شعيرة الصيام عبر التاريخ

شعيرة الصيام عبر التاريخ

تعددت التجارب الدينية عبر التاريخ, فنشأ في كل منها - قبل ظهور الإسلام - شكل أو أكثر من أشكال الصيام, منها ما شمل العامة, ومنها ما اختصّت به فئة دون أخرى.

لم تعرف الأديان قديمها وحديثها شعيرة ألصق بالضمير الإنساني من شعيرة الصوم, لأن المقومات الذاتية لهذه الشعيرة قد جعلتها سرية, وإن أديت علنًا فردية, وإن قامت بها جماعة, لأن الصوم ليس فعل شيء, بل ترك شيء أو أشياء, فكل الناس يستطيع أن يثبت أنك مفطر, ولكن لا أحد يستطيع أن يثبت أنك صائم.

والصوم لاصق بالضمير الإنساني, من جهة أخرى هي أنه قطع مؤقت للعادة التي جرى عليها الإنسان من مأكل ومشرب, وغير ذلك, وهذا القطع ضروري ليعيد التواصل النابض بالحياة بين المتديّن والدين, لأن العادة من شأنها أن تفرز مقدارًا من الآلية يذر المتدين في غفلة من أمره, فيكون غير قادر على أن يحدد مقدار قربه, أو ابتعاده, وما من دين إلا وهو بحاجة لأن يبلو أتباعه بشيء من المحنة في أموالهم أو في أنفسهم أو فيهما معًا, ليُعلم مدى صدق الاعتقاد عند المعتقد. ونحن لا نقول إن الصوم هو السبيل الوحيد, ولكنه إحدى أهم السبل التي تضطلع بإبراز ذلك. ثمة خصيصة أخرى في معنى الصوم, هي أنه مفاجئ, وإن عرف ميعاده, لأن جريانه على المواقيت الدورية قد يهب المتدين فرصة للنسيان, فإذا ما حل ميقاته, وجب على المتدين أن يستجمع قواه الروحية مرة أخرى ليقع تحت نير ذلك الامتحان.

أشكال الصوم

وقد وجدت بعض أشكال الصيام عند البدائيين والمأثور منها الصوم عن الكلام عند الأرامل, فالأرامل عند قبيلة كوتو, وهي إحدى القبائل التي تسكن الكونغو, يُعلنّ الحداد على أزواجهن مدة ثلاثة شهور قمرية, وفي هذه الفترة يحلقن شعورهن ويجرّدن أنفسهن من كل ملابسهن على وجه التقريب, ويطلين أجسادهن بالجص, ويقضين الشهور الثلاثة الأولى في بيوتهن صامتات. ومثل هذه العادة, تتبعها قبيلة سيهاناكان التي تسكن مدغشقر. ويحاول جيمس فريزر في كتابه (الفلكلور في العهد القديم) أن يجد وجه شبه لهذا اللون من الصيام في ديانة بني إسرائيل. فقد لاحظ أن الكلمة العبرية التي تعني أرملة, تعني أيضًا المرأة الصامتة, وقد أقرّ القرآن الكريم هذا اللون من الصيام في بني إسرائيل مرة عند بشارة زكريا بيحيى, ومرة بعد ولادة مريم للمسيح.

الصوم في مصر القديمة

فإذا صرفنا النظر تلقاء الديانة المصرية القديمة, فسوف نراها تذيب الحدود الفاصلة بين الدنيا والآخرة, بحيث تضفي على مظاهر الحياة مقدارًا من قدسية الآخرة, كما تنفث في عالم الآخرة مقدارًا من صخب الحياة, وطبيعي أن يجيء الصيام عندهم, معبرًا عن هذا الاتجاه, فقد عرف المصريون القدماء الصيام كفريضة دينية, يتقرّبون بها من أرواح الأموات, ويعتقدون أن صيام الأحياء يرضي الموتى لحرمانهم من طعام الدنيا, وهو في الوقت نفسه تضامن معهم, ويعرف الصيام لديهم بأنه فريضة دينية, يتقرّبون بها إلى الإله أو أرواح الموتى ممزوجة بشيء من الطقوس المبهمة, التي رسمها الكهنة, ويمتنعون فيه عن بعض المأكولات. وصيامهم نوعان هما: صيام الكهنة, وصيام الشعب, فالأول قد جمع بين كونه فرضًا أو استحبابًا, فكانت له مواعيده المحددة, وقد يرتبط بالتصرف المفاجئ, كما أنه يتطلب من الكاهن خدمة المعبد لمدة سبعة أيام متتالية من غير ماء قبل أن يلتحق بالمعبد, وقد تمتد فترة الصيام إلى اثنين وأربعين يومًا, ويبدأ صيامهم من طلوع الشمس إلى غروبها, إذ يمتنعون عن تناول الطعام ومعاشرة النساء. والكهّان خلطوا صيامهم بالأسرار المبهمة, معتقدين أنها تضفي القدسية عليهم, كما اعتقدوا ذلك في سائر طقوس العبادات. أما صيام الشعب فكان أربعة أيام من كل عام, تبدأ عندما يحل اليوم السابع عشر من الشهر الثالث من فصل الفيضان, وهناك نوع آخر من الصيام يحرّم فيه أكل كل شيء من الطعام, خلا الماء والخضر مدة سبعين يومًا, ويصومون كذلك في الأعياد كوفاء النيل, وفي موسم الحصاد.

الصوم في بابل والصابئة

ولم يكن البابليون, وهم أهل التنجيم بمعزل عن صيام دوري يتحدد لهم بعلم الفلك, فقد عرف الصيام عندهم باسم شيتو, إذ كان نفلاً وليس فرضًا ملزمًا, فكانوا يصومون ثلاثين يومًا متفرقة عدد ما تقطعه الشمس في كل برج من بروجها, فيمسكون عن الطعام والشراب من شفق شروق الشمس إلى غسق غروبها, ويفطرون على غير اللحوم من الألبان والنباتات إلا ما حرّم منها.

وكان دين الصابئة شبيهًا بدين البابليين من حيث الغموض والقدم, إلا أن أحدهما قد انقرض, والآخر مازال باقيًا, وعسير على الباحث أن يستقصي مصادر ما في هذا الدين من عقائد وشعائر. لهذا, فإن من الأخذ بالحسنى الاقتصار على وصف مكونات هذا الدين وصفًا خارجيًا, وأول ما نقرره في شأن الصيام عند الصابئة, أنهم يعدّون الصوم الأكبر, هو الكفّ عن الذنوب, وأما ما نعرفه نحن عن الإمساك عن المطعم والمشرب, فقد جاء عندهم متقطعًا مرتبطًا بمواقيت تشمل العام كله, لكي لا يخلو عندهم شهر من هذه الشعيرة. والصيام عندهم مقتصر على الامساك عن أكل اللحوم, ويسمون أيام الصوم بالمبطل أو المبطلات, لأنه لا يجوز فيهم النحر, وعدة أيام صومهم ثلاثة وثلاثون يومًا.

الصوم في الهند قديمًا

وكانت الهند القديمة مجتمعًا طبقيًا, كما كانت ديانتهم قائمة على تذويب الفرد في الوجود, بحيث تتلاشى المساحة بين العارف والمعروف, وقد أفضى كل أولئك إلى تلوين شعائرهم بلون غريب يُلزم بألوان مجهدة عن تفاصيل الحياة, ولم يكن الصوم عندهم بدعًا من هذه المنظومة. ولما كان الهنود مؤمنين بالتناسخ - أي العودة مرة أخرى إلى الحياة بعد الموت - فقد أعدّوا العدة في حياتهم الأولى من صدقة أو صلاة أو صيام أو نسك لما ينفعهم في حياتهم الثانية, وتتعين أيام الصيام عندهم بما يريدونه من وراء ذلك الصيام, كما تتعين بطبيعة مَن يصومون تقرّبًا إليه, فلكل خير من خيرات الدنيا شهر مخصوص يُصام من أوله إلى آخره, أما صيام العام كله إلا اثنتي عشرة مرة يفطرهن فيه, فهو كفيل بأن يُدخل المؤمن الجنة عشرة آلاف سنة, فضلاً عن رجوعه إلى الحياة مكرمًا. وعندهم صيام يقال له صيام الكفّارة, وهو أن يأكل الإنسان في ثلاثة أيام أكلة واحدة صباح كل يوم, ويأكل في الأيام الثلاثة التي تليها مرة واحدة عند المساء, ويأكل في الأيام الثلاثة التي تلي هذه ما يتصدق به عليه من غير سؤال, ويصوم الأيام الثلاثة التي بعدها.

وارتبط الصيام عند اليونان بشعائر من وضع الكهنة, إذ أسبغوا عليه طابع الخفية, وقسموها إلى أسرار صغرى وأسرار كبرى, فالأولى تقام في فصل الربيع بالقرب من أثينا, ويغمر فيها طلاب الأسرار أنفسهم بالماء, فيستحِمون ويصومون, وعند طلب الأسرار الكبرى وهي الفترة, التي تدوم أربعة أيام لمن حاز الأسرار الصغرى, يعاد عليهم الاستحمام والصيام, والذين سبقوهم في الأداء في مثل ذلك الموعد من العام الماضي, كانوا يؤخذون إلى الاندماج, حيث الاحتفال السري, وهناك يفطر المبتدئون الصائمون بأن يتناولوا عشاء ربانيًا إحياء لذكرى (رملتر) الإله.

وكان طبيعيًا أن يتأثر الرومان بالصوم اليوناني, فأصبح صيامهم شبيهًا به, فشعيرة الصيام عندهم تمثل شعيرة الامتناع والحرمان الممزوجة بتعاليم مبهمة وضعها الكهّان ليختصوا بها وحدهم.

ودان الفرس الأقدمون بدين زرادشت, وهو دين مسرف في التفاؤل بالحياة, والتفاعل معها, لهذا فإنه قد نهى عن الصوم, لأنه يجهد الجسم ويفسد الصحة. وأما ديانة ماني التي تبرر الشر بأن العالم من خلق الشيطان, فقد كانت أميل إلى التقشّف, لهذا كان الصوم أحد أعمدتها الأساسية, وكان لاهتمام ماني بالفلك أثر في تعيين مواقيت الصوم عند المانوية, فإذا صار القمر نورًا كله, يُصام يومان, وإذا أهل الهلال, يُصام يومان, وإذا نزلت الشمس الدلو ومضى من الشهر ثمانية أيام, يُصام حينئذ ثلاثون يومًا, يفطر كل يوم عند غروب الشمس.

الصوم عند بني إسرائيل

وفي ديانة بني إسرائيل, نستطيع أن نفرّق بين لونين من الصيام, أحدهما ما يعبر عن تجربة دينية خاصة على نحو ما يقع لأنبيائهم المتصلين بالله. إلا أن هذا اللون من التجارب لا يمكن تعميمه لما يستلزمه من قدرات خاصة, لهذا اقتصر بالعامة على صيام أيام متفرّقات ترتبط ببعض الأعياد أو ترتبط عندهم بأزمات تمت لهم النجاة منها. واليهودي يصوم أيامًا عدة متفرقة من السنة, أهمها يوم الغفران (في العاشر من تشري), وثمة أيام صوم عدة أخرى مرتبطة بأحزان جماعة إسرائيل, ومعظم هذه الأيام مناسبات قومية, ومن أهمها التاسع من أغسطس يوم خراب الهيكل الأول والثاني, والسابع عشر من يوليو, فهو اليوم الذي حطم فيه موسى ألواح الشريعة, ودخل فيه بنوختنصر إلى المدينة, كما يصوم اليهود العاشر من طيبيت, وهو اليوم الذي بدأ فيه بنوختنصر حصار القدس, ويصومون كذلك الثالث من تشري لإحياء ذكرى حاكم فلسطين الذي ذُبح بعد هدم الهيكل. ويصوم اليهود أيضًا في الثالث عشر من مارس صيام إستير, ويقع قبل عيد التنصيب. وصيام أسابيع الحداد الثلاثة بين السابع عشر من يوليو, والتاسع من أغسطس, باعتبارها الفترة التي نهب الجنود الرومان أثناءها الهيكل والقدس. وأيام التكفير العشرة بين عيد رأس السنة ويوم الغفران, وأكبر عدد ممكن من الأيام في سبتمبر. وأول يومي اثنين وخميس من كل شهر, وثاني يوم اثنين بعد عيد الفصح وعيد المظال. ويصومون السابع من مارس, باعتباره تاريخ موت موسى.

ويوم الغفران الصغير, وهو آخر يوم من كل شهر, كما يصوم اليهودي أيام الاثنين والخميس من كل أسبوع, فهي الأيام التي تقرأ فيها التوراة في المعبد. وإلى جانب أيام الصيام, التي وردت في العهد القديم, يمكن لليهودي أن يصوم في أيام خاصة به كذكرى موت أبويه, أو أستاذه أو يوم زفافه. وفي الماضي, كان اليهودي إذا رأى كابوسًا في نومه, وإذا سقطت إحدى لفائف التوراة, كان من المعتاد أن يصوم الحاضرون. وفي صوم يوم الغفران, والتاسع من يوليو, يمتنع اليهود عن الشراب, وعن تناول الطعام أو الجماع, كما يمتنع اليهود عن ارتداء الأحذية الجلدية لمدة خمس وعشرين ساعة من غروب الشمس في اليوم السابق حتى غروب الشمس عن يوم الصيام, أما أيام الصوم الأخرى, فهي تمتد من شروق الشمس حتى غروبها, ولا تتضمن سوى الامتناع عن الطعام والشراب, وفي الماضي, كان الصائمون يرتدون الخيش, ويضعون الرماد على رءوسهم تعبيرًا عن الحزن, وإذا وقع يوم الصيام في يوم سبت, فإنه يؤجل إلى اليوم التالي ما عدا صيام عيد يوم الغفران.

والمستفاد من العهد الجديد, أن يسوع نفسه قد صام أربعين نهارًا وأربعين ليلة قبل التجربة (متى 204), وحين يحدّثنا يسوع عن الصوم, فإنه لا يشرح لنا قواعد الصوم, بل يكتفي بأن يؤكد ضرورة السرية تجنبًا للرياء (متى 6:16-18), وفي موضع آخر, يشرح لنا السبب الذي من أجله لا يصوم تلاميذه, وهو أنه مازال بينهم, إلا أنهم سوف يصومون حين يغيب عنهم (متى9:14-15), (مرتس 2:18-20), (لوقا 3:33-35). وفي مثل الفريس والعشار, يؤكد لنا يسوع أن توبة الخاطئ - العشار - ربما كانت أرجح عند الله ميزانًا من صيام رجل الدين الفريس (لوقا 18:9-14). ومن الواضح حسب شهادة العهد الجديد, أن الصوم كان عملاً ملابسًا لجميع أعمال التلاميذ بعد ارتفاع يسوع (أع 13:2, 14:23, 27:9).

ويعد الصوم من أهم العبادات عند المسيحيين وتحديده ليس متفقًا عليه, ويرى كثيرون من المسيحيين, أن الانتظام في الصوم توجيه اختياري لاإجباري, ومعنى الصوم عندهم, الامتناع عن الطعام من الصباح حتى بعد منتصف النهار, ثم تناول طعام خال من الدسم, ويشمل الصوم عند المسيحيين صوم يوم الأربعاء, وهو يوم المؤامرة, التي انتهت بالقبض على عيسى, ويوم الجمعة, لأن المسيح صُلب فيه. وصوم الميلاد وعدد أيامه 43 يومًا تنتهي بعيد الميلاد, والصوم المقدس وعدد أيامه 55 يومًا, وهي عبارة عن الأربعين يومًا, التي صامها المسيح مضافًا إليها أسبوعان: الأسبوع الأول منهما قبل الأربعين, ويسمى أسبوع الاستعداد والتهيئة للصوم الأربعيني المقدس: والأسبوع الثاني, أسبوع الآلام, ويأتي بعد الأربعين, وينتهي بأحد القيامة, ويمتنع في هذا الصوم أكل لحم حيوان أوما يتولد منه أو ما يستخرج من أصله, ويقتصر على أكل البقول, ولا يعقد في أثنائه سر الزواج, ثم يجيء صيام الرسل, وعدد أيامه يزيد وينقص حسب الطوائف, وتتراوح مدته بين 15و49, وصوم العذراء ومدته 15 يومًا, تبدأ من أول شهر مسري.

الصوم في الإسلام

وربما تبع عرب الجاهلية في صيامهم الأديان المحيطة بهم, إلا أنه لم يؤثر عن الحنفاء صوم. فلما جاء الإسلام شرع الصوم أساسًا من أسس هذه الديانة, وأكّد أنه لم يبتكره, بل إنما كان سنة من سنن الأولين, وقد ذكر الصوم في القرآن الكريم خمس عشرة مرة, منها ما هو متعلق بصوم الفريضة, ومنها ما هو مرتبط بصوم النافلة, ومنها ما هو مختص بصوم الكفارة. والملاحظ أن الإسلام قد حاول ألا يخرج الصيام عن سياق الحياة, لهذا أمر المريض والمسافر والحائض والنفساء بالإفطار, وتأكيدًا على هذه النقطة نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال, وهو صيام أيام متتابعة, وأكّد على أهمية السحور, لتتجدد طاقة البدن, وهمّش المجتمع لتكون الصلة خالصة بين العبد وربه, فأكّد أن خلوف - أي رائحة فم الصائم - أطيب عند الله من ريح المسك. ولم يقنع بهذا حتى وعِدوا بجائزة في الآخرة هي أنهم يدخلون الجنة من باب يخصهم يقال له الريان. وأكّد الإسلام في الوقت نفسه على أن المقصود ليس هو الصوم, بل المعنى الكامن وراء الصوم وهو مرضاة الله, وآية ذلك أن صيام اليوم الأخير من رمضان واجب, وأما صيام اليوم الذي يليه فحرام. وربط الصوم بمعنى من معاني المسئولية, لكي لا يتخذ الناس دينهم لهوًا ولعبًا. فحرّم على الصائم المتطوع أن يفطر في منتصف يومه, وراعى الإسلام صعوبة انسلاخ الإنسان من عاداته, ليصبح قلبه خالصًا للوضع الجديد, فقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك الذي أفطر ناسيًا أن الله هو الذي أطعمه وسقاه, ولم يشأ الإسلام أن يكون الصوم عزلة تامة, فحرّم على الصائم بالنهار ما حرّم حتى إذا جن عليه الليل أحل له كل ما كان حرم عليه, لكي لا يستوحش الإنسان من صومه أو من دنياه. وجاء الحديث القدسي ليلخص فلسفة الصوم في عبارة قصيرة (الصوم لي وأنا أجزي به). والكلام عن الصيام في الإسلام وفضله أشهر من أن نشير إليه.

 

صلاح الدين عبدالله

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات