من قصائد (المعلم والولد)

من قصائد (المعلم والولد)

معلّمي

مُعلّمي نيسانُ
بيتُه قميصُهُ
مُعلَّقٌ على التلالِ حقلةٌ
من زعترٍ على ذراعِ سيفْ...
يحملُ همَّ بيتهِ
ويرتقي وراءَ بيدر الصباحِ أشعثاً
يمسحُهُ بكمِّهِ
طاولةً يرمي عليها كُتْبَهُ
ودفترَ التحضير دفَّتاهُ غيمةٌ وصيفْ
كان هنا معلّمي
يُقرئنا كتابَهُ
يأخذني من بينهم / يسألني
(إن أخطأوا بطلْقةٍ)
بصمتِ عينيه: متى وكيف

القصيدة

أعرفُها..
أعلنها
قمماً نزفتْ قمماً
حِبْرَ دمٍ يَلْتحمُ
كان أبي يُسكنها أغوراً تَقتحمُ
ويُعلّمها أبداً
أن مداها وَرَقٌ
وقوافيهِ قلمُ
اللَّيْطاني
(أللَّيْطاني)...
- نهرٌ؟
- لا...
- ورقٌ دفترُهُ مفتوحٌ من كفِّ بِعَلْبَكّ اليسرى؟ظ
- لا...
- صفحةُ صخرٍ وبيوتٍ تقلبُ صفحةَ شهداء؟!
- لا...
- أللَّيْطاني رجلٌ يتمدَّدُ فوق الخاصرة اليمنى ويغورْ
حبراً يجري شجراً وهواءْ
ويصبُّ رجالاً في الخاصرة اليسرى (صُوْر)؟
- لا...
- الليطاني (جبلُ الشيخِ) معلّمُ كلِّ جبال النّور؟
- لا
اللَّيطاني.. ولدٌ مقهورْ
يتدفَّقُ فَرْحاً وغناءْ..

الولد والزنبقة

أولُ نيسانَ أو كذبةٌ في ثياب الولدْ
أولُ نيسان...
إنه آخرُ البردِ
... تُلقي الروابي عَلى (النبطيَّةِ) ثوباً من الأقحوانْ
وتُلبِسها في الحواكير شالاً من النرجسِ العَنْبريِّ
بيوتٌ من الورد ساحاتُها العشق والياسمين
بيوتٌ من العاشقين
دكاكينُ من أعتق الأوسمه
والزواريبُ تُهدي الزواريبَ أقمارها مثل وَثْب الزمنْ
إنه موسم الحبِّ يكبرُ في همسه ألف طفلٍ من القمحِ
أجملُهم في الحكايا (حسن)...

 

إلياس لحود