عزيزي العربي

عزيزي العربي

  • رامي شاعر أم كلثوم

طالعت في العدد (569) أبريل 2006 مقالاً للأستاذ فاروق شوشة في باب «جمال العربية» تحت عنوان «هل كانت أغنيات رامي لأم كلثوم استنفادًا لشاعريته؟» وأود قول إن الشاعر أحمد رامي المولود في أغسطس عام 1898م بحي الناصرية بالسيدة زينب، ارتبط بالشعر منذ فجر شبابه وأخذ ينشر قصائده في الصحف والمجلات مما لفت إليه أنظار المغنين في عصره، فكانوا يقبلون على الشدو بكلماته حتى أن إحدى قصائده المنشورة بالصحف آنذاك - الصب تفضحه عيونه - كانت بداية تعارفه على أم كلثوم.

وكان يوم 26 يوليو عام 1924م يومًا ذهبيًا في حياة أحمد رامي، ففي هذا اليوم دعاه صديقه إلى الاستماع لفنانة صاعدة صوتها رائع يأخذ القلب في حديقة الأزبكية، حيث كنت تغني، كان رامي عائدًا لتوه من باريس حين اختطف الموت أحد أشقائه، ولأن رامي فيه من كوامن الحزن الكثير، فقد أراد أن يستأنس إلى الصوت المجهول وصاحبته المجهولة عساه ينسى شجنه. ذهب وكأنه على موعد مع القدر، سمع أم كلثوم الريفية ذات الجمال الفطري، تغني قصيدة: «الصب تفضحه عيونه/ وتنم عن وجد شجونه».

كانت القصيدة قصيدته، أعطاها للشيخ أبو العلا محمد، الذي التقى به في بيت خيرت بك صديق والده. وقتها ما جال بخاطر رامي أن تمضي سبع سنوات على هذه الواقعة حتى يسمعها مغناة. وكانت هذه القصيدة ذات ذكريات أخرى لرامي. فهي أول ما نشر له في جريدة السفور، وكان يعتبرها شهادة ميلاده كشاعر، وإذا بالأقدار تضعها على شفاه أم كلثوم، فيتحقق بها الاعتبار الأول على دقة في التخصص، ورقّة في الأداء، وروعة في الإبداع، ليصبح بعد ذلك أحمد رامي شاعر الحب... تقول أم كلثوم عن ذلك «في إحدى حفلاتي بحديقة الأزبكية، عرفت أن أحمد رامي جاء يسمعني، فأردت أن أحيي الشاعر الذي غنيت أشعاره قبل أن أراه، أردت أن أقول له أهلا، فغنيت له قصيدة الصب تفضحه عيونه، وكانت مفاجأة له، كان رامي يحب الغناء، وكنت أنا أحب الشعر. ويرجع له كل الفضل في تذوّقي للشعر، وفهم معانيه، كان يقدم لي في كل مرة يزورني فيها ديوانًا من الشعر، وتعلمت على يديه أوزان الشعر، وبدأت أفرّق بين البيت المكسور، والبيت الذي يقف على قدميه...».

صلاح الشهاوي
طنطا - مصر

  • «العربية» ووجوب رعايتها

تعرضت اللغة العربية عبر الزمن، ولازالت لكل أشكال الطعن والنيل من أجل صرف أبناء الأمة العربية والإسلامية عن المقومات الحضارية المهمة كالقرآن الكريم والسنة النبوية والتراث والثقافة والفكر.

فكيف السبيل لإنقاذ لغة القرآن ورعايتها؟

فيما يلي نورد بعض أهم السبل والمقترحات الكفيلة بحماية اللغة العربية وتطويرها:

- إنقاذ اللغة العربية من الازدواجية اللغوية الصارخة المتمثلة في الخلط بين الفصحى والعامية وخاصة في قطاع التعليم والتربية لأن اللغة العربية الفصحى هي لغة القرآن الكريم، ولغة الإسلام. لهذا فإن لها رسالة دينية شرف أهلها العرب بتبليغ الرسالة السماوية.

- وجوب القيام بتعريب العلوم الحديثة المتخصصة في شتى مجالات الحياة من أجل حماية اللغة العربية من اللغات الأجنبية، ويتحمل مسئوليات ذلك الوزارات المعنية بقطاعات التعليم والتربية والثقافة، ولهذا وجب العناية باللغة العربية لتكون لها السيادة في جميع مجالات الحياة التعليمية والثقافية والإعلامية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، لأن اللغة العربية ليست لغة دين وعبادة وتواصل فقط، بل هي لغة حياة سواء كانت دينية أو دنيوية.

- العمل على حماية التراث العربي الإسلامي الغزير في شتى مجالات العلم والمعرفة لأن التراث يحمي اللغة العربية، ويحتوي الثقافات الأجنبية الوافدة خاصة الغربية منها، التي تشكل تهديدًا حقيقيًا له، كما أن التراث يعتبر من أهم المقومات الأساسية للحضارة الإسلامية والفكر العربي الأصيل، إلى جانب المقومات الأخرى كالقرآن الكريم والسنة النبوية والتاريخ، إن حماية اللغة العربية واجبة على كل عربي مسلم من أجل نهضتها وتطويرها والحفاظ عليها من المخططات التي تسعى إلى النيل منها، وبالتالي ضرب الدين والتمكين للغات الأجنبية ببلاد العروبة والإسلام، ولا عجب أن نجد أديب العربية الكبير مصطفى صادق الرافعي الذي حذر من العواقب الوخيمة للحملة المسعورة على لغة القرآن الكريم بقوله: «ما ذلت لغة شعب إلا ذل ولا انحطت إلا كان أمره في ذهاب وإدبار. ومن هنا يفرض المستعمر الأجنبي لغته فرضًا على الأمة التي يستعمرها ويركبهم بها ويشعرهم بعظمته فيها ويحكم عليهم أحكامًا ثلاثة في عمل واحد: فالأول تحبس لغتهم في لغته سجنًا مؤبدًا والثاني الحكم على ماضيهم بالقتل محوًا ونسيانًا، والثالث تغيير مستقبلهم بالأغلال التي يضعها فأمرهم من بعدها لأمره تبع».

عمر الرماش - المغرب

  • نشيد الحريّة

لا لن يعتاد، لن يعتاد احتمال وجه السماء ممزقًا بهذه القضبان، لا لن يعتاد تلك الخطوط العمودية التي اكتسحت كل المشاهد المحيطة به، كل الصور أضحت مجرد أعمدة متراصة جنبًا إلى جنب تشتت الصورة وتشوّه الجمال.

لن يعتاد هذا الفضاء الشاسع المحدودية، هذا المكان حلّ وسط بين ظلمة القبر وزرقة السماء، يسمح للتنسيم أن يمرّ ويمنعه من السفر معه، يمرر الأصوات والأضواء، الحر والبرد، يمرر الخيالات والأماني والأحلام ويقمع الجسم. هل كتب عليه أن يعيش روحًا فقط قبل الموت؟

لم يعد يسمع نبض السّماء، أصبح قلبها بعيدًا والحريّة أبعد، كل شيء بعيد لمن لا يستطيع الوصول إليه، لم تكن للمسافات أهمية عندما كان بإمكانه أن يختار المقصد ويحدّد الطريق، وإن لم يبلغه فهو دائمًا في حيز المستطاع، ولكن الآن مات الهدف، ودفن المقصد، ووئد المبتغى، وكلّما منّى نفسه بالحرية صرخ العجز في عقله، أصبح عجزه معولا يجتث كل أمل من منبته مهما تأصّلت جذوره، حتى في أعماق الذاكرة.

لماذا من بين الآلاف والملايين وقع هو؟

هل من تفسير منطقيّ يستطيع أن يروي به حسرته الجافة القاحلة؟

خلعوه من محيطه وعزلوه عن أمثاله، لم يبقوا له سوى الوحدة والحسرة والانكسار.

غضبه أكبر من أن يدخل معه سجنه، وصبره أضعف من ألا يفارقه، وخوفه مات مع انقطاع الأمل والتمني، حتى الزمن رفض أن يؤنسه ولم يعد في مرور الأيام سوى تداول الليل والنهار، ولكليهما الطعم والرائحة أنفسهما ، ويكاد اللون أن يتشابه.

الخيال، أصبح الخيال مفتاحه الوحيد في عالمه الجديد، فيما أنه لم يستطع التأقلم مع الموجود، قل ما يوجد غيره، وما أسهل أن يصوّر أبعادًا جديدة ومشاهد أخرى، يكفي أن يفكر في الشيء أن يكون، فيكون، خيالي ولكن موجود, وغير ملموس ولكن محسوس، ما أسهل أن يخلق الأشياء لذاته فقط.

أصبح الخيال واقعه، وبدأت القضبان تتلاشى من حوله، لم يعد يشوب لون السماء لا خطّ أفقي ولا عمودي، تلاشت النوافذ والجدران، حتى الأرض أصبحت غير موجودة، ربما لأنه رافع رأسه بأقصى ما يستطيع، وبالرغم من امتداد الأبعاد من حوله، ظل جامدًا لا يتحرك، عقله الباطن فرض عليه هذا الجمود، حتى لا تكشف الحقيقة، ويتعرّى الخيال.

هو حرّ مادام أنه جامد، طليق بإمكانه الذهاب حيث شاء مادام لم يغادر موقعه.

الحريّة في الخيال مشروطة ولكنها موجودة.لم يعد سجينًا، لقد اعتاد طعم حريته الجديدة، لقد قهر واقعه المرّ واجتازه دون أي عناء، كل ما فعله هو أن أسبل جفنيه وأطلق جماح خياله.

إنه حرّ.

وبهذا الإحساس الجديد اكتسحته رغبة عارمة في التغريد وانساب الصفير المتناسق من بين قضبان القفص وأنشد الشحرور بالحريّة.

أمير بن مبروك
بنزرت - تونس

  • مصافحة

عن «العربي»

تعرفت على مجلة «العربي» منذ العام 1964 وحتى الآن ومكتبتي زاخرة بأعدادها التي تفوق عددًا من الكتب الثقافية والمجلات الأخرى الموجودة بها، فكل عدد فيها ثروة ثقافية، فهي تمثل حضارة ثقافية تنعش النفس والعقل. بل هي الماضي الأصيل والحاضر الونيس والمستقبل المشرق الجميل.لقد سجلت لي على صفحاتها في العدد (491) أكتوبر 1999 في الصفحة الخامسة (إضافة)، بل سجلت لي أيضًا (تعقيبًا) في العدد (537) في الصفحة 206 كتبت فيها نيابة عنها ثلثي صفحة تحت عنوان «تقوقع» أرد فيه على أحد القراء في ليبيا لعدم اهتمام مجلتنا بالمغرب العربي، مع العلم بأن محبوبتنا «العربي» سجلت أكثر من 14 موضوعًا واستطلاعًا عن المغرب العربي جغرافيًا وتاريخيًا ومتحفيًا وثقافيًا ولغويًا.إنها تجوب العالم وتعبر البحار والمحيطات، تطير فوق السحاب لتستطلع لنا من المشرق والمغرب، من الشمال ومن الجنوب شعوبًا وقبائل وحضارات لم نسمع عنها، ولم نرها، فهي كنز للمعرفة فيها الفكر والأدب والمواجهة، فيها التاريخ والتراث، فيها الفنون والطب لم ندرسها في مدارسنا وجامعاتنا.هذه المجلة الرائدة هي بديعة في محتواها وإخراجها، ففيها من كل بستان زهرة تفوح أريجها مع أول كل شهر.

شحاتة فريد سيفين
بني سويف - مصر

  • تعقيب

التحديث السياسي والاستقرار االداخلي

كتب الدكتور عبدالله تركماني مقالا في العدد (569) أبريل 2006 تحت عنوان «العرب والحاجة إلى التحديث السياسي». وهو ما يدفع بنا إلى التساؤل إذا كانت الشعوب التي ليس لها تاريخ، تبحث في عالم اليوم عن مكان لها تحت الشمس، وتحاول أن تصنع شيئًا يمكن أن يلفت النظر، وأن يسمع به العالم لكي تسجل به تاريخًا... فلماذا نقف نحن عند الماضي، نتحدث عنه، ونتغنى به؟

نحن لا نريد أن ندور حول إنتاج الماضي، فالشعوب الأخرى من حولنا تشيد وتبني، وتخوض معركة التنمية بأسلحة متطورة، وفكر جديد، هم أخذوا من أمتنا الكثير، وطوّروا، وأقاموا حضارة جديدة.

إن التحديث السياسي سبيل لتحقيق الاستقرار الداخلي في بلدان الأمة، لأنه لم يعد في مقدور أي دولة في العالم أن تفرض على نفسها حصارًا، أو تحيط نفسها بأسرار، حتى ولو كانت تشكّل قارة من قارات العالم، فالسياسة اليوم أصبحت لغة اتصال، وأسلوب حياة، وحينما سعت بلدان أوربا إلى توحيد صفوفها، تحرّكت بالسياسة، لأن السياسة قاعدة الانطلاق لتعامل الداخل والخارج. إن القيادة العربية والإسلامية السياسية الناجحة هي التي تعرف أن التحديث يصب في مصلحتها، كما أن للسياسة ارتباطا بالاقتصاد، والاقتصاد هو عصب الحياة، فيما كل جهد سياسي هو جزء من خطة تنمية أي مجتمع، والنهوض به في شتى مجالات الحياة.

إن التحديث السياسي في بلدان الأمة بحاجة إلى إرساء روح الحوار، والتنافس السلمي بين القوى السياسية داخل المجتمع، مما يتطلب منع العمل السياسي بقرارات فوقية، أو غياب المنهج العلمي، وفي الوقت نفسه، فإن التحديث السياسي بحاجة لخطط إستراتيجية طويلة وقصيرة المدى، لإشاعة الثقافة بين أبناء المجتمع، والارتفاع بالوعي الجماهيري، من أجل انتشال بلدان الأمة من حال الأمية السياسية.

يحيى السيد النجار
دمياط - مصر

  • تعقيب

البرمجة اللغوية

في مقال «البرمجة العصبية اللغوية» المنشور بالعدد (569) أبريل 2006، قدمت الكاتبة ليال محمد زين العابدين البرمجة اللغوية العصبية تقديمًا يعرف بالجوانب المهمة لهذه الطريقة التي تستعمل في العلاج النفسي ومجالات الاتصال بين الإنسان ونفسه والآخرين، وفي العديد من جوانب الحياة المتنوعة، وقد استفدت من دراستي للبرمجة اللغوية العصبية مما جعلني أتعامل مع مواطن الخوف كالسفر بالطائرة بوعي وثقة وترك السلوك الضار كالإدمان على التدخين.

وفي المؤتمر العالمي للعلاج النفسي الذي انعقد في مدينة فيينا بجمهورية النمسا خلال الفترة من 14 - 18 / 7 / 2002، حظيت طريقة البرمجة اللغوية العصبية بتعريف واف من خلال عدد المحاضرات والندوات التي تناولتها. والمفيد في هذا التعقيب القصير أن هذه الطريقة قد استعملت بنجاح في التعامل مع الأمراض الخطيرة والشفاء منها كمرض السرطان وهشاشة العظام وغيرهما.

والجدير ذكره أن رائد وأحد مطوّري هذه الطريقة روبرت ديلتس قام بمساعدة والدته التي كانت تعاني من سرطان متقدم في الثدي بالشفاء منه تمامًا بفضل مهارات وتقنيات البرمجة اللغوية العصبية، فعقل والدته «الواعي» كان يبرمج «عقلها اللاواعي» لأن أم والدته ماتت، أيضًا بهذا المرض، وأم روبرت ديلتس، كانت تعتقد أنها ليست أفضل من أمها، وأنها تستحق هذا المرض كوالدتها أي جدته، وهذا التضامن أدى إلى ترسيخ المرض وبتغير اعتقادها وسلوكها أمكن الشفاء منه فأم ديلتس كانت متضامنة مع أمها، ولكنها تفزع عندما تفكر بأن ابنتها أي أخت روبرت ديلتس من الممكن أن تتضامن معها أيضًا وهكذا عاشت السيدة ديلتس فترة 15 عامًا بعد أن تنبأ لها الأطباء بالحياة لأشهر عدة فقط، وذكر روبرت ديلتس كل هذا في كتابة القيم تحت اسم (beliefs-Pathways to Health&Well-being).

وللعلم فإن تعلم البرمجة اللغوية العصبية يتم من خلال دورات دراسية عملية في فترات مختلفة بداية بالتعريف بها مرورًا بتعلم ممارستها وإجادتها كما يدرس المدخل للبرمجة اللغوية العصبية في بعض الجامعات الأوربية منها جامعة فيينا الرئيسية وعند التحاقي بدورة متمرس كان معي امرأتان، إحداهما مصابة بمرض سرطان الخلايا الأصلية، وقد شفيت منه تمامًا بعد سنة تقريبًا والأخرى تعاني من سرطان الثدي سمعت أن حالتها جيدة.

وللعلم يوجد أيضًا انتقاد شديد للبرمجة اللغوية العصبية بأنها طريقة من طرق غسيل الدماغ شأنها شأن كل علم بأنه سلاح ذو حدين.

عوض مسعود الكيش
طرابلس - ليبيا

  • تصويب

تعليق واحد.. وعدة أخطاء!

بداية أود أن أعبر عن إعجابي الشديد بمجلة «العربي» التي ورثت قراءتها عن والدي الذي لم يزل يحتفظ بكل عدد منها منذ حوالي الأربعين سنة أو يزيد.. ورد في العدد 571 يونيو 2006 في باب «كاتب ومدينة» ضمن مقال الدكتور نقولا زيادة عن القدس، ورد تحت صورة قبة الصخرة المشرفة تعليق على الصورة نفسها، حيث إن هناك عدة أخطاء في ذلك التعليق. أولها أن مسجد عمر هو ليس بحال من الأحوال اسما آخر لقبة الصخرة، بل هو مسجد قائم بذاته يختلف عن مسجد قبة الصخرة. ثانيا: إن الصخرة المشرفة لا تعلو قبر سيدنا إبراهيم عليه السلام!! قبر سيدنا إبراهيم ليس في القدس أساسًا بل هو في الخليل وكلنا نعرف الحرم الإبراهيمي في الخليل!! ثالثًا وأخيرًا، فإن سيدنا محمدًا (ص) لم يسر به من هذه النقطة بل أسري إليها من مكة المكرمة وعرج منها إلى السماء.

سلمى إياد هاشم
عمّان - الأردن

  • المحرر: إذ تعبّر «العربي» عن تقديرها الكامل ليقظة القارئة العزيزة، تعتذر من كل قرّاء «العربي» عن هذه الأخطاء التي وردت في التعليق على الصورة المشار إليها.

وتريات

ضحكة

ضَحِكَ النبعُ، فدربي عَبَقُ ويحيّييني الشَّذا، والزَّنبقُ
لبسَتْ أثوابها رَيْحانة وتغطَّى بنداهُ الحبقُ
كلّ جذعٍ يابسٍ مرتعشٌ بالمُنى، كلُّ حَصَاهٍ تَشْهقُ
خرجَتْ حافيةً عاريةً لوّحَتْ بالأُغنياتِ الطُّرق
وردة تفتحُ عينيها، ومنْ عطرها يُمْلي يديه المُطْلق
المدى أصغر من تفَّاحةٍ عانقَ المغربَ فيه المشرق
قُزَحٌ أقواسُهُ منشورةٌ في صداها، في نداها يغرق
يسرقُ الألوانَ من أكوابها يحلفُ الكاذبُ: لا، لا يسرق
الأغاني نهضَتْ من نومها كلُّ حرفٍ بالهوى يختنق
أفراشٌ من طيوب وندى وأغانٍ نام فيه الأفق؟
ضمّني منها نسيمٌ والِهٌ يسكبُ النُّعمى بكفِّي، يغدق
ركبَ النهرُ مهارى مائه كاد في ماء الأماني يَشْرَقُ
ضحك النَّبعُ، وكانتْ ديمةٌ عاقرًا لا تستحي، لا تبرق
لملمتْ أطرافَها حوريّةٌ ساطَها ريحٌ غضوبٌ أحمق
فَهَمَتْ فوق الروابي مطرًا وعلى كلِّ الروابي تورق
العصافير مدى منطفئٌ بسوادٍ أو مدى محترقُ
والنجوم الزُّرقُ تعدو زُمرًا وفُرادى، والشوادُ المطبِقُ
جرحَتْ كفُّ الدٌّجى سيقانَها فالمدى خلفَ خطاها أزرقُ
ضحكةٌ تسرقني من عُمُري هي موسيقى ربيعٍ يَعْشَق


عز الدين سليمان
الرياض - السعودية

مفارقات لغة معشوقة

أقتاتُ جمرةَ أعصابي وأمضغها على امتداد مساحاتٍ من الأرق
وتعبث الفكرةُ الرعناء في خلدي تشل كفي إذ تقتصّ من ورقي
مجنونة لغتي..في صمتها ألمٌ وإن تَبُح لا ترح.. وإن ترح ترق
دم الذين على أعتابها ركعوا محلل حل وجه الشمس للأفق
تهذي فتؤذي عصافير وأجنحة وتكسر النجم في ريعانه الألق
لا تستسيغ تفاصيلا ملوثة عن الحياة من الإصباح للغسق
ملولة كشهاب من منفلتا أهدى الفضاء سنا مر لمعة الحدق
غريرة حين لا تصغي إلى أحد سوى حديث فتاها الشاعر اللبق
تبيت تحلم بالدنيا محلقة على بساط تراتيل.. بلا فرق
لكنها لغتي.. لما تزل لغتي تضمني، ترضيني، تحتوي حرقي
وإن تكن في نهار الناس تجرحني فإنها في الدجى آسية العبق
طيبة لغتي.. حتى وإن غضبت فمن عظيم جواها الأحمر النزق
تروي ولا ترتوي.. تهذي ولا ترعوي يُشكى إليها ولا تشكو ذنوب تقي
مرآة روحي كم آوي إلى فمها لأرشف البوح مأمونًا من الشرق


ذكريات عبدالله العجمي
جامعة السلطان قابوس
مسقط - عمان

إعادة نظر في الصورة

  • صورة أرشيف «العربي» بالغلاف الأخير للعدد (571) يونيو 2006 غير صحيحة، فأنا أسكن هذه الجزر (التي تسمى جزر الحلانيات، وليس كوريا موريا كالسابق)، وليس فيها الحيوانات الظاهرة في الصورة.

فهد عبدالعزيز الشحري
سلطنة عمان

  • المحرر: نشكر القارئ الكريم لتصحيح هذه المعلومة الواردة أسفل الصورة.