أنا أحقّ بالجنون من قيس

أنا أحقّ بالجنون من قيس

شعر

هل ينتسِبُ العُذْرِيُّون إلَيَّ...
وفيهم هذا المجنونُ....
يُقبِّلُ جُدْرَانَ حبيبتِه...
يتمنَّى أنْ يتزوَّجَ لَيْلاَهْ?!
ماذا لَوْ كنَّا زَوَّجنَاهْ?
هل كان اسْتَوْحَشَ في الْفَلَواتِ...
لِتُصْبِحَ مأْواهْ?
هل كان المجنونُ يَظلُّ يُطاردُني...
حتى ينتسبَ إليَّ....
وكلٌّ منَّا يبكي لَيْلاَهْ?
أمْ كنتُ وضعتُ بهذا...
حَدًّا للمأساهْ?
إني كنتُ جُنِنْتُ بمحْبوبي...
قبلَ المجنونِ بأزمانْ
كنتُ بكيْتُ لمحبوبي...
قبلَ وجودِ الأزمانِ بأزمانْ
يسْقِيني محبوبي من نَظْرتِهِ...
مع أنِّي لَمْ أحْظَ برؤيتِهِ...
حتى الآنْ!
كنتُ أُقَبِّلُ أَعْتَابَ حبيبي
مع أنَّ حبيبي
ليس لَهُ أعتابْ!
شَبَحُ المجنونِ يُضايقُنِي
وهو يُقَبِّلُ جُدْرَانَ حبيبتِه...
وأنا أسْبَحُ في الأكوانْ
وحبيبتُه تَحْبِسُها الجدرانْ
وليلاهُ كانتْ (بالعراقِ مريضةً)
وليلايَ عَيْنُ الطِّبِّ عَيْنُ شفائيا
فلا لَيْتَنِي (كنتُ الطبيبَ) وإنما
يظلُّ جنوني بعد مَوْتِي باقيا
هل يمكنُ أنْ ينتسبَ إلى قائمتي
قَيْسْ?
أمْ صِرتُ أحَقَّ بألقابي
ليس يُنازُعُني فيها...
إنسْ?
يا قَسْوةَ مَنْ أرَّقَني...أَوْ زَاحَمَنِي...
أو نَازَعَني...
في ملكوتِ جنوني
فلقد صِرْتُ أرَقَّ من الرقَّةِ...
صرتُ أَدَقَّ من الدِّقَةِ...
صرتُ فناءً أبديّا...
حتى لا يتجلَّى
إلا وَجْهُ حبيبي

 

عبدالناصر عيسوي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات