نصيحة مجرب: الخطوات الأولى في الأكل الصحي علي زكريا الأنصاري

نصيحة مجرب: الخطوات الأولى في الأكل الصحي

أنا لست طبيبًا مختصًا لأنصح الناس فيما يتعين عليهم أن يأكلوه أو يشربوه. وأن أنصحهم في الرياضة المقننة التي تناسب أعمارهم ولكني أروي تجاربي الخاصة راجيًا أن يستفيدوا منها.

إن هدفي أن أرى الناس وهم أكثر استعدادًا للحياة, وأكثر إنتاجًا مما تتيحه لهم حياتهم الخاصة, والخالية من عمليات جراحية خطيرة قد تبتر أجزاء مهمة ومفيدة لهم من أجسامهم . وكل ما يتطلبه الأمر هو أن تكون لديهم الإرادة والقدرة على تنفيذ ما يلي:

1 - تحاشي الأكلات التي تتصارع في الجسم والتي تعطل بالتالي إنجازاتهم, على أن يستبدلوا بها أكل الوجبات التي يسهل هضمها, والتي تسهل عملهم في هذه الحياة القصيرة نسبيا. وقد تكونت لدينا عادات أكل خاطئة توارثناها من البيئة أبًا عن جد. فمثلا إن أكلاتنا المحبوبة والقريبة من أنفسنا في الكويت هي: (المطبق والمجبوس والمرقوقة والهريس والجريش). وهي كلها عسرة الهضم نظرًا لأنها تشتمل على بروتين (كاللحم أو السمك أو الدجاج), وبعض المواد النشوية (كالأرز والقمح والبطاطس... إلخ), وبكلمة مختصرة يجب تجنب الأكلات التي تحتوي على البروتين والنشا معا لأن من شأنها أن تتصارع في الجسم عند هضمها.

2 - إيجاد الوقت لممارسة شيء من الرياضة في الهواء الطلق, مما يناسب العمر, كالمشي أو السباحة أو الهرولة أو غيرها من المتع الرياضية, وإن كان العمر يسمح بكرة القدم أو كرة السلة أو التنس أو الجولف وما إليها كان بها. وعلى كل حال يجب التذكير بأن إطالة العمر بضع سنين - هي من عمر الدهر لا شيء يذكر - أفضل للإنسان من أن يُعرض جسده لأزمات بسبب أكلات غير مريحة, قد تلجئه إلى ما لا تحمد عقباه من جراحات أو غيرها.

3 - يفضل عدم استخدام الحلويات مباشرة بعد الأكلات الدسمة - كما جرت العادة - ويفضل أن تؤخذ الحلويات, إذا كانت هنالك ضرورة ماسة وذلك بين الوجبات. أي الساعة الحادية عشرة صباحًا أو الساعة الخامسة بعد الظهر. ويستحسن أن يستعاض عنها بالفواكه الطازجة أو العصائر حسب المواسم.

4 - عدم استخدام الملح النقي بكثرة, ويستحسن استخدام الملح المستخرج من البحر مباشرة, وهو يباع بالصيدليات, ويمكن أن يوجود في الجمعيات الموجودة في كل منطقة. وعلى كل حال, إذا كان الإنسان مضطرًا فيمكن شراء الملح الذي يحتوي على (أيودين) وهو مهم للجسم, والذي ينتج في السعودية تحت عنوان Sasa أو عمان تحت اسم (Idionized Salt) وبذلك يمكن تحاشي الملح النقي الشديد البياض والناعم, والذي يمر بمراحل قبل أن يصبح نقيًا ولذيذًا في الأكل.

خطر الدهون

5 - حاول بقدر الإمكان تحاشي الأكلات المقلية بالزبد أو الدهن عمومًا - كالزيت أو الدهن النباتي - ولو أن في هذه الأكلات شيئا من اللذة. ويبدو أن الإنسان - بصفة عامة - يبحث عن لذته في الأكل أكثر مما يبحث عن صحته مما يؤدي به إلى مشاكل صحية. وعلى كل حال فإن الغذاء المقلي بالدهن - سواء أكان حيوانيًا أو نباتيًا - يؤدي إلى عسر الهضم. وهذه الظاهرة تقلل من التركيز.

فهنالك توازن خفي بين عمليتي الهضم والإنتاج الفكري.

6 - عدم الإكثار من السكر الأبيض النقي في عمليات التحلية عند شرب الشاي مثلاً, الذي نشرب منه الكثير طوال اليوم. ويمكن أن نستبدل به السكر الأحمر المستخلص من قصب السكر, أو عسل النحل النقي, أو الدبس المستخلص من التمر. وهذه كلها طبيعية, وهي تفضل على غيرها من وسائل تحلية الأكل.

7 - الاستعاضة عن الخبز الأبيض النقي بالخبز الأسمر, الذي تتعرض قشرة حبه للشمس المباشرة, مما يعطيه حيوية وطاقة نحن أحوج إليها.

وهذا أفضل من الخبز الأبيض النقي واللذيذ فعلاً. على شرط ألا يؤكل هذا الخبز الأسمر مع البروتين, لأن الاثنين يتصارعان في الجسم ويعطلان عملية الهضم. ويفضل أكل السلطة المشكلة والخضراوات المسلوقة مع الخبز الأسمر.

وقد خلق الله الإنسان نباتيًا. تأمل في أسنانه وأدوات الهضم عنده وتركيبته الإنسانية الجسمانية. فهو يختلف عن آكلي اللحوم مثل الأسد والنمر والذئب والكلاب وغيرها, والتي أعطاها اللّه قوة ومتانة في أعضائها الهاضمة. فالإنسان ينضج اللحم على النار مدة كافية حتى يصبح قابلا للأكل بينما الأسد يلتهم اللحم نيئا, فأسنانه ومعدته قابلتان لهذا النوع من الأكل.

فوائد الألياف

8 - استخدام (النخالة) أو (الردة) في الأكل, ويمكن أن تخلط مع الشوربة أو اللبن الزبادي أو الأرز عند الطبخ, وفي هذه الحالة يجب أن يؤكل الأرز دون بروتين - مثل اللحوم, أو النباتات التي تحتوي على بروتين مثل (الفول والعدس والماش... إلخ), ويمكن أن يؤكل الأرز مع الخضار المسلوقة والسلطة المشكلة الطازجة.

9 - تجنب, بقدر الإمكان, الأغذية المسمدة بسماد كيماوي, ويفضل عليها الأغذية المسمدة بسماد عضوي أو (Cer ganic). ويمكن في هذه الحالة استنبات بعض البذور القابلة للزراعة في المطبخ. ويمكن شراء هذه البذور وكذلك وسائل زراعتها ثم تزرع إما في حوش البيت أو المطبخ بسهولة وبقليل من الماء. وقيمتها الغذائية أضعاف المرات من أنواع السلطة المقدمة كالخيار والخس والطماطم والجزر والفلفل الحلو وما إليها. أما الخضراوات المشكلة المطبوخة كالباميا والكوسة والجزر والبصل والفلفل الحلو والطماطم فيمكن أكلها مع البروتين ومع النشا سواء بسواء دون مشاكل هضمية, وكذلك السلطة المشكلة التي سبق ذكرها.

10 - إذا كانت هنالك حاجة إلى تناول المرطبات, بعد المجهودات الرياضية والتي يفقد فيها الإنسان شيئًا من العرق فيفضل الماء النقي الذي يجب عدم تغييره في كل حالة, أو عصير الفواكه الموسمية كالبرتقال أو التفاح أو العنب, على أن تكون معصورة قبل وقت قليل. والابتعاد كلية عن العصير المعلب أو المشروبات الغازية.

إذا اتبع المرء النقاط الفائتة فإنني أعتقد أن صحته ستكون على ما يرام وبالتالي سيكون إنتاجه العقلي جيدًا. وأرجو ألا يحتاج الأمر إلى عمليات جراحية قد تبتر أعضاء مهمة في جسده.ولا بد لكل عضو , في هذه الحالة, من أن يؤدي دوره في هذه الحياة, لأن أعضاء الجسم لم تخلق عبثًا. وكل ما هو مطلوب أن تتوافر للإنسان الإرادة الصحيحة في ملاحظة هذه النقاط, التي تضمن له هضمًا جيدًا, وصحة منتظمة وتفكيرًا نفسيًا متزنًا, وبالتالي تضمن له إنجازًا عقليًا مفيدًا لمجتمعه.

 

علي زكريا الأنصاري