في مواجهة ثقافة العنصرية.. د. سليمان إبراهيم العسكري

في مواجهة ثقافة العنصرية.. د. سليمان إبراهيم العسكري

ما من عربي إلا وفي قلبه من لبنان أغنية فيروزية، أو حفنة نور من كتاب بيروتي، أو ظل تفاحة من تفاح جبالها، أو هبَّة من نسيم حريتها الطليقة، أو ومضة من وميض كفاحها الصبور في التاريخ والحاضر والمستقبل.

لبنان واحة للحرية العربية، وعروس أناقتها، وصفاء ينابيعها الفكرية، هو ليس وطنًا موقوفًا على أهله، بل هو دعوة عربية إنسانية عامة لكل جميل ونبيل، ومن ثم كان العدوان عليه عدوانًا على العرب جميعهم، بل على ملمح مميز من تراث الإنسانية.

ولقد جاء العدوان الأخير عليه، إجرامًا تاريخيًا حافلاً بحقد التدمير ودموية المجازر، إلى درجة لا معقولة من التوحش والبربرية، تستند بالتأكيد إلى معطيات عديدة، بعضها ثقافي - ثقافة مشوهة, تكاد تكون إجرامًا ثقافيًا، لم يعد السكوت عليه ممكنًا أو مسموحًا به، وإلا صار السكوت هذا مشاركة في الجريمة.

أكتب هذا الحديث، بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي تصور الكثيرون أنه سيوقف تدمير الآلة العسكرية الكبيرة العمياء للبنان، فور صدوره، لكن هذه الآلة العنصرية لم تكف - ولا أظنها ستفعل - عن ممارسة عماها في التدمير والقتل، بسرعة وشراهة كأنها تريد إحراق لبنان كله قبل أن يحدث التوقف الفعلي، أو القسري، لإطلاق النار. وكأن هذه الآلة لم تشبع من الدمار المجاني الذي أحدثته طوال أكثر من شهر من الصمود البطولي للبنانيين، ولم ترتو من الدماء التي أسالتها في عشرات المجازر الوحشية، وتهديم البيوت على ساكنيها، في بيروت وكل الجنوب وقانا الثانية والبقاع وبعلبك، ومجازر أخرى لم نكتشفها تحت ركام كل بناية هدمتها قنابل إسرائيل الفراغية وصواريخها وراجماتها المنصبة من البحر والبر والجو على لبنان العنيد، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال.

مجازر لم يسلم من حقدها البشر ولا الحجر، فآخر الإحصائيات - حتى لحظة كتابة هذه السطور - تقول إن هناك أكثر من ألف ومائة شهيد، وقرابة أربعة آلاف جريح، ومليون نازح تشردوا بعيدًا عن بيوتهم المقصوفة أو المهددة بالقصف، وماذا سنكتشف عند رفع أنقاض ما تهدم؟ أكثر من مائة وخمسين جسرًا تم قطعها، وآلاف الأبنية تهدمت، ولم يوفر الإسرائيليون مطارًا ولا ميناءً ولا محطة وقود إلا واستهدفوها، بل استهدفوا منارتي بيروت الجديدة والقديمة، كأنهم يريدون فعليًا إطفاء ضوء التواصل الحضاري بين الغرب والشرق والذي ظلت تمثله لبنان على مر الأيام. حقد متوحش، أو وحشية حاقدة، وكلاهما يوجب علينا أن نتساءل: من أين جاءت هذه الوحشية، ولماذا كان هذا الحقد؟ (في لبنان وفلسطين على حد سواء)، فلقد صار هذا النوع من الأسئلة مشروعًا بعد كل الذي جرى، ويجري، وسيجري! لأننا - في واقع الحال - نكتشف، أو نعيد اكتشاف، أي وحشية تتهددنا جميعًا، هذا إذا لم نحصل على إجابات تشفي الغليل، وتحصِّن المستقبل.

شهادات من أهلها

ليس هذا مجرد حديث لإنسان عربي مسلم يتكلم من خلال مرجعيته الثقافية، بل هو أمر يشغل كل مثقف حقيقي في هذا العالم أيًا كانت مرجعيته الثقافية، ومنهم يهود، بل إسرائيليون أيضًا.

فالكاتب البريطاني اليهودي «جون روز»، يقول في كتابه «أساطير الصهيونية»: «إن في الصهيونية تهديدًا لا يقتصر على الفلسطينيين، بل ينسحب إلى مستقبل اليهودية نفسها». ولقد أشار هذا الكاتب إلى أن عددًا من الإسرائيليين الذين عملوا في السابق في المؤسسة الصهيونية أصبحوا الآن يخافون حقًا من الوحش فرانكشتاين الذي ساعدوا هم أنفسهم على إيجاده، موضحًا أنهم يحاولون الانفصال عن المشروع الصهيوني الذي تنتمي إليه جذورهم. ورأى أن أبرز إسهامات هؤلاء - الذين قال إنهم يمثلون اتجاه ما بعد الصهيونية - هو مساعدة مؤرخين ومفكرين في تكثيف كشفهم للصهيونية في أوربا وأمريكا.

ويرى روز في قراءته للممارسات الإسرائيلية أن ثمة مقارنة صائبة بين إسرائيل ودولة الفصل العنصري - الأبارتهيد - السابقة في جنوب إفريقيا. لكن بينما أدرك العقلاء في دولة الفصل العنصري السابقة بجنوب إفريقيا، ومثالهم «ديكليرك» - آخر حكام تلك الدولة من البيض وأكبر مفاوضيها، الذين أقروا إلغاء الفصل العنصري والتمهيد لانتخابات ديمقراطية، جاءت بنيلسون مانديلا إلى سدة حكم الدولة الجديدة، متعددة الأعراق - أدرك هؤلاء ضرورة تفكيك البنية المستبدة للدولة العنصرية قبل أن تعصف بها ثورة دموية، فإن الدولة العنصرية في إسرائيل سادرة في غيها التدميري، ولا تكتفي بدموية عدوانيتها على الفلسطينيين في الأرض المحتلة، بل تمتد هذه الدموية التدميرية إلى الجوار، ولأسباب مفتعلة، وبنوايا مسبقة، وخطط بالغة العدوانية معدة سلفًا، ولبنان شاهد وأي شاهد.

لقد نشر «جون روز» كتابه عام (2004)، وقام بترجمته الصديق أستاذ التاريخ قاسم عبده قاسم، ونشرته دار الشروق بالقاهرة أخيرًا، وهو كتاب ينبغي أن نستعيد مادته لتكون - مع ما يماثلها - ضمن خطاب مضاد في معركة ثقافية طويلة الأمد، ينبغي أن نخوضها بعد كل ما حدث، ويمكن أن يتكرر. وهو خطاب ينبغي أن نتوجه به إلى العالم، وأن نكف عن الاكتفاء بمحادثة أنفسنا، فثمة إجرام ثقافي يُمارس تجلياته التدميرية علينا، وهو خطر حقيقي على العالم، وضمنه اليهود أنفسهم كما أشار «روز» لذلك. ممارسات إسرائيل الدموية التدميرية خطر حقيقي علينا وعلى العالم، أو على الأقل ضمير العالم، الذي ينبغي ألا ننكر وجوده مادمنا آمنا بوجود الإنسان.

وليس «جون روز» نموذجًا وحيدًا بين أهله، في مواجهة الإجرام الثقافي بأدوات ثقافية، ففي غضون العدوان التدميري الدموي على لبنان، برز صوت «د. أورين بن دور» وهو أستاذ إسرائيلي يدرِّس فلسفة القانون والفلسفة السياسية في جامعة ساوث هامبتون في المملكة المتحدة، كتب في صحيفة الإندبندنت البريطانية: «لاتزال إسرائيل تنزل الموت والدمار بلبنان، وهي تحاول تصوير هذه الفظاعات على أنها ضرورة للدفاع عن النفس. عن ماذا بالضبط يتم الدفاع في غزة ولبنان؟ عن مواطني إسرائيل؟ أم طبيعة إسرائيل؟ أنا أفترض الأخيرة، فالدولة الإسرائيلية قائمة على أيديولوجيا غير عادلة تسبب الإهانة والعذاب لأولئك الذين يوصفون بغير اليهود وفق معيار ديني أو عرقي. ولإخفاء هذا الأساس اللاأخلاقي تغذي إسرائيل صورة الضحية، وإثارة العنف عمدًا أو عن غير عمد، وهو عنصر أساس في عقلية الضحية، وبهذه الدائرة المأساوية تغدو إسرائيل دولة إرهابية لا كأي دولة.

والكثيرون ممن يريدون إخفاء لاأخلاقية إسرائيل يفعلون ذلك عن طريق حجب الانتباه عن الفظاعات التي ارتكبتها بعد احتلال عام 1967

بالأصل قيام إسرائيل تطلب عملاً إرهابيًا، ففي عام 1948 تعرض معظم السكان المحليين غير اليهود إلى التطهير العرقي في ذلك الجزء من فلسطين الذي أضحى إسرائيل، وقد خطط جيدًا لهذا العمل، ومن دونه ما كان بالإمكان قيام دولة ذات أكثرية وشخصية يهودية. ومنذ عام 1984 والعرب في إسرائيل (وهم أولئك الفلسطينيون الذين نجوا من الطرد) يعانون تمييزًا عنصريًا مستمرًا، وبالتأكيد تعرض الكثير منهم لترحيل داخلي، زُعم أنه لأسباب أمنية، ولكنه كان في الواقع لإعطاء أراضيهم لليهود. ولتفادي حالة عدم الاستقرار التي ستنتج عن المساءلة الأخلاقية توجب على إسرائيل تغذية عقلية الضحية بين اليهود الإسرائيليين. وللاحتفاظ بهذه العقلية إلى جانب الانطباع بحالة الضحية في الخارج يتوجب على إسرائيل أن تستولد ظروف العنف، وعندما تخمد إمكانات العنف ضدها تبذل إسرائيل كل ما بوسعها لتجديده، وأسطورة أنها ضحية تسعى للسلام دون شريك في السلام هي الجزء الرئيسي في الستار الذي تخفي وراءه إسرائيل لا أخلاقيتها الأساسية والمستمرة».

لا أظن أن هناك كشفًا لماهية الفساد الأخلاقي وراء العدوانية الإسرائيلية أوضح من ذلك، وهو فساد جوهره أيديولوجي كما أشار الكاتب، أي فساد فكري - يقوم على رؤية عنصرية مستندة إلى فكر ديني يعطي اليهود أفضلية إلهية على كل البشر في العالم! - ومن ثم هو فساد ثقافي يتطلب مواجهته، وفضحه أمام الضمير العالمي. وقد يتساءل كثيرون: وهل هناك ضمير عالمي؟ والإجابة: نعم، هناك ضمير عالمي، وينبغي أن نلوم أنفسنا أولاً كمقصرين في الوصول إليه، والوصول إليه بفاعلية وكثافة لا شك أننا نفتقدها، ولاشك أيضًا في قدرتنا على الوصول إليه، ولسنا قليلين أو منعدمي القدرات الثقافية، ولسنا محرومين من الشهود العدول من مثقفي العالم، والمثالان السابقان مجرد عيّنة صارخة للاحتمالات المشجعة في مواجهة الإجرام الثقافي الذي يستهدفنا، بتجسداته العدوانية، ويستهدف سوية المنطقة والعالم.

أي أرضية لثقافة السلام الآن؟

إن مواجهة الإجرام الثقافي في الأيديولوجية الصهيونية العدوانية، ليست كما يمكن أن يدّعي الخصوم: تكريسًا لعنصرية مضادة تؤجج العنف وتناقض ثقافة السلام، بل هي في متن ثقافة السلام، فأي سلام يمكن أن يكون دون مراجعة لكل هذه الوحشية، التي رأيناها في عرض دموي لم يتوقف لحظة، ولم تأخذه بالأطفال قبل الكبار برهة من شفقة، ولعله لن يتوقف لفترة طويلة. لم يعد السكوت ممكنًا، خاصة السكوت الثقافي، فمن الواضح أننا حيال ثقافة تستبيح إهدار الحياة بكل تجلياتها، مادامت هذه الحياة هي حياة الغير - أو «الأغيار» بتعبير الثقافة التراثية الصهيونية - ولابد من مصارحة - ثقافية أيضًا - تفتش عن جذور هذا الشر، وتكشفه أمام العالم، وأمام مرتكبي أو منفذي هذا الشر نفسه، وهي دعوة سلمية تمامًا، تستهدف أهم ما تستهدف، لا الانتصار للذات - ذاتنا العربية - بل الانتصار للحقيقة العارية، التي قد يُخجل عُريها أصحابها، الذين اندفعوا في حقد مجنون يدمّرون البشر والحجر والشجر في لبنان، ومن قبله وبعده فلسطين، وربما إلى مواقع أخرى عربية أبعد مستقبلاً.

لقد تناولت في حديث سابق، وقبل العدوان الأخير على لبنان، جذور العدوانية، التي يحشو بها التعصب الصهيوني مناهج التعليم في الكتب المدرسية الإسرائيلية، وطالبت من يتشدقون في الغرب بضرورة مراجعة خطابنا الديني أن يلتفتوا بالقدر نفسه، لهول المراجعة المطلوبة لخطاب التعصب في المناهج الدراسية الإسرائيلية. وكان ندائي مطلبًا ثقافيًا مجردًا حينها، لكن ما حدث في العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، أوضح بشكل فاضح كيفية تحول السطور العنصرية المتعصبة في الكتب المدرسية الإسرائيلية إلى التجسد واقعًا في وحشية التدمير، والحض على هذا التدمير، بل مباركته. وليس أدل على ذلك من الصور المذهلة الشذوذ للأطفال الإسرائيليين وهم يوقّعون باحتفالية وفرح على قنابل وصواريخ الموت الإسرائيلية المعدة لقصف أطفال لبنان «هدية من أطفال إسرائيل»! أية طفولة هذه؟ بل أية ثقافة؟ إذا جاز تسميتها ثقافة، ولو بالمصطلح الأكاديمي البارد لتعريف الثقافة، بكونها إضافة المكتسب البشري لما هو طبيعي. ويا لها من إضافة! إضافة ليست سلبية فقط، بل هي منحطة بكل المعاني الثقافية، لأنها لا ترتد بالإنسان إلى الحال الحيوانية، بل ترتد به إلى ما دون الإنسان، أي الحال اللاإنسانية، على حد تعبير المفكر اليهودي الحر «إريك فروم» - عالم النفس الاجتماعي الأمريكي الشهير.

نحن أَولى بالمبادرة

يقول «أورين بن دور»، الذي أشرنا إليه في معرض تعليقه على الأيديولوجية الفاسدة وراء لاأخلاقية العدوانية الصهيونية، التي تجلت في تدمير لبنان، وذبح مدنييه: «الصمت حول اللاأخلاقية يقع في صميم الدولة الإسرائيلية، يجعلنا كلنا شركاء في توليد الإرهاب، الذي يهدد بكارثة ستقسم العالم كله». لقد آثرت أن أكتفي في هذه الدعوة لمواجهة الإجرام الثقافي الصهيوني بنماذج من المفكرين والكتّاب اليهود، بل حتى الإسرائيليين لا لشيء إلا لاستنفار هممنا نحن المثقفين العرب، فنحن أولى بخوض هذه المواجهة، لأننا في دائرة النار، أوعلى حافتها. ولم يعد السكوت ممكنًا، ولم يعد الانتظار جائزًا، ولم تعد لغة «الإتيكيت الثقافي» في مواجهة الإجرام إلا إضافة للإجرام، ولا نعني بذلك المطالبة بإطلاق أناشيد ثقافية حماسية ومفرقعات كلامية مدوية في هذه المواجهة، بل أعني تسمية الأشياء بأسمائها أمام العالم، وتعرية الجذور الثقافية العنصرية جميعًا بعمق، تلك الجذور، التي ينبت منها ذلك الإجرام الثقافي، بتأويلاته، وذرائعه، واختلاقاته، الدينية والدنيوية، وهي مواجهة ليست هينة، لكن صمود لبنان البطولي يهدينا الأمثولة، ويعطينا المثال في الصبر والعزيمة والإصرار على مواصلة الطريق حتى نهايته. علينا أن نعيد صياغة خطابنا الثقافي، وتعديل مسار توجيهه، واقتحام مراكز الفكر والثقافة في الغرب والشرق، والإطلال على شعوب العالم من على منابرهم الإعلامية والثقافية، لنكشف ما في العنصرية الصهيونية من وحشية وزيف ديمقراطي، وخطر على العالم أجمع، وتقديم تراثنا الثقافي بكل ما فيه من خير ومحبة للبشرية جمعاء ولمستقبلها المشترك.

«العونة»... في رمضان الكريم

في القرى اللبنانية، التي دمّر معظمها العدوان الإسرائيلي الآثم، كان هناك تقليد إنساني جميل اسمه «العونة»، وهو تعاون أهل القرية جميعًا في إقامة بناء أحدهم، خاص أو مشترك.

هذه «العونة» النبيلة، أصبحت واجبًا على كل عربي ومسلم في عالمنا العربي الإسلامي، بل في العالم أجمع، لإعادة تشييد ما دمره العدوان الحاقد في القرى والبلدات اللبنانية خاصة، ولبنان عامة. فالصمود اللبناني العظيم لم يكن إنجازًا خاصًا باللبنانيين الرائعين الذين أنجزوه بدمائهم وأرواحهم وصبرهم، على عذابات فقد الأحبة وضياع الأمان والبيوت، ومصادر الرزق اليومي، بل كان - هذا الصمود اللبناني الشامل - وقفة عز نادرة في زمن بخيل، وما من إنسان عربي ومسلم إلا ونال نصيبًا من هذا العز وهذه الكرامة.

نحن جميعًا مدينون بالكثير للبنان الصبر والصمود والتضحية المشتركة، وليست «العونة»، التي ينبغي أن يقدمها كل منا للبنان إلا سدادًا لدين مستحق دينًا ودنيا، خاصة في هذا الشهر الكريم.

في هذا الشهر العظيم، ينبغي أن نكف عن إفراط الكرم على أنفسنا، ونكرم مَن هو بالجود أحق. لقد استمرأت غالبية المسلمين تحويل الزهد الواجب في شهر الصوم والصبر هذا إلى إفراط في شهوات الأكل، وإسراف في المطاعم والمشارب والسهر مع برامج الترفيه التلفزيوني الخفيفة والسخيفة، والتي لا علاقة لها البتة بهذا الشهير الفضيل.

إن إدراك حكمة الصوم العظمى في الشعور بأخوتنا في الدين وفي الإنسانية، بتوفير ما تعوّدنا على الإسراف فيه، وتقديمه - حبًا وامتنانًا واحترامًا - لإخوتنا في لبنان، وفي فلسطين، هو «عونة» حق وصدق أمام النفس المؤمنة، وأمام رب العالمين كلهم.

فلنحول صدقاتنا وزكواتنا وإحساننا الرمضاني إلى إخوتنا هناك، الذين تحمّلوا ولايزالون يتحمّلون بصبر وتكاتف، وليساهم كل عربي ومسلم بإعادة إعمار ما دمّره العدوان الإسرائيلي، لنعيده رمزًا «لوحدة العرب» بكل طوائفهم، ودياناتهم، وانتماءاتهم السياسية والثقافية، التي هي لبنان رسالة العرب للعالم.

 

سليمان إبراهيم العسكري