مساحة ود

مساحة ود

ارتباكك الأخير

لأنك رجل احترمت انتماءك لهذه القبيلة وما تضمه من أمزجة متلونة اتجاه المرأة تحديدا ولأنك صديقي صدقتك، لما وجدت فيك أعراض رجل متحضر يقدر العلاقات الإنسانية بين الرجل والمرأة. هطلت كمطر صيفي مباغت على نافدة عينيك الربيعيتين وغرست وردة صداقة في قلبي لا توصف إلا بعطرها الأرقى.

صدقت كلماتك المتقنة بذكاء حاسوب وكنت تبذل جهدا واضحا لملاقاتي خاصة بعد الأحداث الضارة التي عصفت بي، كنت حائرة ووحيدة منك ومنها، كنت ورقة خريفية تحتضر...

ومنحتك فرصة من هدوئي وصبري وتعقلي ولكنك لم تهتم، تمنيتك أن تنبس بكلمة واحدة تعيد مجدك في قلبي فلم تكترث.

هل تذكر ذلك اليوم بينما كنت منشغلة بحزني وأمتعتي وأدمعي؟ كنت منشغلا بمكالمة هاتفية مطولة تحاك ضدي بهدف التصالح بيني وبينها فأضرمت مزيدا من الحرائق.

كنت أقرأ رسائلك إليها صدفة وأدفع فواتير مكالمتها لك، تلك المكالمة التي جهزت المواجهة وأنا أنزف من كل ما حدث لي وأنت تنكر عدم علمك بشىء من طرفها.

أحسست أنني دمية تحركها كفنان محترف لاعتقادك المسبق وأن انفعالات المرأة في المواقف الإنسانية دائما ما تصنف تصنيفا يليق بالمزاج الذكوري، وتساءلت: من أين يأتيك الحرص على مشاعري وأنت تفند كل الأدلة التي عثرت عليها صدفة كمجرم غير محترف، ولست أدري ماذا تصورت عن مشاعري نحوك تلك التي لم تحمل لك غير عاطفة الصداقة واعتقدت لسنوات أن اللقاءات التي جمعتنا على قلتها كفيلة بصناعة صداقة حقيقية، أوربما هي رجولتك في لحظة زهوها وشت إليك أنني أحمل إليك أحاسيس أخرى تسببت في هذه الثورة و الغيرة أو الاستحواذ عليك، فكيف يحق لي أن أملكك وأنت لست لي ولست لها وأنا من عرفتها عليك لافتخاري بصداقتك.

لا وألف لا الموضوع يتلخص في أن تملك مبدأ أو لاتملك ومنذ أن رويت لي نظرتك للصداقة تلك التي تقول: «ليس ضروريا أن تعرفي ما يدور بيني وبينها وليس من حقها أن تعرف مايدور بيني وبينك، وكنا ثلاثتنا مقربين لبعضنا البعض أو هكذا اعتقدت... كنت بحاجة إلى ملاحظة صغيرة منك أو منها لأترك لها أحلامها وأترك لك كل المواضيع تدور بينكما بحرية ونحافظ على زهرة الصداقة لم أكن أرفض تواصلك معها كنت ضد اللغة المبهمة التي تمارس في حضرتي والتي لم أفهم سببها ولم أفهم ماذا تريدان إثباته لي.. فاعتمدت هي على الكذب لتريح أعصابها واعتمدت على التواطؤ مع حرصك المميز على التواصل معي».

أيها الرجل الذي لم يعترف في قرارة نفسه بحقيقة الصداقة بين الرجل والمرأة هل تذكر اللقاء الثلاثي الأخير في ذلك المساء الذي قبلت أن أكون فيه معبرا بينكما من جديد لم يخل من ذلك الارتباك الذي أعجبني وأنت تكذب مثلها تماما.

 

ندى مهري