا, حتى أن الفقر لم يجد أنبياء يمثلونه إلا في هذه الندوة!!

(معلقة) من القصة

          الشاهد: جاء دور (مستجاب) ليحكي عن تجربته في كتابة القصة فقال: (أنا ولدت وفي فمي معلقة من القصة.. وأنا أتحول وأتفتت إلى نص أدبي.. لا يهم كيف عشت.. لأن الأهم يكمن في قراءة قصة لي وتحليلها ومناقشتها.

          وبدأت الندوة البداية الحقيقية بقراءة نص.. ومناقشته واستقطاعه عن صاحبه بعيدًا.. ثم رده إليه مرة أخرى. وهذه هي (الورشة) الحقيقية للمناقشة بأنك تجيب صاحب النص وتغمره بالنص, فإذا كان النص رديئًا, تغمره بكل ما فيه من رداءة, وإن كان النص جميلاً تغرس على قبره وردة إذا كان متوفى! وتسلم إليه باليد إن كان حيًا يدب على أرض الحياة الدنيا).

          إن (مستجاب) الإنسان مخلوق جميل يتسم بصفات إنسانية, ومناقب اجتماعية لا يشعر بهما سوى الواحد الذي يخبر جوانيته من الداخل. فقد عاينته كيف كان يسلك مع اثنين من أطفالي (محمد ذي السنوات الست وعلي في الرابعة من عمره) عام 1991 بعد تحرير الكويت بشهور قليلة. ولا أعرف كيف استطاع أن يخرجهما من حالة الذعر والقلق والاكتئاب التي كانت تستحوذ عليهما آنذاك! فقد تحول إلى طفل يلعب معهما وبهما, وحاصرهما بالدعابة والمزاح, واللعب الطفولي المحرض على الضحكة الطفولية النقية (المفلترة) الصادرة من الأعماق! وتمنيت لو أنه يحل محل (المربية) الآسيوية التي كانت ترعاهما مثل بقية أقرانهما في ديار (بني نفط) الخليجية! وحين نقلت له أمنيتي سالفة الذكر قال -رحمه الله - يجب أن تعلم أن داخلي أمومة مذكرة, وليست أبوة فحسب!

الأبوة والأمومة

          ومن نافل القول: إن الإنسان الذي يحدب على أطفال أصدقائه الحميمين, ويغمرهم بالحب والعطف, وكل مشاعر الأمومة المذكرة, لا شك أنه سيسلك المنحى نفسه في داره وسط عياله. ولست هنا بمعرض إثارة المواجع لدى القراء المريدين للراحل, لكني أشير - مجرد إشارة - إلى الانقلاب الذي حدث لمستجاب الإنسان حين أصيبت (سوسن) أصغر عياله بمرض تكسر الدم. أيامها تجلت أبوته وأمومته في أجمل وأعمق معانيها!

          وأذكر في هذا السياق أنه كان شديد الامتنان لكل الذين آزروه في محنة مرض ابنته.

          وأحسب أن (مستجاب) - رحمه الله - قد نثر نتفًا من سيرته الذاتية - بصيغته الخاصة المميزة  - في العديد من نصوصه الإبداعية المختلفة. حيث تجلت في ثنايا متونها كـ (وصف دقيق للجهاز العصبي الداخلي - كالجهاز الهضمي مثلاً - دون الخوض في التنظير الممل والكلام الكبير الضخم الذي يرد - عادة - في العديد من السير الذاتية للمبدعين العرب. وأنا هنا أنقل رأيه الخاص المسجل لدي منذ خمس عشرة سنة, متأسيًا بطريقة أستاذنا الفنان (حمد عيسى الرجيب) الذي نصحني - رحمه الله - بتسجيل سهراتي مع الأدباء والفنانين مثل طاهر أبو فاشا - عبدالعليم عيسى - محمود السعدني - الشيخ عبدالحميد قطامش المحامي - الشيخ إمام عيسى - أحمد فؤاد نجم - محمد حمام - حسن نشأت - إبراهيم رجب - عبده داغر وفرقته الموسيقية - خيري شلبي - إبراهيم منصور - حسن الموجي - محمد جاد الرب - أحمد مخيمر - مرسي جميل عزيز - سعيد عبيد - د.يوسف دوخي - مصطفى عباس حلمي (ريكو) - بهجت عثمان - عبدالفتاح الصبحي - سعيد الشرايبي - أحمد البيضاوي - محمود الإدريسي - نعيمة سميح - الحبيب الأوباتي - عبدالله شقرون (وهؤلاء السبعة من المغرب) وغيرهم كثير ذكرنا بعضهم على سبيل المثال, لأن الحصر يحول المقالة إلى دليل تلفون ممل! وأعتقد أن نصيحة العم (بوخالد الرجيب) - رحمه الله وغفر له - جد مفيدة, حسبها أنها حرضتني بالرجوع إلى تسجيلات جلساتي مع (مستجاب) لتدبيج هذه المقالة.

اغتيال خاص

          وثمة شريط تسجيل أهدانيه (مستجاب) نفسه, يدل على أن الإبداع فيه يجري مجرى الدم في عروقه!

          فهو يعيش الإبداع ويمارسه في حياته اليومية, كتنفسه للهواء وشربه للماء! فالشريط سالف الذكر يوثق - إذاعيًا - ليوم وليلة اغتيال الرئيس أنور السادات - رحمه الله - عبر استخدام تقنية (المونتاج) الإذاعي ومن خلال تعقب ورصد خبر الاغتيال في الإذاعات المصرية والعربية, بحيث تحول (العبث) في موجات الراديو, والانتقال من محطة إلى أخرى, إلى عمل درامي إذاعي طافح بالسخرية المرّة من الإعلام العربي!!

          و(مستجاب) الإنسان من أباطرة الحكي والكلام في بر مصر المحروسة, ويمكن القول عنه - دون تعسف أو مبالغة - إنه (رحمه الله وغفر له) (مكلمة) ساخرة بامتياز!

          لا يضاهيه أحد ألبتة في ذرابة لسانه المدجج دومًا بالسخرية اللاذعة كما أسلفت!

          فهو - كإنسان وفنان - نسيج وحده لا يشبه أحدًا, ولا يضاهيه أحد!

          ففي أي جلسة تجده يستحوذ على الحديث ويستأثر بوقته جله, ضاربًا عرض الحائط بديمقراطية الهذرة المتاحة للإنسان العربي من المحيط إلى الخليج!

          وكنت أتمنى لو كان في مقدوري نشر نماذج من الإبداع الشفوي الساخر (لمستجاب) الذي اعتاد أن يدحرجه على مسامع الحاضرين من الأصدقاء والمريدين, لكن (المقام) في مجلة (العربي) (ولا غيرها!) لا يسمح بحرية النشر.. لأن إبداعه سالف الذكر جله يتمحور حول (التابوهات) والمحرمات الأربعة إياها: الدين, الجنس, السياسة وخدش الحياء! والعبدلله - في هذا السياق - يتساءل مع الكاتب الباحث (بوعلي ياسين) في الصفحة التاسعة من كتابه القيّم (بيان الحد بين الهزل والجد), حيث يقول في معرض التقتير في إيراد الشواهد والأمثلة النكتية المحرمة, (يكمن في مفارقة تجابه الكاتب في حياة عامة الناس: يروون لك النكات المحرّمة والبذيئة, ثم يغضبون ويحتجون إذا نشرتها! لماذا هذه الازدواجية?! أو لماذا هذا الإصرار على شفهية الثقافة الشعبية?!).

          لكن المرء لن يعدم وجود حكاية من جعبة صاحبنا - رحمه الله - تستأهل النشر, دون خشية من رقيب, لأنها (حشمة) ولا تثير حفيظة أحد!

          فإبان عمله في السد العالي بالستينيات حدثت حرب 1967 والمعروفة حركيًا بـ (حرب النكسة) وقد أشاعت إسرائيل يومها - يروي مستجاب - أنها تنوي تدمير موقع السد العالي! وكانت معدات المحطات الكهربائية موجودة على الأرض في صناديقها, وقد أمرت القيادة السياسية كل العاملين من إداريين ومهندسين وفنيين وعمّال كادحين يعملون في الحر والقر بمغادرة أسوان. والذي حدث أن المديرين والمهندسين والتقنيين غادروا الموقع على عجالة.. لكن العمال تحلقوا حول المحطات الكهربائية كدرع بشري يحميها من نيران الطائرات الإسرائيلية! صحيح أن التهديد المذكور آنفًا لم ينفذ, إلا أن (مستجاب) يروي الواقعة بنبرة شجن معجون بالفخر والاعتزاز, ربما لأن جل العمال الذين أسهموا في بناء السد العالي هم (بلدياته) من (الصعايدة) الأقحاح!

          إن جعبة (مستجاب) كما جراب الحاوي لا تنفد أبدًا من الحكايا والذكريات والتجارب, فضلاً عن القصص والروايات والتعليقات, وكل ألوان السرد والحكي التي تشكل (ثقافة السخرية) المرة اللاذعة.

          وختامًا أقول لأخي (مستجاب) - رحمه الله وغفر له - :

          (عندما تراني أضحك
          فإنني إنما أفعل ذلك
          لأمنع نفسي من الاسترسال في البكاء).

          وهذا مقطع من أغنية من أغاني (البلوز) التي يغنيها الزنوج.

