عزيزي العربي

عزيزي العربي

  • ثوراتٌ على المُباشر..!

إن أهم ما ميّز ثورات الربيع العربي هي تلك الصور التلفزيونية المنقولة مباشرة من ميادين الانتفاضات الشعبية وميادين المعارك الضّارية ضَد قوات الأنظمة المستبدة، خاصة الأحداث المتعلقة بثورة ليبيا والهادفة أساسًا لإسقاط نظام القذافي. الغريب والجديد في هذه الثورة - أي ثورة ليبيا- أنها كانت منقولة على المباشر من طرف جُل القنوات الإخبارية، العربية منها والأجنبية، وكأن الثورة لم تعد تلبس ثوب السّرية والحصر كما في السابق، بل تغيّرت مواصفاتها وطريقتها. ففي زمن العولمة والمعلوماتية والتطوّر التكنولوجي أصبحت الثورة كعرض سينمائي متطوّر ومميّز، أي كأنها سلسلة اجتماعية أو بوليسية تُنقل بين لحظة وأخرى، ليُسمع فيها صوت الرصاص وصوت قذائف المدافع والرشاشات.. ويُشاهد فيها الشعب يُجرح ويُعذب ويموت على المباشر..، كما اُعتمد في هذا النقل التلفزيوني على أسلوب التشويق للفت عناية المشاهدين ولجعل الجمهور يتهافت على القناة التي تبثّ أسرع وأقوى المشاهد، ومثال ذلك كأن تقول الصحفية في نشرة الأخبار: «سوف يتجه الثوار مساء اليوم إلى العاصمة لتحرير المطار الدولي.. وفي الليلة نفسها ستتم مهاجمة قوات القذافي».. أو كإظهار جماعة من الثوار مدججة بالأسلحة الثقيلة ويتقدمهم قائدهم الذي يُصرّح للصحفيين بأنهم يُحضّرون لمفاجآت جمّة للإطاحة بقوات النظام في الساعات القليلة القادمة.

لقد أصبحت المجتمعات مُدمنة على هذا النوع الجديد من السينما العصرية المُثيرة، والكُل أصبح يسعى لاكتشافها والتفاعل معها. ولتوضيح الفكرة أكثر يُمكن تشبيه المعركة بمباراة رياضية في كرة القدم، إذ تحتوي هذه المباراة على فريقين وأنصار هذين الفريقين الذين يشجعون لاعبيهم ويحتفلون بهم إذا ما حققوا الانتصارات، وذلك في ظل غياب حكم دولي عادل.

محمد أمين بن بريكة
بني صاف - الجزائر

  • التمر.. غذاء ودواء

رئيس تحرير مجلة العربي الفاضل.. تحية طيبة من ربوع الجزائر الشامخة دومًا وبعد..

طالعت افتتاحية مجلة العربي الصغير في عددها رقم 229، الصادر في شهر أكتوبر المنصرم، ودار الحديث فيها حول احتفال بريطانيا بعيد التفاحة، لما لها من أهمية وفوائد، وفي مقابل هذا وبلمسة خفيفة وجميلة انتقل حضرتكم للحديث عن شجرة كُرّم بها العرب، هي أشجار النخيل التي ورد ذكرها في القرآن الكريم هي وثمارها «التمور»، وأيضا وردت في سنة نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) في حديث عظيم يدل على أهميتها الكبيرة: «بيت ليس فيه تمر جيّاع أهله»، الأمر الذي يجعل من التمر عندنا نحن العرب والمسلمين غذاء ودواء وثوابا، وذلك باتباع سنّة النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي حثّ الصائم على الفطر بالتمر، واختتم حضرتكم الافتتاحية بدعوة العرب لإقامة احتفالات بشجرة النخيل وأن يقيموا عيدا يسمى «عيد التمر». ويسرني أن أحيطكم والقراء الكرام علمًا بأنّ في الجزائر يحتفل بالتمر، ويخصص له عيد يسمى «عيد التمور» وبالضبط في ولاية بسكرة أو عاصمة الزيبان كما تلقب، والزيبان جمع «الزاب» وتعني الواحة بالأمازيغية.

يقام هذا العيد في فصل الخريف من كل سنة، وهو فصل جني التمور، يقام لمدة يومين في معرض من تنظيم المصالح الفلاحية للولاية، يتكون هذا المعرض من عشرات الأروقة تعرض فيها مختلف أصناف التمور، على رأسها تمور «دَقْلَة نور» ذات السمعة العالمية، وأجنحة أخرى مخصصة لمشتقات التمور كالمربى والعسل إلى جانب مشتقات النخيل التي تشكل مجالات خصبة للنشاط الحرفي بالمنطقة، كالقفة والحبال والقبعة والحصير، هذه الأخيرة تستعمل بصفة أفرشة.

فإذن عيد التمور موجود، فقط أتمنى أن تحذو بعض البلدان العربية - بالأخص التي خصّها الله عز وجل بالنخيل والتمور - حذو ولاية بسكرة الجزائرية، وتقيم للتمور عيدا، ثم يجتمع الجميع في معرض عربي يقام كل سنة في دولة عربية على غرار معرض الكتاب، ليتعرف العرب على النعم التي خصّهم الله بها، وأيضا ليتذوقوا تمورا ربما لم تتح لهم الفرصة لتذوقها بعد.

العيد بن عامر
وهران - الجزائر

  • صرح «العربي» يُبنى لبنة لبنة

عندما قرأت كلمة «المحرر» من باب «عزيزي القارئ» العدد 636 بمجلة كل العرب «العربي» والتي كتبها تحت عنوان: «الديمقراطية التي نعيشها»، وفي السطور الأخيرة من هذه الكلمة القيمة لفت انتباهي عزم إدارة التحرير لمجلة العربي على إصدار ملحق مجاني مستقبلاً (يولد هكذا صغيرا وتمنح له الفرصة الكافية حتى ينضج ويكبر) تحت عنوان «البيت العربي»، قلت في نفسي: هذه والله فكرة جيدة التي أقدمت عليها أسرة تحرير «العربي» وقد لا تتوقف عند هذا، فقد تفتح شهية القائمين على «العربي» إلى إصدار ملحق آخر بعد أن يصير ملحق «البيت العربي» مجلة مستقلة خالصة كما حدث مع ملحق «العربي العلمي». لا يمكنني أن أتنبأ بالملحق القادم، لكن حتما سيصب في خدمة الأمة العربية لغة وثقافة وعلمًا ووعيًا.

وقلت في نفسي: إذا أمسكت أنا بـ «العربي» أتصفح وأغرف وأتناول من أطباقها المختلفة: أدب وعلم وفكر وشعر وقصة وسياحة وثقافة بصفة عامة، ويتناول ابني أحمد أو أحد أبناء إخواني وأخواتي مجلة العربي الصغير يقرأ فيها قصص الأطفال والنكت والتعارف وثقافة عامة ومعلومات جد مفيدة، ويمسك أخي بـ «العربي العلمي» ليطلع على آخر تقنيات العصر في جميع الميادين. فأين تجد ضالتها زوجتي، وأختي، وزوجات إخواني ممن لا نصيب لهن أو لا رغبة لهن في الفكر والسياسة والشعر، فأين يجدن رغبتهن؟ حتمًا في «البيت العربي» الذي من ضمن أبوابه: الحديث عن مختلف الأطباق العربية، وبعض التدابير المنزلية، وتسريحات الشعر، وعن منافع الحنة للشعر ومنافع «الملوخية» للمعدة، وآخر صيحات الموضة، واقتحام المرأة أو مدى تهميشها في عالم السياسة. إلى غير ذلك من المواضيع التي يتناولها هذا المولود الجديد (ملحق البيت العربي)، الذي نتمنى له الدوام والاستمرارية بفضل الإرادة والإدارة الحكيمة للقائمين عليه.

إقدام إدارة التحرير على إصدار ملحق البيت العربي يبين أنها تسير بخطى وئيدة من أجل تلبية أذواق كل البيت العربي، وهي تريد بهذا أن تدخل كل بيت عربي تحت أي غطاء كان: «العربي» أو «العربي الصغير» أو «العربي العلمي» أو «البيت العربي».

وقد راودتني فكرة وأنا أشرف على كتابة هذا المقال: لماذا لا تفكر إدارة التحرير في إصدار ملحق العربي الرياضي؟ هذا الملحق الذي قد يتحول إلى مجلة مستقلة قد يأتي ليسد ثغرة كبيرة في هذا المجال ويشبع ظمأ شريحة كبيرة من الشباب المولعين بالرياضة لتغرس فيهم مثل التسامح ونبذ العنف وتهذب أخلاقهم، وكذلك ملحق «العربي الصحي». ولا أغلق مجال الاقتراحات.. وبهذا تستطيع أن تكون «العربي» قد كوّنت عائلة كاملة.

د. عبدالحفيظ بوناب
الجزائر

  • نشر الثقافة الإسلامية في أنحاء العالم

نتلقى ببالغ التقدير مجلتكم الغراء «العربي» باستمرار، ونقدر جهودكم التي تبذلونها في نشر العلم والثقافة الإسلامية، ونشكركم على إرسالها للمكتبة المركزية بجامعة الفلاح بالهند، التي يستفيد منها نحو 5 آلاف طالب وطالبة ومئات الأساتذة والباحثين. فالرجاء من سعادتكم التكرم بالاستمرارية في إرسالها إلينا، ونحن نشكر جهودكم المتواصلة ومساعيكم الجبارة، وندعو الله لكم بالتقدم والتوفيق لخدمة الإسلام والمسلمين بنشر الثقافة الإسلامية في أنحاء العالم، وتقبلوا منا أزكى التحيات، يحفظكم الله ويرعاكم.

عرفان أحمد الفلاحي
بلر ياكنج - الهند

  • «العربي العلمي» ملحق ثمين

إلى السيد رئيس التحرير د. سليمان إبراهيم العسكري.. تحياتي الحارة إلى جميع أسرة مجلة العربي..

أشكركم جزيل الشكر على هذا العمل الرائع الذي تقومون به، والذي رافق عدة أجيال طيلة الحياة وأنا منهم. تعرفت على مجلة العربي قبل أن أعرف القراءة، فأعدادها موجودة في منزلنا قبل وجودي أنا، لأن أبي متابع وقارئ وفيّ للمجلة فلقد، رافقتني مجلة العربي طيلة طفولتي، وقد كانت هي ومجلة العربي الصغير بمنزلة كنوز عجيبة، وكانت مرجعي المفضل عندما يطلب منا إجراء بحث أو التقاط معلومات. فكنت أقضي يومًا كاملاً في تصفح ما تيسر لي من أعداد «العربي» و«العربي الصغير» كي أجد ما أبحث عنه من نصوص وصور، ولا أذكر أي مرة لم تثمر فيها أبحاثي، فقد وجدت في هاتين المجلتين وملحق «العربي العلمي» مرجعًا ثمينًا في دراستي من الابتدائية إلى الثانوية، بالإضافة إلى أن هذه المجلة ساهمت كثيرًا في بناء شخصيتي وتوسيع وعيي الثقافي في جميع الميادين.

أخيرًا أتمنى عمرًا مديدًا ونجاحًا مستمرًا لهذه المجلة ولا أشك في ذلك باعتبارها كنزًا تتوارثه الأجيال.

ياسمين هادي
قسنطينة - الجزائر

  • أنا و«العربي» وقراء «العشت»

عندما كنت صبيًا لا يتجاوز عمري الخامسة عشرة وأنا في المرحلة المتوسطة كنت مولعًا ولعًا شديدًا بالقراءة، أقرأ كل ما وقع في يدي من مطبوعات. وفي العام الذي صدرت فيه مجلة «العربي» توقفت طويلاً وأنا أتصفح هذه المجلة الجديدة بحلتها القشيبة وأبوابها الرائعة.. عند ذلك قررت أن أنضم إلى الزملاء من قراء «العشت» وقد لا يعرف الكثيرون من القراء تفسير هذه الكلمة ومعناها.. ولذا وجب عليّ أن أوضح لهم المعنى المقصود.

فقراء «العشت» كانوا في فترة من الزمن وبسبب الظروف المادية الصعبة التي يعيشونها لا يستطيعون شراء الصحف أو المجلات، فكانوا يذهبون إلى الباعة الذين يفترشون الأرض على الأرصفة ولايزال قسم منهم إلى الآن على هذه الطريقة تلفحهم أشعة الشمس المحرقة في الصيف، والهواء البارد في الشتاء، إنه الصراع من أجل لقمة العيش.

كانوا يقلبون الصحف ويقرأون بعض العناوين المهمة وكذلك المجلات، ثم يضعونها في مكانها، والحق يقال بكل أدب وهدوء وهم يرفعون أيديهم تحية شكر وتقدير إلى البائع المسكين، قائلين له الكلمة المشهورة عند الجميع «عشت» وربما انسلوا من دون كلمة وداع ومن هنا جاءت التسمية المأثورة، وكان المسكين يرد عليهم بلهجة ساخرة: وهذه العشت أين تصرف؟

عند ذلك شعرت بأنني لا يمكن أن أستمر على هذه العادة السيئة واتخذت قرارًا حاسمًا وجريئًا مع قلة مصروفي بأن أبتعد عن الزملاء من قراء «العشت» فجمعت مصروفي القليل وكان سعر المجلة عندنا في العراق في ذلك الوقت لا يزيد على المائة وعشرين فلسًا فقط.

توكلت على الله واشتريت المجلة، وهكذا ودعت ما في جيبي من مصروف، عملاً بالحكمة التي كنا نؤمن بها ونتداولها «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب»، وهكذا أصبحت أترقب صدور «العربي» كهلال العيد حتى سئم مني باعة الصحف لكثرة أسئلتي عن موعد صدورها.

وتشاء الصدف أن تختفي مجلتي العزيزة من السوق بسبب مشاكل النظام الجائر المستمرة وتعديه على دول الجوار في حروب لا مبرر لها، مما اضطرني أن أفكر في طريقة للحصول عليها بأي وسيلة كانت، ولمعت الفكرة في ذهني وهي أن أذهب إلى معابر الحدود مع دولة الكويت لعلي أرى أحد المسافرين ليجلبها لي، ولكن دون جدوى.

وهكذا تناقصت الأعداد في مكتبتي. ومما زاد الطين بلة أنني اضطررت إلى الرحيل عن الدار إلى مكان آخر فوضعتها مع كتبي في إحدى غرف الدار، إلا أن المستأجرين - سامحهم الله - استطاعوا أن يفتحوا هذه الغرفة ويسرقوا الموجود فيها ومنها أعداد المجلة، حيث سرقت أعداد كثيرة منها وقطعت الصور من بعضها، مما آلمني كثيرًا وربما كان ذلك من عبث الأطفال الذين لا يعرفون قيمتها وقديمًا قيل «من لا يعرف الصقر يشويه». والآن وبعد هذه السنين الطويلة والرحلة المشوقة مع حبيبتي «العربي» التي عادت تزيّن الأسواق بحلتها الجديدة وهي تنام على صدري، وأنا أتمدد على سريري أشم فيها عبق السنين وأيام الصبا. ومازلت أذهب إلى الباعة كل شهر لشرائها فأجد الشيوخ من الأصدقاء الذين غزاهم الشيب وهم يتصفحون الصحف والمجلات بنظاراتهم السميكة عند الباعة الذين لم أعد أعرفهم، ربما انتقلوا إلى مكان آخر، أو غيروا المهنة، أو رحلوا إلى الدار الأخرى.. فأتذكر قراء «العشت» ولعل الكلمة هي الأخرى قد تطورت وأصبحت «أمستت» كما سمعتها من أحدهم. ضحك البائع كثيرًا عندما ذكرته بقراء «العشت» أيام زمان، قائلاً لي: وأين كانت تصرف هذه «العشت» وضحكنا.

عبدالمجيد فيصل عفيف
البصرة - العراق

  • للجزيرة زهرة

وصار الرحيل يقينًا.. وها أنا أهمس إليها وأتضرع للأمل القريب، أنثر على صفحة لقيانا ألف أمنية وألف موعد، وألف ألف دعاء.. لكن الخبر الأكيد هو أنني مع حلول المساء سأحزم أمتعتي، وباكيًا أجرجر خطواتي نحو المحطة.. لا شيء غير وجوه غريبة وسيارات غريبة.

هناك بين التلال الحانية تركتها - في حفظ المليك - بعد أن استحممت بدفء البحر الأحمر، وتنسمت هواء البحر العربي، لايزال يسكنني عطر ربيعها الأزلي، وهناك بقيت هي تتغنى، ولطالما غنت أعذب لحن وهي تودع النهار غير آبهة للظلام القادم، فلقد استعاضت عن الشمس بثغرها الباسم، إذ ينير الدروب ويخلب الألباب، وبأنفاسها التي تعمل عمل السحر تنشر المحبة، وبخدها الذي يغري بطول اللقاء تزرع الأمنيات، وبإشراقة عينيها اللؤلؤية إيحاء بنظرات مليكة.

لحظات من احتدام الفراق، إلا أنني مازلت أراها، مازلت أقرأها، مازلت أنثر ألف ألف ابتسامة، وألف ألف قبلة، فهي تعلم أنني ما حييت سأحدث عنها العالم أجمع، وأقص سوالفها، مباهيًا بتحفة الزمان، وفتنة الإنسان، بل إنني سأقيم لها عرشًا لأستزير طيفها كل يوم.. كل يوم، إنها آسرة ترفل على شطآن الجزيرة، إذ تستحي أطيافهاعند المساء الزيارة، لكنها تصطحب الذكريات، فحين تراني أشد حياء من طيفها، وأشد تعلقًا بظلها، تراودني حروف اسمها تستبيح أفكاري مع أنغام البحر الهادئة، لقد كانت ومازالت عروسة البحر والمحيط، لقد كانت ومازالت معشوقة من يراها، ومن يسمع عنها، ومن يقرأ عنها، فكيف بمن هو مسكون بحبها، ومن شاركها الأعياد على أنغام اللحن العدني.

فاتنتي اسمحي لي أن أخاطبك واعذريني لاستسلامي لخواطري، اعذريني لرسم صورتك الخالدة، لكن هذا الدرب درب الأوفياء، إنه قرين الذكريات الصامدة، حيث عطرك يسكن الأوراق، وبريق عينيك يسمر العيون، وأنت تتصدرين الكتب والمجلات، وأنت حديث الشاشات.

حبيبتي (عدن) هل تعلمين أنني قد رسمت بوابتك في حجرة نومي؟ أدخل منها إليك كل يوم، ثم أطبق الجفون، وهناك تتفتح براعم النخيل، والفجر يرسل على ذرا المرافئ أشعة من شمس ثغرك النوّار وهو يفترّ عن لؤلؤ خان القبطان شمسه بألف علج تقرصنوا البحار، كم صبرت على هدايتهم بأبجديات الحرية، ومن شمسك أهديتهم قبسًا لعلهم ينيرون الأفئدة والعقول، فها أنت أستاذ مدى الأزمان و«منارتك» تروي بصمت مطامع الشطار، و«صيرة» قلعة الصمود والإصرار.. عدن يا أم أوسان يا زهرة الجزيرة، مازلت للشرق بابًا ترتجي الدنيا سناه وعبيره.

عبدالله محمد الوبر
الضالع - اليمن