أشواقُ الطِّين

شعر

أقفزُ من جسر الرفض.. سماويٌّ قلبي، وفضائيٌّ جسدي

وأنا أحبو في جسر الشوق السرّي

تتعلّق بي دمعة حزن من قُزح النفس

فأحنُّ وتكبر في قلبي

أشواق الطين المجبولة منه شراييني

تتوقّد في روحي شارات تسري في بوصلة الروح

وتنزل في وجهي أمطار الله الشفّافة

وعلى جبل الصحو رَسوتُ

فماذا أفعلُ؟

يا ربُّ أعنّي.

في اللحظة.. أبصرُ نفسي

في مدن الغابات

وفي مدن الثلج

وأسري

من منتصف الأرض

لحد القطبين الاثنين

وأبكي،

أضحك، أنا خارجةٌ من زمني

أنا خارجةٌ من كل مسامات الأرض

وسيّدة الكون

فعلى جسرٍ يتعلّقُ

أرسمُ.. أشعرُ.. أضحكُ.. أرقصُ

أبكي.. وأُغني.. وأمدُّ الصوت:

من أنتِ؟

أنا بنتُ الاثنين

هذين الغرّيرين المطرودين من الجنّة

من أزلِ

الكون

شحنة حواء وآدم

أنفاس العالم والأقوام المجهولة

تسري في أعراقي.

ونزلتُ

وفي قلبي

أستارُ الغربة تأخذني أبدًا

يا هذي البذرة

حيث توحدتِ الروحُ بها أمدا

تأخذني في السرّ الوحشة.. وشواخص هذي الدنيا عددًا

من زاويتي

من جوف القلب المتكتّل في أعصاب الكون

أصرخُ في جوف المدن المزحومة بالناس

وبأنفاس الزمن المتخثّر جسدًا

يا هذا اللغز المتكتّم من بعد حجاب

يا من أوجدت الأبواب

يا من فرّطْتَ بدمع دواخلنا

ألقيْتَ بنا عبر عبابْ

لم تأبهْ لحنين القلب

وشجو الروح بنبض إهابْ

حيث رميتَ بنا وسط التيه

وفينا الوهج الوثّابْ

ورميتَ بنا من جسر الرفض

سماويٌّ هذا القلب

وفضائيٌّ جسد الروح

لنحبو في جسر الشوق السري

نتعلّق بين الاثنين

وحيدين نواجه أجنحة التيه

المرصودة في الدرب

وخبايا القلب الملغومة

في محنة هذا الوتد الوثاب

هل تنقلنا بالسّر المترقّب

من مدن الأحياء إلى مدن الأرواح؟

من مدن الطين المسكونة بالأرواح

إلى مدن الضوء المسكونة بالأرواح؟

من مدن الأرض إلى مدن الأبراج؟

ومن مدن الأبراج إلى مدن الأقمار.. أو الشمس المرئية واللامرئية؟

***

يا غيب الأسرار

افتح في السر حجابك

مازلنا نمسك أبوابك

من بين يديك خرجنا

ونفختَ بنا أسبابك

وصبَوْنا في الليل،

ومازلنا

أحبابك.

***

في هذا العبق المنسيّ

على المدن المهجورة حيث الشوك

وأسرار الحرمانْ

تتنزّل فيها أسفار الأحزان

فتأخذنا من طوق مخفيّ يسري

في طوق ثان،

زدنا علمًا

زدنا فهما

وأمطرْنا ألق الأكوان.

-------------------------------------
* شاعرة من العراق.