وداعًا.. مستجاب

          بينما كان على فراش المرض, قريبا من حافة الموت, أصر محمد مستجاب على أن يكتب للعربي آخر سطوره, وكان كالعهد به ساخرا لدرجة المرارة, لا يملك سوى النكتة, يحاول أن يقاوم بها صنوف الآلام التي تغزو جسده, وبعد هذه الصفحات سوف يجد القارئ المقالة قبل الأخيرة لكاتبنا الكبير, وفي الشهر المقبل سوف تنشر العربي آخر ما خطه مستجاب, بعد ذلك سوف تطوى صحائفه, ويجف مداد قلبه الذي امتلأ دوما بالبهجة والأسى, استسلم محمد مستجاب للراحة, وكأنه لا يدرك أنها استراحة الموت, كان يؤمن أن طاقة الحياة الموجودة في داخلة كفيلة بإزهاق روح اليأس, ولكن الله غالب على أمره, شاء أن يرحل عنا واحد من أكثر الكتاب العرب موهبة وخصوصية وتلقائية وتميزا, في مجموعته القصصية الأولى التي صدرت عام 1984 بعنوان (ديروط الشريف) وهو اسم بلدته في صعيد مصر, هناك قصة لا يمكن أن تنسى تسمى (كوبري البغيلي), تتلقى الشرطة فيها بلاغا عن جثة موجودة تحت كوبري البغيلي, وهو مجرد قنطرة خشبية على إحدى الترع المصرية, وتذهب الشرطة إلى هناك ويبدأ الغواصون في البحث تحت الماء, ولكنهم لا يخرجون جثة, بل يخرجون أشياء أخرى غريبة, آثارًا لحضارات غابرة, ونقوشا تحمل أسماء ملوك وملكات, وبقايا حروب خاسرة, وحكايات ناقصة, وحيوانات نافقة, وعاديات مفقودة, وتمائم وأحجبة, كل أحشاء التاريخ الغارقة تحت هذه المياه الآسنة, هكذا في كلمات موجزة وضع مستجاب أمامنا طبقات الحضارة المتراكمة لتاريخ لم يرو أبدا بالطريقة الصحيحة, وهي أشبه بالأعماق الخفية التي يستمد منها مستجاب قصصه وحكاياته, ففيها تركيبة برية من القصص الشعبية والأساطير والتراث العربي والثقافة المعاصرة, وعدد لا يحصى من القواميس اللغوية, وهو يمزج كل هذا في تلقائية مدهشة كي يقدم لنا في واقع سحري يتفرد به, قبل أن نسمع بالواقعية السحرية التي حملتها إلينا رياح التيارات الأدبية من أمريكا اللاتينة, لقد قادته موهبته في درب لم يسلكه أحد, وبالرغم من جنوحه للخيال فقد كانت كل كتاباته شديدة القرب إلى نفسه, حتى أنها اختلطت إلى حد كبير بسيرته الذاتية, فحملت عناوين كتبه أسماء مثل (قيام وانهيار آل مستجاب) و (إنه الرابع من آل مستجاب), وقد وجد من تجربة حياته الثرية مادة تجعله واحدا من أكبر الصعاليك العرب وأكثرهم كرما كأنه عروة بن الورد, وقد عاد في أهاب عصري. فبعد أن اشترك في بناء السد العالي عاش مستجاب في قلب القاهرة, وملأها ضجيجا وصخبا وقصصا, ولكنه كان على هامشها طوال الوقت, فلم تفتح له هذه المدينة القاسية قلبها ولم تعطه منصبا يليق, ولا الجوائز الأدبية التي يستحقها, ففي الوقت الذي كان فيه الأفاقون والمنافقون يحتلون مراكز السلطة الرخية, كان مستجاب يحمل (بقجة) موهبته, ويعلقها على قلمه وينتقل بها من صحيفة إلى أخرى دون مهادنة أو مداهنة, ظل قلمه أبيا حتى النفس الأخير, وقد حل بقلمه في بيوت كثيرة, ولكن (العربي) كانت دائما بيته الأثير, أقام على صفحاتها بانتظام منذ عام 1992 أي منذ حوالي 13 عاما دون انقطاع, وتابع قراء (واحة العربي) كيف تتقد هذه الموهبة وهي تصهر كل خبراتها المعرفية في بوتقة واحدة, فتمزج المعرفة العميقة بتراث اللغة مع الخبرات الشعبية, وتضيف إليها لمسة من الأساطير والآداب العالمية, حتى تنتج لنا في مطلع كل شهر قطعة من النثر العربي مغزولة كخيوط الدانتيلا, متداخلة في إحكام, وكاشفة في دقة,, لقد أخرجت (العربي) المجموعة الأولي من هذه المقالات في كتاب ممتع هو (نبش الغراب), وهي تستعد لإصدار المجموعة الثانية لعلها تكرم هذا الضيف العزيز الذي أدخل البسمة إلى صفحاتها وأكرمها بأن أعطاها خلاصة من نفسه. رحم الله محمد مستجاب وغفر له, وألهم أهله وأولاده وكل محبيه وقرائه العزاء عن فقده, وأسكنه فسيح جناته, وألهمنا جميعا الصبر والسلوان.

(العربي)