عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

الثقافة العلمية.. أين نحن?

بالرغم من مرور ستة أشهر على صدور ملحق (العربي العلمي), وهو آخر الشقيقات التي تصدرها مجلة (العربي), فإن الجدل حوله لم ينقطع, وهو جدل يدور بيننا كأسرة للتحرير, وبيننا وبين الآخرين, فالملحق هو هدية (العربي) للشباب العربي حتى يمكنهم من قراءة اللغة التي يتحدث بها العالم, لغة العلم, وأن يلحقوا بقطار المستقبل الذي مر على الجيل السابق بكل محطاته دون أن يتوقف, فلم يكن لنا شأن في الثورة الصناعية, ولا شممنا رائحة طاقة البخار المحركة, ولم يصبنا من عصر الذرة إلا بعض نفاياته, وبقي الرهان العربي الأخير على جيل المستقبل لكي يقتحم عصر المعلوماتية والهندسة الوراثية والطاقة البديلة, فهل استطاع الملحق أن يصل إلى قرّائه حقا? وهل استطعنا أن نجد التوليفة الصحيحة التي يمكن أن تثير اهتمام الشباب?, وما أنسب الطرق إلى ذلك ?, مادة قصيرة ومتنوعة, أم دراسات متعمقة, صور أكبر وكلمات أقل, أم أن الشباب قد مل من زحام الصور من حوله, ويحتاج إلى مزيد من الكلمات ليفهم طبيعة عصره بشكل أفضل ?, ثم إن هناك عشرات الأسئلة حول المضمون والأولويات وطريقة التناول, كل هذه الأسئلة أصابت رءوسنا بالصداع, ودفعتنا لأن نخصص ندوتنا السنوية لهذا الموضوع , وهي الندوة التي تقام في الكويت في الفترة من 3إلى 5 ديسمبر تحت عنوان (الثقافة العلمية واستشراف المستقبل العربي), ويحضر هذه الندوة نخبة كبيرة من العلماء والمختصين ورجال الإعلام من كل أنحاء الوطن العربي, والذي يتتبع موقع المجلة على شبكة الإنترنت, سوف يجد أخبار هذه الندوة وأبحاثها, إن هدفنا من ذلك كله ليس إصدار مجلة إضافية مهما كانت صغيرة لتضاف لبقية ركام المجلات العربية, التي لا ينافسها سوى زحام الفضائيات, ولكن هدفنا هو شحذ العقل العربي وإعطاؤه طاقة جديدة تجعله أكثر فهما للعالم الصعب الذي نعيش فيه, وعلى حد تعبير رئيس التحرير الذي خصص مقالته الافتتاحية لهذا الموضوع حين يقول: (إن الثقافة العلمية ليست ترفًا فكريًا لنخبة, بل هي ضرورة عصر وأداة تغيير حتمية للافضل).

ولا تنشغل (العربي) بندوتها عن أن تقدم للقارئ العربي عددًا مميزًا كعادتها في نهاية كل عام, ففي هذا العدد لا تقدم فقط فهرسها التفصيلي عما نشر بها خلال عام كامل, وهي تدرك مدى أهمية هذا الفهرس للباحثين والدارسين الذين يأخذون من المجلة مرجعًا لهم, ولكنها للمرة الاولى منذ سنوات عدة تتجول في شوارع بغداد, التي تعاني ما تعاني , تحاول إمساك لحظة من عبقها, لعل بهجة الأيام القديمة تعود إليها, كما ترحل (العربي) مع رونق العمارة الإسلامية الجديدة, خاصة تلك التي حصلت على جائزة أغا خان للعمارة, لتقدم صورة وافية للجهود التي يبذلها عشاق العمارة الإسلامية في كل مكان, وغير ذلك تحفل (العربي) بعشرات القضايا الفكرية والثقافية, التي تجعل من هذا العدد مميزًا بحق.

 

المحرر