المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية

تونس

مغامرة المصلحين في الثقافة العربية!

تحت رعاية الرئيس التونسي زين العابدين بن علي افتتحت الدورة الثانية والعشرون لمعرض تونس الدولي للكتاب بقصر المعارض, والتي امتدت خلال الفترة من 22 أبريل وحتى الثاني من شهر مايو الفائت. وضمن الأنشطة المصاحبة لتلك الدورة أقيمت ندوة بعنوان (الفكر الإصلاحي والتحديثي العربي) شارك فيها وزير الثقافة والشباب والترفيه التونسي د. عبد الباقي الهرماسي بكلمة أكد فيها ( إن الخطاب الإصلاحي ليس خطابا ثابتا وإنما هو خطاب متحول مافتئ يتغير باستمرار, ويتلون بتلون الواقع الذي أنتجه ويتحول بتحول مشاريع النخبة فيه, لذا وجب تأمله في تعدده وتغيره) وأضاف (فإذا عدنا إلى طبيعة هذا الخطاب في القرن التاسع فاجأتنا حماسته الكبيرة وتفاؤله الذي لا حدود له. إذ استقر في أذهان المصلحين أن هناك أنموذجا للتقدم ينبغي محاكاته وتقليده وهذا الأنموذج هو الأنموذج الغربي).

وبين الهرماسي أن الأنموذج الغربي دأب في ذلك القرن على دعوة عموم المسلمين إلى اقتباس الوسائل التي أوصلت ممالك الإفرنج إلى ما هي عليه من المنعة والسلطة الدنيوية, وذلك الخطاب لم يكن خطاب تبشير بأنموذج للتقدم والرفاه فحسب, بل كان أيضا خطاب تحذير لعموم المسلمين من الإعراض عن المؤسسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية, لما في ذلك من خطر يهدد مصير الأمة فتحول خطابهم في هذا السياق إلى نقد للذات (وإن ذلك الأسلوب ذاته هو الذي توخاه الطهطاوي في كتابه ( تخليص الإبريز) وهو يتأمل تجربة الإفرنجة في الحكم وسياسة البلاد. لقد تحمس الطهطاوي للأنموذج الغربي ودعا إلى الإفادة منه).

وأشار الهرماسي إلى خطاب القرن التاسع عشر (الذي عهدناه بالبدء, جريئا, متحمسا, متفائلا سرعان ما اعتراه الفتور فقد اكتشفت النخبة بعد الحملات الاستعمارية, وجها آخر للغرب كان مستترا, هو الوجه الاستعماري وبدأ الأنموذج يفقد سطوته وفتنته وتوهجه. ويأتي قيام دولة إسرائيل ليزيد صورة الغرب إرباكا في العقول والأذهان, فالغرب الذي كان يستهدي به المصلحون ويسترشدون بقيمه جاء الآن غازيا, قاهرا, ومستبدا). كما أشار أيضا إلى ظهور المدرسة الاجتهادية خلال تلك الظروف والتي سعت إلى تقديم تصور تحديثي للإسلام, وإذا كان الإصلاح في القرن التاسع عشر (يستهدف تأصيل) التحديث ويبحث له عن أسانيد في التراث الديني والفكري تؤكده وتدعمه, فإن المدرسة الاجتهادية استهدفت تحديث الأصول, أي وصل الخطاب الديني بمقتضيات العصر ومتطلبات اللحظة الراهنة, فظهرت كتابات علي باش والثعالبي ومحمد عبده والكواكبي وعلي عبد الرزاق والطاهر حداد لتناهض المنظومة الدينية السائدة وتمعن في نقدها, مؤكدة أن الخلاص لا يكمن في استعادة الأصول, وإنما في إعادة تأويلها.في هذا السياق دعا محمد عبده إلى (إطلاق سلطان العقل وتغليبه في فهم الدين ( فالتقليد بغير عقل ولا هداية هو شأن الكافرين. أما الكواكبي فقد دعا إلى عقلنة الحياة السياسية حتى تتكيف مع مقتضيات العصر, وأول مظاهر هذه العقلنة التوكيد على أهمية القوانين التي تؤسس لمجتمع جديد).

وأثنى الهرماسي على تجربة أولئك المصلحين والتي وصفها بالمغامرة العظمية التي أنتجت لنا أعمالا على درجة عالية من النضج والعمق ولكنه توقف, متأسيا على فكرهم الذي (لم يتناسل في الثقافة العربية, ولم يجد من ينميه ويطوره), وفسر ذلك بكون تلك الثقافة لا تستفيد من مثقفيها ولا تتغذى من إبداعاتهم, وفي هذا (تختلف ثقافتنا عن ثقافات أوربا الشرقية وآسيا وأمريكا اللاتينية, وهي الثقافات التي ما فتئت تتطور من خلال إنتاجات مفكريها ومبدعيها). لقد عاد شبح (الاتباع) يسكن كل تعبيرات ثقافتنا, يهددها من جديد من الداخل, ليذكر أن الإبداع قرين الضلالة والنار).

