تخلفنا اللغوي وعواقبه الجسيمة

تخلفنا اللغوي وعواقبه الجسيمة

إن آفات حياتنا في جمهرتها تعود إلى علل لغوية، تصدع الوحدة، وتحرم الدقة، وتبدد الجهد، وتعوق تسامي الروح والجسد والعقل والقلب، هذا ما خلص إليه أمين الخولي منذ ما يقرب من سبعين عاما.

لم نكن يوماً في حاجة إلى تمثل حكمة شيخنا العظيم قدر حاجتنا إليها الآن، واللغة العربية تواجه تحديات جسامًا إزاء النقلة النوعية الحادة لمجتمع المعرفة، فقد فرضت عليها مثلها مثل لغات العالم الأخرى -ضرورة تلبية مطالب هذا المجتمع الذي تلعب فيه اللغة دورا محوريا، في الوقت ذاته الذي تعاني فيه العربية من أزمة حادة: تنظيرا وتعجيما وتعليما وتوظيفا وتوثيقا. وقد أظهرت الإنترنت، سواء على صعيد البحث أو البث، مدى حدة هذه الأزمة الطاحنة التي ترسخت حتى كادت تصبح عاهة حضارية شوهاء تلطخ جبين أمتنا العربية، وهو ما حدا بتقرير التنمية الإنسانية العربية الثاني إلى أن يصرح بأن انتشال العربية من أزمتها الراهنة يعد شرطا أساسيا للحاق المجتمعات العربية بركب مجتمع المعرفة.

في ضوء ما سبق بميسورنا القول إن فجوة العقل اللغوي هي «الفجوة الأساس» التي يلزم رأبها من أجل بعث الحياة في أوصال آلة إنتاجنا المعرفي التي أصابها الشلل، وما أشح ما تنتجه: فلسفة وعلما وفكرا وفنا وتقنية، واللغة ـ بلا منازع ـ هي القادرة على إشعال فتيل الثورة المعرفية لكونها رابطة العقد في خريطة المعرفة الإنسانية الشاملة، فهي ـ أي اللغة ـ الفرع المعرفي الوحيد الذي ينفرد بشبكة من العلاقات الوثيقة تربطه مع جميع فروع المعرفة دون استثناء؛ مع الفلسفة والعلوم: طبيعية وإنسانية . والفنون على اختلاف أجناسها . وقد أقامت اللغة، بفضل تكنولوجيا المعلومات، وفضل اللغة عليها، علاقات مع الهندسة والتكنولوجيا تزداد وثوقا يوما بعد يوم فيما يعرف حاليا بهندسة اللغة وتكنولوجياتها.

من جانب آخر، فإن رأب فجوة العقل اللغوي العربي أصبح مطلبا أساسيا كي لا ينسحق الإنسان العربي أمام إعصار المعلومات الجارف للإنترنت، والذي يحمل في تياره كما هائلا من البيانات اللغوية، وهو ما يتعذر احتواؤه وتقطيره معرفيا دون وسائل لغوية مبتكرة وطيعة، تتيح النفاذ إلى عمق النصوص وتحليلها وتصنيفها، والكشف عن شبكة العلاقات اللفظية والسياقية والمنطقية التي تموج بداخلها.

حصاد دراسة اللغة العربية

لكي يتسنى للكاتب تناول فجوة العقل اللغوي العربي كان لزاما عليه أن يدرس مناهج الدراسة في معاهد اللغات وأقسام اللغة العربية بكليات الآداب ودار العلوم وجامعة الأزهر وكلية الألسن، وأن يمسح، بالقدر الذي تتطلبه الدراسة، حصاد ما تصدره المجامع العربية، ودوريات العلوم الإنسانية، وحسبنا أننا لا نفاجئ أحدا بقولنا كم هي قديمة هذه المناهج، وكم هو هزيل هذا الحصاد، باستثناء نزر قليل نذكر هنا من أمثلته: مجلة العلوم الاجتماعية التي تصدرها جامعة الكويت ودورية «ألف» التي تصدرها الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وسلسلة الكتاب السنوي للبرنامج الثقافي للمجمع اللغوي الأردني. إن نظرة سريعة لموقفنا اللغوي الراهن لتؤكد مدى تخلفه عن الركب اللغوي العالمي المنطلق بأقصى سرعة بعد أن أصبحت اللغة ركيزة أساسية لتطوير الكمبيوتر فهي ـ أي اللغة مرة أخرى ـ التي تهب هذه الآلة العلماء قدرة الذكاء الاصطناعي الذي يسعى إلى محاكاة وظائف الذهن اللغوية.

طالب الكثيرون كاتب هذه السطور أن يتناول في دراسته الراهنة موضوع فجوة العقل اللغوي بصورة مفصلة ومحددة للغاية، فما زال هناك من حرس اللغة لقديم لدينا من يعتقد أن ليس ثمة فجوة أو أزمة لغوية، وها هو هنا يفعل بتقسيم فجوة العقل إلى ثلاث فجوات فرعية هي:

- فجوة العقل اللغوي الفلسفي.

- فجوة العقل اللغوي النظري.

- فجوة العقل اللغوي التطبيقي.

ليعود في سياق تناوله لكل من هذه الفجوات الفرعية الثلاث إلى تقسيمها مرة أخرى إلى فجوات فرعية أكثر تفصيلا، وفي كل من فروع الفروع هذه يعرض الموقف العالمي بصورة مختصرة يتبعه بحديث مجمل عن ملامح الوضع العربي الراهن بشأنه.

فجوة فلسفية

تتخذ علاقة اللغة بالفلسفة ثلاثة مسالك رئيسية هي:

- الفلسفة اللغوية linguistic philosophy

- فلسفة اللغة philosophy of language

- فلسفة اللسانيات philosophy of linguistics

(أ) الفلسفة اللغوية: وهي تنظر إلى اللغة ـ من جانب ـ بصفتها إشكالية محورية في الفكر الإنساني عموما، ومن جانب آخر بصفتها أداة لا غنى عنها لصياغة السرد الفلسفي، ومن أبرز الفلاسفة اللغويين فيتجنشتين وفريجه وهيدجر وبرتراند راسل ونيتشه، هذا الرعيل العظيم الذي تدين له اللغة بموقعها المتميز الذي تتبوأه حاليا في المدارس الفكرية الحديثة، من بنيوية وما بعد بنيوية وتفكيكية وما بعد حداثة وما بعد كولونيالية. ويمكن القول ـ بصفة عامة ـ إن الفلسفة اللغوية تنشغل بسؤال أساسي هو: ماذا تعني اللغة؟ ويقصد بذلك ماذا يمكن للغة أن تولده وتوصله من معان وأفكار وأخيلة وتصورات؟ وماذا يمكن لها أن تطمسه وتحجبه منها؟، سواء بقصد من مستخدمها أو بغير قصد منه نتيجة لقيود كامنة في منظومة اللغة ذاتها.الموقف العربي الراهن: شهدت نشأة الفلسفة الإسلامية لقاء مثيرا ومثريا بين اللغة العربية، ممثلة بعلم الكلام، وبين فلسفة الإغريق الذي أحسن الفكر الإسلامي استقبالها، وقد انشغل الفكر الإسلامي بالعلاقة الثلاثية بين الدين واللغة والمنطق، فكان أن سعى من خلال المنطق إلى أن يقيم لكل قاعدة لغوية سببا منطقيا كواسطة لا بد منها لتفسير الأسباب وراء الأحكام الفقهية بصورة منهجية ومتعمقة وذلك نظرا للعلاقة الوثيقة بين اللغة والنص القرآني، وحتى في مقام خصومة هذا الفكر مع الفلسفة كانت اللغة هي المحك أيضا؛ ففي «تهافت الفلاسفة» للغزالي انصب جل نقده على الجانب اللغوي للتفاؤل الفلسفي؛ فتهافت ابن رشد ـ كما يرى إمامنا ـ ناجم عن قضايا لغوية لا فكرية. وفي فكر المعاصرين كانت اللغة أيضا ركيزة أساسية، ونكتفي هنا بمثالين: المثال الأول نستقيه من منهج محمد عابد الجابري في «بنية العقل العربي» على أساس الصلة بين نظام البيان اللغوي ونظام العقل، وفي قراءته للتراث الإسلامي يتخذ الجابري من اللغة منطلقا أساسيا لنهجه البنيوي في تناوله له، والمثال الثاني نستقيه من الإسلاميات التطبيقية كما وضع إطارها محمد أركون متخذا من اللغة ركيزة أساسية لها. وبالرغم من تأصل العلاقة الفلسفية-اللغوية في فكر السلف فإن هذا الفكر في حداثته بات عاجزا عن إعادة الوصال بينه وبين الفلسفة ويرجع ذلك ـ في رأي الكاتب ـ إلى عدة أسباب من أهمها:

- تصور البعض أن النص القرآني لن تكون له القدرة على النفاذ والتأثير إلا بافتراض الشفافية التامة للغة في نقل المعاني، فاللفظ لدى أبي حامد الغزالي «دال على المعنى الذي في النفس، والذي في النفس هو مثال للموجود في الأعيان»، واللغة ـ بالقطع ـ ليست وسيطا شفافا، فالاستتار والغموض واللبس والمجاز خصائص جوهرية في منظومة اللغة، وكما أثبتت اللسانيات الحديثة استحالة المطابقة بين اللفظ والمعنى، كذلك أثبت علم النص الحديث استحالة مطابقة اللغة للواقع (ذلك الموجود في الأعيان)، فمهما بلغت قدرتها ودقتها ستظل اللغة مجرد تمثيل لهذا الواقع لا مرآة له، وستظل هناك تلك المسافة التي تفصل بين اللفظ وما يشير إليه في عالم الواقع، وسيظل اكتمال المعنى اللغوي مرجأً دوما ومنفتحا على التغير ما ظلت الجماعة الناطقة باللغة ـ كعهدها دوما ـ تستخدمها بصورة مبتكرة ومفاجئة أحيانا. خلاصة القول إيابا إلى ما سبق، إن نصنا المحوري يظل قادرا على النفاذ والتواصل بالرغم من عدم الشفافية اللغوية، وليس من سلطة أحد أن يحرم معانيه ـ باستثناء ما يتعلق بثوابته ـ من حقها في التغير والاستتار، واحتمال تعدد التفسير، والتوسع المجازي، فهذا الحرمان يسيء أشد الإساءة إلى لازمنية هذا النص الفريد وعالميته.

- عدم قدرة الفكر الإسلامي أن يتخلص من حساسيته المفرطة تجاه معظم الفلسفات الحديثة التي أولت إشكالية اللغة اهتماما كبيرا، مثل الوضعية المنطقية التي سعت إلى وضع لغة منضبطة لصياغة المقولات المنطقية والنظريات العلمية بصورة لا تحتمل الغموض أو اللبس، والفلسفة التأويلية التي سعت إلى تحاشي سوء الفهم الذي ينجم عن وسيط اللغة، وفلسفة العدم لدى نيتشه التي يطالبنا فيها بإعادة النظر في كل حصاد معارفنا فقد قامت ـ من وجهة نظره ـ على أوهام من صنع اللغة ومجازها وتكتيكاتها ورواسب استخداماتها السابقة، وفلسفة الوجود لدى هيدجر التي يطالبنا فيها بإرجاع اللغة إلى منابعها الأولى واسترداد نصاعتها وطهارتها بتخليصها مما تسرب إلى كيانها عبر تاريخها، من أفكار وإيحاءات وتوجهات وافتراضات، وذلك كي يمكننا استعادة وجودنا الأصيل الذي يفلت بين أيدينا دون أن ندري نتـــــيجة لزيغ اللــــغة وزيفها أحيانا.

- عدم الاهتمام أكاديميا وثقافيا بنظرية المعرفة وفلسفتها فهما اللتان تلقيان الضوء على الحدود القصوى التي يمكن أن تصل إليها آفاق المعرفة الإنسانية، وعلى القيود الذهنية واللغوية التي تكبل العقل في تجاوز هذه الحدود.

فلسفة اللغة

تنشغل فلسفة اللغة بسؤال محوري هو: كيف تعني اللغة؟ أي كيف تولد اللغة معانيها؟، معاني ألفاظها وجملها ونصوصها؟ وكيف تتآلف وتتباين هذه المعاني وتتداخل وتتراكب مشيدة معمار الخطاب اللغوي على اختلاف أشكاله ومقاصده.

لقد كانت الفلسفة دوما هي المنهل الأساسي الذي يلجأ إليه التنظير اللغوي، فكانت الإمبريقية أساس النموذج السلوكي لسكينر لاكتساب الذهن اللغة من خلال التقليد والتكرار والمحاولة والخطأ انطلاقا من ثنائية المثيرات والاستجابات، وكانت فلسفة بيرس الرمزية هي الأساس الذي انطلق منه فرديناند دي سوسير في تأسيسه لنظرية للغة تتمحور حول علاقة الرمز بالمعنى، ويأتي بعده نعوم تشومسكي ليضع نموذجه الذهني لاكتساب اللغة على هدي مما خلص إليه كانط من أن العقل ينشأ وهو يحمل في جوفه بذورا، أو بدائيات، معرفية يقيم من أبجديتها البنى المعرفية الأكثر تعقيدا، حيث يقوم هذا النموذج على أساس أننا نولد بملكة، أو غريزة لغوية، يشترك فيها كل البشر، يتم تطويعها لمطالب اللغة الأم من خلال التفاعل المباشر مع البيئة اللغوية التي ينمو فيها الطفل.الموقف العربي الراهن: كما هو معروف تظهر حاجة الفكر العلمي إلى الفلسفة كلما اقترب هذا الفكر من مشارفه القصوى، أي عندما يصطدم بعقبات منهجية أو موضوعية، يصعب احتواؤها في إطار النظريات القائمة بالفعل، وبما أننا لم نلحق بعد بالثورة العلمية التي حدثت، وتحدث، في الغرب في مجال اللسانيات منذ منتصف الخمسينيات من القرن المنصرم، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فعلى المرء أن يتوقع أن يظل فكرنا اللغوي بمنأى عن اقتحام عالم الفلسفة؛ فأين هي تلك المشارف القصوى، وتلك العقبات التي تستحثه على فعل ذلك؟!، ولنا أن نضيف هنا إن من أهم الأسباب التي أدت إلى ضمور مساهمة الفكر العربي في مجال فلسفة اللغة هو إهمال فكرنا اللغوي الراهن لشق المعنى الذي يمثل ـ كما أشرنا ـ الإشكالية المحورية لهذه الفلسفة، لمن يريد أن يتحقق من ذلك نوصيه بمراجعة قائمة البحوث والدراسات التي تصدرها المجامع والجامعات ليرى مدى تركيز هذا الفكر على الجوانب الصورية للنحو والصرف والمعجم. ولا يعني ما سبق أن نستكين فلسفيا على جبهة اللغة، فما زال في الجعبة الكثير من الإشكاليات التي لم يتطرق إليها الفكر اللغوي الفلسفي بعد، من أمثلة ذلك:

  • علاقة اللغة بفلسفة المخ خاصة فيما يتعلق بمفهوم الوعي الذي مازال زائغا وحائرا بين جدل الذاتية والموضوعية.
  • علاقة اللغة بخارجها، وعلاقة المقال بالمقام وبخلفيات وقدرات المشاركين في الحدث اللغوي، وهو ما تتصدى له حاليا البرجماتية اللغوية التي ما زالت مجالا معرفيا بكرا.
  • علاقة اللغة بالفلسفة الاجتماعية الجديدة وليدة مجتمع المعرفة، والتي ما زالت ـ هي الأخرى ـ في مراحلها الأولى.

فلسفة اللسانيات

تعددت النظريات اللغوية وتضاربت إلى حد وصفها بـ «الحروب اللسانية»، وهو ما أغرى رائد اللسانيات الحديثة ناعوم تشومسكي أن يسعى إلى لم شملها في نظرية شاملة توحد ما بين هذه النظريات اللغوية، وكان لا بد لمسعاه الطموح هذا أن يغوص إلى جوهر منظومة اللغة بحثا عن الحد الأدنى من العناصر التي تتحكم في أداء هذه المنظومة، والتي يمكن من خلالها تفسير ظواهرها وتحديد القواسم المشتركة التي تربط بين النظريات اللغوية بالرغم مما نبدو عليه ـ عادة ـ من اختلاف، ولتكتمل الحلقة يربط تشومسكي بين عناصر الحد الأدنى هذه واقتصادية استخدام المخ البشري لموارده الفسيولوجية على أساس أن الذهن يميل ـ بحكم طبيعته ـ إلى استخدام أقل الموارد الممكنة في القيام بوظائفه اللغوية، سواء في توليد المنطوقات اللغوية أو فهمها، وربما يكون ذلك توطئة للمواجهة المرتقبة بين اللغة والبيولوجيا الجزيئية، حيث تستلزم مثل هذه المواجهة العلمية ضرورة التعامل من خلال عدد محدود من المعطيات المتبادلة حتى يمكن محاصرة ظاهرة هذا التداخل العلمي الشائك وصياغتها بصورة منهجية منضبطة.

وكان لا بد أن تنعكس هذه الثورة التنظيرية على الفكر الفلسفي، حيث يتبلور حاليا ما يمكن أن نطلق عليه «فلسفة اللسانيات»؛ فلسفة تقيم صرحها هذه المرة من «أسفل إلى أعلى»؛ من النظرية إلى الفلسفة، لا من «أعلى إلى أسفل»، أي من الفلسفة إلى النظرية كما أشرنا سلفا في حديثنا عن الإمبيريقية والنموذج السلوكي لسكينر، ورمزية بيرس ونظرية دي سوسير، وعقلانية كانط والنموذج الذهني لتشومسكي.

الموقف العربي الراهن

كما هو متوقع فإن الفكر اللغوي الفلسفي لدينا لم يتأهل بعد ليدلي بدلوه في فلسفة اللسانيات حيث لم يستوعب بعد معظم النظريات اللسانية التي تقوم عليها هذه الفلسفة الجامعة، وبالرغم من ذلك فإن بناء الفلسفة من أسفل إلى أعلى انطلاقا من النظريات العلمية يمكن أن يمثل فرصة مواتية لإحياء حوار كاد أن يغيب عن ساحتنا الفكرية بين علمائنا وفلاسفتنا، فمعظم علمائنا مازالوا ينظرون بريبة إلى جدوى الفلسفة، ومعظم فلاسفتنا لم يدركوا بعد دور العلم في الفكر الفلسفي الحديث، ونوصي بقراءة ما كتبته د.يمنى الخولي في هذا الصدد.

خُـلقتَ طليقًـا كطيفِ النسيمِ وحرًّا كنورِ الضُّحى في سماهْ
تغرِّد كالطيرِ أيْـن انـدفعت وتشدو بما شاء وحيُ الإلهْ
وتمرحُ بين ورودِ الصباحِ وتنعَم بالنورِ، أنَّى تـراهْ
وتمشي كما شئتَ بين المروجِ، وتقطفُ وردَ الرُّبَى في رُباهْ


 

نبيل علي