قراءات نقدية في فكر ناصيف نصار.. طريق الاستقلال الفلسفي

قراءات نقدية في فكر ناصيف نصار.. طريق الاستقلال الفلسفي

يقول د.أحمد عبدالحليم في مقدمته لهذا الكتاب إن ناصيف نصار من أبرز رواد التفكير الفلسفي في لبنان, وهذا لا يقلل من جهد جيل سابق عليه: شارل مالك وماجد فخري وهشام شرابي وكمال الحاج ومهدي عامل وحسين مروة ومعن زيادة وغيرهم على اختلاف توجهاتهم الفلسفية التي تختلف عما قدمه نصار في سمتين:

ارتباط جهودهم بتاريخ الفلسفة أو ارتباطها بمذهب فلسفي غربي من جهة, وزيادة اهتمامهم بقضايا اجتماعية وسياسية وقومية تغلبت على اهتمامهم بالتأسيس الفلسفي النظري من جهة ثانية. فالريادة هنا ليست ريادة زمانية, فالجهود الفلسفية لها تاريخها في لبنان سابق على جهد نصار. إلا أنه يختلف عن هذه الجهود في استمراره طيلة ما يقرب من أربعة عقود مركزا جهده في الفكر الفلسفي النظري الخالص أستاذًا وعميدًا, وكاتبًا ومحاضرًا, وناقدًا ومنظرًا. وهذه الريادة تؤكد أيضا, إضافة إلى جهده وجهد الجيل السابق عليه جهد الجيل الحالي ذي الحضور اللبناني والعربي, وهو حضور يعود الفضل فيه إلى نصار, يتمثل في تبني أساتذة مرموقين لأفكاره.

على ضوء الأبحاث والدراسات التي يضمها الكتاب, نجد لنصار حضورا بارزا في عالم الفلسفة العربية المعاصرة. ففي أعمال الندوة التي عقدتها الجمعية الفلسفية قبل سنوات قليلة في القاهرة, عن الفلسفة العربية في مائة عام, ورد اسم عبدالله العروي 26 مرة, وعبدالرحمن بدوي وزكي نجيب محمود وعبدالله شريط 25 مرة ومحمد أركون 24 مرة, إلا أن القراءة الفعلية لأعمال الندوة توضح أن الاستشهاد بنصار جاء في حوالي 30 مرة. خُصصت دراسة كاملة عنه, وكان محورا أساسيا في دراستين هما: السؤال الرئيسي للفلسفة العربية, وأزمة الفلسفة العربية بين التوفيقية والحداثة.

وفي الكتاب يتناول عدد من الباحثين والدارسين فكر ناصيف نصار الفلسفي منهم محمد أحمد عواد وذلك في العناوين المختلفة التي تشكل عناصر دراسته: السؤال الرئيسي للفسفة العربية المعاصرة, وهي: الإبداع الفلسفي, وسؤال الاستقلال, واكتشاف الإنسان العربي.

ويتناول بحث أدونيس العكرة: ناصيف نصار في معركة الاستقلال الفلسفي: الاستقلال الفلسفي, توكيد الذات الفلسفية, العقلانية النقدية المنفتحة, الواقعية الجدلية, فلسفة العقل.

وفي الكتاب أبحاث ودراسات حول ناصيف نصار كتبها أكاديميون من جامعات عربية مختلفة, قدموا قراءات متنوعة لفكره.

ويقدم الباب الثاني من الكتاب نموذجا حيا لإحدى القضايا التي شغل بها نصار, وهي (منطق السلطة), حيث يميز بين أنواع السلطات المختلفة, وهو عمل أثار العديد من التحليلات وقدم حوله الكثير من الكتابات التي توضح النظرة النقدية التي قدمها نصار للفلسفة السياسية, وتدقيقه في المعاني والمفردات, واهتمامه بالسلطة بوصفها خدمة للشعب وليست سلعة, وتأكيده على أن سلطة الإنسان هي منطق السلطة, وتركيزه على أن الديمقراطية هي محور فلسفة الأمر لتحرير السياسي مما عداه.

 

جماعة من الباحثين بإشراف د. أحمد عبدالحليم عطية

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات