عزيزي العربي

عزيزي العربي

حول (بائع الجثث)

في العدد (553) ديسمبر 2004, وردت قصة بعنوان (بائع الجثث), للقاص عبدالستار ناصر من الأردن, والقصة تنتظم إطارًا حكائيًا تقليديًا, فهي (حدوتة) لها بداية ووسط ونهاية, ولكنها تفتقد - إذا أردنا أن نحكم عليها من منظور نقدي تقليدي - عنصر التشويق, فالقارئ يستطيع أن يتنبأ بنهاية القصة من قراءة العنوان أو الفقرة الأولى, إذ أنها ترجمة لقاعدة متأصلة في ثقافتنا العربية (الجزاء من جنس العمل), وما جعل القاص يتجه وجهة محددة للوصول بالقصة إلى النهاية الطبيعية, ولا يخفى ما لهذا من أثر سلبي على حيوية القصة وتدفقها بحرية دون قيود.

تخلل القصة بعض (الدوال), التي اختلفت درجة عمقها حسب دورها في بنية القصة, فتركيز المشتري على أن تكون الجثة لرجل يشير بشكل أو بآخر إلى الثقافة الذكورية, التي تسود عالمنا, حتى في تجارة الموتى, وكأن الرجل هو النموذج المثالي للجنس البشري, وقد أضفى هذا الدال على القصة واقعية وعمقًا.

أما عن الغراب الذي ظهر عندما تغير التاجر (عبدالعباس), وأحسّ (جياش), بالخوف, وبالتشاؤم, فإنني أرى أنه رمز تقليدي للتشاؤم, كما أن دوره في القصة متقلص إلى حد السطحية, وعدم الجدوى, كما أنني لا أفهم كون الغراب طائرًا يشبه الغراب, إذ ما فائدة ذلك?!

(لم يتمكن أبدًا من اكتشاف السر وراء شراء تلك الجثث), هذه الجملة تجسّد مأساة الإنسان, الذي يجهل السر وراء أفعاله وفقدانه (الهدفية)... الإحساس العميق بلاجدوى العمل والكدح والتعب, ما أعطى للقصة بعدًا إنسانيًا حميمًا.

على أن القصة انتهت فجأة وحسمتها جملة واحدة, جاءت مباشرة وسطحية ومفاجئة, وهي جملة (سقط في الحفرة وحسم أمره مع الحياة), ثم كيف تمكث الجثة أسبوعًا كاملاً, وبعدها تكون صالحة للبيع? أوليست تلك مدة طويلة تسمح بتغير رائحة الجثة ما يفقدها قيمتها التجارية?!

وعمومًا, فإنني أشكر مجلة (العربي) على اهتمامها بهذا الفن الراقي الإنساني الجميل.

شعبان أحمد عثمان
بني سويف - مصر

كي لا نبخس الأقدمين حقهم

ينتشر كثير من اللغط بين الناس عن أن العرب قبل الإسلام, كانوا عبارة عن قبائل غارقة في الجهل والتخلف, يقومون بقبائح الأعمال وذمائم الأفعال, ويتصفون برذائل الأخلاق.

وللأمانة التاريخية, لابد لنا من تصحيح هذا المفهوم المعتم والمشوّه عن أجدادنا وأسلافنا, إذ صحيح أن الإسلام قد قوّم سلوك العرب الأولين, وفتّح بصائرهم ونوّر قلوبهم بالإيمان, فسما بأرواحهم, وشذّب أخلاقهم, وذلك بتبنّي الخلق الكريم, والتحلّي به, ونبذ الخلق السيئ. إذ أمر بالتخلي عن العادات الجاهلية الكريهة, كوأد البنات, وأنواع الزواج, التي تسبب اختلاط الأنساب, وغيرها من التصرّفات والسلوكيات, التي كانت تشوب النفس العربية الأبية. إلا أنه شدّد على الأخلاق الحميدة, التي كان العرب يتمتعون بها, كالكرم والفروسية والشجاعة وإكرام الضيف ونصرة المظلوم, وإغاثة الملهوف, والكثير الكثير من الأخلاق النبيلة, التي امتاز بها العرب عن غيرهم من الأمم. ناهيك عن أنهم كانوا منارة للأدب والشعر والبلاغة, فمن منا لا يعرف (سوق عكاظ), الذي ذاع صيته في الأصقاع, وعمّت شهرته الأرجاء في تلك الأيام. ولهذا كله, فإن الله عز وجل قد اختارهم واصطفاهم من بين الأمم قاطبة, وأنزل عليهم الإسلام, لأنه يعرف أنهم خير مَن سيحمل هذه الأمانة الغالية, وسيقوم بنشر هذا الدين الجديد, لا بقوة السيف, بل بالخلق الحسن والمثل الصالح, فهم كما قال الله عنهم في كتابه العزيز كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس .

وهكذا, فإنه بامتزاج الأخلاق العربية الأصيلة مع أخلاق الإسلام, كانت الأمة العربية المسلمة مثالاً يحتذى به من قبل الأمم كافة, فكان العرب المسلمون حافزًا لغيرهم للدخول في الدين, وتمخض عن ذلك نشوء الدولة الإسلامية, التي فتحت العديد من البلاد والأمصار, وقهرت إمبراطوريات الظلم والفساد كالدولتين الفارسية والرومانية, ونشرت السلام والعدل بين الشعوب والأمم, وأرست الرخاء والتقدم فيها. ولعل من أكبر الأدلة على سمو أخلاق هذه الأمة قول المستشرق الفرنسي (غوستاف لوبون): (لم يعرف التاريخ فاتحًا أرحم من العرب).

لذلك علينا ألا نبخس العرب قدرهم, وألا نحقّرهم أو نقلل من شأنهم بذمنا تاريخ أجدادنا, والتجنّي على مكارم أخلاقهم, لأن ذلك يخدم مصالح أعداء الأمة العربية, والحاقدين على ماضيها المشرق الوضّاء, وكأننا نسلّمهم سلاحًا كالسيف البتّار يسلّطونه على رقابنا, فيعمل فينا تقطيعًا وإيلامًا, إذ ما من شاهدٍ على المرء أصدق من نفسه.

أنس حبوس
دمشق - سورية

مداخلة

الإصلاح.. من أين يبدأ?

قرأت حديث الشهر للدكتور سليمان إبراهيم العسكري رئيس التحرير المنشور في العدد (559) لشهر يونيو 2005 وكان بعنوان (الإصلاح من أين بدأ غيرنا?), ولقد شعرت بالمتعة الحقيقية لمناقشة هذا الموضوع في مجلتنا الغالية على قلوبنا. وقراءتي للموضوع دفعتني لأكتب وجهة نظري, وهنا أشير إلى أن الإصلاح يجب أن يبدأ من أنفسنا كما ذكر في القرآن الكريم إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم صدق الله العظيم.

وهنا الجواب الشافي طبعًا, فإذا أردنا الإصلاح فيجب أن نبدأ من أنفسنا ومن داخل بيوتنا. يجب على الإنسان أن ينظر إلى نفسه ويقول أين الخطأ وأين الصواب ويجب على كل إنسان أن يبدأ بالبحث عن حل لكل ما هو خطأ وهنا ملاحظة: يجب علينا التحاور والتشاور في كل الأمور, مع أننا الآن نعيش حياة صعبة بعض الشيء, ولكن إذا أردنا الإصلاح فعليًا فيجب علينا أن نقترب بعضنا من البعض الآخر أكثر وألا نفكر فيما مضى بل يجب أن نخطط للمستقبل ونزرع كي نحصد, فكلما كان زرعنا صادقًا طيبًا وجيدًا كان حصادنا خيرًا إن شاء الله.

أشكر في الختام مجلتنا وكل من يقوم بتطوير وتحديث هذه المجلة التي هي بمنزلة الصديق الغالي الذي ننتظر قدومه كل شهر وتحياتي إلى العاملين في ملحق العربي العلمي الذي أدخل السرور إلى قلبي.

حمود محمود كريم
حماة - سورية

هل ناور محمد عبده لحماية مشروعه الإصلاحي?

في ملف مجلة العربي العدد (559 ) لشهر يونيو 2005 حول الشيخ محمد عبده (رحمه الله) وتحت عنوان: محمد عبده والصحوة الإسلامية المجهضة للدكتور محمد جابر الأنصاري كتب ما يلي: (وليس صحيحا ما شاع لدى دارسي تاريخ الفكر العربي الحديث أن محمد عبده (تلميذ) جمال الدين الأفغاني. حقا ثمة أسبقية زمنية للأفغاني بظهوره على مسرح الأحداث بمصر, وكان محمد عبده (الشاب ) من المشاركين في ندواته في المرحلة الأولى من حياته, إلا أن الأفغاني كان ناشطا سياسيا أكثر من كونه مفكرا بالمعنى الدقيق للكلمة وإلا فأين فكر الأفغاني عدا خطبه السياسية).

وفي الحقيقة: إن الشيخ محمد عبده يعتبر جمال الدين الأفغاني أستاذه الكبير وبمنزلة الأب الروحي له, حيث يقول: (إن أبي وهبني حياة يشاركني فيها علي ومحروس (شقيقان للشيخ) والسيد جمال الدين الأفغاني وهبني حياة أشارك فيها محمدا وإبراهيم وموسى وعيسى والأولياء والقديسين) (موسوعة عصر النهضة : الإمام محمد عبده, جدلية العقل والنهضة: ص 26, سمير أبوحمدان, الشركة العالمية للكتاب).

والشيخ محمد عبده لم يدع للإصلاح الديني والتربوي والاجتماعي أولا, بل ذلك كان بعد ابتعاده عن الأنشطة السياسية (في العام 1885م) وجاء بعد حل التنظيم السياسي السري لجمال الدين الأفغاني في باريس (العروة الوثقى) وإقفال المجلة (العام 1884 م), حيث إن جمال الدين الأفغاني استقدم الشيخ محمد عبده إلى باريس بعد أن فشلت ثورة أحمد عرابي التي اعتبر الشيخ محمد عبده أحد الداعمين لها وكشفت علاقته مع الحزب الوطني الحر حيث سجن الشيخ محمد عبده ثلاثة أشهر ونفي بعد ذلك من مصر لمدة ثلاث سنوات.

وهكذا غادر مصر إلى بيروت العام 1882م وسافر بعدها إلى باريس وشارك في تنظيم جمال الدين الأفغاني - كما ذكرنا - وزار أيضا لندن العام 1884م والتقى عددًا من رجال السياسة والإعلام بغية كشف حقيقة الاستعمار والتماس ولو وعودًا بالجلاء عن مصر, وبعد أن تابعت المخابرات البريطانية أنشطة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وضيقت الخناق عليهما اضطرا إلى وقف صدور مجلة العروة الوثقى (استمر صدورها ثمانية أشهر, حيث توقفت بعد صدور العدد الثامن عشر, من 13 مارس 1884م إلى 17 أكتوبر 1884م) .

وفي العام 1885م عاد الشيخ محمد عبده مرة أخرى إلى بيروت, وهنا استعان باللورد كرومر ذي النفوذ المؤثر داخل البلاط الملكي لفض النزاعات القائمة بينه وبين الخديو توفيق ثم مع الخديو إسماعيل, وهنا بدأت المحطة الثانية في حياة الشيخ محمد عبده فبعد أن تأمل ثورة عرابي والكيفية التي قمعت بها, وفشله في محاولة التأثير على الرأي البريطاني أثناء زيارته اللندنية وبعد أن أحبطت المخابرات البريطانية الأمل المرتجى من التنظيم السري (العروة الوثقى) في باريس كصوت للمقاومة والتحرر وبعد إغلاق المجلة, كانت النتيجة : أن الأمة غير مهيأة للإصلاحات السياسية الفورية والسريعة وعليه ركز الشيخ محمد عبده جهوده للإصلاح التربوي والديني بعد أن هادن الاستعمار السياسي للتصدي للاستعمار الثقافي والغزو الفكري.

ويقول الكاتب أيضا : (كما أن شعور عبده بالكراهية تجاه الأسرة التركية الحاكمة في مصر وعميدها محمد علي لم يكن خافيا في كتاباته ومواقفه..)

وفي الحقيقة أن من الأمور التي تثير الدهشة والاستغراب في حياة الشيخ محمد عبده موقفه من السلطنة العثمانية, فعندما كان في مصر وهددت من قبل العثمانيين رفع الشيخ محمد عبده رايات المقاومة والتصدي وتجلى ذلك في الكثير من كتاباته وأقواله ونشاطاته, ولكن عقب نفيه من مصر أعلن ولاءه للسلطنة العثمانية مثلما اتضح من خلال خطبه فهو القائل : (إن من له قلب من أهل الدين الإسلامي يرى أن المحافظة على الدولة العثمانية ثالث العقائد بعد الإيمان بالله ورسوله فإنها وحدها الحافظة لسلطان الدين الكافلة ببقاء حوزته وليس للدين سلطان في سواها) (المصدر السابق ص 8).

ومن المثير للحيرة أيضا موقف الشيخ محمد عبده من اللغتين العربية والتركية, فقد طالب العرب بإتقان اللغة التركية في الوقت الذي طالب فيه معظم المصلحين بمواجهة عملية التتريك, فقال الشيخ محمد عبده واصفا اللغة التركية : (اللغة الرسمية في الممالك العثمانية, فيها حياتنا السياسية وبها نقف على هدي مولانا الخليفة الأعظم أيده الله بنصره) (المصدر السابق ص 93).

ولعل هذا التناقض في مواقف الشيخ محمد عبده يعود إلى إتباعه أسلوبي المراوغة والمناورة من أجل حماية مشروعه الإصلاحي أو ربما جاء هذا للضغط التركي عليه.

إسحاق العجمي
الفاو - سلطنة عمان

مصافحة

لسنوات طويلة افتقدنا مطالعة مجلة العرب والشرفاء في العالم تلك المجلة التي افتقدناها كما افتقدنا رؤية أشقائنا الكويتيين جراء السياسة الرعناء لسفاح العراق المخلوع صدام الذي حرمنا حتى من رؤية هذه المجلة الرائعة. لقد قمت بالبحث عن الأعداد القديمة لهذه المجلة وجمعت ما بوسعي منها لكن الجديد كان ضائعًا وحين وجدت موقعها على الإنترنت سارعت لمراسلتها والتواصل معها, وحبذا لو تزداد الأعداد الواردة للعراق من هذه المجلة, فهي ليست مجلة عادية, إنها كتاب منوع والحمدلله على أي حال وأبعث سلامي إلى الكويت الشقيق أميرًا وحكومة وشعبا.

رغم انقطاع مجلتكم عن متناول أيدينا لفترة طويلة, إلا أن القارئ العراقي لا ينفك يبحث عنها في كل المدن التي تتوافر فيها, وفي الدول المجاورة للعراق. والآن توزع لدينا تلك المجلة الموسوعة والشاملة لكل ثقافات العالم, وتشد القارئ دائمًا لمحتواها.

إنني أرجو الاهتمام بموضوع الخرائط العربية القديمة والتخطيط العمراني الذي كان قبل مائة عام تقريبًا وإيجاد فسحة للبدء بإظهار تلك الموضوعات مجددًا, فالعمران الحديث بدأ ينسي الناس جماليات الإعمار القديم ومدى تأثيره في كل ما هو موروث من الفلكلور العربي الأصيل.

- أتوجه الشكر لكل القائمين على إخراج مجلة (العربي) إلى كل العرب في هذه الصورة المشرفة, وذلك في إضافة جديدة إلى التراث الثقافي الكويتي, وتأكيدًا للدور الرائد, الذي يتزايد كل يوم في محاولة لزيادة الوعي الثقافي لدى القارئ العربي, فلكم جزيل الشكر على هذا الجهد, وإلى مزيد من التقدم والرقي إن شاء الله.

- عندما رأيتها لأول وهلة خفق قلبي بشدة, وأصابني كيوبيد في مقتل, وحتى هذه اللحظة, لم أستطع من حبها هربًا, مازلت أذكر أول لقائي بها وكان ذلك في صيف العام 1997, ومنذ ذلك الحين, وأنا أتلهّف للقائها كل شهر, وأظل أتذكر لقياها طوال هذا الشهر إلى أن يحين موعد اللقاء الآخر. تلك ببساطة هي قصتي مع معشوقتي الأولى والأخيرة عروس الصحافة العربية مجلة (العربي).

- بداية أشكر أسرة مجلة (العربي) جميعها على الجهود الكبيرة التي تبذل في سبيل تقديم كل ما هو مفيد وجديد من خلال هذا العمل, ومن خلال كل التسهيلات المبذولة في سبيل إيصاله لكل قارئ عربي في العالم, ونتمنى للمجلة التطور المستمر بإذن الله. وشكرًا.

- لي الشرف أن أتقدم إلى كل من ساهم في إنجاز هذه المجلة وأقدم شكري الخالص إلى كل القرّاء.

- مجلة عريقة لها تاريخها المتميز, تتناول موضوعات مختلفة, وقد استفدنا من هذه المجلة كثيرًا, حيث إننا مشتركون بها منذ الستينيات, أي بدايات الإصدار, ولكن مجلة (العربي الصغير) تباع مستقلة عن المجلة, لماذا?... وشكرًا.

- كم أكون سعيدًا بالكتابة لمجلتي العزيزة, التي رافقتني منذ نعومة أظفاري, ولازلت أشعر بسعادة تغمرني وأنا أكتب لكم تعبيرًا عن مشاعري, التي تفيض حبًا لهذه المجلة الرائدة. تحياتي.

- تحية وبعد, لقد تابعت مجلة (العربي) الغراء منذ العام 1967, وأحتفظ بجميع أعدادها. حيث جمعت كل خمسة أعداد في مجلد, وقد جمعت الأعداد السابقة لسنة 1967, ولدي 95% على الأقل من المجموعة, وإنني حريص على توريث هذه الثروة لأولادي. أشكر القائمين على هذا النبع الثقافي الدائم, الذي يزوّدنا بالتنوّع الفكري والمعرفي.

- أهنئ القائمين على مجلة (العربي), وأدعو لهم بدوام التقدم والنجاح, لكونها المجلة التي ترعرعت منذ طفولتي, وهي تزيّن رفوف مكتبتنا منذ الأعداد الأولى لها.

  • القارئ: خالد النغيمشي من القصيم بالسعودية أرسل مبديا ملاحظتين ويقول:

قرأت في العدد (554) يناير 2005 خطأين من أكثر الأخطاء النحوية انتشارًا وهما:

1- في الصفحة رقم 7 وردت كلمة - كعرب ومسلمين - والخطأ هنا هو استعمال كاف التشبيه في غير موضعها, وهذا يقتضي أننا لسنا عربا ولا مسلمين, فإذا قلنا القط كالأسد فإن القط ليس أسدا. والصحيح أن نقول كونناعربًا ومسلمين. وأتت هذه الصيغة من ترجمة حرفية من اللغة الإنجليزية, مثل: As a teache' I like good students حيث تترجم هذه الجملة خطأ مثل كمدرس, أحب التلاميذ المجتهدين. والصحيح أن نقول: كوني مدرسا أحب التلاميذالمجتهدين.

2 - في الصفحة رقم (208) وردت كلمة (اللانهائي) ودخول (ال) التعريف على الأحرف من فاحش الخطأ لأنها خاصة بالأسماء. وأتى هذا الخطأ من ترجمة حرفية من الإنجليزية كقولك the non-Linear اللاخطي والصحيح قول غير خطي في التنكير وغير الخطي في التعريف.

وتريات

فيم انتظارك?!

فيمَ انتظارك سيّدي?
لا تنتظر ما لا يجيء
ولا تدع قمر الأماسي
يمتطي فرس السحابة في المدارْ
لا تترك الحلم الجميل
يضيع في بيد السراب
وفي رؤى الشفق المُخضَّب بالأَوارْ
رقرق مآسيك القديمة
زركش الثلج المهيب على جبينك
والبياض المُستهام
خرائط البرق التي ارتسمت على وجه النَّضارْ
اشرح شجونك للنوارس
في الشطوط المستحيلة
للبنفسج حين ينهض من رماد الاحتضارْ
أسرج خيولك
كيف في المضمار تركض?
كيف تصهل في المراعي حين يُجْدِبُها البوار?!
لا تنتظر يا سيدي ما لا يجيء
ولا تدع قمر الأماسي
يمتطي فرس السَّحابة في المدارْ
فيم انتظارك?
قُم تماهى في رباب الموج
في قيثارة الفردوس
في ذكرى تُموج على شطوط الانكسارْ
لا تلعن الزَّمن الرَّديء
ولا تقل: إنّا خطونا رحلة العمر الطويلة
في استلابٍ.. واغْترابٍ
دون أهلٍ.. دونَ صَحْبٍ.. دونَ دارْ
لا تنتظر
واطْلق سراح الموج
وابْحر بالسفائن
للمدائن في شرايين البحارْ
فيمَ انتظارك سيدي?
لا تنتظر ما لا يجيء

عادل البطوسي
شبرا - مصر

أحلام نملة

نمتُ فاستغرقتُ في نوم عميقْ
سرتُ في وادي السرابْ..
بيد أني
تهتُ حتى كان ظنّي
ما بعمري سوف أرتادُ الطريقْ
فجأةً قد أصبحَ الجسم ثقيلا
أين رأسي أين أنفي وقروني??
أين سيقاني الجميلة?
حينها أدركت أني صرت فيلا
فبكيتْ
وتعالى صوتيَ المبحوحُ حتّى
إذ به يبدو عويلا..
مَلَّتِ الريحُ نحيبي
صَمَّت النجمات آذانًا كبيره
صرخ الوهمُ بقوهْ
أين أنتم ذاهبون?!
قد ملأتم كل وديان السرابْ
قد ملأتوهُنَّ حيرهْ!!

* * *

أيها النمل احلموا..
ليست الأحلامُ بالفعل الحرامْ
إنكم جمعًا أزلتم
من قراكمْ كلّ حدٍّ أو حِزامْ
وسكنتمْ..
كلكمْ في قريةٍ كبرى قوية
واحلموا أن قد غدوتمْ
كلكم أسْدًا عظامْ
أو وحيد القرن أو جَمْعَ نمورْ
أو صقورْ
تقهرُ الوطواطَ في جُنْح الظلامْ
حينها... يُمْحى اللئام...

د. محمد أديب العمر
عسير - السعودية

مقتطفات

همس الأيام

زمن

الزمن لا يطير أحيانًا لكنه يمر مرور السحاب..

انتماء

من عيوننا تسقط الدمعة قطرة قطرة.. أصبحت القصيدة شجرة تضرب بجذورها إلى الأعماق..

علاقات زجاجية

كل شيء يتحطم.. الأماني.. الأطباق.. الزجاج.. ما يتحطم لا يعود أبدًا.

خفاء

مهما أخفيت نفسك فسوف تبقى مرئيًا..

جدران طينية

كل ما حولي مثير للإزعاج, تمنيت لو أضرب رأسي بجدران المنزل, لكن تذكرت أنّ الجدران من طين..

انسحاب

أنسحب داخل نفسي وأتحصن داخلها, أرسم الحدود والأخبار الماضية, كي ترحل عني الأحاديث الطويلة..

غناء

في الدجى قامت تغني.. قطعت كل الثنايا ونواميس المسافات.. سخِرت من الزمن والليالي حتى أحالتها القرون إلى خرافة..

خيوط العنكبوت

تلعب بنا الحياة كريشة فنان قاسٍ نحاول الهروب من بين براثنها.. فلا نستطيع.. كل الأشياء ملوثة, الهواء, الماء, الجمال, والهاوية حولنا كخيوط العنكبوت.

ليل ساكن

في الظلام يسود السكون أرجاء المكان.. أفتح الأبواب ليمر الجنود حتى يتجاوزوا الأسوار المنيعة.

أيمن خالد دراوشة
الدوحة - قطر

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات