المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية

الكويت

المغربي.. التعبير عن الفكر بالحفر والطباعة

من الكلية - الفنون الجميلة بالقاهرة - التي قدمت لنا قائمة كبيرة من أبرز فناني الحفر (الجرافيك)، ومنذ البداية وحتى الآن قدمت لمصر خمسة أجيال أبدعوا في ممارستهم لهذه الوسيلة الفنية، وحققوا تميّزًا واضحًا، وشاركوا في الحركة الفنية في مصر والعالم، مما تحمله قيم هذا الفن من فلسفة جمالية، أمثال الحسيني فوزي وعبدالله جوهر وماهر رالف وكمال أمين ومريم عبدالعليم وحسين الجبالي وأحمد نوار وعوض الشيمي وحازم فتح الله وصلاح المليجي، ويأتي الفنان الشاب محمود المغربي (29 عامًا) متخرجًا في الكلية نفسها، شعبة الرسوم المتحركة وفن الكتاب التابع للتخصص الأم (الحفر).

ضمن أجندة نشاطها الثقافي السنوي، قدم القسم الثقافي (المركز الفرنكوفوني) بالسفارة الفرنسية بالكويت دعوة للفنان محمود المغربي بإقامة معرض لأعماله في الحفر والطباعة بعد معرضه الشخصي الثاني بالكويت الذي عرض بقاعة بوشهري، والذي ضم مجموعة متنوعة من اللوحات حملت رسومًا وخربشات لحروف عربية، دون تحميلها أي معنى مقروء لمجرد قيمتها الجمالية المجردة، التي عادة ما تظهر على جدران المناطق الشعبية، ووفق المغربي إلى حد كبير في نقل هذه الأحاسيس وساعده في ذلك وسيلة تقنية الحفر والطرق المختلفة في معالجة سطح المعدن بالحفر عليها بالأحماض، وتأثيرات (الملح والقلافونية)، والحفر بالإبر المعدنية والأزاميل الخاصة المختلفة، وعَمُرت لوحاته برموز متنوعة وموتيفات مطبوعة على سطوحها، ومستفيدًا من قصاصات الورق وقطع القماش الملونة وأوراق الذهب في تكوينات كولاجية تخللها طباعات لقطع من عملات قديمة وأوراق (الكوتشينة)، ومستفيدًا من بعض اللوحات والعناصر المعمارية الشرقية من أبواب حديدية وهيئات الشبابيك. وفي بعض اللوحات، التي عرضها نجده قد استخدم لونًا مضافًا ضمن مجموعته اللونية، التي ركز عليها (الأسود - الأحمر والوردي البنفسجي) على خلاف قاعدة أصول النسخ للمنتج المحفور والمتشابه في نسخه مهما كان عددها. هذه المرة - معرضه بالسفارة الفرنسية - تطور أسلوب أدائه، وأصبح أكثر رشاقة وأشد إحكامًا عن أعماله، التي جاءت بمعرضه السابق، فكان طرحه أكثر تحديدًا وإخلاصًا لحرفية الحفر والطباعة، وملتزمًا بتقنيته التقليدية، دون شطط، وأكثر تركيزًا على الموضوع المثار في هذا المعرض (الصداع النصفي) الذي اختاره المغربي ليجسّد خيالاته على الورق بحرية وسلاسة أكثر، خاصة بعد أن قام باقتناء ماكينة طباعة الحفر الغائر (سلندر) قام بتصنيعها بنفسه.ويتميز فن الحفر (الجرافيك) بسمة متفردة بين الوسائل الفنية، يوضحها الفنان العراقي رافع الناصري في مؤلفه (فن الجرافيك المعاصر) الصادر عام 1997م بأن تنوع تقنيات الطباعة والمجموعة الكبيرة المتنوعة من المواد المستخدمة، يجعلان هذا الفن على نحو خاص، وسيلة مرنة وثرية مما يتيح للفنان إمكانات متنوعة للتجريب والتعبير، وتفسح هذه المرونة، لتشمل كلا من الفنان المحترف والمبتدئ، إذ يمكن الحصول على نتائج مرضية بسرعة، ومن خلال استخدام أبسط التقنيات، وأصبحت اللوحة المطبوعة حديثًا في نتاج عمليات ميكانيكية متطورة باستمرار وإبداع تكنولوجي مستغل بإتقان. ويعود هذا الفن الذي كان نشأته الأولى في الشرق على أيدي الصينيين عند مشارف القرن التاسع ثم البابليين ثم انتقاله إلى أوربا بعد ذلك في القرن الخامس عشر الميلادي، وما أبدعه فنانون أوربيون كبار أمثال دوررو رمبرانت وجويا وهوجارت، وما أضافوه من تقنيات ومواد استعملت آنذاك كالنحاس والحجر، والاستفادة منها في براعة وقوة في التعبير، وقد أدى اختراع ماكينات الطباعة إلى فتح مجالات لم تكن معروفة من قبل، وقدرة على إنتاج طبعات متطورة ذات مواصفات موثوقة، وظهور جماليات متفردة ومستقلة، ووسيلة للتعبير الفني الصرف، وهكذا تطورت الطبعة الفنية يومًا بعد يوم، حتى أصبحت في الوقت الحاضر وسيلة للتعبير الفني الصرف ووصل فن الحفر إلى درجة هائلة من الإبداع، وإن كان فن الحفر (الجرافيك) العربي الحديث جاء متأخرًا بعض الشيء،فإنه لدينا كوكبة من الأسماء العربية اللامعة في هذا المضمار، فبخلاف الفنانين المصريين، والذين وردت أسماؤهم في بداية هذه السطور، هناك هاشم سمرجي وسالم الدباغ ورافع الناصري وضياء العزاوي وكاظم حيدر ومحمد مهر الدين وصالح الجميعي وعصام السعيد (العراق) ومروان قصاب باشي وغياث الأخرس وزياد دلول (سورية) وفؤاد الفتيح (اليمن) ومحمد المليجي والهاشمي عزه (المغرب) ومحمد الرواس (لبنان) ومحمد عمر خليل وحسين جمعان وراشد دياب (السودان) وياسر الدويك (الأردن) وناصر السومي (فلسطين).

ولا مانع من الإشارة إلى أن عددًا كبيرًا من مزاولي هذه التقنية قد يقع في خطأ الحرفية والاستغراق فيها مما يضفي على مطبوعته صنعة التصنع والافتعال. وبالرغم من حداثة عمر وخبرة المغربي فإننا نجده يعي هذا تمامًا، ويدركه، فجاءت بعض أعماله بتلقائية في التعبير، أبرزتها ملامس السطوح بسبب الأداء الجرافيكي، دون أن يضيع منه هذا التأثير، فوعيه بأثر التقنية المستخدمة، وما لها من تأثير على سطح اللوحة (الورقة المطبوعة)، وما يستخدمه من مواد مختلفة للوحة الواحدة، جعله لا يقع في المحظور، ويظل للعمل قيمته الجمالية وحيويته.

ومما لاشك فيه أن محمود المغربي الذي حاز جائزة لجنة التحكيم في صالون الشباب الحادي عشر 2001، فنان واعد عشق فن الجرافيك منذ بداياته الفنية، يمتلك أدواته وكون خبرة من خلال مشاركاته في معارض بالقاهرة والكويت، واستطاع استنباط طرائق جديدة لإنتاج اللوحة المحفورة.

يحيى سويلم

الكويت

السينما الصينية على ضفاف الخليج

تكمن روعة الفن في قدرته على مخاتلة مخيلاتنا، ومن ثم سرقتنا، بشكل جميل إلى ضفاف من الحلم والأمل والمغامرة، وربما تمثل السينما الفن الأكثر قدرة على هذه المخاتلة، من جهة حملنا على بساط المغامرة، وبالتالي مد تجربتنا الإنسانية بتجارب حياتية ماكان لنا أن نقف عليها، لولا هذه الصور المتراكضة بألوانها وموسيقاها، وبالتأكيد بقصصها المثيرة، وأبطالها الفنانين.

في كلمات معبره بينت قيمة التواصل الفني والسينمائي على وجه الخصوص، افتتح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر عبدالوهاب الرفاعي بالتعاون مع نادي السينما الكويتية، مهرجان الأفلام الصينية في الكويت، والذي استمر لمدة أسبوع. شهد حفل الافتتاح سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الكويت وو جيو هونغ، وضيفة أسبوع الفيلم الصيني وي مينجي، التي أكدت بحضورها أهمية رعاية الموهوبين فنيا وتقديم أطروحاتهم الفكرية والفنية على الجمهور ليتقبلها بعد ذلك أو يرفضها، ففي عمر صغير لم يتجاوز الرابعة عشرة مثلت وي مينجي في فيلم «دون أن ينقص واحد»، وتلته بالعديد من المسلسلات التلفزيونية والأفلام والمسرحيات القصيرة التي كان آخرها مسرحية «أحلام الأم» عام 2006، كما ألفت في العام نفسه مسرحية (أنا خاطئة)، هذة الفنانة النشطة تشغل حاليا منصب نائبة رئيس اتحاد كتاب الشباب في الجمهورية الصينية، وتعد عضوة فعالة في مشاركاتها الداعمة في البرامج التلفزيونية التعليمية والثقافية والفنية، وعطاء الشابة الفني بوأها لنيل العديد من الجوائز أهمها الجائزة الأولى في المسابقة الخامسة لاتحاد كتاب الصين في كتابة المقال، وجائزة أفضل مخرج للمواهب الشابة من محطة تلفزيون شنغهاي الفضائية لعامين متتاليين.

فبعد أن تعرف العالم أجمع على الفن السينمائي والأفلام الهزلية بباريس عام 1896، نشطت الصين معلنة مدينة شنغهاي مركزًا لإنتاج الأفلام الصينية، منتجة أول فيلم ناطق (مطربة الفراولة الحمراء) عام 1931. ثم بدأت العديد من الجماعات السينمائية بالظهور، وفي عام 1949 وإعلان الجمهورية الصينية، انتقلت السينما الصينية نقلة نوعية متشربة الأسس التي امتازت بها السينما العالمية في فترة الثلاثينيات والأربعينيات، منتجة حتى عام 1969 (603) أفلام روائية و 3300 فيلم قصير. ضخامة الانتاج السينمائي هيأت الفرصة للسينما الصينية في فترة الثمانينيات أن تثبت وجودها على الساحة الفنية العالمية بحصد العديد من الجوائز الدولية في أشهر المهرجانات العالمية.

استهلت العروض السينمائية بفيلم لضيفة المهرجان وي مينجي بفيلمها (لن يغيب أحد) إخراج زانج يمو، الذي يحصر الحبكة الفنية في مدى قدرة طالبة مدرسة (وي مينجي) على تحمل مسئولية حضور طلاب المدرسة في فترة غياب مدرسهم، وشهد ثاني أيام المهرجان عرض أطول الأفلام الصينية المشاركة فيلم (عامي في 1919) للمخرج هوانغ جيانزونغ، حيث تجاوزت مدته 130 دقيقة، وقد يعلل ذلك الأحداث السياسية التي تدور حولها قصة الفيلم التي تتجسد في مشاركة الوفد الصيني بعد الحرب العالمية الأولى في مؤتمر باريس للسلام ورفض أحد أعضائه للتوقيع على هذة الاتفاقية لما يرى فيها من إهانة وخيانة للوطن. في أجواء ملكية أوبرالية.

هذايل الحوقل

القاهرة

أصداء نجيب محفوظ

بدأ عدد من الأدباء في كتابة ذكرياتهم مع الأديب الراحل نجيب محفوظ، وأصدر الروائي عماد الدين عيسى كتابه (التواصل مع نجيب محفوظ) ويضم الكتاب دراساته الأدبية حول إبدعات نجيب محفوظ والحوارات التي أجراها معه خلال عقدي الستينيات والسبعينيات، كما يعد الأديب يوسف الشاروني كتابًا آخر يتضمن ذكرياته مع الأديب الراحل وعلاقته به التي بدأت في الأربعينيات وهو بعد طالب في قسم الفلسفة بكلية الآداب.

واختار الناقد سمير فريد السيناريست نجيب محفوظ موضوعا للاحتفالية التي ستقام في الفترة من 12 إلى 18 ديسمبر بمركز الفنون بمكتبة الإسكندرية. كما أعد قطاع المكتبات بالمكتبة كتيبا تذكاريا تضمن كلمات الرثاء من زوار المكتبة في وفاة محفوظ.

- وتخليدا لذكرى نجيب محفوظ ترعى مؤسسة التواصل السعودية للخدمات التعليمية مسابقة فنية أدبية لطلبة الجامعات من خلال لوحات تشكيلية تعبر عن أحد أعمال الأديب الراحل سواء الروائية أو القصصية، وسوف توزع الجوائز في احتفالية كبرى خلال هذا الشهر تزامنا مع ذكرى ميلاد نجيب محفوظ. في الندوة التي عقدت بساقية الصاوي تحت عنوان (محفوظ يبقى محفوظاً) تحدث كل من الدكتور عبد المنعم تليمة والأديب يوسف الشاروني والفنان نور الشريف والناشر صلاح السحار، والحاج صبري، سكرتير نجيب محفوظ.

وفي بداية كلامه أكد الفنان نور الشريف، الذي مثل حوالي 15 فيلما من أعمال نجيب محفوظ، أنه من مريديه، وأن نجيب محفوظ لم يُقرأ حتى الآن موضحا أن أغلب من سألهم: هل قرأتم نجيب محفوظ؟ يكتشف أنهم رأوا أفلامه أو قرأوا نقد أعماله. وأشار إلى أنه من المبدعين الحقيقيين وأن نوبل قليلة عليه. وروى نور الشريف أن نجيب محفوظ لم يكن محبا للمشاكل، فعندما أراد أن يأخذ (رحلات ابن فطومة) ليحولها إلى عمل مسرحي اتصل بزوجته التي أكدت له أن محطة تلفزيونية فضائية اشترتها، فطلبت منها أن تسأل المحامي هل اشترتها تلفزيون وسينما ومسرح أم تلفزيون فقط، وهنا سمعت صوت الأستاذ- رحمه الله- يقول لها: «قولي له لأ أنا مش عايز مشاكل».

ويقول: بدأت علاقتي بنجيب محفوظ وأنا في الإعدادية عندما قرأت (السراب) وحلمت وقتها أن أمثلها في السينما، وكان يتردد أن الفنان حسن يوسف سيقوم بالدور؛ ولكنه اعتذر، وظل حلمي هذا يؤجل إلى أن جاء أول فيلم لي (قصر الشوق)، وفوجئت بعدها بالمخرج حسن الإمام يتصل بي لأقوم ببطولة فليم (السراب)، وعلمت بعدها أن الذي رشحني للدور صديقي الفنان عادل إمام الذي شاهدني وأنا أمثل على مسرح المعهد، وسعدت سعادة لا توصف بالتجربة، وبدأ جنوني يتمثل في متابعة كل ما يكتب نجيب محفوظ.

وعلى لسان نجيب محفوظ روى الأديب يوسف الشاروني ما حدث لندوة أوبرا التي كانت تعقد من سنة 34 وحتى بعد ثورة يوليو بسنوات طويلة: «فوجئ المجتمعون بضابط يحمل رتبة مقدم ينصح بضرورة تقديم طلب بعقد الندوة، وطلب مني أن نطبق القوانين في الاجتماعات العامة ونخطر قسم البوليس بيوم انعقاد الندوة؛ وإذا وافق يرفق معنا محضر إلى الندوة، وإزاء إصرار أعضاء الندوة على انعقادها وافقنا على إخطار القسم كل أسبوع بموعد الندوة ليأتي المحضر ويسجل ما يدور فيها، غير أن المخبر شكا لي من عدم فهمه ما يدور فيها من أحاديث أدبية وثقافية وما يسمع من أسماء غريبة مثل كافكا وشكسبير وبروست وجويس وغيرهم وطلب معاونتي في كتابة التقرير عما يدور من مناقشات أدبية في الندوة، فكنت أعاونه، ووجدت نفسي أقضي نصف ساعة كل أسبوع في كتابة تقرير عن الندوة فصممت على إنهائها».

وكان مارك لينز، مدير قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة قد صرح في الاحتفال بعيد ميلاد نجيب محفوظ الثاني والتسعين أن نصيب أرباح نجيب محفوظ من ترجمات إبداعاته تعدت المليون دولار أي تجاوزت جائزة نجيب محفوظ نفسها. وأضاف الشاروني: لقد أصدر نجيب محفوظ 36 رواية، و 17 مجموعة قصصية إلى جانب أصداء السيرة الذاتية، وبذلك يكون، مع اللبناني جبران خليل جبران، هما أكثر الأدباء العرب انتشارا على مستوى العالم.

وحكى صلاح السحار مشوار والده عبد الحميد جودة السحار مع نجيب محفوظ وبداية تعارفهما عام 1940، وتكوينهما ما يسمى بـ «لجنة النشر للجامعيين» مع على أحمد باكثير وسيد قطب، وبدأوا في كتابة الأعمال التاريخية فكتب السحار «أحمس بطل الاستقلال»، وكتب نجيب محفوظ «رادوبيس»، و«كفاح طيبة»، و«همس الجنون»، و«عبث الأقدار»، ثم بعد ذلك بدأ يلحق بهم أمين يوسف غراب وصلاح ذهني ووداد سكاكيني، وكانت الانتعاشة الثقافية في تلك الفترة التي كونت بعد ذلك بذرة ما يسمى مكتبة مصر الآن.

وتذكر الحاج صبري لمحات سريعة من حياته قائلا:ومنها قوله: لقد غضب مني الأستاذ مرة وحيدة لمدة خمس دقائق طوال الأربعين عاما التي عرفته وذلك عندما قام الناقد حسين عيد بكتابة نقد عن روايته التي لم يكن راضيا عنها (أحلام القرية)، وعجب النقد الأستاذ فطلب منه عيد أن يكتب له مقدمة فقال له: «أنا لا أكتب مقدمات»، ثم طلب مني أن أكتب له تحية وهو سوف يمضي عليها وصدر الكتاب بعنوان (رواية مجهولة لنجيب محفوظ)، وغضب الأستاذ يومها مني بشدة عندما قال له الإخوة الأصدقاء أن روايته غير المرضي عنها نشرها الناقد حسين عيد كاملة في كتابه مع نقده لها، ولما أريته الكتاب اكتشف أنه أخذ 10 صفحات فقط غير مسلسلة من الرواية، فأخرج 10 جنيهات من جيبه وقال لي: «الصلح».

مصطفى عبدالله

مسقط

ختام فعاليات مسقط عاصمة للثقافة العربية

بحلول شهر ديسمبر، وهو الشهر الأخير من عمر فعاليات احتفالية مسقط عاصمة الثقافة العربية 2006 تحظى الساحة الثقافية العمانية، بجرعة مكثفة من الأنشطة والفعاليات المتميزة ، بعضها فرض نفسه على جدول البرنامج كالندوة التي خصصت عن الأديب العربي والعالمي نجيب محفوظ الذي رحل عن دنيانا أواخر شهر أغسطس الماضي . وبعضها الآخر سيقام خارج السلطنة كالأسبوع الثقافي العماني في الرياض من 1 إلى 5 الشهر الجاري. رئيس اللجنة الإعلامية لمسقط 2006 علي محمد زعبنوت قدم لمجلة العربي الملامح الرئيسية لجدول فعاليات الشهر الأخير للسنة الثقافية ، أبرزها ملتقى العود الدولي وحفل تكريمي لعدد من المبدعين والمثقفين العمانيين ومن الوطن العربي ، إضافة الى توزيع جائزة السطان قابوس للإبداع الثقافي، وتنظيم ندوات مهمة مثل « دور الكراسي العلمية والثقافية في إثراء الحوار الثقافي بين الحضارات» وندوة «تحديات القراءة في واقعنا المعاصر» وندوة تاريخية بعنوان «قريات عبر التاريخ»، وأسبوع ثقافي عماني إماراتي مشترك في مسقط وأيضا أسبوع ثقافي يمني. الجمعية العمانية للفنون التشكيلية ستقيم معرضا شخصيا للفنانة التشكيلية الهندية أنيتا ميتون في الفترة من 2 حتى 7 ديسمبر. وكذلك المعرض السنوي الثالث عشر للتصوير الضوئي. افتتاح المركز الثقافي في جامعة السلطان قابوس ومركز الدراسات العمانية.

بيروت

أربعة قرون من ثقافة الحرية في لبنان

قد يكون كتاب «أربعة قرون من ثقافة الحرية في لبنان» أعجب وأفخر كتاب صدر في العاصمة اللبنانية في السنوات الأخيرة، ولكنه على التأكيد، أقلّ الكتب تداولاً. ذلك أن عدد النسخ المطبوعة منه هو مائتا نسخة فقط لا غير. ولكنه كتاب فائق الجودة من حيث مضمونه وإخراجه.ولشح كل هذه الصفات التي لصقناها به، نشير إلى أن موضوعه يتناول تاريخ ثقافة الحرية في لبنان، وذلك في القرون الأربعة الأخيرة، أي بدءًا من نهاية القرن السادس عشر، وصولاً إلى المرحلة الراهنة، توثيقًا وتصويرًا ودراسات وتحريرًا. أما إخراجه فيمكن وصفه، بلا مبالغة، بالتحفة الفنية. تحفة فنية مؤلفة من 1100 صفحة من الحجم الكبير، موزعة على جزأين، تضم نصوصًا أكثرها بالفرنسية، وبعضها الآخر بالعربية أو بالفرنسية.

ثمن الكتاب هو 60 دولارًا، وليس له طبعة شعبية، وربما لأجل هذا، وبسبب أناقته التي لا تُحدّ، جاء ثمنه مرتفعًا. ومن يتصفحه لابد أن تلفت كل صفحة فيه نظره، فيتوقف عندها مليًا قبل أن ينتقل إلى سواها نظرًا لجودة الصور والإخراج، ولجودة المضمون في آن.

الذي أصدر أو أخرج هذا الكتاب العجيب ليس دار نشر، بل مطبعة لبنانية عريقة اسمها «شمالي وشمالي». أحد صاحبَي هذه المطبعة شاكر شمالي، بدأ حياته عاملاً بسيطًا في مطبعة قبل أن يتحول لاحقًا لا إلى صاحب مطبعة بل إلى أحد أشهر التقنيين في صناعة الطباعة في لبنان. وقصته تروي جانبًا من جوانب الطموح والكفاءة اللبنانيين. «فالمعلّم» شاكر أخذ فن «الأوفست» الجديد عن الفرنسيين في دير حريصا بمنطقة كسروان. وعندما أُعجب الفرنسيون بإتقانه، أرسلوه إلى مطبعة أخرى لهم في مدينة حلب. وعندما عاد إلى لبنان قامت له شهرة عريضة في تقنيات الطباعة نقلها لاحقًا إلى زملاء له. وقد ساهم «المعلم» شاكر في تأسيس نقابة الناشرين، وصولاً إلى تأسيسه مطبعة «شمالي وشمالي» التي صدر عنها هذا الكتاب.

في الحفل الذي أطلق هذا الكتاب، تحدث رئيس تحرير جريدة «النهار» غسان تويني فوصف هذا الكتاب بـ «صرخة الحب والفخر، التي يجب أن تُقرأ بورع، تلاوة صلاة». كما تحدث تويني - وهو من المشاركين في هذا الكتاب - عن مشاركات شتى لمناطق وطوائف ومذاهب لبنانية في «صناعة» الحرية في لبنان. كان لجبل عامل، على سبيل المثال، دور في النهضة اللبنانية من خلال المشاركة في الفقه الذي سبق أحيانًا حوزات إيران والعراق. كما كان هذا الدور للموارنة أيضًا. «فالمدرسة المارونية» في روما، كانت صلة وصل بين الشرق والغرب في القرن السادس عشر. وكان هناك أيضًا دور للصومعات اللبنانية في القرون الوسطى كوسيط ثقافي. فقد ترجمت هذه الصومعات، وخطّت بالعربية والسريانية، النصوص الفلسفية اليونانية والثقافية اليونانية/ الرومانية.

جهاد فاضل

الرباط

سينما المؤلف في مهرجان سينمائي

أصبح مهرجان الرباط السينمائي يشكل تظاهرة حضارية كبرى، تجعل من الفن السينمائي يأخذ بعده الجمالي الكبير بتعبيره عن الذات المبدعة في اختلاف الرؤى التي تحيط بها. وقد جاءت عملية اختيار الأفلام المشاركة فيه هذه السنة موفقة جدا بحيث راهنت على النوعية والتعددية. هكذا استمتع الجمهور السينمائي برؤية عدد من الأفلام السينمائية عبر تسعة أيام، كانت ملأى بالمشاهدة والنقاش السينمائي الجاد. كانت البداية مع فيلم الافتتاح، أي فيلم «حليم» للمخرج المصري شريف عرفة الذي جسد دور البطولة فيه كل من الممثل الكبير الراحل أحمد زكي، وابنه هيثم زكي، كما كانت النهاية بمشاهدة الفيلم البلجيكي، الفرنسي «الطفل» الذي كان من إخراج جون يير داردن - لوك داردن، ومن تمثيل كل من جيريمي رونيي، ديبورا فرانسوا، جيريمي سيكارك. أما الأفلام التي شاركت في المسابقة الرسمية في هذه الدورة السابعة لجائزة الحسن الثاني، والتي امتدت من 25 يوليو إلى 2 أغسطس 2006، فيمكن إيرادها على الشكل التالي: -نيكوف، الخاص بي- من بولونيا للمخرج كريزيستوف كراوز، و«بلاد، رقم واحد» للمخرج الجزائري رباح عمور - زعيميش، و«قصة حب زولو» من جنوب إفريقيا، للمخرج رمضان سليمان، و«باب البحر» من المغرب للمخرج داوود أولاد السيد، و«ظلال الصمت» من السعودية للمخرجين عبد الله محيس ونايف خلف، و«مذكرات دراجة نارية» للمخرج والتر ساليس وهو فيلم متعدد الإنتاج، و«انتظار» من فلسطين للمخرج رشيد مشراوي، و«علاقات عامة» من سورية، للمخرج سمير ذكرى، و«الجمعة أو يوم آخر» للمخرج البلجيكي إيفان لموان، و«النظرة» من إيران للمخرجة سيديه فارس، و«إخوة المنفى» من تركيا للمخرج يلماز أرسلان، و«الطريق إلى غوانتامو» من إنجلترا للمخرجين مايكل وينتر بطوم ومات وايت كروس، و«يقظة» من المغرب، للمخرج محمد زين الدين، و«العشق والهوى» من مصر للمخرجة كاملة أبو ذكرى. لقد كانت الأفلام تنتمي إلى مدارس إخراجية متعددة لكنها تتميز في كليتها بطابعها الإبداعي المتفرد الذي يجعلها تنتمي في كليتها إلى سينما المؤلف في انفتاحيتها وتعددية مشاربها الفنية. وقد تجلت ميزات هذه الأفلام سواء في الحضور الجماهيري الكبير الذي تتبعها من جهة أو في النقاشات النقدية التي كانت تجرى حولها صباحا من طرف أعضاء جمعية نقاد السينما، وكعادة كل المهرجانات السينمائية فقد كان هناك تنافس لنيل جوائز المهرجان. هكذا استطاع الفيلم البلجيكي «الجمعة، أو يوم آخر» للمخرج إيفان لموان، أن ينال جائزة الحسن الثاني، الجائزة الكبرى للمهرجان، وهو فيلم يجسد حياة إنسان وجد نفسه فجأة وحيدا في ضفة نهر مجهول، مما مكنه من إعادة النظر في كل أفكاره السابقة، في حين نال الفيلم الفلسطيني «انتظار» للمخرج رشيد مشواري جائزة النقد منفردا بها وجائزة الجمهور مناصفة مع الفيلم المصري «عن العشق والهوى» وهو من إخراج كاملة أبو ذكرى، أما بخصوص جائزة التحكيم الخاصة فقد قدمت إلى الفيلم البريطاني «الطريق إلى غوانتانامو» للمخرج مايكل وينتر، وبخصوص جوائز التمثيل فقد ذهبت جائزة أحسن دور رجالي للممثل التركي ايردال سيليك عن دوره في فيلم -«إخوة المنفى» في حين فازت الممثلة البولونية كريستينا سيلدمان بجائزة أحسن دور نسائي لتجسيدها الرائع لدور رجالي، إذ إنها جسدت دور الفنان نيكفور في الفيلم المخصص لسيرته «نيكفور الخاص بي» للمخرج مروستوف كراوزي.

نور الدين محقق

مدريد

مباغتات ماريّا كاسيرو

اختيرت الشاعرة ماريّا كاسيرو ضمن قائمة مجلة «الربيع» التي تصدرها الجمعية الإسبانية «دير الشعر»، وقدّمت مجموعة من الشعراء على أنهم القائمة الأولى في افتتاح المنظور الحديث للقراءة الرقمية للشعر؛ باعتبار أنهم أجادوا في الدخول إلى أفلاك الشعر الافتراضي، وكان ضمن هذه القائمة التي ضمت سبع دول شاعر عربي جزائري، ولم تكن الشاعرة ماريا كاسيرو لغة فريدة فحسب، بل تعتبر من مؤسسي المفاهيم الفلسفية للقراءة الرقمية الدقيقة للشعر الافتراضي.

ماريا أوخينيا كاسيرو Maria Eugenia Caseiro، من مواليد هافانا 1954، شاعرة كوبية تقيم في ميامي Miami، دعيت من طرف «Antologia Poesia y Narrativa Actual 2005 »، فشاركت بأعمال متميزة، كما أننا نجدها في أنتولوجيا «Antologias Famous Poets Society 1997، 2000 »، وتعتبر ضمن مجموعة أدباء كوبا الأساسيين والمميزين، الذين يواجهون فعلاً محنة الكتابة وهواجسها.

ومن بين القصائد الراقية، التي أخذت أمكنتها الحقيقية نجد فصول «الكشف»، أو الكشوف والمكاشفات، التي خصت بها الشاعرة لغتها الافتراضية؛ التوحد مع النص العام أو نص الأثر، وهي وجهة نظرها في الشعر، كما أنها تغيّر كثيراً في استعمال اللغة ودلالاتها؛ لتشكّل شيئًا يشبه الصوفية، مع تغيير طفيف في إسناد خصوصية هذا العمل؛ ونقصد بذلك وجهته ومساره واندفاعه أو المجرى، الذي تتدافع داخله الرؤى للوصول إلى غاية ما.. تقول الشاعرة ماريا في قصيدتها «كشف،» التي توزعت حروفها داخل أنتولوجيا الشعر الجديد في البيرو:

على ساعة مقدسة، دون قرط

ولا تحريم

في ورقة نبات غير قابلة للفساد

أنظر بثبات إلى

الحديقة مع يعاسيبها

أجراس السيقان المتشابكة

الضفادع الخضراء والروائح

التي تبحث عن الحب، الفراشات

والتحوّل...

تباغتنا هذه الدلالات بلغة مختلفة لم نألفها لدى بعض الشعراء ممن صاحبوا لغة ما بعد الحداثة، لأننا نجد فيها جمعاً غفيراً لتراكمات اللغة الماضية، مع حضور المسافة الحديثة، ثم اشتراك فضاءات الرؤية المستقبلية؛ فكأنها تربط من جهة تفاصيل الطبيعة مع كوامن الذات ومخلفات الماضي من جهة أخرى، ففي البداية تباغتنا برمزية الزمن، حينما يكون للوقت معنى القداسة والتبجيل، حيث تبين خصوصية الوقت بالنسبة لإنسان يهتم فيه بشيء قريب جداً من نفسه، لكنها منذ البداية أيضاً تحاول أن تشرح معنى الزمن، أي تفسّر الزمن على أنه شيء نسبي؛ إذا ما خرج من حدوده الضيقة إلى الأحاسيس الفعلية، التي لها خاصة إظهار مفهومه الحقيقي، حينما تقول: «دون قرط» أي أنه زمن غير دائري، بل هو زمن مستمر، لا يعيد نفسه كما يألفه الشعراء والناس أيضاً، ثم إن هذا الزمن من جهة أخرى لا يقطعه التحريم، أي أنه زمن غير مقيد بأرقام ولا بنصوص تشريعية نفسية أو مادية أو روحية، وإذا استخرجنا من عمق الزمن دلالته الرقمية فلن تكون هناك نهاية، وهو التعبير الأول بالنسبة للقرط، دون قرط، أي دون دوائر تحتّم على الزمن أن ينتهي، والنهاية تتبعها بداية، لذلك قبل البداية قدمت مباغتتها في أن الزمن في هذا النص مستمر بشكل أفقي، وليس مستمرًا بشكل دائري.. والتدليل الذي سعت إليه لتثبيت هذه الفكرة الافتراضية قولها: «في ورقة نبات غير قابلة للفساد».. وربما ندرك من ذلك أن الزمن المستمر بشكل دائري، وهو الزمن الافتراضي، الذي نعيشه ونطلق عليه واقعية الوقت، هو الزمن الذي يفسد الأشياء بكل أنواعها، سواء كانت أموراً نفسية أو مادية، أما الزمن الافتراضي الجديد الذي تعنيه الشاعرة ماريا كاسيرو فهو زمن مستمر بشكل أفقي لا يفسد الأمور والأحوال والأشياء.

ونجدها أيضاً في عمق هذا النص تقدّم على بساطه تفاصيل أخرى، فهي تقدم نظرة وجيزة لحلقات التفكير الكثيرة عند القارئ، فهي تقيم الشرود مفهوماً في مكان آخر؛ لتبين أنه لغة حقيقية واقعية تحمل معناها الفلسفي، فالقارئ يرى الحديقة، ويرى يعاسبها، واليعسوب هو دلالة على قوة الملاحظة الفطرية، التي تفتح نوافذها قمة التصوف الفكري وقوة التركيز العميق، ولذلك نجد في آخر هذا النص استعمال الجسد كلوحة للأفكار الافتراضية، التي تبين خطط التلقائية في التعبير عن المشاهد المتصورة في فضاءات العقل والقلب، تقول ماريا:

أذهب إلى الرسم على جسدي

الطريق المؤثَّرة بالشمس

استسلامي

راسمة الكنوز التي تهزّ الصنوبر.

فهي ترسم ماريا على الجسد الضيق كل كنوزها، ذلك الجسد الذي تركت الشمس فيه آثارها عمداً كإرادة لها مطلق الاختيار، ومن ثم تتدفق معاني الاستسلام التي يفرضها منطق الشمس.

ميلود حميدة

بون

200 قطعة فنية فريدة في جناح جوجنهايم

يعرض بمدينة بون الألمانية حتى السابع من يناير 2007 المقتنيات الفنية الفريدة لرجل الأعمال سلومون جوجنهايم، والتي قام بجمعها منذ عام 1930. وتضم هذه المقتنيات العديد من القطع الحديثة والتي تعرض لأول مرة ما ساهم في جذب العديد من الزوار وعشاق الفن عامة من أجل اكتشاف العديد من الأعمال التي أبدعها كبار الفنانين في العالم على مدى التاريخ.

إن التعرف على مسار جوجنهايم الفني يغري الزائر والمهتم بتاريخ الفن، وخاصة بعد مشاهدته هذه اللوحات والأعمال التي تؤرخ للفن الأوربي والأمريكي منذ عام 1870 لحدود الساعة. وقد أخذ جوجنهايم فكرة جمع هذه المقتنيات من البارونة الألمانية هيلا فون ريباي، مما دفعه طيلة حياته إلى تجميع لوحات الفنانين الطليعيين الأوربيين مثل الفنان كاندسكي، ثم قام بعد ذلك باقتناء أعمال لفنانين تعبيريين مثل ماكس بيكمان وأعمال تجريدية لفنانين أوربيين وأمريكيين.

وبعد وفاة سلومون جوجنهايم واصلت ابنة أخيه بيجي مسيرته الفنية، وقامت بتجميع لوحات الفن السريالي والتعبيري لجاكسون بولوك وفيليم دي كونينج. أما في نهاية القرن الماضي فقد ضُمت إلى المجموعة، مجموعة من المقتنيات الفنية لتانهاوزر وأعمال جوزيب بانذا دي بيمو المعروفة بتوجهها البوب الفني، الذي نشأ في الفترة ما بعد عام 1960. وفي سياق التعريف بأعمال رجل الأعمال جوجنهايم قامت مؤسسة دويتشه فيله الإعلامية بالمشاركة في إنتاج فيلم وثائقي يشرح تاريخ المقتنيات المعروضة، ويمكن للزائر مشاهدة هذا الفيلم عند دخوله قاعة العرض.

ونشير إلى أن جناح جوجنهايم يقدم لمحة فنية تاريخية حول الرموز الفنية التي تركت بصماتها القوية في تاريخ الفن الانطباعي والتكعيبي أساسًا. ويتقدم اللوحات التي تمثّل هذه الاتجاهات الفنية أعمال كل من الفنانين باكون وبيكاسو ودوبيفي وجيوميتري وغيرهم.

تكلف المعرض أكثر من 10 ملايين يورو، ومن المنتظر أن تزيد عائدات المعرض عن هذا المبلغ، ما سييفتح إمكانات وآفاقًا جديدة من أجل تطوير فكرة المعرض.

محمد نبيل





 





الممثلة الصينية وي مينجي





الممثلة الصينية وي مينجي





نور الشريف متحدثا عن علاقته بأدب نجيب محفوظ





 





غسان تويني يستقبل أندر كتب العام