المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية

الكويت

افتتاح معرض الكويت الدولي للكتاب

الثاني والعشرون من نوفمبر الجاري هو اليوم الذي ستنطلق فيه أنشطة معرض الكويت الدولي للكتاب, الذي يمثل تظاهرة ثقافية مهمة تستعد لها كل الأوساط الثقافية الكويتية.

ومن المتوقع أن تشارك في معرض هذا العام أكثر من 500 دار نشر عربية وعالمية, إلى جانب مشاركة أكثر من 80 دار نشر كويتية, سواء كانت رسمية أو أهلية أو جمعيات نفع عام.

وأكّد مدير إدارة المعارض في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سعد المطيري أن إدارة المعرض في كل عام تحرص على استقطاب دور النشر, التي تجد لديها إصدارات مستمرة. وفي الوقت نفسه حديثة, لتضمّها إلى المشاركين في المعرض, والاستفادة من عرض نتاجها المعرفي على القارئ الكويتي, وذلك لضمان وجود كل ما هو جديد في عالم النشر.

وأشار المطيري إلى أن إدارة المعرض قامت بتوجيه دعوات لعدد من دور النشر الإلكتروني, وذلك لمواكبة ثورة المعلومات, ورغبة منها في وجود مثل هذه الدور في معرض الكتاب, وذلك من أجل توفير وسائل النشر الإلكتروني للمهتمين بها, وسيكون هناك العديد من الأجنحة الخاصة بالنشر الإلكتروني في المعرض المقبل في شتى المجالات.

وسيضم المعرض كذلك أجنحة خاصة بالطفل, من خلال دور نشر تهتم به, وتقدم له الكتب في شكلها التقليدي والحديث, بالإضافة إلى إقامة (قرية الطفل), التي ستحتوي على أنشطة وبرامج متنوعة, تهتم بالجوانب المعرفية والنفسية للأطفال, والناشئة, وذلك من خلال الورش الفنية وأجهزة الكمبيوتر, والوسائل التربوية, والتعليمية, ولقد حرصت إدارة المعرض على إقامة هذه القرية بعدما وجدت تجاوبًا ملحوظًا عليها من قبل الأطفال في معرض الكتاب الماضي.

وسيكون للفن التشكيلي دور في معرض الكتاب المقبل من خلال التعاون مع إدارة الفنون التشكيلية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لإقامة معرض تشكيلي, ستعرض فيه أعمال عدد من الفنانين التشكيليين الكويتيين, ويعتبر هذا المعرض التشكيلي تقليدًا سنويًا تحرص إدارة المعرض على تنظيمه. ولقد وقع الاختيار على الكاريكاتير في الكويت ليكون هو العنوان الذي سيظهر فيه هذا المعرض التشكيلي المقبل.

ووجهت إدارة المعرض الدعوات إلى عدد من المسئولين في اتحادات الناشرين العرب, وإلى بعض مديري المعارض, وبعض الإعلاميين من أجل التواصل والتشاور فيما يخص الكتاب والنشر بصفة عامة.

كما بدأت إدارة المعرض بتوجيه دعواتها إلى دور النشر المختلفة في مايو الماضي, ثم مراسلة اتحاد الناشرين العرب لتوزيعها, خصوصًا في مصر وسورية, ولبنان والأردن, ثم استقبلت الإدارة ردود هذه الدور, وفي يوليو الماضي, بدأت عملية الفرز الخاصة بالإصدارات الحديثة, وتصنيفها تصنيفًا موضوعيًا, وإدخالها في الحاسب, الذي على ضوئه تم إصدار فهرس معرض الكتاب لهذا العام.

واستقبلت إدارة المعرض في أكتوبر الماضي الطرود المرسلة من دور النشر المشاركة, ومن ثم توزيعها على الأجنحة الخاصة بها في قاعات المعرض, التي سيكون مقرها في أرض المعارض الدولية في مشرف.

وفيما يخص الرقابة على الكتب المشاركة, فقد أوضح سعد المطيري أن إدارة المعرض, قامت بتزويد إدارة الرقابة في وزارة الإعلام بكشوف تضم عناوين الكتب المشاركة, وعينات منها, وأن استقبال الكتب في المعرض سيكون بناء على توصيات إدارة الرقابة, برفض الكتاب أو قبوله.

ومن الأنشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب في دورته المقبلة ندوة رئيسية ستتحدث عن مواضيع ثقافية تهم المجتمعات العربية في كل تطلعاتها, وسيشارك فيها مفكرون وأدباء من الكويت, وبعض البلدان العربية, بالإضافة إلى إقامة أمسيات شعرية, ستحييها نخبة من الشعراء الكويتيين والعرب, وأنشطة ثقافية أخرى.

وعلى هذا الأساس, فإن القائمين على معرض الكويت الدولي للكتاب يعملون جاهدين من أجل إظهاره في الصورة, التي يشرق فيها كل عام, وما يجب ذكره, أن هذا المعرض - بشهادة العديد من الناشرين العرب - يعد من المعارض العربية المهمة, ويأتي بعد معرضي القاهرة وبيروت, نتيجة لما يحظى به من ترتيب في الأجنحة الخاصة بدور النشر, وتنظيم عمل اللجان المسئولة عن سير العمل فيه, والأنشطة الثقافية المصاحبة التي تتمتع بالتنوّع.

والمعرض الذي ستنطلق أنشطته في 22 من نوفمبر الجاري, سيستمر حتى الثاني من ديسمبر المقبل.

مدحت علام

دمشق

(هجرة أنتيجون) هجرة الروح بحثا عن الحرية

استطاعت الأسطورة رفد المسرح منذ مئات السنين, وحتى يومنا هذا, فهي مادة غنية في مضمونها, تعتمد قيمة إنسانية تختلف وجوه قراءتها مع اختلاف مخرج العمل وزمانه, كل يقدمها حسب رؤيته وأسلوبه في طرح فكرة ما, أو قضية معقدة وغيبية ذات بعد سياسي أو ديني, اجتماعي أو فلسفي, وتستخدم عادة لقول حقيقة يصعب البوح بها في شكل مباشر.

اختلفت المعادلة في مسرحية (هجرة أنتيجون) تأليف وإخراج الفنان جهاد سعد, حيث كانت المباشرة أسلوبًا في الطرح من خلال أسطورة قدمت عديدًا في أهم الكلاسيكيات, وأكثر العروض معاصرة.

أوديب الذي قتل أباه وتزوج أمه, لينجب منها أبناء هم إخوة له. ما الذي يريده جهاد سعد اليوم من استحضار هذه الأسطورة? وهل استطاع خلق معادل بصري ممتع لحكاية معروفة?

بدأت حكاية العرض مع دفن أنتيجون لجثة أخيها بولينيز مخالفة بذلك أمر كريون, تلاها مجموعة مونولوجات وحوارات متناوبة بين خمس شخصيات (كريون, أنتيجون, هايمون, بولينيز, وأوديب) ضمن حبكة كلاسيكية أدت إلى إشكالية على صعيد بنية النص, إذ خلقت المونولوجات الطويلة حالة من الملل, شتتت ذهن الجمهور. على سبيل المثال, ظهور طيف أوديب, وسرده للأسطورة كاملة عن طريق مونولوج طويل دون أي تجديد في الشكل يلفت الداري بالحكاية, ويمنع عنه الملل, مما جعل النص بحاجة إلى حوارات أكثر تقاطعًا, تخلق تشابكًا أعمق بين الشخصيات, بدلا من وقوف الممثل وسرده المباشر لثلاث تيمات, أراد جهاد سعد إيصالها حول الحرب, السلطة, والحب, طارحًا جملة من الأسئلة حول المجد وجدوى ما يسعى إليه الإنسان في حياته, والخراب جراء الحرب والبحث عن السلطة, لدرجة هجرة الحرية تحت كل هذه الضغوط.

لكن هل أغني العرض بمعادل بصري يحمل النص? فالخشبة عبارة عن أرض رملية (حيادية) تدل على تشابه الأرض في كل مكان, كذلك على الخراب الذي لحق بالشخصيات, ومدينة طيبة, مما خلق صورة جمالية شكّلها الرمل مع الإضاءة, خلال حركة الممثلين, التي اعتمدت المثلث, كتشكيل ومجال للحركة, يأخذ طابعًا هرميًا في بعض الأحيان, تتناوب على رأسه الشخصيات, أو بالأحرى دلالاتها لتنتهي أنتيجون في المركز, باعتبارها مركز الحدث دومًا.

بالرغم من أن الحوارات ثنائية, تستند إلى الوجهين المتناقضين للشخصيات مثل أوديب الابن والزوج, وأنتيجون التي تحمل وجه ابنة وأخت لأوديب, كذلك إعجاب بولينيز بأخيه إيتيوكليس, لم يمنعه من محاربته, إلا أن التشكيلات ثلاثية (أنتيجون - كريون - أوديب/هايمون - كريون - أنتيجون/أوديب - بولينيز - هايمون), وإن كان الظهور لممثلين فقط تكمل بقعة الضوء التشكيل الثلاثي, فالمثلث يؤكد صلتنا بما هو قديم, ومدى ارتباطنا به.

ولرقم ثلاثة تداعيات كثيرة, فهو رقم التحول, أو التجسّد الذي لا يتم إلا عبر ثلاثة أبعاد, كما يعتبر أحيانًا رقم الحياة, التي تكتمل بوجود الروح والجسد والعقل, ثلاثية حاضرة في العرض تتوازعها الشخصيات, الروح من خلال أوديب, بولينيز, وهايمون فيما بعد. والعقل متفاوت حسب حامله بين كريون وأنتيجون غالبًا, أما الجسد (الفاني) فهو موجود طوال العرض من خلال الضريح, ليس تأكيدًا على فكرة الموت, بل على ما نفعله ونسعى وراءه في حياتنا, أكده مونولوج هايمون (أنت في قبر تحت الأرض تلقى ملاذًا, نحن في قبر فوق الأرض نلقى عذابًا, نتلقى ضربات الأيام بسياط من نار).

إذن الرقم ثلاثة موجود في أساليب مختلفة عدة مع تغيّر دمج المعطيات, مما يعطي العرض تضمينًا يكسر حدة المباشرة في النص, وأسلوب الأداء المرهق للممثل والمتلقي في آن معًا, والذي يتشابه في بعض الأحيان مع أداء جهاد سعد كممثل, ربما مرد ذلك إلى بصمته كمخرج, أو كما يقول لوحدة الأداء التي نفتقدها في عروضنا السورية.

نوعية العرض اعتمدت على أداء الممثلين في الدرجة الأولى (بسام داود, ميسون أبو أسعد, علاء الزعبي, شادي مقرش, جهاد سعد), حيث تحول الممثل إلى كتلة في الفراغ, تعمل للوصول إلى مرحلة روحية تنتقل فيما بعد إلى الجمهور.

أثر بالتأكيد تاريخ جهاد سعد المسرحي على تلقي الجمهور للعرض, وكسر توقعه في رؤية ما هو جديد, كما كان يفعل دائمًا لتبرير خياراته وإسقاطاته, مثل كاليجولا, حكاية ميديا وجيسون, أواكس, كلاسيك.

لا يعني هذا أي مقارنة أو رغبة في التشابه, بل على العكس, هي رغبة في مشاهدة أشكال غنية, متطورة, ورؤى بصرية مختلفة عوّدنا عليها المخرج المسرحي جهاد سعد.

ليلاس حتاحت

القاهرة

مجلات عمرها لحظات...!!

للأسف, لن ترى هذه المجلات الاثنتا عشرة النور مرة أخرى, فقد ولدت لتختفي, فهي تمثل مشروعات التخرج لطلاب السنة النهائية بكلية الإعلام, جامعة القاهرة. ولا يرجع السبب في ذلك إلى تلك النبرة السياسية العالية, التي تجلت معالمها في معظم هذه المجلات, وخاصة ذلك المشروع الحاصل على المركز الأول (دبابيس) الذي استعان أصحابه بالكاتب الساخر فؤاد فواز ليكون رئيسًا لتحريره, فلم يبخل على الجريدة بوخزاته الساخرة, فكان الضحك حتى البكاء, على عادة الشعب المصري الذي يسخر دائمًا من مشكلاته.

النبرة السياسية في تلك المشروعات, أظهرت اهتمام الشباب بما يدور على الساحة من مناقشات, وعكست مدى وعيه بمشاكل مجتمعه, حيث تتبنى نانسي كمال في صدر صفحات مجلة (الشلة), الحاصلة على المركز الثالث, أسس رفضها لفكرة ترشيح جمال مبارك رئيسًا على ظهوره المفاجئ في الساحة السياسية. وتصعيده ليكون أمينًا للجنة السياسات بالحزب الوطني, وهو الأمر الذي عدته قفزة كبيرة لشخص ليس له تاريخ سياسي, وعلى عكس نانسي, ترى زميلتها مروة صلاح, التي كتبت مقالها على الصفحة نفسها, أن جمال مبارك هو الشخص المناسب ليكون رئيسًا لمصر المستقبل فهو يمتلك عقلاً متفتحًا, ويعرف أصول اللعبة السياسية منذ نشأته في قصر الرئاسة.

وإذا ابتعدنا عن دائرة السياسة, نجد واحدًا من أفضل المشروعات (الجورنالجي) نال المركز الثاني, ويتضح من عنوانه أنه يعنى بشئون الصحافة والصحفيين, حيث يناقش ملفه هموم الصحفيين مع نقيبهم جلال عارف, ويحاور مجموعة منهم: محمود سعد, وأمل سرور, الصحفية بمجلة (نصف الدنيا), التي خاطرت بحياتها أكثر من مرة في رحلات صحفية, إلى كثير من بقع الصراعات في العالم, فسافرت إلى أفغانستان مرتين قبل وبعد طالبان, ورصدت الوجود الصهيوني في جنوب لبنان, أثناء الاحتلال الإسرائيلي له, كما شهدت تجربة الموت وغضب الطبيعة بعد تسونامي.

أما المجلة صاحبة المركز الثاني مكررًا (كنوز) فتنقب عن الهوية والخصوصية الثقافية لمصر عبر تراثها الشعبي, لتؤكد أن الثقافة الشعبية هي ضمير الأمة على مدى تاريخها, إلا أن ثمة التباسًا يبدو واضحًا للقارئ, فقد وقعت في نوع من الخلط بين أن تكون متخصصة في شئون الآثار المصرية, واتجاهها للتعبير عن واقع الفنون الشعبية في مصر! فقد جمعت المجلة بين الأمرين المختلفين تحت شعار واحد (تراثية, شهرية, تصدر عن كلية الإعلام)!

وإذا كانت صاحبة المركز الثالث مكررًا (v.i.p) لم تعلن عن هويتها, إلا أن العنوان يشي بأن محورها الشخصيات والأحداث الأكثر أهمية, فتحاور هناء أحمد د.علاء الأسواني صاحب (عمارة يعقوبيان) بوصفها واحدة من أكثر الروايات انتشارًا, وتلتقي المجلة كاتب القصة البوليسية د.نبيل فاروق, مبتكر أشهر شخصية مصرية في عالم الجاسوسية (أدهم صبري), كما نجد أسماء كل من: مصطفى الفقي, هدى عبدالناصر, خالد محيي الدين, عمرو خالد, وغيرهم.

وبقية المجلات تناولت شئونًا فريدة, فمجلة (سواح) - التي تخصصت في السياحة - قدمت وصفًا دقيقًا لمتحف الرئيس الراحل جمال عبدالناصر, وتعرضت للعنة الفراعنة, إلا أنها افتقرت إلى الإخراج الجيد, واتجهت مجلة (عشرة عمر) إلى مناقشة قضايا المتزوجين, والذين في طريقهم إلى القفص الذهبي, فقدمت صورة لبيوت رؤساء مصر: عبدالناصر, السادات, ومبارك. في حين تناولت (شهور الهنا) أكثر الموضوعات التي تهم المرأة الحامل حتى تنقضي شهور التعب اللذيذ, وبدا المجهود المضني الذي بذلته أسرة تحريرها لعمل هذا الكمّ الكبيرمن الموضوعات. واقتصرت مجلة (بنت المعز) في تغطيتها على نطاق القاهرة الكبرى, فناقشت موضوعات: المرور, النيل, السكان. وحاولت مجلة (الحياة حلوة) المتخصصة في الصحة النفسية, التركيز على أهمية الاتزان النفسي في علاج الكثير من الأمراض, وتلتقي خبيرًا في فنون البسمة الفنان الكبير مصطفى حسين, نقيب التشكيليين, أما آخر المجلات (بنات في بنات) فاتسمت بالتحرر الشديد في مناقشة قضايا البنات.

لقد اتسمت المجلات بشكل عام بطباعتها الفاخرة, وإخراجها الذي يقترب كثيرًا من الاحتراف, وإن عابها وجود كثير من الأخطاء الإملائية والنحوية, كما أنه من الملاحظ غلبة العنصر النسائي على المطبوعات, فكاد أن يصل إلى تسعة وتسعين في المائة.

مصطفى عبدالله

المنامة

ندوة الوسطية بين التنظير والتطبيق

في الندوة الفكرية التي حملت عنوان (الوسطية بين التنظير والتطبيق) التي نظمها منتدى الفكر العربي على هامش اجتماعه السنوي السابع عشر بالمنامة برعاية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين, تحدث الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي مشيرًا إلى أهمية عقد مثل هذه الندوات, موضحاً أنه حان الوقت للتركيز على الجانب (التطبيقي للوسطية; أي استراتيجيات العمل, التي لا تقل أهمية عن الجانب النظري; نعم; هناك فجوة بين التنظير والتطبيق; بين مثلنا العليا وأرضية الواقع. فحبذّا لو انطلقنا من تلك الأرضية, مقدّمين الأفكار والمقترحات إلى الجهات التي تطلبها وتسعى إليها).

في الجلسة الأولى للندوة الفكرية قدم د.طيب تيزيني ورقته (الوسطية : المفاهيم والأفكار) ناقش مصطلح الوسطية باعتباره من المصطلحات القابلة للتأويل والتفسير المتعدد الأفهام وفق الدراسات المنطقية والفلسفية والاجتماعية والقيمية والدينية والسياسية, مشيراً إلى أن الوسطية قد (تكوّن هوية أمة أو شعب, أو وجهاً من أوجه هذه الهوية, التي يحدث إجماع عمومي عليها من قبل هاتين الكتلتين البشريتين; فيتوحد أفراد كل منهما في ما يجمع بينهم, ولا يطيحون بما لا يوّحد أو لا يجمع بينهم. وفي هذه الحال, تبرز إمكانية الحفاظ على ذلك الذي لا يوّحد أو لا يجمع بصفته حوافز مفتوحة لحوار سلمي ساخن أو مرن مفتوح بين الجميع).

وقد لاقت ورقة د.طيّب تيزيني نقدا قوياً من عدد من الحضور باعتبار أن صاحبها ـ كما أشار البعض ـ قرأ الوسطية قراءة أيديولوجية وفق انتمائه الفكري, وهو ما جاء في تعقيب عدد من الباحثين, في ردودهم على ورقة د.تيزيني.

أما الورقة الثانية في الندوة الفكرية فقدّمها د.حسن حنفي (مفهوم الوسطية في الإسلام) أكد فيها أن الوسطية مفهوم إسلامي أصيل, فقد ورد لفظ (وسط) في القرآن الكريم خمس مرات باشتقاقات لغوية ومعاني مختلفة. أهمها آية واحدة تصف الأمة بأنها أمة وسط كي تشهد على باقي الأمم المتطرفة كما يشهد الرسول على أمته.فالوسطية وصف لموقف الأمة وليس لسلوك الفرد. فالأمة (لا شرقية ولا غربية) في وصف المصباح المضيء. وهو أقرب إلى معنى العالم الثالث والحياد الإيجابي, والقارات الثلاث منذ باندونج حتى بلجراد حتى باندونج الثانية أثناء الحرب الباردة أو لمقاومة العولمة بعد أن استفردت بالعالم ذي القطب الواحد, منذ سقوط الأنظمة الاشتراكية في أوائل تسعينيات القرن الماضي. وهي آية وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس . ويكون الرسول عليكم شهيدا وتسبقها لله المشرق والمغرب . وتتلوها فلنوليّنك قبلة ترضاها . وهناك آيات أخرى تفيد نفس المعنى بألفاظ أخرى مثل ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك . ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا . وهو ما عناه الفلاسفة بأن الكرم وسط بين التبذير والتقتير. كما تعنى الآية وابتغ بين ذلك سبيلا التوسط في الأمور.

د. وجيهة صادق البحارنة في ورقتها (الوسطية كمفهوم قرآني) جاء سؤالها في الأول هل الأمة الإسلامية كلها هي الأمة الوسط?. فقالت (لا, وإلا لورد (وكذلك جعلناكم جميعاً أمّة وسطاً) أو (جعلنا أمتّكم أمّة وسطاً), وبدليل أن في الأمة الإسلامية المنافق والضعيف وشاهد الزور والمردود شهادته والمنقلب على عقبيه ـ كما في شطر الآية ـ وهم كلّهم مسلمون, وإلاّ صارت (الوسطية) هبة ً ـ أيضاً ـ للغالي والرخيص من معادن الأفراد بلا أية جدارة! بل إن الآية بخطاب ضمائرها تشير إلى أنً نبيّنا محمدا (ص) ليس من (الأمة الوسط), بل هو فوقها (جعلناكم أمة وسطاً.. لتكونوا. ويكون الرسول) ضمير المخاطب للجماعة, وضمير المفرد الغائب للرسول, فالمخاطب بالأمة الوسط هم (جماعة) غير النبي الأكرم (ص), وبهذا علينا أن نلغي هذا الوسام المجاني الخادع المنفوخ الذي جعلناه للمسلمين جميعاً أنهم (الأمة الوسط), ونستبقيه لأفراد مستحقيه فقط!).

والحقيقة أن هذه الندوة التي عقدت على هامش منتدى الفكر العربي السنوي كانت ايجابية ومهمة كهدف لتأسيس رؤية وسطية في عالمنا العربي للخروج بمعطيات تنبذ الإرهاب والتطرف والغلو. حضر المؤتمر والندوة معا العديد من المفكرين والأكاديميين والكتاب.

عبد الله علي العليان

بيروت

كتاب (النبي) لجبران
مسرحية جديدة للرحابنة

قمّتان أدبيتان وفنيتان تلتقيان في مسرحية غنائية جديدة. القمّتان هما جبران خليل جبران, ومنصور الرحباني, اللذان يتعاونان في عمل جديد مؤسس على نص جبران (النبي), الذي كتبه جبران في الأصل باللغة الإنجليزية, ثم تٌرجم لاحقًا, ومرات عدة, إلى اللغة العربية, ثم إلى أكثراللغات الحية في العالم.

وقد تصرف منصورالرحباني في نص (النبي) تصرفًا حافظ على الأصل, وأضاف إليه في آن, كي يستوي نصًا مسرحيًا وغنائيًا.

فهو إذن عبارة عن قراءة جديدة اضطلع بها شاعر ومؤلف وملحن, ولوّنها بألوان تعيد الألق والضوء إلى عمل رؤيوي ذي طابع فلسفي, أو تأملي, مازال يلهم الكثيرين, ويُقبل على قراءته إلى اليوم ملايين القرّاء في كل أنحاء العالم. وقد وصف منصور في مؤتمره الصحفي, الذي أطلق مسرحيته الجديدة - وصف جبران بـ(المتنوع, والمتمرّد, والعاشق, والأكبر من فيلسوف. إنه شاعر قبل كل شيء, الشاعر يأخذ العقل إلى القلب, في حين أن الفيلسوف يأخذ القلب إلى العقل). ورأى أن جبران (اخترع أحلامًا لأيامنا, وأقمارًا لمشاويرنا. أطلقنا من معتقلاتنا المترفة, أخذنا إلى الغرابات, إلى أورفليس والمدن الضبابية, أعاد للإنسان المحاصر بالعمل نضارته, وللراكض وراء الخبز كرامته. وهو مازال ينمو فينا, فكلما قرأناه قرأنا وجهًا جديدًا من وجوهه).

تنضمّ المسرحية الرحبانية التي أبصرت النور حديثًا إلى شقيقات سابقات عليها, مثل (سقراط), و(أبوالطيب المتنبي), و(ملوك الطوائف), وسواها من المسرحيات, التي دخلت إلى وجدان كل مَن شاهدها, وأعادت صياغته من جديد. ولكن (النبي) ذات نكهة مختلفة, فهو كتاب رؤيا وشعر وتأمّل بامتياز. كتاب اجتماعي مثالي لا تثقله قيود المنطق, ويحببه إلى القارئ أسلوبه الشعري الصافي. لم يتناول جبران في كتابه هذا آراء فلسفية ليحلّلها تحليلاً منطقيًا, وإنما أصبحت الفكرة عاطفة, وتعبيرًا عن حال نفسية, على غرار ما نجد في الأناشيد الصوفية. فالكاتب لا يحاول أن يُقنع, بل أن يخلق جوًا, وأن ينقل إلى القارئ حالة عاشها فعلاً. فضلاً عن أن جبران رفع أحطّ الأعمال اليومية إلى مستوى السموّ الصوفي, إذ ألبس الأكل والشرب والبيوت والملابس والأعمال كلها حلة روحية رفيعة. أولم يقل (إن الدين هو كل ما نعمله, وما نفكّر به), و(إن لكم في حياتكم اليومية لهيكلاً ودينًا)?

وهكذا يمكن وصف (النبي) بالكتاب ذي المضمون الاجتماعي والفلسفي معًا. يستهلّه جبران بمقدمة تصوّر ألم النبي, أو المصطفى لمفارقة أهل مدينة أورفليس, مع أنه شديد اللهفة إلى مسقط رأسه بشرّي, إذ أتت سفينته لتنقله إليه, وحين تجمّع الناس حوله لتوديعه, طلبوا منه أن يعطيهم بعض حكمته, فكانت فصول الكتاب الستة والعشرون مواعظه في كل ما انكشف له (من شئون الفسحة, التي تمتد ما بين الولادة والموت), كالحب والزواج والأولاد والعطاء والأكل والشرب والعمل والحزن والفرح والتجارة والجريمة والعقاب والقانون والصلاة والصداقة والحرية, وغير ذلك.

أما الإطار العام, الذي يضمّ هذه الفصول فرمزي: مدينة أورفليس هي هذه الدنيا, وسكانها هم البشر, والجزيرة التي يعود إليها النبي هي الحياة الأخرى, تنقله إليها سفينة الموت لكي ينضمّ إلى (البر الأعظم), رمز وحدة الوجود, أو الروح الكليّ, الذي سينفصل عنه ثانية في ولادة جديدة, كما بيّن حين ودّع سكّان أورفليس في خاتمة الكتاب.

حين بحث النبي في شئون المجتمع والحياة, تناولها من وجهتها المثالية, وكأنه أراد أن يزيّن للناس مثلاً أعلى, يحثّهم على تحقيقه قدر الإمكان, بدأ مواعظه بالتحدّث عن الحب لأنه أساس الحياة واستمرارها, فدعانا إلى اتباع صوت الحب: (إذا الحب أومأ إليكم فاتّبعوه حتى وإن كانت مسالكه وعرة وكثيرة المزالق).

ومن المواعظ الاجتماعية في الكتاب, نستشفّ ثورة جبران على الظلم, وحدبه على الضعيف, وحبه للإنسان. وعلى غرار الرومانسيين, يقرن جبران الشر بالمال, فيرى أن الطمع وحب الرفاهية يشوّهان طبيعة الإنسان الخيّرة. ولكن رسالة الكتاب تبقى بالدرجة الأولى رسالة جبران المتصوّف المؤمن بوحدة الوجود. وقد آمن المتصوّفون, ومن بعدهم الرومانسيون, بأن الحقيقة المطلقة الخالدة تُدرك بالوحي, بإلهام يهبط في القلب. وعليه يكون الناس متساوين في قدرتهم على المعرفة, وإن تفاوتت حظوظهم مما نالوا منها في فترة معينة.

وعلى غرار غيره من المتصوفين, نظر جبران نظرة متفائلة إلى الحياة والإنسان, إذ لم ير فيها إلا الخير, ونتيجة لذلك, غضّ النظر عن المشكلة التي تنجم عن وجود الشرّ في الإنسان.

في (النبي), تأثر واضح لجبران بالبوذية القائمة على التقمّص أو العودة من جديد: (لا يغربنّ عن بالكم أني سأعود إليكم. هنيهة بعد, ويعود حنيني فيجمع الطين والزبد لأجل جسد آخر. هنيهة بعد, لمحة استراحة على الريح, وتلدني امرأة أخرى).

هذه العودات الأبدية إلى الحياة بعد الموت في سلسلة دورات لا نهاية لها, سببها - برأي جبران - أن الحقيقة المطلقة لا تُدرك, وأن الاتحاد بالمطلق مستحيل. فنحن نبقى في موكب مجاعة مستديمة لا بداية ولا نهاية لها. يقول (النبي), (إنما فخري وثوابي لفي أنني كلما دنوتُ من الينبوع لأطفئ عطشي, وجدتُ مياهه عطشى, فتشربني إذ أشربها). إلا أن كل دورة تكون أفضل من السابقة, لأنها أقرب منها إلى الكمال, ولذلك أكّد بتفاؤل الصوفي أن (الحياة لا تمشي القهقرى, ولا هي تتمهّل مع الأمس). فحنين الإنسان إلى كمال الغاية, يتحقق في الأولاد جيلاً بعد جيل, أفضل من السابق حتى يبلغ الوجود غاية كماله.

على أن منصور الرحباني لم يكتف بالتصوّف والتقمّص ووحدة الوجود معًا, إلى ذلك من الأفكار التي تشيع في (النبي), وإنما أضاف إلى النص رؤى شعرية وفنية وغنائية معاصرة, وبذلك وهب هذا النص الجبراني المتميز حياة متجددة من أجل تحقيق صولة أخرى له على الدهور والعصور.

جهاد فاضل

تونس

أدباء تونس ودّعوا (شيخهم)
محمد العروسي المطوي

برحيل (شيخ الأدباء التونسيين), الأستاذ محمد العروسي المطوي (يوم الإثنين 25 يوليو الماضي). خسرت الثقافة العربية في تونس فارسًا من فرسانها, وعلمًا من أعلامها, وفقدت المحافل والفضاءات الأدبية التونسية مساندًا قويًا, وغيّب الموت أحد حماة اللغة العربية ومناصريها والمدافعين عنها.

ولقد كان المرحوم محمد العروسي المطوي صاحب ثقافة موسوعية كبيرة, بما خلّفه من مؤلفات في الشعر والقصة والرواية, وتحقيق المخطوطات النادرة والنفيسة. وإلى جانب ذلك, عاش حياة مزدحمة بالنشاط في ميادين عدة, كالتربية والسياسة والدبلوماسية, بالإضافة إلى مزاولته للأنشطة الأدبية والثقافية على مدى أكثر من نصف قرن, حتى أصبح رمزًا من رموز الحياة الثقافية والأدبية والإعلامية التونسية.

وإلى جانب أنه شاعر وقاصّ وروائي وباحث, كان الفقيد محمد العروسي المطوي يكتب للمسرح وللأطفال, وكان قبل مرضه يساهم بمقالاته في مختلف الصحف والمجلات, وكان شخصية ثقافية وأدبية عربية مرموقة تعرفه الملتقيات والندوات والمؤتمرات الأدبية العربية في المغرب والمشرق العربيّين.

وتدرّس نصوصه في المدارس والمعاهد التونسية من خلال إدراجها في الكتب المدرسية على مدى عقود زمنية عدّة.

ومحمد العروسي المطوي يتحدر من قرية (المطوية), من محافظة قابس في الجنوب الشرقي التونسي, فهو من مواليد هذه القرية, التي كان متعلقًا بها تعلقًا شديدًا, يوم 19 يناير 1920, وبذلك عاش 85 سنة أمضى أغلبها في الإنتاج الأدبي والعمل الثقافي.

وهو يعتبر من قدماء أساتذة وشيوخ جامع الزيتونة, الذي عمل فيه شيخًا ومدرسًا من سنة 1948 إلى سنة 1956, ثم عيّن بعد استقلال تونس في العام 1956, أوّل ملحق ثقافي في السفارة التونسية بالقاهرة.

وفي العام 1958 تم تعيينه سفيرًا لدى العراق. وفي العام 1959, عيّن سفيرًا لدى المملكة العربية السعودية. ومن العمل الدبلوماسي, انتقل إلى العمل البرلماني نائبًا في البرلمان التونسي لمدة عشرين سنة كاملة من 1965 إلى 1986.

وطوال حياته, منذ أيام شبابه إلى يوم وفاته, لم يبتعد المرحوم محمد العروسي المطوي عن الأدب والثقافة, ولم يتخلّ عن الإبداع. فقد كانت الكتابة ترافقه في حلّه وترحاله في تونس وخارجها.

ومن أعمال محمد العروسي المطوي الأدبي المشهورة نذكر هذه العناوين: (ومن الضحايا) (رواية - 1956). (فرحة الشعب) (مجموعة شعرية - 1963). (حليمة) (رواية - 1964). (التوت المرّ) (رواية - 1967). (طريق المعصرة) (مجموعة قصصية - 1981). (خالد بن الوليد) (مسرحية بالاشتراك مع غيره - 1981). (من الدهليز) (مجموعة شعرية - 1988). (رجع الصدى) (رواية في السيرة الذاتية - 1991).

وعندما بدأ يشعر باقتراب أجله في سنواته الأخيرة, قام بتقديم مكتبته الخاصة التي تضم آلاف الكتب إلى مسقط رأسه (المطويّة) لتكون على ذمة الدّارسين والباحثين والطلبة والتلاميذ في منطقته.

وخلال السنوات العشر, التي أمضاها محمد العروسي المطوي رئيسًا لاتحاد الكتّاب التونسيين من 1981 إلى 1991, كان رجل الاعتدال والوفاق والتعقّل والمصالحات في التعامل مع الكتّاب والأدباء, حيث كان حريصًا على حمايتهم, وحماية حقوقهم, نابذًا النزاعات والتوتر في العلاقات الأدبية, وكان مدافعًا عن وحدتهم ووحدة كلمتهم ومصالحهم.

عبدالسلام لصيلع

صنعاء

عام ثان لعاصمة الثقافة العربية

يعتقد مسئولو الثقافة في اليمن أن صنعاء استطاعت خلال العام الماضي أن تحقق بمناسبة إعلانها (عاصمة للثقافة العربية2004) ما لم تحققه الكثير من العواصم العربية التي أُعلنت قبلها كعواصم للثقافة. إلاّ أنهم يقولون إن المشروع الذي بدأ خلال العام الماضي لم ينته مع نهايته,خاصة على صعيد إنجاز البنية التحتية للثقافة.

وفي هذا المجال لوحظ خلال الأشهر الأولى من هذا العام قيام وزارة الثقافة والسياحة بإنشاء عدد من بيوت الفن في المحافظات اليمنية.وبدأ بعضها في ممارسة نشاطه في إقامة المعارض والورش التشكيلية واقتناء اللوحات, كبيتي الفن في (إب ) و(ذمار ).

ويلحظ المتابع لأكثر النشاطات الثقافية الحالية في اليمن أنها امتداد متواصل لمشروع صنعاء عاصمة للثقافة العربية الذي استهدف إنعاش الحركة الثقافية في كل المستويات.

وكان قد تم خلال العام الماضي اقتناء خمسمائة وتسع وخمسين لوحة تشكيلية لمائتين وسبعة من الفنانين, وستة وستين مجسما فنيا, وثلاثمائة وستة عشر قطعة من الموروث الشعبي,وهو ما اعتبره خالد عبدالله الرويشان وزير الثقافة والسياحة اليمني خطوة نحو تأسيس بيوت الفن والمتاحف المتخصصة.

كما تم ترميم المراكز الثقافية في مختلف المناطق اليمنية,وتخصيص ميزانية مالية جديدة لها لتعاود ممارسة النشاط الثقافي.وإذْ افتتح مسرح للطفل في صنعاء منتصف يوليو الماضي فقد بدأ الشروع بترميم مسرح عدن الرئيسي(حافون), بعد أن شهدت عدن الدورة الثانية لمهرجان ليالي عدن المسرحية في الفترة من 14-19مايوالماضي. وهناك مشاريع أخرى كإنشاء مسارح جديدة,وترميم معهد جميل غانم للفنون في عدن.

وفي مجال الأنشطة وتواصلا لمشروع تكريم المفكرين والأدباء والفنانين الذي أخذ مكانة مهمة ضمن أنشطة العام الماضي, حيث تم تكريم أربعمائة وثمانين شخصية فكرية وأدبية وفنية (منهم ,حسب تقرير المكتب التنفيذي للفعاليات, مائة وعشرون من المفكرين والعلماء والأدباء والفنانين العرب), فإنه وخلال النصف الأول من هذا العام كرّم عدد من رواد الأغنية اليمنية ومنهم :خليل محمد خليل, محمد حمود الحاثي, عبدالرحمن الحداد, وأبو بكر سالم بلفقيه. وهذا الأخير أُطلق اسمه على المركز الثقافي في المكلا بحضرموت.وقام الرئيس اليمني في السادس من يوليو الماضي بمنح وسام الوحدة (22مايو) الرفيع للشاعر السوري الكبير سليمان العيسى الذي أمضى في اليمن خمسة عشر عاما مع زوجته التربوية والمترجمة الأدبية د.ملكة أبيض. ويأمل الوسط الثقافي اليمني أن يبقى النشاط الثقافي بنفس الفعالية التي بدا عليها العام الماضي.

والمتابع لأنشطة العام الماضي, التي بلغ عددها أكثر من ثمانمائة, حسب التقاريرالرسمية, يستنتج أنه مثّل استثناء في الحياة الثقافية اليمنية منذ عدة عقود من الزمن.

فلأول مرَة يتم نشر ما يقرب من خمسمائة كتاب تشمل كل النواحي الفكرية والإبداعية والتاريخية والعلمية. وهو رقم لم تنجزه أي عاصمة عربية سابقة بمناسبة إعلانها عاصمة للثقافة, حسب مقارنات الإحصائيات التي يوردها المكتب التنفيذي للفعاليات. وأبرز الإصدارات هو إعادة نشر الأعمال الكاملة للرّواد من الأدباء والكتاب والباحثين اليمنيين بمجلدات أنيقة ومتميزة, ومن هؤلاء: صالح الحامد, محمد محمود الزبيري, لطفي جعفر أمان, محمد سعيد جرادة, عبدالعزيز المقالح,عبد الله البردوني, عبده عثمان محمد, عبد الله سالم باوزير, عبد الله محيرز, إدريس حنبلة, إبراهيم صادق, عبد اللطيف الربيع, محمد حسين الفرح, عبد الله عطية, عبد الله غدوة, إضافة إلى الأعمال الكاملة للأدباء المعاصرين: عبدالرحمن إبراهيم, إسماعيل الوريث, محمد حسين هيثم, صالح العامر, هدى أبلان, عبد السلام الكبسي, محمد القعود, عبد الرحمن جحاف, حسن عبد الله الشرفي, الحارث بن الفضل الشميري, نادية الكوكباني, هدى العطاس, علوان الجيلاني, وغيرهم.

علي المقري

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




معرض الكويت الدولي للكتاب.. عرس ثقافي مهم يتكرر كل عام





أنتيجون الإغريقية على المسرح السوري: موقف صلب رغم الألم





صحافة غضة.. عينة من مشاريع المجلات التي يصدرها طلبة الإعلام كمشاريع للتخرج





جانب من حضور ندوة الوسطية تتوسطهم الشاعرة د. سعاد الصباح