حبييان

حبييان

ناديتِني ودخلتِ قصرَكِ,
ثم ردّوا الباب لم أدخل,
فلم أَعْدُ الوقوفْ
وتركتِني بيني وبينكِ خطوةٌ
ما من وصول أو عُزوف
وتحركت قدماي لا للعَوْد
لكن كي أطوفْ
ونبتُّ ورداً فوق سور القصر في زمن الخريف
وسَكِرْتُ في حبي, ونادمتُ الرصيف
وظللتُ مشدوداً إلى الشرفات
والشباك
لو تبدين من خلف السُّجوفْ
قمرٌ ولكن في خسوفْ
حجبوه عن عيني,
فصرتُ مضلّلا مثل الكفيفْ
وبذلتُ فيه كلّ ما ملكت يدي
راهنت فيه على الألوف
وجعلته حلم الغد
وعرفتُ فيه تمرّدي
وله قرأت الكتبَ,
قلتُ الشعرَ,
طالعتُ الكفوفْ
ويمرّ عامٌ إثر عام والحبيبةُ والحبيبْ
إلفان رغم السور والحجّاب
لكنما ملاّ على الأبواب
هربَ المُراوِغِ والتشتّتَ والنحيبْ
وتقول بعد خروجها للقائه عند المساءْ
لا لستَ لي, لا لستُ لكْ
حتماً هلكْ
من ظل يمشي في المفارق
وهو معصوب بليل في الحلَكْ
من راح يرقص فوق حبل بعد حبل
لم يُعدّ له الشبكْ
حتماً هلكْ
حبٌّ تبعثر في الطريق وفي الأزقة
ليس تُؤويه السقوف
لا لستَ أنت بفارسي أو من مَلَك
يكفيك أنّك سوف تبقى دائراً في ذا الفلكْ
لكن سيجني آخرٌ هذي القطوفْ
وتظل مجذوباً تطوفْ

 

عبـدالسلام السيـد حامد