نساء في أدب نجيب محفوظ

نساء في أدب نجيب محفوظ

أمينة من الثلاثية

(أمينة) الثلاثية / متدنية - خاضعة كلية للزوج تؤمن بالخرافات وتخاف من العفاريت.

«خارت قواها في الصالة فارتمت على طرف الكنبة وكلماته القاسية الحاسمة تتردد في باطنها، ليس الرجل هازلا، ومتى كان هازلا؟! ولم تستطع مبارحة مكانها - على رغبتها في الفرار - أن يثير نزولها قبل مغادرته البيت على خلاف المألوف ريبة الأبناء الذين لا تحب لهم أن يستقبلوا يومهم أو يذهبوا إلى أعمالهم متجرعين خبر طردها، وثمة إحساس آخر - لعله الحياء - أقعدها عن أن تلقاهم في ذل المطرود، وقررت أن تبقى حيث هي حتى يغادر البيت، أو أن تأوي إلى حجرة المائدة وهو الأفضل حتى لا تقع عليها عيناه إذا مضى إلى الخارج، فتسللت إلى الحجرة كسيرة الفؤاد وقعدت على شلتة ساهمة واجمة».

«بين القصرين - نجيب محفوظ»

زنوبة من الثلاثية

(زنوبة) الثلاثية / الراقصة - بنت الليل الطامحة إلى اعتلاء عرش الغوازي والمطربات وانتزاعه من سابقتها «السلطانة» محاطة برجال «محترمين» شكلا منحلين جوهراً.. عشيقة سي السيد (عبد الجواد) يتزوجها ابنه ياسين الذي يسير على درب أبيه على عكس الابن الثاني كمال.

«أنت لا تفهمني!. لقد ضقت ذرعا بالحياة الحرام، ليس وراءها إلا البوار، إن مثلي إذا تزوجت قدرت الحياة الزوجية خير قدرها!

من المغفل يا ترى؟! التخت لم يكن يعدها بأكثر من عوادة، وحياة الهوى ليس وراءها بعد الثلاثين - وستبلغها قريبا - إلا التلف، فالزواج هو الأمل الموعود، هل تقصدك بهذا الحديث؟.. لا أنكر أنني أريدها، أريدها بكل قوة، وفضيحتي تشهد على ذلك».

«قصر الشوق - نجيب محفوظ»

إحسان شحاته من القاهرة الجديدة

(إحسان شحاته) القاهرة الجديدة / الضائعة بين الحب العفيف للشاب الجامعي وبين إغراء المال والسلطة، تستثمر جمالها في علاقة تكون فيها عشيقة قاسم بك ويقبل زوجها الفقير بالعلاقة - طمعاً في الفائدة.

«كانت إحسان شحاته عظيمة الشعور بأمرين: جمالها وفقرها. كان جمالها فائقا. وقد استأثر سكان دار الطلبة، وجعل سكان الحجرات يرسلون شواظ أنفسهم فتلتقي جميعا في شرفة الدار الصغيرة البالية، وترتمي عند قدم الفتاة الحسناء الفخور. ولكن لم توجد بالدار مرآة حقيقة بأن تعكس ذاك الجمال الصبيح، فالفقر حقيقة ماثلة كذلك، وقوىّ شعورها به إخوتها السبعة الصغار، وأن لا مورد لهم إلا دكان سجائر مساحتها متر مربع وجل زبائنها من الطلبة! وطالما خافت على جمالها عوادي الفقر، وسوء التغذية».

«القاهرة الجديدة- نجيب محفوظ»

حميدة من زقاق المدق

(حميدة) زقاق المدق/ الجميلة الفقيرة - السمراء بنت البلد ذات الشعر الأسود والبشرة النحاسية - تبحث عن العيشة الهنية والملابس الفاخرة - حائرة بين حب عباس الحلو ابن الزقاق وبين الخروج من أسر الحارة والفقر.

«ولما انتصف الموسكي أو كاد لاحت منها التفاتة إلى الطريق فرأت عباس الحلو يسير متأخرا عنهن قليلا وعيناه تلحظانها بتلك النظرة المألوفة، وتساءلت عما دعاه إلى ترك دكانه في هذه الساعة على غير عادة. هل تبعها عمدا؟ ألم يعد يقنع برسائل النظر؟. كان على فقره متأنقا كأكثرية أهل فنه، فلم يضايقها ظهوره. وقالت لنفسها إن أية واحدة من صاحباتها لا تطمع في زوج خير منه، وكانت تجد نحوه شعورا غريبا معقدا، فهو من ناحية الشاب الوحيد في الزقاق الذي يصلح لها زوجا، وهي من ناحية أخرى تحلم بزوج على مثال المقاول الغني الذي حظيت به جارتها في الصنادقية».

«زقاق المدق - نجيب محفوظ»

نفيسة من بداية ونهاية

(نفيسة) بداية ونهاية / الضحية - الفقيرة - تنحرف لتنفق على أخيها ضابط الشرطة الشاب الغافل عن انحراف أخته وعن أخيه اللص الذي ينفق عليه أيضا.. يدفعها شقيقها الضابط للانتحار بعد اكتشاف زملائه لانحرافها.

«ولم تكن أفاقت من أثر الصدمة العنيفة التي هرست نفسها وجسدها هرسا، ولكن انقضاء أيام أخمد الثورة الهائجة، في ظاهرها على الأقل، وأحل محلها مرارة سامة ويأسا مميتا، وشعوراً معذبا بالوحشة، كأنها غريبة بين أهلها، شاذة عن المخلوقات، إلى إحساس بالظلم طاغ بعث في نفسها رغبتين متناقضتين تناوبتاها تناوبا متواصلا، رغبة في التمرد والجموح ورغبة في الاستزادة من الظلم والتعذيب حتى الموت».

«بداية ونهاية - نجيب محفوظ»

نور من اللص والكلاب

(نور) اللص والكلاب/ بنت الهوى ذات القلب الذهبي، تحب سعيد مهران ضحية صديقه الصحفي المثقف ويلجأ إليها سعيد في رحلة هروبه وسعيه للانتقام لأنها الوحيدة التي تعطف عليه وترى فيه شبيها لها.. الاضطرار إلى الانحراف بسبب ظلم المجتمع.

«وظهرت نور عند الباب غير متوقعة للمفاجأة التي تنتظرها. فلما رأته توقفت على بعد خطوات في ذهول. ونظر إليها باسما وفي إمعان. بدت أنحل مما كانت واختفى وجهها تماما تحت المساحيق الدسمة. ونطق بالإغراء فستان أبيض انطلقت منه الأذرع والسيقان بلا حرج وقد شد حول جسدها كالمطاط حتى صرخ التهتك، وعربد شعر رأسها القصير في تيار الهواء. وسرعان ما هرعت إليه حتى تلاقت الأيدي».

«اللص والكلاب - نجيب محفوظ»

زهرة من ميرامار

(زُهرة) ميرامار/ الفلاحة المصرية (الوحيدة بين نساء روايات محفوظ) الآتية من الريف (رمز مصر) لتقيم وتخدم في بنسيون ميرامار في الإسكندرية.. يستغلها «الاشتراكي» الانتهازي، ويحبها ويفهمها الشاب اليساري البريء ويتفرج على الجميع الباشا السابق شامتاً في الكل.

«رأيت الفلاحة واقفة تستبضع، كملاطفة الأحلام وابتسام الحظ شيء نبهها إلى وقفتي فيما وراءها فالتفتت مستطلعة فرأت وجهي المبتهج. أرجعت رأسها ولكنني لمحت في مرآة تتوسط أسرابا من القوارير ابتسامة انفرجت عنها شفتاها الورديتان. رأيت - فيما يرى الحالم اليقظان - نفسي مقيما في البنسيون، أستمتع فيه بالدفء والحب. لقد تسللت إلى نفسي، أنعشت قلبي كما حدث له مرة في كلية التجارة. هذه الابتسامة صريحة كشمس النهار المشرق. فلاحة.. بعيدة عن منبتها.. غريبة في بنسيون.. غريبة كالكلب الضال الأمين في سعيه وراء صاحب».

«ميرامار - نجيب محفوظ»

سمارة بهجت من ثرثرة فوق النيل

(سمارة بهجت) ثرثرة فوق النيل / الصحفية الشابة البريئة المثالية تقتحم عالم عوامة اللذة المغلق.. ليخرجوا في نزهة بالسيارة تنتهي بحادث تموت فيه فلاحة مصرية (عالم ما قبل نكسة 1967 التي تنبأ بها محفوظ) في هذا العمل.

«ظهرت من وراء البارفان باسمة الوجه، وتقدمت - يتبعها على السيد- وهي تتلقى النظرات المركزة في هدوء ودي ودون ارتباك، وقف الرجال جميعا. حتى أنيس وقف في جلبابه الأبيض المنحسر عن أسفل ساقيه، وقام على السيد بالتعرف التقليدي، واقترح أحمد نصر أن يجيء لها بكرسي ولكنها رغبت في الجلوس على شلته فالتصق رجب - بحركة لا إرادية - بسناء مفسحا لها مكانا إلى جانبه! واستأنف أنيس عمله وهو يسترق إليها النظر. توقع مما سمع أن يرى شيئا غريبا. وهي حقا ذات شخصية ولكن أنوثتها جذابة بلا عائق».

«ثرثرة فوق النيل - نجيب محفوظ»

رجاء محمد من الحب فوق هضبة الهرم

(رجاء محمد) الحب فوق هضبة الهرم/ البنت المصرية العادية الحديثة - تبحث عن الحياة والحب.. والسكن وتعجز هي وخطيبها عن العثور على بيت ، يتلاقيان تحت سفح الهرم ويضبطهما الشرطي فيقدمان له رشوة فيطلب المزيد.
-----------------------------------
«موظفة جديدة، ليسانس آداب، اسمها رجاء محمد. سمرتها صافية، ما أندر السمرة الصافية، لا بالنحيلة ولا بالسمينة، في العينين العسليتين جاذبية محسوسة، عند الابتسام ترتسم غمازتان في وجنتيها، بيني وبين أن أرفعها بين يدي وأمضي مشكلات تعيي العديد من وزارات الدولة، انفعلت بها كما أنفعل بأي أنثى».

«الحب فوق هضبة الهرم - نجيب محفوظ»

 

محمد المخزنجي 





أمينة





زنوبة





إحسان شحاته





حميدة





نفيسة





نور





زهرة





سمارة بهجت





رجاء محمد