حوارات إحسان عباس

حوارات إحسان عباس

كان د.إحسان عباس باحثًا وناقدًا كبيرًا. ومع أنه انصرف في سنواته الأخيرة إلى الكتابة التاريخية, إلا أن همه الأساسي الذي ظل مستحوذًا عليه إلى أن توفي, رحمه الله, كان البحث والنقد.

وتتضمن الحوارات التي جمعها د.يوسف بكار, أستاذ الأدب والنقد بجامعة اليرموك مواقف وآراء مهمة للدكتور إحسان عباس, نشير إلى بعضها في ما يلي:

- أقرأ نقدًا لا أفهمه ولا أدري إلى من يتجه. كما لا أدري ما الفائدة من أن أكتب قصيدة مقابل قصيدة. وعندما أكتب قصيدة أكتب في مقابلها قصيدة نقدية. هذا النقد أنا لم أتعوّده ولم آلفه, ولا أدري مدى أثره في نفوس الآخرين. أنا لا أقول إن النقد في أزمة, ولكن أقول إنه ليس هناك نقد.

- شوقي ضيف أستاذ قدير ومؤلف نشط جدًا. ومع أني أسجل اختلافي معه في المنهج الذي رسمه في دراساته عن تاريخ الأدب, فهذا المنهج أفاد من ناحية, وأضرّ من ناحية أخرى. أفاد من ناحية أنه رسم خطّا لتاريخ الأدب بأسلوب طه حسين, وطه حسين هو عقدة أستاذي شوقي ضيف, وأضرّ بالآخرين, وخاصة من تخرجوا في الجامعات المصرية, فهم لا يفرّقون بين دراسات الأدب وتاريخ الأدب.

- محمود محمد شاكر ليس عنده مورد رزق. اشتغل بمجلة (المختار) ليكسب رزقًا. فقد كان قديرًا في معرفته باللغة الإنجليزية وضليعًا في عمله بدقائق اللغة العربية. ولم يشتغل بها لأنه كان أجيرًا أو متواطئًا مع جهة أجنبية.

- إنني ضد الاقتراض الشديد الذي يجعل الإنسان يتصرف بما لا يخصه. لا خلاف على ضرورة الاستفادة من الثقافة النقدية الغربية شريطة إدراجها في منظور مميز يعرف الفرق بين إشكاليتنا الثقافية وإشكالية الآخر. وقد استفدت شخصيًا من ثقافة الغرب, غير أني كنت أحوّل هذه الثقافة إلى عنصر من العناصر المتعددة التي أتعامل بها مع النص المدروس, والذي ينتمي إلى بيئة خاصة به.

- أنا لستُ من أولئك الذين يطبقون نهجًا بعينه على جميع النصوص الشعرية. ذلك أن هذه النصوص أغنى بكثير من المناهج.

بل إن المنهج الجديد لا يولد إلا بسبب الجديد الشعري الذي يحضّ عليه.

- كل قصيدة وكل نص نثري يحتاج إلى منهج خاص به. وهذا ما توصلت إليه أخيرًا.

- إن نشر كتابي في السياب توافق مع نشر ديوانه عن دار مجلة شعر, بعد أن قام السياب بحذف قصائد كثيرة يهاجم فيها أمريكا. وحين أشرت إلى ذلك قام صاحب المجلة وشتمني بشكل مقذع في مقالة من ثلاث صفحات كلها شتائم. ولم أردّ عليه!

- إن الإخلاص للبحث العلمي يتطلب من المرء ألاّ يتطلّع إلى المناصب. لا أحد يستطيع أن يجمع بين الإخلاص للبحث العلمي والإخلاص للمنصب.

 

يوسف بكار

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات