عزيزي العربي

عزيزي العربي

أسباب... وأسباب

في المقال المنشور تحت عنوان (هل أصبحنا فقراء في القراءة أيضًا) في عدد شهر أكتوبر 2002 عرج الكاتب أبو مدين موساوي نحو سؤال طرحه وهو: لماذا لا نقرأ? وقام متفضلاً بتوضيح العديد من أسباب إدارة ظهورنا عن القراءة في ظل العصر الحاضر وقد أصاب الهدف بتوضيح تلك الأسباب. وهنا أود إضافة بعضها وهي أسباب لا تقل أهمية عن التي ذكرها:

1 - الحالة الاقتصادية والتي يمر بها العالم العربي والتي دفعت العديد من أبنائه إلى تنحية الثقافة المقروءة جانبًا للبحث عم هو أهم وهو مصدر رزق لمعيشته في ظل ظروف حياتية قاسية لا تعرف مكانا لمتكاسل عن العمل.

2 - انعدام الديمقراطية في الوطن العربي أدى إلى عدم الثقة في العلم على مختلف مستوياته وفقد الأمل في أن تصلح الثقافة العطب العربي مما يجعلنا نسأل الآخر لماذا تقرأ?

3 - اختفاء الصالونات الأدبية, أو مراكز تجمع محاور الثقافة - بحجة الحفاظ على النظام الأمني للبلاد مما حدا الآباء بأن ينصحوا أبناءهم بعدم الذهاب لأي تجمع ثقافي خوفًا عليهم من التعرض للصعوبات.

4 - اختفاء دور المدرسة في تنمية الوعي الثقافي للطلاب وتوضيح أهمية القراءة لهم - وفرض دروس معينة لكل مادة وهو أمر طبيعي - ومعاقبة كل مدرس يخرج عن محور الدرس, مما ولّد صعوبات في طريق المدرس لتوضيح أهمية القراءة لطلابه.

5 - انشطار الأجيال لطوائف متعددة في اختيار الذوق الثقافي المقروء - فمنهم من نشأ على التراث العربي الأصيل أدبًا وشعرًا وقصصًا وعلمًا, ومنهم من نشأ على التراث الغربي الدخيل ورجحت كفة الأخير في إقصاء الأول وإبعاده عن مسرح الواقع الحالي, وأجيال نشأت تحت رعاية الكمبيوتر والإنترنت والثورة المعلوماتية وهذا الجانب ترك أمر القراءة بالكلية, هذا كله ولّد أجيالاً متضاربة أكثر منها عقلانية. ناهيك عن عدم تشجيع الأسرة أو الدول لأبنائها في ظل انتشار الأمية والتخلف الثقافي فالمدينة تختلف عن الحي والأخير يختلف عن القرية ولكل مكان ظروفه الخاصة.

أسامة صلاح علي
الأقصر / مصر

مساهمات عن الثقافة الصومالية

كنت أتجول في صفحات العربي لشهر أغسطس عام 2003 إذ لا حظت عيني طلبا من قارئ ليبي يطلب فيه أن يجد كتاب من القرن الإفريقي مواقعهم في صفحات المجلة الجميلة وجاء الرد سريعا من التحرير حيث كرروا طلبه مرة أخرى. ونظرا لهذا الطلب الذي حيرني كثيرا لأنني لم أجد ولو مرة واحده منذ بدايات قراءتي للعربي كاتبا صوماليا واحدا يكتب إليكم قررت أن أنقل الى القراء شيئا نموذجيا عن الثقافة الصومالية وماهيتها لذا ارجو أن تنشروا هذا ليعرف الجميع بأن الصومال للجميع.

الثقافة الصومالية شأنها شأن الثقافة العربية تحوي تنوّعا ثقافيا مميزا, فهي من جهة تنتمي إلى العروبة والإسلام, ومن جهة ثانية تنفتح على الثقافة الإفريقية وآدابها وفنونها, هذا بالإضافة إلى تأثرها بالثقافة الغربية بعامة والإيطالية بشكل خاص, ولكنها إلى ذلك عبّرت على الدوام عن خصوصيتها بما أنتجته من أدب وفن وفولكلور وتراث حكائي شفهي ومكتوب.

ولقد أكد الباحث الصومالي الشهير (محمد طاهر أفرح) في كتابه الحديث (نظرات في الثقافة الصومالية) أن الثقافة الصومالية في رحلتها عبر العصور, شهدت فترات مختلفة من المدّ والجزر, وقد قسّم هذه الفترات إلى ثلاث مراحل أساسية.

أما مرحلة الثقافة التقليدية فهي المرحلة الناجمة عن سيطرة أساليب الإنتاج الماقبل إقطاعية, حيث في تلك المرحلة المبكرة من مراحل تطوّر المجتمع الصومالي اتسمت الثقافة بطابعها الشعبي الفولكلوري المتمثلة في الموسيقى والرقصات الشعبية المعبّرة في الوقت نفسه عن الواقع الإنتاجي البسيط كالفلاحة والرعي والصيد, ومن جانب ثان ارتباط هذه الرقصات بالطقس والبيئة المناخية, في شكل من أشكال الطقوس البدائية بلغتها الرمزية المعبرة عن شتى أمور الحياة, وهي إلى ذلك تشبه إلى حدّ بعيد التمثيل الرمزي لأسطورة الإله المحتضر, وأسطورة عشتار وطقسية الخروج والدخول في التراث الرافديني والسوري عموما.

وعلى اعتبار أن نمط الإنتاج الرعوي والزراعي البسيط كانا سائدين, فإن الشعر والغناء احتلا مركز الصدارة في الأدب الصومالي القديم.

ومن حيث شكل القصيدة فإنها تعتمد كأي قصيدة كلاسيكية على وحدة الوزن والقافية, وتفترق القصيدة الصومالية عن شقيقتها العربية في أن القافية لا تأتي في نهاية البيت, وإنما في بدايته, وهو نظام معروف في الأدب الإنجليزي القديم على حدّ تعبير الباحث, وقد اصطلح عليه عربيا بالجناس الاستهلالي. وقد واظبت القصيدة الصومالية على تطوّرها البطيء نسبيا حتى أوائل القرن العشرين لتشكّل انعطافة نوعية ازدهرت من خلالها الحركة الشعرية, ولمعت أسماء عمالقة الشعر الصومالي من مثل قمحان بلحن و علي دوح وسلان عربي ومتان عيديد إلى أن رفع لواءه محمد عبد الله حسن أكبر شاعر في تاريخ الصومال على الإطلاق.

ويرتبط النهوض القومي للأدب الصومالي بالظرف الاستعماري, وأثره على البنية الاقتصادية والثقافية الصومالية, حيث شهدت الصومال مرحلة الحداثة المبكّرة مع دخول الشركات الإيطالية ودخول الآليات الزراعية الحديثة, وحلول الإنتاج الكبير الموجه للسوق الخارجية محل الإنتاج الاستهلاكي الموجه لسد حاجات الإنسان المباشرة, الأمر الذي أدى اهتزاز بنية المجتمع الريفي من جراء هذا التحوّل, الأمر الذي انسحب بدوره على البنية الثقافية التي لم تسلم من التعقيدات التي جرت للبنية الاجتماعية, فمن جهة ظلّت الثقافة الشعبية حاضرة إلى جانب الثقافة الجديدة التي في ما يبدو لنا أن الباحث لم يكن راضيا عنها لجملة تشابكاتها مع الثقافة الاستعمارية, وهو إلى ذلك سوف يعتبرها ثقافة تهدف إلى قطع صلة الجيل الجديد مع جذوره الثقافية, وطمس الهوية الصومالية المتميزة, ومن ثمّ غرس روح الاستسلام والإيمان بتفوق النموذج الأوربي.

وهناك عوامل ساعدت على صمود الثقافة الصومالية منها : متانة دعائم الثقافة التقليدية البدوية المعروفة بالإباء والاعتزاز بالنفس, وثبات القيم الإسلامية الراسخة, إلى جانب الكفاح الوطني الذي اندلع في وقت مبكر, نسبيا, وانتشار روح الرفض لكلّ ما يمت بصلة للأجنبي المستعمر.

ويؤكّد الباحث أن الازدهار الأدبي الذي شهدته الصومال, كان بمنزلة تعبير عن مرحلة الانبعاث القومي كردّ فعل على الاحتلال, وهذا الشعور بالرفض وبإثبات الذات تجسد في ثورة الدراويش بقيادة الشاعر ورجل الدين محمد عبد الله حسن 1856 - 1929م, وقد اعتبرت ثورة الدراويش أول حركة سياسية معاصرة هزّت عموم الصومال وامتدّ تأثيرها إلى سائر المناطق بدرجات متفاوتة, وإلى ذلك فإن الحركة الشعرية الحديثة في الصومال سعت للخروج على الأشكال التقليدية للقصيدة الكلاسيكية من خلال ابتكار أساليب جديدة في الاستخدام اللغوي والابتعاد عن الزخرفة اللفظية, والاعتماد على الرمز والأسطورة والإيحاء والحوار والحلم. ويؤكّد الباحث في صدد الأسطورة والحكاية الشعبية, أنهما بمنزلة قناع يلجأ الشعراء إليه للتخفي خلفه للإفلات من الرقابة من جهة, ولإحداث أكبر الأثر في وجدان المتلقي, نظرا لما تراكم في هذا الوجدان من الموروث النفسي والفكري للشخصية الأسطورية.

لذا نؤكد بأن هذه الحضارة لن تنهار مادام العالم يشهد لنا أن لدينا حضارة شبة أساسية.

عمر عبدالله حسن
طالب صومالي
في كلية الطب جامعة عدن
الجمهورية اليمنية
[email protected]

تمرد المبدعين?!

غريب أمر هؤلاء العلماء المبدعين, إذ سرعان ما ينفكون من أفكارهم التي توصلوا إليها ليعتبروها ماضية, وينفلتون من عقالها إلى المستقبل ولما يأت بعد.

إنهم خلقوا لزمن غير زمانهم, فهم يتمتعون باستشفاف المستقبل ورؤيته على نحو مخالف لعيون الآخرين.

يرفضون, يثورون, يتمردون, لا يعجبهم العجب إلا في مخيلتهم الخاصة بهم, وكأنهم يريدون وطنا غير وطنهم وزمنا غير زمنهم, وقواعد في اللغة غير القواعد المعروفة, أي كشف? أي ابتكار? هم الذين ما فتئوا يفعلونه, تراهم لا يريدون حتى حاضرهم وحتى المستقبل ودوا لو غيروه.

كل الآلات والتقنيات الحالية يشكون بأدائها الفعال, فهم يمتلكون القدرة على الخلق والإبداع في مجالات العلم والأدب والفلسفة الكلية.

يكتب الشاعر المبدع قصيدته, أو تكتبه القصيدة.. ما الفرق?

بعد حين يرفضها محبا لها, لكنه مازال يحمل في ثنايا دماغه بذور القصيدة الجديدة - لله درهم - وهذا عالم يبتكر مخططا لصنع جديد نحو آلة غريبة, وما أن تصنع حتى يكون عالمنا هذا قد اجتاحت حياته الآلات الكثيرة من صنع خياله المبدع الراقي.

أما هذا الفيلسوف, فنقد كل الفلسفة وبدأ يصوغ نظرية جديدة عن الكون والحياة والإنسان كل أفكارها جديدة ولا يفهمها إلا كل ذي علم راسخ في المعرفة عتيد.

لكن الموسيقي الخلاق له رؤية خيالية خاصة به, فهو يمنح الرقص والنغم من كون جديد ليؤلف لحنا استقاه من ذاكرة المستقبل ووشاه بصبغة خياله الحنون, المنساب رقة وإسعادا, إنه عقل المبدعين الرافض, المتمرد, الثائر على الواقع إذ يمتلك خصائص المستقبل قبل أن يحل علينا.

إنهم - حقا - عباقرة متمردون.

فايز علي نبهان
جبلة سوريا

حائرٌ على مفترق
أثرٌ يضيعُ وخافقٌ يتحرّقُ
وأنا لهُ بالمقلتينِ أُحَدِّقُ
ألمًا أُكابدُ والحقيقةُ أنّني
لستُ الذي هذا المصابَ يصدّقُ
وأنا الذي مَنْ كان مثلي عاشقًا
لتُراب محبوبٍ يحنّ ويعشقُ?
أنا لم أُرِدْ للقلبِ يومًا زلّةً
في الحبِّ يمضي, يستمرُّ ويُغرقُ
أنا لمْ أكن يومًا حريصًا في الهوى
كاليومِ, إنّي في النوّى أتمزّقُ
وتناثرت أوراقُ زهرِ الملتقى
ما عادت الزهراتُ يومًا تورِقُ
وتبعثرتْ ألحانُ شِعْري وانتهت
لِغَياهب, أمنيّتي لو تشرقُ

***

حين التقينا كانَ يومًا عابقًا
بأريجِ أزهارٍ وسحرٍ يعبقُ
وتطيرُ حولَ الزّهرِ ناسجةُ الهوى
بيضُ الفراشِ, لنا الطيورُ تزقزقُ
وتصوغ بارقةُ القوافي قصةً
أن لستُ غيرَكِ يا هوايَ سأعشَقُ
وتنوءُ أوضارُ الحياةِ ونكتفي
أن نلتقي, لُبَّ السّعادة نسرقُ
نشتاقُ للشوقِ الذي يأتي بنا
لمسارحِ الحبِّ التي لا تُغلَقُ
ونصيرُ لحنًا لا يموتُ ونستقي
من كوثرِ العُشّاقِ ما قد عتّقوا
ويضيعُ ذاكَ الحلمَ فيّ كأنّهُ
في الصيف لو راحَ الغمامُ يُشَرِّقُ
ويغيبُ من حولي الجمالُ كقصّة
موتٌ, يجمّعُ في الهوى ويفرّقُ
يا ليتَهُ الموتُ الذي حَجَبَ الهوى
عن خافقٍ, دمعًا مدمى يخفِقُ
كان الهوى متنفَسّي في وحدتي
وأنا هنا هذا الوحيدُ المطرقُ
وأصيرُ زهرًا ذابلاً يشكو الذي
يغريهِ بالماءِ الفرات ويُحرقُ
عجبًا, وبعد النائباتِ على الفتى
هل ينثني ويعودُ يومًا يعشَقُ?!

محمد عبدالحكيم دبدوب
حمص/ سوريا

شر الوسواس

منذ زمن بعيد وأنا أطالع مجلة (العربي) وأطلع على ما ينشر فيها من مقالات وخاصة (شعاع من التاريخ) وقد قرأت في العدد رقم (532) مارس 2003م, الصفحة 58, قول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عندما خاطب الأمة وكأنه يخاطب أمتنا العربية في يومنا هذا. لقد قرأت هذا الخطاب: إن الجهاد باب من أبواب الجنة من تركه ألبسه الله الذلة وشمله بالصغار وسيم الخسف والضيم... إلخ.

وإن أمتنا العربية أصابها اليوم كما أصابها في الماضي من غزوات وقتل وتدمير. وهذه ما يسمى بإسرائيل تقوم بتهديم المنازل على ساكنيها من إخواننا الفلسطينيين الأبطال الذين يقارعون الأعداء بأجسادهم وأرواحهم ليدفعوا الشر عن وطنهم وعروبتهم. نأمل من الله العلي القدير أن يلهم الأمة العربية القوة ويقف أبناؤها مع إخواننا الفلسطينيين ويبعدوا عنهم شر الوسواس الخنّاس, شر ما يسمى بإسرائيل وإن الله سميع ومجيب.

زيد حسين الأطرش
محافظة السويداء/ سوريا

تصحيح صورتنا... بيدنا نحن

طرحت الدكتورة ريتا عوض في مقالها المعنون (كيف يعاد تشكيل صورتنا المشوهة?) في عدد شهر يونيو 2003

أسئلة جديرة بالاهتمام وبالإضافة إلى ما ذكرته الكاتبة من ضرورة وضع خطة قومية عربية مشتركة للتعريف بالثقافة والحضارة العربية والإسلامية, خطة تستند إلى سياسة ثقافية إعلامية عربية موحدة قادرة على نقل الصورة الحقيقية, فإنني أعتقد أن تصحيح الصورة يبدأ من إصلاح الأصل?!

فتغيير الصورة المشوّهة في العالم يقتضي منطقيًا أن نغيّر صورة العربي والمسلم ولن تتغير الصورة إلا بتغير واقعهما. إن العرب والمسلمين أنفسهم المسئولون عن تشويه الصورة حيث يزعم الغربيون تخلّف المسلمين في كل مكان وأن العالم الإسلامي فقير متخلّف.

إن محاولات تحسين الصورة تتطلب مسوغات عدة:

1- يجب أن نطّبق تعاليم الإسلام الصحيحة بقيمة وسلوكياته في الواقع الاجتماعي المعاشي.

2- إن وسائل الإعلام الغربية لا تكفّ ليل نهار عن الحديث ضد الإسلام والمسلمين ولا سبيل لمواجهة هذا الحديث الظالم إلا بأن يضرب المسلمون المثل في مكارم الأخلاق, وأن يكون الصدق والأمانة والحب والتسامح والوفاء بالعهد سمة أساسية لهم يلمسها الغربيون فيهم بل ويعرفونهم بها وأن يكون العربي المسلم صورة حية لتعاليم الإسلام في القول والفعل مصداقًا لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون مالا تفعلون. كبر مقتًا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون}. وقد لقب الرسول صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين وليس المراد بالصدق في القول فقط وإنما يشمل الصدق في القول والعمل.

3- هدفنا إطلاع العالم على الصور الصحيحة للإسلام, ولن يكون ذلك إلا من خلالنا كمسلمين فينبغي علينا أن نظهر للعالم أننا نؤمن بالشورى والديمقراطية فعلا كقاعدة سياسية في الإسلام وأن نعمل في التنمية بجديّة أكبر وإتقان أكثر, ويجب أن يبني إعلامنا على أصول الاسلام في سياسته واقتصاده وقيمه التي يؤمن بها فالإعلام صورة للواقع.

4- الواجب علينا أن يتحلى كل مسلم بروح ومبادئ وأخلاق الإسلام في بلاد الإسلام وغيرها. وأن يفهم المسلمون دينهم حق الفهم خاصة في عصر القنوات الفضائية, فقد استطاع المسلمون الأوائل الذين هاجروا من الجزيرة العربية أن ينشروا الإسلام مسلحين بأخلاقهم فقط ولم تكن ثمة قنوات فضائية أو إذاعة أو صحف!!

5- بعض السلوكيات الخاصة من بعض المسلمين التي حسبت على الإسلام كمجموعة مارقة أو متطرقة تسلك سلوكًا متطرّفًا للأسف الشديد سرعان ما يتلقفها المغرضون وسرعان ما تتحول إلى اتهامات موجهة للإسلام كعقيدة وكدين وليست سلوكًا بشريًا خاطئًا.

6- يجب تصحيح الاتهامات المغلوطة للدين داخل الأمة الإسلامية وتعريف الآخرين خارج العالم الإسلامي بصحيح هذا الدين الذي يدعو إلى السلام والتسامح والتعايش الإيجابي مع كل البشر والتعاون مع كل الناس في كل ما من شأنه أن يعود على البشرية كلها بالخير.

7- على المسلمين في كل مكان احترام واستحضار أخلاق العلم والاشتغال بعظائم الأمور لا سفاسفها. إن الإيمان والعلم يذكران دائمًا مقرونين ببعضهما في كثير من آيات القرآن الكريم.

8- إن الإنسان المسلم يستطيع بمكونات شخصته السوية وسلوكه المتزّن الكريم أن يكون قدوة صالحة داخل وطنه أو خارجه.

9- يجب تغيير أساليب الخطاب والتعامل مع الآخر. إن منهج الحوار في الاسلام يؤمن بحوار الحضارات لا صراعها ويؤمن بالرأي والرأي الآخر.

10- يجب أن يكون الفرد في عمله وموقعه نموذجًا ومثلاً في سلوكه واختيار القيادات المسئولة في كل موقع لها سمعتها حيث يساعد ذلك على تصحيح الصورة.

11- علينا أن نزيد من انفتاحنا كأمة إسلامية على العالم الخارجي في ثقة واعتزاز بالنفس وفي نديّة واحترام لكي نصحّح الصورة المغلوطة عن الاسلام في العالم من حولنا.

13- علينا أن نطوّر سلوكياتنا بما يتفق مع طبيعة المرحلة الحالية فنصبح أكثر يقظة وأكثر متابعة لما يقال أو ينشر عنا أو عن ديننا الحنيف وأكثر سرعة في التحرك لمنع أي إساءة لنا أو تطاول علينا من خلال اتصالات وحملات دولية منظمة نقوم بها دون تواكل أو تخاذل.

14- علينا نحن المسلمين أن نقدم مادة الإسلام الصحيح من معطيات ومبادئ وأفكار هي - بلاشك - مع التقدم والحداثة ومع الحريات وحقوق الإنسان ومع الاخاء الإنساني والسلام والتعاون الدولي ومع كل ما في العالم من مبادئ تقدمية لأن حضارة الغرب الحديثة قامت أساسًا على العلم والثقافة والحضارة الإسلامية وهذه حقيقة يعترف بها الباحثون دون استثناء.

15- لابد من تنشئة شبابنا وأطفالنا على قيم الإسلام الصحيحة البعيدة عن التطرف والقائمة على السماحة والاعتدال والتيسير استناداً للقيم الرفيعة العالية التي حكمت مجتمعاتنا لقرون عدة والتي جعلتنا بحق خير أمة أخرجت للناس.

نعيم نعيم السلاموني
مصر - دمياط

موسم إمليشيل

طالعت ما نشرته مجلتكم الغرّاء في عددها (537) جمادي الآخرة 1424 تحت عنوان (إمليشيل مدينة الخطوبة الجماعية في المغرب) حيث ورد في الصفحة 42 أن المغاربة يحتفلون بميلاد أحد أولياء الله الصالحين.

والحقيقة أن المغاربة يحتفلون بأولياء الله الصالحين بعد موتهم. حيث يحضرون الموسم للإشادة بخلق الولي الصالح وسيرته الحسنة والتذكير بما فتح الله عليه في حياته من بركات وكرامات, ثم يترحّمون عليهم بتقديم الصدقات والذبائح وإقامة المواسم.

وبصفتي من مواليد إقليم الرشيدية فإن الاسم الحقيقي للقبيلة التي يقام فيها موسم الخطوبة هو (أيْت إوْحَلْ إدُّو) وهي جملة أمازيغية وترجمتها بالعربية (إيت سئم وذهب) والأصل في هذه التسمية أن أحد أجداد قبيلة إمليشيل طلب منه رجل أن ينتظره ليرافقه, وحين عاد ولم يجده سأل رجلا آخر: أين الرجل? فأجابه باللهجة الأمازيغية (إوْحَلْ إدُّو) ثم حرّفت الكلمة حتى غدت (إيت حديدو).

عبدالواحد الطبيبي
القنيطرة - المغرب

وتريات

أقْسَام العَاشِقين

قسَمًا بالحُبِّ
تُرِيحُ مَوَاكِبُهُ بين مَغَانِينَا
ويُشْهِرُ مِشْعَلَهُ
يَغْتَالُ ظَلاَمَ لَيَالِينَا
وَيُحْرِقُ غَابَتَنَا
وَيَرْسِمُ أشْعَارًا أُخْرَى وَنَخِيلاَ
وَيُطْلِقُ عُصْفُورًا ذَهَبِيّا فِينَا


* * *

قَسَمًا بِالْحُبِّ, وبالقَدَرِ المحْفُورِ
عَلَى أَلْوَاحِ لَيَالِينَا
يَكْتُبنَا بالنُّورِ وَيَمْحُونَا
يَجْرَحُنَا بالنّارِ ويَأْسُونَا
يَبْدَأُنَا بالظّهْرِ ويُنْهِينَا
وَيغْزِلُ خَيْطًا أَبَدِيّا فِينَا

* * *

قسمًا بِالْحُبِّ وبِالشّمْسِ
تُقْبلُ كُلَّ صَبَاحْ
سَتَائِرُ شُرْفَتِنَا
وتَحُلُّ ضَفَائِرَهَا في نُورِ بُحَيْرَتِنَا
وَلأجْلِ عُيُونِكِ
تَفْتَحُ بَابَ حَدِيقَتِهَا
وَتَغْزِلُ أَطْواقًا وَوِشَاحًا وَعُقُودًا
وتَزْرَعُ سُنْبُلَهَا الأصْفَرَ فِينَا
قسمًا بالحبِّ وبالقَمَرِ العَاشِقِ
يَتَسَوّرُ سُورَ جُنَيْنَتِنَا
وَيسْكُبُ مَسْرُورًا
جَوَاهِرَهُ
بينَ أيَادِينَا
وَيُسَافِرُ فَوْقَ زُجَاجِ نَوَافِذِنَا
وَيُذِيبُ سَكِينَتَهُ فِينَا

* * *

قَسَمًا بالحبِّ وبالْوَرْدِ
تُضَمِّخُ ذِكْرَاهُ عَوَاطِفَنَا
وَيُطْرِقُ مَسْرُورًا فَوْقَ مَوَائِدِنَا
وَيُصيخُ السّمْعُ لِهَمْسَتِنَا
وَكَطِفْلٍ مَشْدُوهٍ
يُحَدِّقُ فِينَا

* * *

قَسَمًا بالحُبِّ وبِالْحُزْنِ
تُنيخُ قَوَافِلُهُ
بِتُخُومِ أَرَاضِينَا
وَيَصْبِغُ بالأَسْوَدِ
عُشْبَ العْقْلِ وزُرْقَةَ هَذَا الأُفُقِ
وَيُنِيمُ سَوَاقِينَا
وَتَهْطِلُ كُلَّ مَسَاءْ
سَحَائِبُهُ فِينَا

* * *

قَسَمًا بالْحُبِّ وبِالْرُّوحِ
تَفْتَحُ نَافِذَةً للنّورِ بهَيْكَلِنَا
وَتَحْفُرُ بالأزميلِ
وتَغْرِسُ في دَمنَا
تِمْثَالَ الإنْسَانِ بِدَاخِلِنَا
وَتُهْدِي أَرْبَعَ شَمْعَاتٍ لِمعْبِدَنَا
وتَقْتُلُ ذِئْبًا يَتَضَوّرُ تَحْتَ مَلاَبِسِنَا
وَتُرَتِّلُ آيا مُشْرِقَةً فِينَا

* * *

قَسَمًا بالحبّ وَبِالهَجْرِ
يُحْرِقُ مَا خَطَّتْ أيْدِينَا
وَيَنْقُشُ خَارِطَةً لِلْيَأْسِ
فَوْقَ أَمَانِينَا
ويُسْقِطُ ثَلْجًا فَوْقَ رَوَابِينَا
وَيَغْرِسُ كالجَبَّارْ
حَرْبَتَهُ فِينَا

* * *

وَبَعْدَ:
لَقَدْ أهْدَانِي حُبّكِ
مِفْتَاحًا سِحْرِيّا
وكَوْنًا طِفْلِيّا وَحَزِينَا
وَعَلّمَهُ كَيْفَ يُغَنِّي
كَيْفَ يَنَامُ وَيَصْحُو
وَعَلّمَهُ: كَيْفَ يُحَقّقُ وِحْدَتَهُ فِينَا

كريبع عطاء الله
الجزائر - الأغواط

استنساخ صلاح الدين

هل يمكن استنساخ العباقرة والموهوبين من العلماء والفنانين والأدباء والرياضيين?

هل يمكن أن نستنسخ أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم والعقاد وطه حسين والشعراوي?

هل يمكن أن نستنسخ أطفالا باستخدام الكاتالوج وحسب الطلب?! فأطلب عيون هذا الشخص, ولون الآخر, وذكاء وملامح ثالث, وبنية وعضلات رابع لكي أضعها في شخص واحد يحمل كل هذه الصفات المثالية?

وبالتأكيد ينطوي هذا السؤال على سؤال آخر هو: هل يمكن استنساخ الموتى? وهل يمكننا استنساخ المومياوات مثل أحمس وتوت عنخ آمون ورمسيس الثاني وغيرهم من أجدادنا القدماء لكي يخبرونا عن أسرار الحضارة المصرية الشامخة التي نتمسح في عظمتها حتى الآن?

وللإجابة عن هذه التساؤلات نقول إن الإنسان منذ خلق آدم وحلم البقاء والخلود يداعبه ويغريه وإلا ما استخدمه إبليس لكي يخرج آدم وحواء من الجنة حين قال لهما: هل أدلّك على شجرة الخلد وملك لا يبلى إلا أن هذا الحلم أخرج أبانا آدم من الجنة.. وربما يخرجنا نحن من الدنيا إذا سرنا وراءه, لأن الخلود لله وحده وإعادة استنساخ البشر بعد موتهم من الناحية العلمية غير وارد حتى الآن نظرا لتكسير الحامض النووي في خلايا الجسم بعد الموت, إلا أننا يمكن أن نكبر جزءا من الحامض النووي ونعرف من خلاله البصمة الجينية بعد الموت.. لكن ليس من المستبعد أن يحاول هؤلاء العلماء الاحتفاظ بالخلايا الحية للشخص المراد استنساخه مجمدة قبل وفاته.. ويحاولون استنساخه بعد موته.

ولكن السؤال يبقى: هل سأحصل على الصفات الشخصية نفسها?! والنفسية للشخص المستنسخ منه بكل ما يملك من قدرات ومواهب وأخلاق وسلوكيات بغض النظر عن الأخطاروالتشوهات التي يمكن أن تحدث?

ليس بالضرورة حين نستنسخ عبقريا أو موهوبا أن نأتي بالصفات والمواهب نفسها طبعا.

فالإنسان ليس جينات فقط.. ولكنه نتاج جينات وبيئة تشمل الزمان والمكان والأشخاص والتنشئة.. والتعليم وغيرها من العوامل التي تؤثر في الشخص.

وقد يكون السبب في توجيه العبقري أو الفنان شخصا غير موجود الآن.. أو معلما ذا شخصية مؤثرة أو كتابا قرأه وأثر فيه.. وحتى التوأم المتطابق الذي يملك الصفات الوراثية نفسها إذا نشأ أحدهما في بيئة إجرامية والآخر في بيئة صالحة علمية.. فإن الأول سوف يصبح مجرما والآخر سوف يصبح عالما.

وما كان أسهل على الخالق أن يخلقنا جميعا متشابهين أو متطابقين في كل شيء إلا أننا حين ننظر إلى آيات القرآن الكريم في كثير من المواضيع, نجد أنها تلفت نظرنا إلى أن طلاقة القدرة الإلهية تتمثل في التنوع والاختلاف.. بدءا من اختلاف الليل والنهار وما يستتبعه من اختلاف في النشاط والرزق وحتى الساعة البيولوجية في جسم الإنسان إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب .

ثم نجد أن المولى عز وجل ينزل نفس الماء من السماء على نفس الأرض فتخرج ثمرات مختلفة في اللون.. والطعم.. والحجم.

ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفًا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود * ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء .

عادل حسن بسيوني
الإسكندرية/ مصر

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات