بيتنا العربي: مكتبة في كل بيت

 بيتنا العربي: مكتبة في كل بيت

رئيس التحرير
د. سليمان إبراهيم العسكري

من بين أخطر ما رصده تقرير مؤسسة الفكر العربي للتنمية الثقافة تدهور نسبة القراءة بين العرب، ففي الوقت الذي يشكل فيه متوسط اطلاع الفرد الأوربي نحو 200 ساعة سنويًا، تناقص المعدل لدى الفرد العربي ليصل إلى 6 دقائق سنويًا، وهي نتيجة مرعبة لأمة مدعوة للقراءة لكي تحيا وتنهض وتتقدم.

الفجوة المعرفية بيننا وبين الآخر في المجتمعات المعرفية هي نتيجة حتمية لاختفاء فعل القراءة، التي تفتح بوابات التنوير والتدبر وتعلي من شأن التفكير والتعقل.

لم نعد نسمع عند تشييد حي جديد في مدينة عربية ما، أن التخطيط العمراني يضم مكتبة، كما أدت الأزمة الإسكانية إلى تراجع المساحات الممنوحة للكتاب في بيوتنا العربية، بل بدأت المدارس تقلص من مساحات المكتبة التي كانت فضاء للقراءة والمتعة البصرية والزاد المعرفي.

لدى أساطين العرب قديمًا، وعند علماء العالم حديثًا، القراءة زاد العالم في رحلته المعرفية، وكذلك كانت ولاتزال معين طلاب الآداب والفنون، ولا يمكن أن نخوض مجال التقدم من دونها.

إنني أدعو كل أسرة عربية أن تسعى إلى - وتحرص على - وجود مكتبة بكل بيت، سواء كانت كتبًا ورقية أو إلكترونية، وأن تتيح مساحة مهيئة للقراءة، نريد أن نزيد معدل القراءة، ولتكن البداية في بيتنا العربي.

---------------------------------------

  • تربية: أفكار لتحويل المجتمعات العربية إلى مجتمعات قارئة

محمد سيد ريان

القراءة في العالم العربي.. أولى وسائل النهضة

من أبرز تعريفات القراءة تعريفها بأنها عملية عقلية انفعالية دافعية تشمل تفسير الرموز والرسوم التي يتلقاها القارئ عن طريق عينيه، وفهم المعاني، والربط بين الخبرة السابقة وهذه المعاني والاستنتاج والنقد والحكم والتذوق وحل المشكلات. ومن هذا يتضح أن دور القارئ - لا المتلقي - لا يقتصر على مجرد قراءة النص، ولكن نقده وإعادة إنتاجه واستغلاله في حياته الشخصية ونظرته للعالم من حوله. وينبغي أن نؤكد على مبدأ «القراءة من أجل الحياة» في ظل الثورة العلمية والتكنولوجية العالمية وتفعيل دور القارئ في المجتمع والبيئة المحيطة.

وفي الوقت الذي تهتم فيه دول العالم أجمع بالقراءة والفرد القارئ في المجتمع نجد إحصائيات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» تشير إلى أن متوسط قراءة الفرد في المنطقة العربية بلغ 6 دقائق في السنة، أي ما معدله ربع صفحة، مقابل 12 ألف دقيقة في السنة للغرب، أي ما يقرب من 11 كتابًا للأمريكي و7 للبريطاني. ويكشف تقرير التنمية الثقافية العربي الثالث الصادر عن مؤسسة الفكر العربي في ديسمبر 2010 أن العرب في عام 2009 قاموا بتحميل نحو 43 مليون فيلم وأغنية بينما قاموا بتحميل ربع مليون كتاب فقط، ومن أهم الإحصائيات الواردة بهذا التقرير أيضًا احتلال كتب الطبخ مركز الصدارة بنسبة 23% من إجمالي الكتب، وأن عمليات البحث التي قام بها العرب عام 2009 على شبكة الإنترنت عن المطرب تامر حسني ضعف عمليات البحث التي قاموا بها عن نزار قباني والمتنبي ونجيب محفوظ ومحمود درويش مجتمعين!

كما أن الدول العربية تصدر سنويًا ما يعادل كتابًا واحدًا لكل 300 ألف شخص. أما دول الغرب وخاصة أمريكا فإنها تصدر ما يقرب من 85 ألف كتاب سنويًا، وتنتج إسرائيل وحدها سنويًا ما بين 25 و30 ألف كتاب، وهو مايعادل إنتاج الدول العربية مجتمعة، في حين أن مصر تصدر سنويًا من 12 إلى 14 ألف كتاب، 85% منهما تحت بند الكتب التعليمية المدرسية والجامعية، وهو مايشير إلى أننا على وشك كارثة ثقافية في ظل حركة نشر متدهورة وتراجع في إقبال القراء. وعلى الرغم من أننا أمة «اقرأ» إلا أن معدل القراءة في عالمنا العربي في تراجع خطير. كما أن دور القارئ ظل لفترة طويلة غير فعال، فقد سمعنا عن اتحادات الكتاب والأدباء والجمعيات الأدبية، ولكن ظل دور القارئ مهمشًا، اللهم إلا من بعض الجهود الفردية والمجتمعية الطفيفة التي لم تستطع أن تصمد طويلاً أمام ضعف الإمكانات المادية والبشرية.

السبب الرئيسي لتراجع عادة القراءة هو ارتباط صورة الكتاب في أذهان الكثيرين بالكتاب المدرسي، وشعورهم بأنه تجسيد لحالة الملل والجفاف العلمي الموجود في المناهج التعليمية، كما أن ارتفاع أسعار الكتب أدى إلى هروب القارئ إلى وسائل المعرفة الأرخص، والأهم من كل ذلك فشل الكتاب في جذب الجمهور سواء من ناحية المضمون أو الشكل، بالإضافة إلى قلة عدد الكتب وضعف القائمين على توزيعها وتسويقها.

وتجنب هذه الكارثة الثقافية يبدأ من التعليم وتكثيف الحملات القومية والجهود التطوعية لمحو الأمية وتطوير الكتاب المدرسي، الذي يشكل أول تجسيد لعادة القراءة عند الطفل، والتنسيق بين كل الجهات الثقافية، فوزارة الثقافة ليست الجهة الثقافية الوحيدة حيث تعتبر وزارتا التعليم والإعلام من الوزارات الثقافية أيضًا، ولتشجيع الأشخاص على القراءة من خلال كل هذه الجهات لابد من تعويد الأطفال على القراءة منذ الصغر، وهنا يأتي دور الأم التي يجب أن تقرأ لطفلها منذ نعومة أظافره، وعندما يكبر ويستطيع القراءة بمفرده عليها معرفة كيفية مساعدته على اختيار الكتب المناسبة، ويمكن هنا الاستفادة من التجارب الدولية ففي إنجلترا تقوم المكتبات المدرسية والعامة بالجمع بين الأطفال وأولياء أمورهم ويتم تدريب الآباء على اختيار الكتب المناسبة لأطفالهم.

يجب أن يحتوي كل بيت على مكتبة، يشارك أفراد الأسرة في تكوينها معًا، ولابد من التعود على اصطحاب الكتاب في كل مكان، فهو خير رفيق. ضرورة تفعيل حصة المكتبة، وتعريف الطلبة بأهمية القراءة وأنها الأداة الأولى للمعرفة، ومن خلالها يتم تكوين أي نشاط عقلي للإنسان، ويمكن تشجيع الطلاب على الاطلاع من خلال تكليفهم بالأبحاث، وتقدير جوائز تشجيعية لتحفيزهم.

لابد من الاستفادة من التجارب الدولية، فعلى سبيل المثال تجربة القراءة للعمال التي تنظمها الولايات المتحدة، حيث تقام الخيام للعمال الذين يشتغلون بقطع الأخشاب من الغابات، وتتجول سيارة تحمل الكتب المختلفة لإعارتها لهؤلاء العمال حتى لا يحرموا من القراءة أثناء بعدهم عن منازلهم أو المكتبات العامة. وفي هولندا أقيم بمدينة لاهاي أكبر مهرجان شعبي للقراءة الموحدة، يتم خلاله توزيع 782500 نسخة مجانية من رواية واحدة على الجمهور. لابد من عمل دورات تدريبية في تعليم القراءة السليمة وذلك للإجابة عن الأسئلة الخمسة الآتية:

لم نقرأ؟ لماذا نقرأ؟ متى نقرأ؟ أين نقرأ؟ وكيف نقرأ؟.

---------------------------------------

  • تربية: الطفل والواجبات المدرسية

منى خير

سلطة المدرسة وواجباتها لاتنتهي بمجرد انتهاء اليوم الدراسي، بل تقتحم هذه الواجبات المدرسية التي يعطيها المدرسون للأطفال الأجواء الأسرية، وتسرق منهم الكثير من الوقت الذي يعتبره الأطفال خاصًا بالمتعة واللعب، الأمر الذي يعتبرونه امتدادًا للنظام المدرسي الذي يتعارض مع راحتهم واحتياجاتهم.

وبالرغم من الجهد الذي يبذله الآباء مع أطفالهم من أجل حل الواجبات المدرسية في محاولة لأن يبدأ ابنهم بداية جديدة في عام دراسي جديد ،إلا أن الأبناء يحاولون الهرب من هذه الواجبات بشتى الطرق ،عن طريق خلق حيل كثيرة يستخدمها الطفل كالتمارض والتحايل بشتى الحيل. وقد يحدث جدال بين الابن ووالديه من أجل تأدية واجباته المدرسية. وقد يقوم الطفل بمحاولات عدة للتهرب وتضييع الوقت بأن يبري القلم عدة مرات أو أن يشطب الكلمة ويعيد كتابتها مرة أخرى، أو يذهب إلى دورة المياه أو يطلب الأكل، كل هذه محاولات لتضييع الوقت، أو اللجوء إلى البكاء وذلك لأنه تعب من المذاكرة. ويرى الاختصاصيون في تربية الأطفال أن عادة تأجيل الواجبات المدرسية يمكن التخلص منها باكتشاف السبب الحقيقي الكامن وراءها، ووضع الخطط المناسبة للتغلب عليها، هذا الأمر سوف يعزز ثقة الطفل بنفسه وبقدراته.

الأسباب التي تمنع الأطفال من حل واجباتهم

ينظر الكثير من الأطفال إلى المدرسة على أنها بيئة من العمل المتعب، لأن فيها الكثير من الأعمال والواجبات، إضافة إلى كونها بيئة صارمة تقيد حريتهم في اللعب والتحرك وفقًا لأهوائهم عما اعتادوا عليه في البيت، حيث تصطدم رغباتهم بالكثير من التعليمات التي فرضها عليهم النظام المدرسي، لذلك كان البيت بالنسبة لهم هو الملجأ للتخلص من البيئة الصارمة، وهو المكان الذي يتصرفون فيه وفقًا لاحتياجاتهم ورغباتهم، بعيدًا عن سلطة المدرسة، وأهم الأسباب التي تمنع الأطفال من حل واجباتهم هي:

1- كثرة الواجبات البيتية التي يتم تكليف الأطفال بها والتي تفوق قدراتهم.

2- عدم وجود مكافآت مادية أو معنوية على إنجاز الطفل لهذه الواجبات.

3- اقتران الواجبات المدرسية بنوع من العقاب الذي يتبعه المعلم .

4- شعور الطفل بأن هذه الواجبات من دون جدوى.

5- اعتماد النظام المدرسي على التعليم التلقيني.

6- التمرد، فالطفل يؤجل واجباته أو يحاول الهروب منها كنوع من المقاومة لبعض الضغوط التي يتعرض لها في منزله.

7- الإهمال، فالطفل المهمل غير المنظم لايجد دائمًا أدواته التي يحتاج إليها لإنجاز واجباته.

علاج الأسباب التي تمنع الأطفال من حل واجباتهم

لعلاج هذه المشكلة يمكن للأسرة والمعلم اتباع مجموعة من التعليمات -علمًا أن ما يحتاجه الطفل ليس مجرد المساعدة فى حل الواجبات وإنما المساعدة النفسية - ومنها:

1- عدم الإثقال على الطفل بالكثير من الواجبات البيتية التي تحرمه الاستمتاع بوقته.

2- حل جزء من هذه الواجبات أثناء اليوم الدراسي في المدرسة.

3- بث الثقة فى نفس الطفل، مع إشعاره بأنه قادر على حل هذه الواجبات.

4- عدم استخدام الواجبات البيتية كنوع من أنواع العقاب.

5- مساعدة الأسرة للطفل فى حل الواجبات عن طريق شرح بعض المفاهيم الصعبة.

6- إذا حصل الطفل على درجات عالية فعليك أن تفتخر به بين أصدقائه.

7- توفير العطف والحنان بدلًا من التوبيخ.

---------------------------------------

  • أزياء: أزياء الإمارات الشعبية

سعاد راضي

تعتبر الأزياء عنصرًا من عناصر حضارة الشعوب، فهي تعكس النمو والرقي الإنساني بما تتضمنه من صناعة وحرفية. ومثلما يختلف كل شخص عن آخر فإن اللباس أيضًا يختلف من شخص لآخر، ومن بلد إلى بلد، ليفصح عن هوية البلد الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية. والأزياء الشعبية الإماراتية عربية الأصل، تعكس تأثرها بثقافات الشعوب الإسلامية التي جاورتها أو التي احتكت بها، ما ولد تصميمات تتشابه من حيث الشكل والنقوش والإضافات، وبمسميات تختلف من بلد إلى آخر.

ولا تختلف الأزياء الشعبية النسائية في الإمارات عن أزياء دول الخليج والجزيرة العربية، فهي تتكون من النفنوف والسروال والشيلة والعباءة، إضافة إلى بعض المكملات.

القون والكندورة

قديمًا كانت الإماراتيات يتهادين بالـ«نفنوف» الفستان الطويل الذي يتعدى أخمص القدمين، ويطلقن عليه «القون». كما تعتبر الـ«كندورة» - الجلابية المطرزة - أهم قطع الملبس عند النساء الإماراتيات، ويتغير اسم الكندورة حسب التطريز المستخدم أو القماش الذي صنعت منه.

والسروال المطرز تحت الكندورة جزء لا يتجزأ من الأزياء الإماراتية. ويطلقون عليه الـ«خلق»، وغالبًا يكون من الويل أو «صاية» أو «دكرون» سادة أو مطرزاً. وإمعانًا في الأناقة كانت الإماراتية تحرص على تطريز أطراف السروال بنفس تطريز وألوان تطريز الكندورة، أما إذا زينت السروال بخيوط الـ«خوص» والفضة والخيوط الحمراء والسوداء العادية فيطلق عليها «البادلة» ويكون التزيين والتطريز للكندورة بخيوط التلي الذهبية، أو خيوط الزري الفضية عند الرقبة والصدر والرسغين. ويعرف التلي باسم «السين» وأما الزري فهو عبارة عن خيوط من الحرير الأصفر اللماع.

وحدات المخور

والتطريز في الملابس الإماراتية يطلق عليه الـ«خوار» أو الـ«مخور» وهي لفظة استخدمتها أغلب دول الخليج تقريبًا. وقد كان للتطريز الخوار أهمية لملابس المناسبات والعيد، حيث يتم تطريز الأماكن الظاهرة من الملابس، و يتركز التطريز عامة على فتحة الرقبة و الأكمام وعلى بعض الأجزاء، حيث تنثر بعض الوحدات الزخرفية في أماكن مختلفة.

البطُّولة والشيل الهندي

وتأتي الشيلة بعد ذلك كقطعة مكملة لأناقة المرأة الإماراتية، ولتزيدها رقة إلى رقة قماشها. وقد تغطي وجهها بالشيلة أو «البطولة» وهي البرقع الإماراتي والمستخدم للزينة والاحتشام، والمصنوع من قماش «الشيل» الهندي ويصنع من ثلاثة أنواع لمّاعة، وهي «الأحمر» وهو الأغلى والأصفر الأقل جودة والأخضر الرخيص للعامة. أما الجسد كاملاً فيغطى بالعباءة السوداء التي تزيدها سترًا وأناقة، وتصنع عادة من الحريرأو الصوف ويطلق عليها الـ«سوسعية» إذا زودت بخطوط وحواشٍ ذهبية.

ثوب النشل والميرح

وقبل أن تغطي العباءة جسد الإماراتية، قد تغطي الكندورة بـ«الثوب» المستطيل والمخيط من الجانبين مع فتحتين لليدين وثالثة للرقبة ، كما يمكن صناعته من أقمشة خفيفة متنوعة مثل الـ«تور» والـ«شيفون». وأبرز أنواع الثياب ثوب «النشل»، وهو ثوب واسع يرتدى في المناسبات الخاصة، مثل حفلات العرس والأعياد، وتعرفه كل نساء الخليج.

وإذا دمج القماش بلون آخر وقماش آخر وطرز أطلق عليه «ميرح».

أما ثوب النقدة فهو الثوب الذي يطرز بقطع الفضة أو خيوط الفضة ومصنوع من «التول الناعم»، كما اشتهر عند الإماراتيات ثوب الثريا المشبه بنسج الثريا, وثوب السرح الذي يطرز بخطوط طولية كالسروح المستخدمة لتزيين الشعر، أما المطرز أفقيًا فيطلق عليه ثوب «حفن»، كما كان يوجد «الملسلس» و«الكورار».

تثبيت «الصك وبك»

ولم تكن الأزِرّة في السابق مستخدمة في الملابس الإماراتية، وكان يستخدم عوضًا عنها العقمة، وهي كرة من الخيوط المتشابكة تكون دائرية الشكل و مربوطة بواسطة خيط مثبت بطرف الثوب يطلق عليه الـ«غرمة». كما يستخدمون الـ«جك و بك» أو «الصك وبك» وهي دوائر من المعدن مكونة من شطرين يدخل جزء في البطن المجوف منه.

كواشي الذهب والشناف

والحلي - ومنها الذهب - لا تستغني عنها المرأة في كل بقاع العالم وفي جميع الحضارات، فلا تكتمل أناقة إلا بالحلي الفضية والذهبية المزينة باللؤلؤ و الأحجار الكريمة. وقد كانت الإماراتية تتزين بالحلي من أعلى رأسها حتى أصابع قدمها، فزينت رأسها بالطاسة والـ«مشلة»، والمقابض والمشط والمشمومة وأضاءت جبهتها بالـ«شناف». ولم تكتف الإماراتية بتزيين الأذن بالتراجي فقط، بل زادتها بالكواشي، شغابات، خيجان وزينت أطراف الأذن العلوية بالـ«فتور».

كفوف و«مرامي»

وللرقبة نصيب الأسد من الذهب الثقيل، فتزينت بكميات من المرتعشة، وأضافت التركية، والمرية التك، والمرية أم حب وأم المشاخص. والنثرة والقلب والسلسلة، جميعها من أدوات الزينة المتدلية من الرقبة.

واليد تبدو أنعم وأرق بـ«الملتفت» والكف أو الكفوف، والرجل بالحجل (حجل) ومنها حيل قرض الهيل و حيل بو الشك. كما «شككت» أصابع اليد بالشواهد والختوم والمرامي والخنصر. أما أصابع القدم فبرزت من النعال مجملة بالـ«فتخ». وتقسم المرأة الإماراتية قدها بالـ«حقب» وهو حزام الخصر.

«التلي» حرفة نسائية منتشرة في الإمارات بشكل كبير جدًا بين النساء و تسمى «تلي بوادل» أو «تلي بتول»، و قد جاءت هذه التسمية من التلي و هو شريط مزركش بخيوط باللون الأبيض أو اللون الأحمر و خيوط فضية متداخلة بعضها في بعض و تستخدم «الكجوجة» في عمل التلي، وهي الأداة الرئيسة للتطريز، و تتكون من قاعدة معدنية على شكل قمعين ملتصقين من الرأس، وبها حلقتان على إحدى القواعد لتثبيت وسادة دائرية تلف عليها خيوط الذهب و الفضة للقيام بعملية التطريز.

اهتمت المرأة الإماراتية في الآونة الأخيرة بتطوير الأزياء التقليدية، فظهرت مجموعة كبيرة من المصممات الإماراتيات اللاتي أثرين عالم الأزياء بلباس إماراتي تقليدي معاصر أبهرن به محبي الأزياء في عروض خاصة ومنهن:

- منى المنصوري وقدمت أهم عروضها في 28 فبراير 2006.

- زرينة يوسف، أبدعت بمجموعتها عام 2008.

- حصة الفلاس في عرض 2010.

- هنيدة علوان، وشاركت في معرض أكسبو 2008 وعرض خاص لمجموعتها 2011.

---------------------------------------

  • مساحة ود: القسمة والنصيب

نجوى الزهار

لذاك الذي يحاول أن ينبئنا بوجوده عبر جناح فراشة.

كنت في صدد إعداد طعام الغذاء. أمسكت بحبات الأرز، وبدأت في غسلها بالماء البارد. نظرت الى حبات البندورة الحمراء قبل أن يمتد إليها الماء الساخن. لكي أقشرها. ثم أقطعها لتكون ذاك الذي ندعوه «قلاية بندورة». ولكن، ما هذا الذي يدعوني للاستعجال؟

تساءلت: إن كان هو الشعور بالجوع؟ ولكن لم يكن. وضعت الأرز على نار هادئة. وبدأت بتحريكه مع القليل من زيت الزيتون. أمسكت بالملعقة الخشبية، وضعتها جانبًا، ثم أطفأت نار الموقد، تركت حبات البندورة الحمراء على حالها.

اتجهت الى دلو الماء الفارغ، فتحت الماء على الدلو.. أصبح الدلو به ماء. اتجهت الى شرفة منزلي. نظرت إلى الغبار الذي اكتسى به بلاطها. بدأت «بدلق» الماء على الشرفة. نسيت رغبتي في تناول طعام الغداء. ولكن؟ ولكن يا إلهي !. هأنذا واقفة في منتصف الشرفة والماء يغمر أقدامي. بيدي المكنسة ذات اليد الخضراء. وفي منتصف الشرفة تماما.... رأيتها.. تلك الفراشة. تستلقي على ظهرها، والماء يغمرها. ثم ترفرف بما بقي في أجنحتها من حياة.

تسمرت عيوني عليها، خوفي أصبح متجليًا بدقات متسارعة في منطقة الصدر ثم الرأس.لكن يدي تركت المكنسة الخضراء ومسحت الماء العالق عليها بملابسي ثم اتجهت لملاقاة الفراشة. التصقت الفراشة بأناملي.

يا فراشتي! عليك أن تتمسكي بالحياة، لتستطيع يداي أن توصلك إلى بر الأمان.

يا فراشتي! يدي بها الحياة والموت في آن. أتوسل إليك يا فراشتي، شعرت بطاقة الحياة تمشي على أجنحة الفراشة وأنا جاثية على ركبتي.استطعت أن أضعها على الحافة الحجرية للشرفة. أما أنا فقد تلاشت مقدرتي على النهوض من جديد. أمسكت بالحافة ثم وقفت، ما إن خطوت خطوة واحدة حتى رأيتها مجددًا في وسط الماء.

طاقة الحياة مجددًا تغمرني من أعلى منطقة في الرأس إلى الأقدام. أمسكت بالفراشة من جديد. وضعتها على الحافة الحجرية. يدي الأخرى تحاول أن تزيح الماء. إلى أن أصبح سطح الشرفة جافا لامعًا. هي في أمان الآن. رأيتها تهبط مجددًا من الحافة الى أرض الشرفة الجافة. مشت الفراشة ومشت ومشت.

لم تحاول الطيران، عاودني خوفي مجددًا.

هل فقدت المقدرة على الطيران؟ هل ذاك اللمس من أناملي هو السبب؟

ولكنها تمشي باتجاه الداخل، طارت لفترة قصيرة، مشت مجددا باتجاه الداخل؛ باتجاه غرفتي. ولكن يا فراشتي لست بالمكان الآمن. عودي من حيث أتيت. سوف تغرب الشمس عما قريب..

فتحت نوافذي لها.أغمضت عيوني. لا أريد أن أتابعها وهي تمتلك حريتها.ثم فتحت عيوني لأجدها قد تركت لي بعضًا من أنفاسها؛ صورة تلازمني أينما اتجهت. صورة أجنحتها المرسومة بخيوط من أسلاك ذهبية.

يا فراشتي! لعلها «القسمة والنصيب»؟ القسمة والنصيب لك. أم «القسمة والنصيب» لي؟ لا يا فراشتي! لا يا فراشتي! إنها «القسمة والنصيب» لقوة الحياة، لفرح الحياة، لإكسير الحياة.

---------------------------------------

  • تغذية: علم التغذية يغيّر أساطير وتقاليد طعام الشعوب كيف وماذا نأكل؟

هايدي عبد اللطيف

يعاني أكثر من ثلثي البالغين في الولايات المتحدة، وأكثر من ثلث الأطفال، من زيادة الوزن أو السمنة. ورغم البرامج التي تتحدث عن الأنظمة الغذائية الصحية وكثرتها وتنوعها، لايعرف الكثيرون كيف يكون النظام الغذائي الصحي لأن القواعد تتغير باستمرار، ففي وقت كانت اللحوم الحمراء صحية والمعكرونة ضارة، ثم انقلبت الآية لتصبح المعكرونة رائعة واللحم ضارًا حتى جاء النظام الغذائي الشهير «ريجيم أتكينز» وانقلبت القواعد مرة أخرى.

كانت هناك حمية «البحر الأبيض المتوسط» ??وحمية «ساوث بيتش»، واتباع نظام غذائي منخفض الدهون واتباع نظام الجريب فروت، وحمية حساء الملفوف، وكلها كانت تعد بأشياء عظيمة. ومع كل نظام، على ما يبدو، تأتي مشكلة، كل حقيقة بطريقة أو بأخرى جديدة تتحول إلى أن تكون جزءًا من خرافة.

ولكننا الآن نعرف أكثر بكثير من أي وقت مضى، كيف يتفاعل الغذاء في أجسامنا، وكيف تؤثر جزيئات محددة على وظائف محددة من خلايا معينة. ومع كل هذا تأتي الرؤية الجديدة في تناول الطعام الصحي والتي هي أكثر من مجرد أساطير قديمة، فقد اختفى عصر الأساطير مفسحًا الطريق لحقبة من الحقائق.

أساطير جديدة

إذا أردت طعامًا صحيًا، فلتنسَ المياه الغازية الدايت والأطعمة قليلة الدسم. بدلاً من ذلك، انغمس في البيض، والحليب كامل الدسم والملح والدهون، والمكسرات، والشوكولا والقهوة. هذا صحيح. على الرغم من المقولات السابقة عنها، يمكن لكل تلك الأطعمة وغيرها أن تفيد كثيرًا الجسم، لكن الإفراط فيها يمكن أن يسبب المشاكل الصحية. والحقيقة هي أن القواعد البسيطة التي تقسم الطعام إلى فئات الجيد والضار،لا تنقل سوى جزء بسيط من القصة والبقية أكثر تعقيدًا. لنأخذ مثالاً الدهون، في كل أنواع الحميات والأنظمة الغذائية ينصح بتجنب الدهون تمامًا والاستغناء عنها، لكن لماذا دائمًا الدهون هي الأكثر عرضة للنبذ والاتهام؟ ولماذا ينبغي أن نأكل الدهون؟

لا تتمتع الدهون كلها بسمعة سيئة. فالدهون غير المشبعة الأحادية والمتعددة يوصى بها لصحة جيدة. فقد اكتشف أن الدهون غير المشبعة الأحادية، مثل زيت الكانولا وزيت الزيتون، تساعد في خفض نسبة الكوليسترول الضار (LDL) وترفع نسبة الكوليسترول الجيد (HDL)، وبالتالي تقلل مخاطر تصلب الشرايين وأمراض القلب. الدهون غير المشبعة مثل أوميغا3 تقلل نسبة الكولسترول الضار فضلا عن أنها تحد من خطر الالتهابات وأمراض القلب وأمراض أخرى كثيرة. وأوميجا3 أيضًا رائع لصحة الدماغ. وتشمل الدهون السيئة عموما الدهون المشبعة (الموجودة في المنتجات الحيوانية) والدهون غير المشبعة (الموجودة في الزيوت المهدرجة والمهدرجة جزئيا)، وقريب منها الكوليسترول (الموجود في صفار البيض واللحوم ومنتجات الألبان). ومع ذلك هذه المجموعات العامة يمكن أن تكون مضللة: فقد كشفت الأبحاث الجديدة أن بعض الدهون المشبعة (مثل تلك الموجودة في زيت جوز الهند) قد تكون في الواقع مفيدة وأن الكوليسترول الغذائي قد لا يؤثر على الكوليسترول في الدم بقدر ما كان يعتقد سابقًا. الدهون الوحيدة المعروفة عالميًا بأنها سيئة هي الدهون غير المشبعة، والتي حذفت من معظم الأطعمة.

التخلص من بعض الدهون والاعتدال يقودانا لقضية التخلص من البيض المشكوك في أمره. يتعرض معظم الناس لمشكلات في مستويات الكوليسترول في الدم بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية نسبيًا من الكوليسترول. ويعاني البعض حتى من الكميات الصغيرة من الكوليسترول في وجباتهم. هذه القلة تشكل بمعاناتها تحذيرًا للجميع، حتى أصبح البيض واللحوم الحمراء من المحظورات، في حين أنها تكون خطيرة فقط إذا تم تناولها بإفراط. ويوصي معظم الأطباء الآن بتناول بيضة واحدة يومياً باعتبارها مصدرًا رخيصًا للبروتين عالي الجودة.

الملح مثال آخر للمركبات الشريرة. بينما قلوبنا لا يمكنها أن تعمل من دونه، يمكن لكثير من الصوديوم أن يزيد من ضغط الدم إلى مستويات خطيرة، ولكن بخطوة بسيطة كخفض استهلاكهم من الملح، يمكن أن تترجم إلى ما معدله خمس سنوات إضافية من الحياة لمن تخطى الخامسة والخمسين.

مضادات الأكسدة

بالمثل هناك مادة الريسفيراترول وهي من مضادات الأكسدة توجد في العنب، وتقلل من تأثير الكوليسترول الضار، والذي بدوره يقلل من خطر أمراض القلب والأوعية الدموية.

الشوكولاته مصدر آخر من مصادر المواد المضادة للأكسدة، هذه المرة في شكل من الفلافونويد، التي تعطي حبوب الكاكاو طعمها اللاذع. الشوكولاته السوداء، غير المخلوطة بالحليب وغيره من المكونات، تكون ذات تركيز عال من الفلافونويد. المكسرات، وعلى الرغم من احتوائها على نسبة مرفعة من الدهون غير المشبعة والسعرات الحرارية، يمكنها أن تقلل الكوليسترول السيئ وتمنح الإحساس بالشبع. البوليفينول في القهوة، يعد في الواقع المصدر الأول لمضادات الأكسدة في العالم الغربي.

إدانة الحليب

هناك حملة شنت ضد الحليب كامل الدسم، حينما أدين بأن كوبًا منه ليس سوى كوب من الدهون السائلة، ولكن الأمر أكثر تعقيدًا مما يبدو. صحيح أن الأطفال الذين يشربون الكثير من الحليب كامل الدسم يتناولون الكثير من السعرات الحرارية، ولكن الحليب يمكن أن يساعد في السيطرة على الوزن في الواقع، لأن الكالسيوم يتحد مع الدهون في الطعام أثناء عملية الهضم وهذا يعني أن عليك أن تتناول كمية أقل من الدهون. وقد شهدت بعض الدراسات عدم وجود اختلاف كبير بين الحليب الخالي من الدسم وقليل الدسم كله عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على الوزن. والأكثر من ذلك، عند تجريد الحليب من جميع الدهون، تبقى نسبة تركيز عالية جدًا من السكريات الطبيعية، والتي تتفاعل مثل الحلوى مع الهرمونات لا سيما الأنسولين.

والحل بالنسبة لكل أنواع الطعام هو الاعتدال.

الحمية المناسبة

يعد مصطلح «خالٍ من الدهون» واحدًا من أخطر المعلومات التي تكتب على الأطعمة خلال العقود الأخيرة. هاتان الكلمتان تمنحان الشعور بالراحة لمن ينغمس في هذه الأغذية، وتنسيه خطورة الكم الذي يتناوله وأيضًا نسبة السكر الموجودة. وقد أصبح المصنعان الباحثان عن المال خبراء في تجريد هذه الأغذية من الدهون الطبيعية الموجودة بها ولكن ما يتم فقده من قوام ومذاق، يتم تعويضه عن طريق إضافة المزيد من الصوديوم والسكر والمكثفات.

ومثل مصطلح «خال من الدهون»، تظهر العديد من الظواهر الأخرى التي تحد بشكل كبير من اختياراتنا في الطعام، مثل حمية حساء الملفوف أوالجريب فروت، والترويج لها يكون دائما أنها حميات سحرية الحميات بأنها تفقدك 4.5 كيلوجرام في أسبوع واحد. صحيح في جميع هذه الأنواع من الحميات قد ينخفض الوزن بسرعة، ولكن معظمه من خلال فقدان السوائل، وسرعان ما يعود الوزن المفقود. أحدث هذه الظواهر كان حمية «أتكينز» الذي يقوم على الإكثار من اللحوم وتقليل النشويات. وغزت الأسواق المنتجات الخالية من الكربوهيدرات، والتي ربما بعضها لم يكن يحتويها في الأصل، وفقد الناس الوزن الزائد بل فقدوا كثيرًا منه، ولكن المشكلة كانت في استمرار فقدان الوزن.

ولكن حميات مثل «ساوث بيتش» وغيرها من مشتقات اتكينز تصبح أكثر قبولاً لسماحها بمزيد من الفواكه والخضراوات. وأحدث هذه المشتقات من حمية أتكينز هو النظام الغذائي ذو الشعبية «باليو»، الذي يقوم على فرضية أنه منذ ظهور الجينوم البشري بشكله الحالي خلال فترة العصر الحجري القديم -- حوالي 2.6 مليون إلى 10 آلاف سنة مضت، نحن مجهزون وراثيا لأننا نأكل ما كان متاحًا آنذاك. ويركزنظام باليو الغذائي على اللحوم الخالية من الدهن والأسماك والفواكه الطازجة والخضراوات غير النشوية. ويستغني عن الألبان والحبوب والبقول لأنها لم تظهر لدينا حتى 12 ألف سنة مضت.

وبالرغم من ذلك يشعر عدد من خبراء التغذية بالقلق إزاء القضاء على الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان. فهناك ثروة من الأبحاث تؤكد أن الإثنين يمكن أن يساعدا في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان وأمراض القلب.

علم الموروثات الغذائية

من المعروف أن النظام الغذائي المناسب لصبي في سنوات النمو لا يناسب رجلاً في منتصف العمر، أو ما يعد عناصر غذائية كافية لأم في العشرينيات تمارس الرضاعة الطبيعية، يختلف عن احتياجها عند انقطاع الطمث أو عندما تصل إلى سن الستين أو السبعين. كما نهتم في طعامنا بمعرفة عدد الكميات من المجموعات الغذائية التي يجب تناولها ونحسب السعرات الحرارية ونسب الفيتامينات. وبالرغم من كل هذا، نجد شخصين يجريان عمليات في القلب لمعاناتهما من انسداد الشرايين وقد يكون أحدهما لا يتناول الدهون مطلقًا والآخر يأكلها بكميات كبيرة. لذا تحاول العديد من المركز البحثية التوصل لعلاقة بين النظام الغذائي أو ما نتناوله وجيناتنا. ويعد معهد بحوث التغذية في جامعة كارولينا الشمالية رائدًا في مجال التغذية الفردية المنتشر على نحو متزايد، حيث يقوم بدراسة ما يعرف بـ «علم المورثات» الغذائية : أي الارتباط بين الجينات والحمية. وهذا العلم جديد نسبيًا، ولكن التقارير الصادرة عنه مليئة بالإثارة.

فقد أوضحت دراسة أجريت على الفئران وجود بروتين ملزم في بعض الأفراد يقوم بزيادة تنشيط مجموعة من الجينات تشارك في عملية توليف وامتصاص الكوليسترول والدهون الأخرى. وهذا يمكن أن يؤدي بدوره إلى مقاومة الأنسولين والدهون الثلاثية العالية وحالة تسمى «الكبد الدهني»، حيث يتراكم الدهن في الكبد ما يحول دون قدرته على تصفية السموم في الدم. والأشخاص الذين يعانون من خلل وراثي مماثل تكون لديهم حساسية للدهون الموجودة في نظامهم الغذائي ويضطرون لضبط ما يأكلون وفقًا لذلك. وقد وجدت دراسة أخرى أجريت على الفئران أيضا تبدل الجينات التي تؤثر على وجه التحديد في خطورة الإصابة بارتفاع الكوليسترول الضار.

الحقيقة الثابتة

وتبقى الحقيقة الثابتة أنه من بين كل التغيرات والتحديثات الحاصلة على الصعيد الغذائي، يبقى الاهتمام بحدوث التوازن بين النظام الغذائي وممارسة الرياضة. للحفاظ على وزن صحي، يجب أن تساوي بين السعرات الحرارية التي تستهلكها والتي تحرقها، لكن وجدت دراسة في مجلة «نيو إنجلاند» للطب أنه ليس فقط كمية الطعام التي تتناولها، ولكن أي نوع، هو ما يؤثر في زيادة الوزن. بعد حساب العمر ومؤشر كتلة الجسم الأساسية وعوامل نمط الحياة مثل ممارسة التمارين الرياضية ومدة النوم لدى 120 ألفا من المشاركين، وجد الباحثون أن معظم الأغذية المرتبطة بزيادة الوزن على مدى أربع سنوات كانت البطاطس المقلية، ورقائق البطاطا، والمشروبات السكرية واللحوم والحلويات والحبوب المكررة. وكانت معظم الأغذية المرتبطة بتقليل الوزن تشمل الزبادي والمكسرات والحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات. ولكن هناك أكثر من حساب السعرات الحرارية هنا.

عند تناول وجبة، يبحث العقل عن المواد المفيدة، وليس عن السعرات الحرارية، وسوف يتركك تتناول الطعام حتى تشعر بالرضا. هذا واحد من الأسباب الكثيرة التي تجعل من الأصعب أن تدفع بعيدًا طبقًا من البطاطا المقلية أو صحنًا من الآيس كريم أكثر من طبق صحي مليء بالفواكه والحبوب والخضراوات واللحوم الخالية من الدهن. وثمة مسألة بسيطة في ميكانيكا الهضم تؤثر أيضًا. الأطعمة الغنية بالألياف تتمدد في المعدة، وتبطئ عملية الهضم وتزيد الإحساس بالشبع، لذا ينصح أحيانا بأكل الفاكهة أو حفنة من المكسرات قبل تناول وجبة كبيرة. واستهلاك كمية محددة من السعرات الحرارية من أنواع الطعام المناسبة يساعد على تجنب الكثير من السعرات الحرارية التي يتم تناولها من خلال الأنواع الخاطئة من الطعام في وقت لاحق.

حقيقة أخرى، وهي أنه بالرغم مما نعتقد، لا يوجد على الأرجح أنواع من الأغذية السوبر بعيدة المنال في مكان ما تنتظر من يكتشفها. هناك بعض الأطعمة غير العادية التي نعرفها والمتوافرة بالفعل بكثرة، مثلا ينظر إلى التوت بوصفه ذا تأثير عميق ضد الأمراض المرتبطة بالعمر، بما في ذلك تقليل أمراض كالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، والبول السكري والتراجع الذهني، وذلك بفضل احتوائه على نسب عالية من المواد المضادة للأكسدة وخصائص مضادة للالتهابات. كما يحتوي البروكلي على نسبة عالية من الألياف وثبت تأثيره في خفض الكوليسترول، وهو غني بمركبات الكبريت المفيدة للكبد لأنها تعزز الأنظمة الطبيعية لإزالة السموم من الجسم.

---------------------------------------

  • طب: الوذمات (التورّم) في الجسم كيف تحدث وما أسبابها؟ وبعض الإجراءات الوقائية

د. نزار الناصر

تحدث «الوذمة» - أو التورم - نتيجة حجم الماء وانحباسه في الجسم خارج الخلايا بين الأنسجة أو في جوف الجنب أو في جوف البطن أو في الرئتين، أو في القدمين، وقد يمتد إلى الساقين والفخذين. والتورم علامة مهمة من علامات أمراض القلب وغير ذلك من الأمراض كأمراض الكليتين والكبد وأمراض الأوردة المحيطية والأوعية اللمفاوية.

كيف تحدث؟

تنتج عن نضح السوائل من داخل الأوعية الدموية الشعرية إلى الخارج وفقدان السيطرة على عودتها إلى الدم، ولما كان الضغط في الجانب الشرياني أعلى منه خارج الغشاء الشرياني الشعري، فإن السوائل تنضح إلى خارج الوعاء الشرياني، لتكون على تماس مع الخلايا بغرض التغذية وتبادل محتويات السوائل. لكن عندما تصل إلى الجانب الوريدي حيث الضغط الوريدي أقرب إلى الصفر، فإن الضغط الخارجي يكون أعلى مما هو عليه داخل الوعاء الوريدي، ما يجعل عودة السوائل المشبعة بالمواد الواجب التخلص منها إلى الوعاء الوريدي حقيقة فيزيائية، وما فاض عن ذلك، فإن القنوات الليمفاوية الموجودة بين الخلايا كفيلة بامتصاص ما تبقى منه للحفاظ على حالة توازن بين ما ينضح من سوائل نافعة وما يعود من سوائل تحمل مواد فائضة إلى الدم للتخلص منها. إن فقدان التوازن الدقيق ينتج عنه تجمع السوائل في الأنسجة الرخوة مثل: حول العينين والجلد والساقين بسبب الجاذبية، وإذا اشتد فقد التوازن، فإن استسقاء الجوف البطني والصدري وكيس الصفن يصبح احتمالاً قويًا.

فقدان التوازن يتم في إحدى الحالات الثلاث التالية:

1- ارتفاع الضغط الوريدي: عجز القلب المزمن، حيث يعجز القلب عن ضخ الدم إلى الأمام مسببًا تجمعًا دمويًا في الأوردة يظهر على شكل ارتفاع الضغط الوريدي واحتقان وتضخم وورم في الساقين. إن الكسل أو الخلل في الدورة الدموية بالساقين قد يبدأ بالدوالي، وينتهي بورم الساقين، ثم تقرح وازرقاق الكاحل، ويحدث في أحد الأوردة العميقة للساق بسبب ورم في إحدى الساقين. وهناك ظاهرة شائعة ترتبط بتورم الساقين، فعندما يكون هناك ورم وتعجز الفحوص عن إيجاد سبب عضوي له نجد أن عددًا كبيرًا من هؤلاء الأشخاص يرتدي الملابس الضيقة خاصة تلك التي تضغط على الخصر ما يرفع الضغط الوريدي الصاعد إلى الساقين، مسببًا ورم الساقين وعلاج تلك الحالات يكون بإزالة الضغط فقط.

2- هبوط نسبة الزلال أو الألبومين في الدم: ويحدث ذلك لأسباب عدة منها عدم قدرة الكبد على تصنيعه كما في حالات تشمع الكبد الكحولي وغيره من الأمراض الكبدية المزمنة، ومن جملة الأسباب أيضًا سرعة تخلص الكبد من الزلال عن طريق البول بصورة تفوق قدرة الكبد على تصنيعه، وهذا قد يكون بسبب أمراض الكليتين المزمنة، فضلاً عن عدم قدرة الأمعاء على امتصاص البروتين ومشتقاته في حالات تناظر سوء الامتصاص، وهو يعد أحد الأسباب النادرة، ولذا قد يلاحظ ورم الساقين في حالات المجاعة وسوء التغذية بسبب عدم حصول الجسم على كمية كافية من الزلال لتصنيع الألبومين.

3- انسداد القنوات اللمفاوية: لكن الورم هنا مختلف، حيث يتم تخزين مادة هلامية شبه صلبة في الساق مسببة ورمًا غير قابل للانبعاج.

ومن أسباب الوذمات:

1- قلبية: إذ تعبر وذمة الرئة عن حالة قصور حاد في القلب وخاصة القصور في البطين الأيسر نتيجة ارتفاع الضغط الوريدي للرئتين، أو تعبّر عن حالة مزمنة في قصور القلب كما في التهاب التامور (الغشاء الخارجي للقلب) العاصر أو انصباب التامور، أو في الآفات القلبية الدسامية أو اعتلال العضلة القلبية نتيجة خلل فسيولوجي وظيفي في عمل القلب عندما ينخفض حصيل القلب (كمية الدم التي يضخها القلب إلى الشرايين في الدقيقة الواحدة)، فتنخفض بالتالي التروية الوعائية إلى الكليتين، عندئذ تحبس الكلية ملح الصوديوم في الجسم وبالتالي الماء محاولة التعويض عن النقص في التروية الوعائية فيزيد حجم الماء بالضرورة ويتجمع في الرئتين ثم في الكبد والبطن ومن ثم في الرجلين.

2- دماغية: نتيجة ارتفاع مهم في ضغط الدم أو على أثر رضوض بالجمجمة.

3- وريدية: نتيجة خلل في وظيفة الأوردة المحيطة وخصوصًا أوردة الساقين (دوالي الساقين) أو على أثر التهاب وريد خثري.

4- رئوية: القلب الرئوي المزمن نتيجة لالتهاب قصبات وربو قصبي مزمن.

5- كلوية: مرتبطة بخلل عضوي، قصور كلوي حاد، قصور كلوي مزمن، التهاب كلية حاد، عندما تكون نسبة الألبومين مرتفعة في البول ومنخفضة عامة في الدم.

6- كبدية: ناتجة عن تشمع في الكبد عند الكحوليين أو بعد الإصابة بالتهاب كبد إنتاني.

7- دوائية: علاج دوائي بمضادات الالتهاب الفيرستيروئيدية، الأنسولين، مانعات الحمل، الستيروئيدات، والكورتيزون، بعض موسعات الأوعية (حاصرات الكالسيوم) العلاج بالهرمونات، بعض أدوية الاكتئاب وداء السكري وارتفاع ضغط الدم.

8- أسباب أخرى: الحمل، قصور الغدة الدرقية، سوء التغذية (نقص بروتينات الدم).

9- الوذمة اللمفاوية: عبارة عن آفة مزمنة تتمثل في اضطراب بالدوران اللمفاوي في الجلد والطبقة الشحية (الهلامية)، مما يؤدي بالنتيجة إلى زيادة كبيرة في حجم بعض أعضاء الجسم (الأطراف السفلية، الأعضاء التناسلية).

10- أسباب عائدة للالتهاب: كرد فعل لجهاز المناعة في الجسم الذي يؤدي بدوره إلى التهاب الأنسجة في الساق نتيجة اضطراب التهابي مثل التهاب المفاصل الرثيائي وتورم الساق بسبب عوامل التهابية يكون مصحوبًا بألم ملحوظ. ومن العوامل التي تساهم في التهاب الساق النقرس، التهاب المفاصل الرثيائي، التهاب عظمي - مفصلي، تمزق الوتر الأخلس، كسر الكاحل أو القدم أو الساق، التهاب أو جرح في الساق، التهاب جراب الركبة، ملخ أو (فكش) الكاحل.

11- الوذمة التحسسية: التي تحدث بآلية مختلفة عن باقي الوذمات وهي على الأغلب من أصل مناعي أو وراثي.

12- قد تحدث الوذمة: من دون سبب ظاهر عند النساء الشابات وغالبًا المكتئبات أو المدخنات واللواتي يكثرن من شرب القهوة، حيث تظهر الوذمة بشكل دوري خصوصًا أثناء النشاط الهرموني.

13- الوقوف أو الجلوس لفترة طويلة من الزمن بفعل الجاذبية.

بعض الإجراءات الوقائية:

1- تخفيف الوزن وتناول طعام متوازن ومنوع.

2- ممارسة الرياضة: ممارسة رياضة خفيفة (المشي مثلاً) لتنشيط الدورة الدموية وعند السفر في الطائرة الاكتفاء ببضع خطوات من وقت لآخر في الممر الضيق في الرحلات الطويلة.

3- ارتداء ألبسة مريحة، وتجنب تلك التي تشد على الخصر أو الساقين أو القدمين.

4- لتخفيف انتفاخ القدمين: الجأ إلى الجلوس وخلع الحذاء، وينفع رفع القدمين ووضع الساقين على مكان أعلى بغية تنشيط الدورة الدموية، ووضع قدميك في طست أو وعاء ماء بارد لمدة ربع ساعة، ما يولد شعورًا بالارتياح وتخفيف ألم الانتفاخ.

5- الامتناع عن تناول الملح، لأنه يساعد على تخزين السوائل في الجسم.

6- وقد تكون هناك حاجة إلى تناول أحد الأدوية المدرة للبول، وذلك يكون تحت إشراف الطبيب الإخصائي الذي يشخص المرض، وفي حالة التوصل إلى سبب محدد يتم البدء في علاجه، وهذا كفيل بإزالة الورم.

---------------------------------------

  • إعلام: صورة المرأة على الشاشة

سناء محمود

نشأت حركات حقوق المرأة في بدايات القرن التاسع عشر، ولكنها لم تحظ بتغييرات لافتة إلا قبل نصف قرن أو أقل، حيث اعترفت الدول والتشريعات بما نادت بها ناشطات النساء من حقوق، بعضهن حصل على تكافؤ فرص التعليم، أو المساواة في منح الفرص الوظيفية مع التساوي في الأجور، والقدرة على المشاركة في الرياضات المنظمة، وتوفير الرعاية النهارية لأبنائهن من أجل السماح لهن بالعمل، وإنشاء ملاجئ للنساء والأطفال من ضحايا العنف الأسري، فضلاً عن أن الغرب في بعض قوانينه قد أعطى المرأة حرية الاختيار عند الإجهاض دون تدخل من الرجل، أو الدولة.

يذكر في سياق هذا التحول كتاب «الغموض المؤنث» من تأليف بيتي فريدان (عام 1963م) الذي كان له التأثير الأكبر على نساء زمنه، حيث أكدت فريدان إرادة النساء «لالتماس الأدوار والمسئوليات الجديدة، الخاصة بهن، وبهوياتهن الشخصية والمهنية بدلاً من أن يحددها لهن مجتمع يهيمن عليه الذكور»، ومثّل ذلك الكتاب الشرارة التي أشعلت شمعة ثورة اجتماعية شاملة. والسؤال هو: هل نجحت بنات فريدمان، في الغرب، بعد نصف قرن من التحولات، في تغيير الصورة النمطية للمرأة على شاشات السينما والتلفزيون، وإعلانات الصحف والمجلات؟

التحول من «الجمال» غيّر تفسير المجتمع للجمال بشكل كبير خلال نصف القرن الماضي، فعلى سبيل المثال، ومنذ أوائل إلى منتصف القرن العشرين، اعتبرت المرأة الجميلة إذا كانت لديها بشرة جميلة وناعمة وممتلئة، وكانت البشرة ذات الثنيات والتجاعيد تشير إلى نساء الطبقة العاملة. ومرت السنوات، وأصبحت المرأة تدريجيا تظهر أقل حجما وأكثر نحافة، ويبدو في مجتمع اليوم أن معايير الجمال تكاد تكون عكس ما كان في أوائل القرن العشرين.

لم تتحول النساء بقرار منهن، ولكن وسائل الإعلام والإعلان لعبت دورًا كبيرًا في التأثير على تكوين صورة المرأة الجميلة، من خلال فيضان متكرر من الصور النمطية للأنثى في التلفزيون، والإعلانات المطبوعة، والأفلام، والإعلانات التجارية واللوحات الإعلانية، وما إلى ذلك، ليقبل المجتمع هذه الصورة كما لو كانت هي القاعدة ثم يستنسخها، أو يحاول، في حياته الخاصة.

ولا تزال إعلانات وسائل الإعلام تكرس لصورة المرأة النمطية، ولكن في دراسة على محتوى 299 إعلانًا نشرتها أربع من المجلات العشرة الأوائل عام 2005، كان أكثر من نصفها غامضًا لا يحدد جنس قارئ الإعلان، وهو ما اعتبر مؤشرًا ملموسًا على تحسين الخطاب الإعلاني، في مجتمعات بعيدة عن المساواة في وسائل الإعلام رغم كل ما يقال من ضجيج حقوقي ولاتزال المرأة تستخدم كربات للبيوت وكأدوات سلعية بفضل جنسها.

قائمة العشر اكتمالات

وتمثل الصورة الإعلانية والإعلامية نقطة صراع في مسار تفكير النساء، فهناك على سبيل المثال الأدوار التي تطلب منهن، كمهام تختص بالنوع، مثل التنظيف والطبخ ورعاية الزوج والأطفال، في حين تبحث هي عن قائمة مفترضة للأنثى المكتملة.

هذه القائمة التي تسمى بـ«العشر اكتمالات» يمكن أن تؤدي إلى مشاكل أكبر مثل اضطرابات التغذية، وبما يؤدي إلى فقدان الشهية والشره المرضي الذي يسبب الكثير من المشاكل الصحية الخطيرة، بدءًا بفقدان الوزن السريع وسوء التغذية. ومن آثار هذا الشره المرضي تسوس الأسنان وزيادة الوزن، ألم في البطن، التهاب الحلق، فشل القلب، وسرطان القولون، أما آثار فقدان الشهية فتظهر في الجلد الجاف الأصفر وفقر الدم وهشاشة وتلف الشعر وتهويمات العقل والفشل الكلوي.

وبجانب هذه النتائج الطبية الخطيرة تضاف مشكلات الحالات الاجتماعية للنساء اللائي لا يشعرن بالرضا عن أجسامهن. مع تدني احترام الذات بشكل لا يحافظ على علاقات صحية مع الآخرين، حيث تجري المرأة مقارنات دائمة مع النساء على شاشات التلفزيون، في المجلات وعلى شبكة الإنترنت، حيث تظهر هناك صورة غير حقيقية، حتى أنه في العام 2011 اكتشفت فضيحة وضع وجوه نجمات عارضات مع أجساد تماثيل (مانيكان) لبيان اكتمال الصورة الإعلانية للمرأة.

تلفزيون

  • صوت المرأة لا يشكل سوى 25% من نسبة المعلقين بالإعلانات التجارية.
  • 28% من النماذج النسائية في الإعلانات التلفزيونية ظهرن كمتحدثات.
  • في الإعلانات التلفزيونية ظهر الرجال في أعمالهم بنسبة (41%)، بينما بلغت نسبة الإناث اللائي يمكن أن يكن بأعمالهن (28%). وكان الرجال أكثر تناولاً لمهنهم من النساء (52% مقابل 40%) وأقل احتمالاً للحديث عن العلاقات الرومانسية (49% مقابل 63%).
  • تشكل النساء نحو 37% من الشخصيات التلفزيونية في وقت الذروة (رغم أن هذه الإحصاءات من الولايات المتحدة حيث يمثلن 51% من سكان الولايات المتحدة).
  • 96% من مروجي إعلانات برامج التلفزيون هم من الذكور.
  • هناك 132 امرأة فقط بين المدراء العامين للتلفزيون في 1600 محطة بالولايات المتحدة.

سينما

  • النسبة المئوية للنساء العاملات في كواليس السينما انخفضت من 19% عام 2001 إلى 17% عام 2002.
  • لا تجد النساء فوق سن الأربعين إلا 11% فقط من الأدوار المناسبة بهن، بين ما يحظى الرجال في المرحلة العمرية نفسها بما يقرب من 26% من الأدوار بين الأفلام التي حققت أكثر من 10 ملايين دولار محليا والتي ظهرت ببطولة نسائية ازداد العدد من 20 فيلمًا في العام 2001 إلى 29 فيلمًا في العام 2002.

إعلام

  • من بين 72 غلافًا لشخصيات مميزة نشرتها أكبر 3 مجلات إخبارية (تايم، نيوزويك، نيوز آند وورلد) عام 1995، لم تكن هناك سوى ثلاث نساء مميزات.
  • بحلول عام 2005، مثلت النساء 60% من مستهلكي الإنترنت.
  • بتحليل برامج الأخبار المسائية في شبكات «سي بي اس، اي بي سي ان بي سي» كانت نسبة الإناث في أبطال القصص الإخبارية عام 2002 نحو 14%، مقارنة بالذكور 86%.
  • في شبكات التلفزيون الكبرى (اي بي سي، سي بي اس، ان بي سي)، شكلت النساء 32% من شبكة المراسلين، جمعن 26% فقط من هذه القصص الإخبارية عام 1999.

---------------------------------------

  • مكتبة: المرأة الثالثة

دينا مندور

مؤلف كتاب «المرأة الثالثة» هو جيل ليبوفتسكي، المفكر والفيلسوف الفرنسي المعاصر. ولد ليبوفتسكي عام 1944. يدرِّس الفلسفة الحديثة في جامعة جرينوبل، واشتهر اسمه مع كتابه الأول «زمن العدم» عام 1983 والذي قدم فيه «مجتمع ما بعد الحداثة» الذي يمتاز بما أسماه «الثورة الفردانية الثانية». في أعماله الثلاثة عشر لم يتوقف جيل ليبوفتسكي عن تحليل المجتمع الغربي المعاصر وظل اسمه مرتبطًا بالفكر ما بعد الحداثي وبمفاهيم مثل «الحداثة المفرطة» و«الفردانية المفرطة». ومن أهم مؤلفاته: «مملكة الزائل. الموضة ومصيرها في المجتمعات الحديثة» (1987)، «انحسار الواجب» (1992)، «الغرب المتعولم: سجال حول الثقافة الكوكبية» (2010)، «الشاشة الكوكبية: السينما وثقافة وسائل الإعلام» (2011).

وفي كتابه «المرأة الثالثة» قسم ليبوفتسكي المصير النسائي إلى ثلاث مراحل كبيرة: المرأة الأولى التي كانت دونية ومؤبلسة بسبب جمالها، ثم بدأ تمجيد هذا الجمال والاحتفاء به مع نموذج المرأة الثانية وبخاصة في الفنون والآداب. ولكن في الحالتين لم توجد المرأة إلا من خلال نظرة الرجل إليها. أما المرأة الثالثة فهي تلك التي تمثل النموذج الحديث القائم بذاته، فأصبحت المرأة تعمل، وتعيش حرية اختيار الشريك، وتتحكم في الإنجاب وتأمل امتلاك حياة دون توجيهات ذكورية.

لكن.. هل اختفت النماذج القديمة إلى الأبد؟ وهذه «الحالة الثالثة» التي بلغتها النساء هل تحقق ازدهارهن التاريخي؟ يعرض الكاتب من خلال هذا العمل ما أسماه حدود ومتناقضات النموذج الديمقراطي والفرداني الغربي. كما يعتبر الكتاب تحليقًا فوق الانشقاقات الاجتماعية العنيفة التي طرأت على المجتمع في نصف القرن الأخير والتي نتجت جراء تحرر المرأة وخروجها إلى العمل، واستقلاليتها المادية، وتنظيم المواليد. كما يشير الكاتب إلى الانتصارات الكبرى التي حققتها المرأة في مسيرة المساواة.

ولكن فلننتبه.. حيث يرى الكاتب أن هذه المساواة لا تتلازم مع إمكانية تبادل الأدوار.. وأفرد الكاتب ذكر المجالات التي توليها المرأة أولوية في حياتها، وينطبق ذلك على النساء العاملات: كرعاية الأطفال، والاهتمام بالشئون المنزلية. أثار الكتاب حفيظة الكثير من الفرنسيات وفي مقدمتهن أنصار التيار النسوي. فتصدت بعض الكاتبات والصحفيات لمقولات ليبوفتسكي، ومنهن جيزيل حليمي التي اعتبرت الكتاب خديعة كبرى، لاسيما نظريته حول القيمة المفرطة التي أولاها للحبّ عند المرأة. واعترضت فرانسين ديكاريير وهي أستاذة الدراسات النسوية بقسم علم الاجتماع التابع لجامعة كيبيك في مونتريال على نظريته المتعلقة بالأنثى الخالدة، كما سخرت من نظريته القائلة بتفوق المرأة على الرجل في الشئون المنزلية، وقالت: «من المضحك الظنّ أن الرجال لن يتمكنوا أبدًا من طيّ غسيل العائلة، أسوة بما قيل منذ خمسين عامًا حول عجز النساء عن قيادة السيارة». وانتقدته الصحفية الكندية باسكال نافارو زاعمة أنه يحبّذ سلطة الإغواء عند المرأة وأنه يقرّ بالإقبال الجنوني عند النساء على شراء مستحضرات التجميل.

في تطرّق ليبوفتسكي إلى مقولة الحداثة المعزّزة، يحلل التحولات التي أصابت النظام الرأسمالي. فيرى أن المجتمع المعاصر صار استهلاكيًا مفرطًا في استهلاكه ورمى بثقله على الحياة اليومية، وركّز على الماركات الصناعية المتجددة بسرعة جنونية. فأنشأ مستهلكًا يتهافت على الشراء ويصبو إلى الكماليات، ولكنه يفضّل أن يشتري بأرخص الأسعار. ويطلق على هذا المجتمع المفرط الاستهلاك عبارة «السعادة المفارقة» التي تدفع الكثيرين إلى التغنّي بهذه السعادة، في الوقت الذي تزداد فيه حالات الانهيار العصبي والشعور بالمقت والقلق والأسى. ولا يرى ليبوفتسكي أن حصول المرأة على حقوقها في المساواة والندّية قد أدّى إلى جرح الهوية الذكورية وإلى امتهان كرامة الذكورة، وإنما قلّل أو أزال التصرفات العنترية التي كان يتبجّح بها الرجل، وفتح المجال أمام الأزمنة الديمقراطية، كما ورد في نهاية كتاب «المرأة الثالثة».

وعلى الرغم من أن الكاتب - الذي حاضرت عن فكره في كل من المغرب وفرنسا وكنت أول من عرف به في العربية وجمعتني به صداقة علمية - يعرض لواقع المرأة الغربية قديمًا وحديثًا فإننا نلمس الكثير من التقاطعات بين هذا الواقع وواقع المرأة الشرقية والعربية من حيث الأولوية التي توليها المرأة للحياة المنزلية، إلى جانب المشكلات التي تتعرض لها المرأة عند خروجها لمجالات العمل المختلفة. ومعاناة المرأة من الاحتكار الذكوري للكثير من المواقع والتخصصات، كذلك الهيمنة الذكورية على القمم الهرمية لكبرى المؤسسات وإقصاء النساء عنها. فقد يختلف واقع المرأة الشرقية والمرأة الغربية في الكثير من التفاصيل ولكنه يتلاقى في خطوطه العريضة ومبادئه الأساسية. والمقتطفات الواردة ترجمتها من أحد أبرز فصول كتاب «المرأة الثالثة» الذي منحه صاحبه عنوان «مصير الغواية».

مصير الغواية

الغواية منطق يتجلى فيه التقسيم الاجتماعي بين الجنسين أكثر مما يتجلى في علاقة الشعور بالحب. فهي دائمًا تبدو، بداية من سننها التقليدية للعلاقات الريفية حتى غزل البلاط المهذب كمسرح قائم على التعارض الثنائي بين الرجل والمرأة. وقد تغيرت أنماط التقارب والمغازلة على مر الزمان، مع بقاء الاختلاف الإغوائي بين الرجل والمرأة على حاله.

ومن المعروف أنه بداية من القرن الثاني عشر الميلادي أوجد النموذج الغزلي الكورتوازي ثقافة إغوائية جديدة، حيث حل محل الاغتصاب وخطف النساء عنوة - وكانا كثيرين حينئذ-، بالإضافة إلى أساليب الرجال السريعة والمباشرة في المغازلة، خصوصا في الأوساط الراقية من المجتمع، نمط سلوك يدعوالرجال إلى التحلي بالتواضع والرصانة والصبر والرقة في التعامل مع السيدات والتوله والاحتفاء الشاعري بالحبيبة.. وقد كتب أوفيد Ovide فيما مضى: «إن الرجل الذى ينتظر المبادرة من المرأة يفعل ذلك لاعتماده على وسامته، لأن الأصل أن يبدأ الرجل وعليه قول عبارات الطلب وما على المرأة إلا تلقي طلبات الحب».

سينما

منذ الأربعينيات قدمت السينما سلوكيات نسائية جديدة تخالف السمات التقليدية للإغواء: ففي فيلم «مرفأ القلق» نجد «لورون باكال» تسأل «همفري بوجارت»: «ألديك ولاعة؟» أي أنها على عكس المألوف - هي التي اتخذت المبادرة لتحقيق لقاء غرامي. وهي ديناميكية لا تفتأ تزداد. لم يعد أحد يحصي عدد الأفلام السينمائية والتلفزيونية الأمريكية التي تقوم الشخصيات النسائية فيها بالخطوات الأولى؛ وقد بدأ الدور النشط للمرأة في المرحلة الأولى من إقامة العلاقات الخاصة يتأكد أكثر فأكثر في الثقافة الجماهيرية. وفي الوقت ذاته لم تعد الصحافة النسائية تتردد في إزالة تأثيم اللواتي يأخذن زمام المبادرة. وكما لم تعد النساء يخشين إدراج إعلانات مبوبة حميمية، لم يعدن كذلك يخجلن من الاعتراف بالقيام بالخطوة الأولى.

المرح

للمرح تأثير إغوائي يتفوق على المبالغات العاطفية الجياشة، حيث كشفت استطلاعات الرأي أنه اعتبارًا من الستينيات أولت النساء أهمية «للحس الفكاهي» لدى شركائهن. وبعد ثلاثين عامًا تأكدت هذه النزعة؛ إذ يشغل حس المرح مكانة متميزة بين أكثر ما تفضله المرأة من صفات عند الرجل. في الماضي كان يسبغ على الحب وجود شاعري و قدسي و شبه ديني؛ أما الآن فينبغي خلق جو حيوي وفكه، وعلى الرجل أن يكون خفيف الظل و«ظريفًا» وأن يتعامل مع الأمور بمرونة. إنه تكريس للمرح يعكس القوة الجديدة لقيم المتعة والتسلية كما يعكس هيمنة مرجعية الحاضر و«الهروب» و«الاتصال» و«العفوية» المصاحبة لعصر الاستهلاك والاتصال الجماهيرى. وحين تسيطر حيثيات اللهو وسمات الشخصية غير التقليدية، فإن نموذج العلاقة بين الرجل والمرأة ينزع إلى التخلص من رصانته الرومانسية القديمة، حينها يمكن للتسلية والضحك والمرح أن تنتصر.

---------------------------------------

  • ديكور: مطبخ صغير.. عالم كبير

إقبال محمد فريد

المطبخ يكاد يكون عالمًا مستقلاً، مهما اختلف حجمه داخل المنزل. جزء كبير من مزاجنا الشخصي يعتمد على ما يخرج منه شهيًا. الوقت الذي تقضيه المرأة بالمطبخ هو وقت لا يستهان به، لذلك يكون من المفيد تجديد طرازه. أستعرض هنا بعض الطرز التي نقلها بعض المصممين إلى المطابخ العربية.

  • المطبخ المتوسطي

هو مطبخ البحر الأبيض المتوسط النابض بالحياة، والدفء. يتميز هذا النمط بالتفاصيل المعمارية، مثل الأقواس والزوايا التي تبث الراحة لمرآها. تستخدم في دهاناته (وأرضياته وأوراق جدرانه) الألوان المتدرجة من الأصفر والقمحي والبرتقالي والأحمر. ?مائدة العائلة الكبيرة أمر لابد منه للولائم. تضاف حروف قديمة على القدران، وربما علم، وكرسي ريفي.

  • الكوخ

المطبخ الكوخ هو مثال البساطة، يمزج بين الراحة والهدوء والبعد عن الرسمي، وهذا أسلوب مثالي للاسترخاء.

  • المطبخ الإنجليزي

مطابخ متسعة ومريحة، تجمع بين النمط التقليدي مع بعض الذوق الريفي. يتميز تصميمه بلوحة الألوان النقية.

  • المطبخ الفرنسي

مكان تجمع مريح للعائلة والأصدقاء، لوحة موزاييك من ألوان الأزرق والأخضر والأحمر والأصفر، وتمثل جميعها أصداء للطبيعة، أما الجدران والخزائن ففيها لمسة قديمة تتميز في كثير من الأحيان بالأسى. الأثاث والأقكشة تضج بالألوان والنقشات كبيرة الحجم مثيرة للاهتمام.

  • المطبخ العصري

هو مطبخ بسيط مع خطوط واضحة ومستقيمة، وتستخدم بتصميمه مجموعات من المواد الصناعية مثل الفولاذ المقاوم للصدأ. لوحة الألوان الخاصة به تتأرجح بين الأسود والأبيض أو اختيار لون واحد جريء.

  • المطبخ الريفي

مستوحى من المنتجعات الجبلية، والمزارع، يعطي أجواء من الدفء. يجمع بين المواد العضوية، مثل الخشب والحجر، مع البلاط والزجاج المصقول.

  • المطبخ الاستوائي

يطل المطبخ الاستوائي على الشاطئ غالبًا، ويقدم وجبة من الألوان الزاهية في تصميمه، وتضاف ألوان داكنة مع العناصر الطبيعية مثل القش والخيزران والبلاط. يحمل جو الهواء الطلق بدمج المطبوعات النباتية أو الأعمال الفنية.

---------------------------------------

  • عمارة: مآذن القاهرة: العمارة الإسلامية منذ الفتح الإسلامي حتى نهاية العصر العثماني

المؤلف: دوريس أبو سيف
عرض: خالد عبد الله يوسف

منذ أصبحت المآذن عنصرًا معماريًا قائمًا بذاته في عمارة المساجد، أفردت لها الدراسات العديدة التي تعنى بتطورها وطرزها وزخارفها، فالمآذن هي العالم الذي تلتقي فيه العمارة والنحت والزخرفة أروع لقاء. ومدينة القاهرة هي بحق مدينة المآذن، فهي تتفرد بين مدن العالم الإسلامي أجمع بكثرة مآذنها وتعدد أشكالها واختلاف طرزها، مما يكسبها روعة وطابعًا أصيلاً على مر السنين، ويدخل في القلب رهبة وإحساسًا فائضًا وحنينًا إلى الماضي، وكانت مآذن القاهرة دائمًا سجلاً لجميع الأطوار التي مر بها الفن الإسلامي في مصر منذ الفتح الإسلامي حتى العصر العثماني.

ولعل خير من يأخذنا في رحلة تاريخية بين مآذن مدينة القاهرة، الأستاذة دوريس أبو سيف الخبيرة والعاشقة لعمارة وفنون الإسلام، ومؤلفات وأبحاث أبو سيف متنوعة وغزيرة، وتأتي دائما كأحد المصادر الرئيسية التي لا غنى عنها لدارسي فن العمارة الإسلامية، والأستاذة أبو سيف أستاذة العمارة والفن الإسلامي بمدرسة اللغات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، وجامعة ميونيخ بألمانيا، ودراستها هذه صادرة عن مركز النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة في طبعة فاخرة، ومزينة بروائع الصور الفوتوغرافية لمآذن القاهرة.

تتناول المؤلفة في القسم الأول من الدراسة عدة نقاط، منها: دراسة الأصل اللغوي للمصطلحات المختلفة التي أطلقت على المئذنة والغرض منها، ثم دراسة تطورها من الناحية التاريخية والمعمارية خلال حقب تاريخية مختلفة، وتتضمن دراسة زخارفها وطرق بنائها وتصميمها والنقوش الكتابية عليها، والقسم الثاني من الكتاب عبارة عن دراسة معمارية تفصيلية للمآذن الأثرية الباقية بالقاهرة.

وظيفة واستخدام المئذنة

ترتبط وظيفة المئذنة في عمارة المساجد بالنداء والإعلام بدخول وقت الصلاة، ويقوم بهذه الوظيفة المؤذن، ولابد أن يكون الأذان بصوت مسموع، حتى يؤدي الغرض الذي شُرع من أجله، كما في الحديث الشريف عند ذكر الأذان «فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة» كما ورد في طبقات ابن سعد أن بلال رضي الله عنه كان يؤذن من فوق أطول بيت حول المسجد، وبعد بناء المسجد النبوي كان يؤذن فوق ظهر المسجد.

ويشترط في المؤذن أن يكون حسن الصوت، واختلف عدد المؤذنين بكل مسجد عن الآخر، وحسب وثائق العصر المملوكي، فقد وُجد أكثر من مؤذن في المسجد الواحد، وكان للمؤذنين رئيس، فنجد في وثيقة وقف مدرسة السلطان حسن أن للمدرسة ستة عشر مؤذنًا ورئيسًا يتناوبون الأذان، ومدرسة الأمير صرغتمش ثلاثة مؤذنين، ومدرسة السلطان برقوق ستة مؤذنين.

وتشير المؤلفة هنا إلى أنه قد ورد في المصادر التاريخية والوثائق المختلفة ثلاثة مرادفات لهذا العنصر المعماري، الأول: هو المئذنة وهي مشتقة من الأذان أو الدعوة إلى الصلاة، أو الموضع الذي يلقى منه الأذان، والمصطلح الثاني هو الصومعة وكانت تستخدم في كتابات المؤرخين، وهي مشتقة من الأبراج المربعة للزهاد في سورية، ومازال هذا الاصطلاح هو السائد حتى الآن في مآذن المغرب الإسلامي، حيث الشكل المربع للمآذن لايزال هو الشائع حتى الآن، وهو طراز معظم المآذن الأولى في الشام ومصر والأندلس. أما المعنى الثالث فهو المنارة، وهي مشتقة من الفعل «أنار»، وهي موضع النور أو الإشارات الضوئية لهداية السفن في البحر أو ما يعرف بالفنار، ثم أصبحت هذه الكلمة تطلق على المنائر، ومنه اشتقت الكلمة الإنجليزية Minaret، وقد يؤدي هذا المصطلح لمعنى آخر رمزي وروحي وهو أن المنارة هي مركز النور الذي يرسل الهداية للفرد أو الجماعة.

تطور مآذن القاهرة

تتطرق المؤلفة في دراستها للنظريات المختلفة لتطور المئذنة المصرية وأصلها المعماري، وقد ثار جدل بين الأثريين حول الأصل المعماري للمئذنة، فمنهم من يرى أن منار الإسكندرية هو النموذج الأول للمآذن، والدلالة على ذلك أن المئذنة تتكون من ثلاث طبقات يتكون منها منار الإسكندرية، وهي طبقة مربعة فطبقة مثمنة ثم مستديرة، ولكن يعارض هذه النظرية العالم الأثري كريسول، وبرهن على صحة رأيه أن أول مئذنة تتكون من هذه الطبقات هي مئذنة خانقاة سلار وسنجر الجاولي في العصر المملوكي 703هـ/1304م، وقد تهدم منار الإسكندرية قبل ذلك بقرن ونصف القرن، فطول الفترة الزمنية بين الاثنين يؤكد أنه لا يعقل أن يكون هناك تأثير لمنار الإسكندرية في نشأة المآذن، ويستنتج كريسول أن فكرة المئذنة الأولى ظهرت في سورية في عصر الخلافة الأموية، باعتبارها مركز الخلافة الأموية، وبالتالي مركز التأثير في فنون ولايات الخلافة، وكان هذا الطراز من المآذن يتكون من بدن مربع يمتد من القاعدة إلى قرب القمة، ونجده في مآذن الجامع الأموي التي أمر بتشييدها الوليد بن عبد الملك، وبقي منها حتى الآن مئذنة المسجد الجنوبية، ثم انتقل هذا الطراز إلى مآذن المغرب والأندلس، فنراه في جامع القيروان، ومئذنة جامع قرطبة.

وتنتقل المؤلفة إلى ظهور المآذن في مصر، وتذكر أن أول إشارة وردت في المصادر التاريخية عن المآذن عند توسعة مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط 53هـ/678م، فيذكر المقريزي في خططه: أن الخليفة معاوية بن أبي سفيان أمر مسلمة الوالي على مصر أن يبني صوامع للمسجد ليلقى منها الأذان، فبنى مسلمة أربع صوامع في أركانه الأربعة، فكان بذلك أول من شيد المآذن بمساجد مصر، وأنه لم تكن هناك مآذن بمصر قبل مسلمة، وذلك تقليد لمآذن جامع دمشق ولم يرد نص تاريخي لوصف هذه المآذن الأربعة، مما فتح الباب أمام الباحثين للبحث عن شكل هذه المآذن الأولى.

وفي العصر الطولوني نجد مئذنة الجامع الطولوني متأثرة بمآذن العراق، وهذه المئذنة قد ثار الجدل والأساطير حول تصميمها، وحظيت بنصيب وجدل كبيرين بين علماء الآثار، وهي تلفت النظر بين مآذن القاهرة بشكلها المتفرد، وخلاصة ما انتهوا إليه أنها متأثرة بمئذنة المسجد الجامع في مدينة سامراء، حيث ولد ونشأ أحمد بن طولون، ووجه التشابه نجده في القاعدة المربعة والسلم الحلزوني الذي يلتف حولها من الخارج، إضافة إلى ذلك فإن المئذنتين قد بنيتا خارج الجامع في الزيادة، ومئذنة جامع ابن طولون الحالية عبارة عن أربعة طوابق، الأول مربع وهو قاعدة المئذنة، يعلوها طابق ثان أسطواني، ويأتي فوقهما طابقان مثمنان، تنتهي إلى الجوسق وهو على هيئة مظلة تعلوها قبة صغيرة مضلعة، وقد تمت إعادة بناء المئذنة ثلاث مرات، أولاها وهي المئذنة الأصلية في عهد ابن طولون، والمرة الثانية في العصر الفاطمي وقد تهدم جزء كبير منها في عهد الحاكم بأمر الله، وأخيرا في العصر المملوكي على يد السلطان حسام الدين لاجين، وهو الذي شيّد الطابقين المثمنين، ولكن الجزأين الأسطواني والمربع يرجعان إلى عصر بناء الجامع، وهذا الرأي هو السائد بين أغلب الأثريين.

ثم بدأت في العصر الفاطمي تظهر الملامح الأولى للمئذنة المصرية، ولم يتبق من المآذن الفاطمية إلا مئذنتا جامع الحاكم 393هـ/1003م، ومئذنة جامع الجيوشي، ومئذنة مسجد أبي الغضنفر، ومئذنتا الجامع الحاكمي تختلفان الآن عن زمن تشييد الجامع، فقمتا المئذنتين من إضافات السلطان المملوكي بيبرس الجاشنكير عند ترميم المسجد، ويتكون الجزء الأصلي من المئذنة الشمالية من قاعدة مربعة وبدن أسطواني، أما المئذنة الجنوبية فتتكون من قاعدة مربعة تنتهي بمثمن، وتعلو المئذنتين قبة على شكل مبخرة. أما مئذنة جامع الجيوشي 472هـ/1085م، فتمثل أهم مرحلة من مراحل تطور المآذن المصرية، وتتكون من قاعدة مربعة, يعلوها طابق مربع آخر، ويقوم على هذا الطابق المربع طابق مثمن، وتتوج المئذنة قبة من الآجر، وهذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها الطابق المثمن في مآذن القاهرة، وهي أقدم المآذن الفاطمية في مصر والتي وصلت إلينا كاملة والتي يطلق عليها «طراز المباخر»، وهي تشبه إلى حد كبير مئذنة مسجد أبي الغضنفر 552هـ/1157م، ولكنها تخلو من الطابق المربع الثاني، ونرى في هذه المآذن القاعدة المربعة هي الظاهرة والغالبة على شكلها العام.

وصار هذا الطراز من المآذن في العصر الأيوبي، ولم يتبق من هذا العصر سوى مئذنة واحدة وهي مئذنة المدرسة الصالحية شيدها الصالح نجم الدين أيوب 641هـ/1243، وقاعدة مئذنة المشهد الحسيني 634هـ/1237م، ومئذنة المدرسة الصالحية عبارة عن قاعدة مربعة يعلوها طابق مثمن مرتفع كثيرا عن طابق القاعدة المربعة الذي أخذ في التضاؤل، وفي قمة المئذنة قبة مضلعة وهي المبخرة.

ثم تطور وساد طراز المآذن ذات المباخر في بداية العصر المملوكي، ويتمثل في مئذنة زاوية الهنود 1250م.

ثم حدث التحول الكبير في المآذن العثمانية وهي لا تتكون من طوابق تتفاوت في شكلها وارتفاعها، ولكن نجد المآذن الأسطوانية المدببة، تعلوها قمة مخروطية تتخذ شكل القلم، وهو النظام العثماني الشائع بإستانبول، وقواعد المآذن العثمانية منخفضة عن مستوى واجهة الجامع، وتتحول هذه القاعدة المربعة إلى البدن أو الطابق المضلع وهو نحيل مثل أغلب المآذن العثمانية، وهذا النوع ظهر لأول مرة في مئذنة جامع سليمان باشا بالقلعة، والمعروف بسارية الجبل 1528م، ومئذنة سنان باشا 1591م، ومئذنة جامع الملكة صفية. وشاع الطراز التركي في مآذن القرن التاسع عشر، وأروعه نجده في مآذن جامع محمد علي بالقلعة 1803م، ولكن يشذ عن هذا الطراز مئذنة مسجد محمد أبو الذهب 1703هـ، فهي تتبع النظام المربع.

موضع المآذن

تفرد المؤلفة في دراستها مقاطع كبيرة على شكل فصول تتناول فيها عدة نقاط منها موضع المآذن في المساجد، فتذكر أن موضع المآذن الأولى في مسجد عمرو بن العاص كانت في أركانه الأربعة، وهذا الترتيب يتيح للمؤذن أن يسمع صوته من مختلف الاتجاهات، ثم أصبح موضع المئذنة عادة في الجدار المقابل لجدار القبلة أو خارجه، ولكن في الجامع الطولوني نجد المئذنة منفصلة عن المسجد: وتوجد أغلب مآذن العصر الفاطمي فوق المدخل، كما في جامع الجيوشي، والأقمر، وتقع مئذنة الجيوشى في منتصف الواجهة البحرية فوق المدخل، واختيار هذا الموقع للمئذنة يعتبر أسلوبًا جديدًا وشاع بعد ذلك في العصور التالية، ولكن يختلف عن ذلك جامع الحاكم فنرى مئذنتين في ركني المسجد، ويرجع هذا إلى أن جامع الحاكم كان مكانه خارج أسوار القاهرة، قبل بناء بدر الجمالي للسور الحالي.