وفي ختام كلمته شدد وزير الثقافة التونسي د. عبد الباقي الهرماسي على أننا لا نستطيع أن نصوغ فكرا عربيا جديدا, ما لم نتخذ من الفكر النقدي منهاجا في التعامل مع الواقع والتراث والمجتمع, فالفكر النقدي هو فكر السؤال والمساءلة والبحث والمغامر. وتواصلت فعاليات الندوة التي شارك فيها د. سليمان العسكري رئيس تحرير (العربي) ود. علي حرب ود. جابر عصفور ود.محمد حافظ دياب.

وقد دعا د. سليمان العسكري في الندوة التي حملت عنوان (علاقة الدين بالدولة الحديثة.. ودعوة لإعادة البحث) إلى ضرورة إعادة بحث ودراسة وتوظيف علاقة الدين بالدولة لصياغة أي مشروع إصلاحي جديد للعالم العربي والإسلامي, وقال: (إن كل الشعوب والأمم عبر التاريخ القديم والحديث واجهت هذه الإشكالية من خلال الحركات الفكرية والإصلاحية التي أدت إلى بناء الحضارة الإنسانية السائدة حاليا في العالم, واعتبر العسكري أن قيام دولة دينية بالمعنى التقليدي كالتي سقطت في أوربا بعد القرون الوسطى أصبحت مستحيلة في هذا العصر العالمي, مع إقراره بأن العرب والمسلمين لايستطيعون في أي مشروع إصلاحي حديث تجاوز الفكر الديني الإسلامي كعقيدة وليس كتشريع يومي.

وطالب د. سليمان العسكري المفكرين العرب والمسلمين بضرورة البحث عن طريق لايلغي الدين كعقيدة وفي الوقت نفسه لايجعل العالم العربي والإسلامي في موقف تصادمي مع التطور الحضاري, لأنهم قد يصبحون مهددين بالانقراض والتخلف عن ركب التاريخ, وربما بالخروج عن الخريطة الجغرافية والحضارية والإنسانية في العالم, إذا لم يتمكنوا من حل هذه الإشكالية التاريخية والفكرية والحضارية الصعبة والمعقدة), إن المطلوب الآن ولا سيما من المفكرين العرب والمسلمين هو إيجاد صيغة لمشروع إصلاحي لا يتجاوز أو يلغي الدين, وإنما يحترم الدولة الحديثة ومؤسساتها مقابل احترام هذه الدولة أيضا للدين وعدم الاصطدام معه).

القاهرة

أول بينالي عربي للرسم الصحفي

ما أن افتتح الفنان فاروق حسني, وزير الثقافة المصري, المعرض الأول للرسوم الصحفية بقصر الفنون بالجزيرة, حتى أعلن عن إنشاء أحدث بينالي فني يخصص للرسم الصحفي, الذي اعترف بأنه ظلم كثيرا. أكثر من السبعمائة لوحة للأجيال المتعاقبة من الرسامين المصريين الذين شهدت الصحافة العربية إبداعاتهم منذ نشأتها وحتى الآن, كانت تنتظر الجمهور الكبير الذي اعتاد لقاء فنانيه على صفحات الدوريات اليومية والأسبوعية والشهرية.

في المعرض تم تكريم 12 فنانا, من بينهم أسماء الراحلين: حسين بيكار, الحسين فوزي, جمال كامل, منير كنعان, صلاح مأمون, وعبد الغني أبو العينين, ومن الأحياء: مصطفى حسين, إيهاب شاكر, جمال قطب, عبد الحليم البرجيني, سميحة حسنين, هبة عنايت. وأشار الوزير لدى تكريمه لأعلام هذا الفن إلى ارتباط الرسم بالصحافة كنشاط أسهم في تغيير أغلب أوجه مناحي الحياة المختلفة, وأضاء مسارات للتنوير والوعي القومي بقضايا الوطن وهمومه, واجتمع الاثنان معا,. الفن والصحافة, على رسالة واحدة أثرت وجداننا عبر سنوات طويلة بغذاء روحي وعقلي, مازلنا نستمد منه حتى اليوم زادا معرفيا وسيظل لأجيال عديدة. أما الفنان محمد أبو طالب, قومسير عام المعرض, فقد انتهز الفرصة ليعلن أن هذا الفن يمر بخطر قائلا: أعتبر أن هذا المعرض هو صيحة إنذار وتوعية, بعد أن لاحظنا في السنوات الأخيرة تدني مستوى الرسم في الصحف والمجلات العربية!. وناشد شباب الفنانين العودة بالرسم الصحفي إلى سالف مجده.

وبدوره عقد الفنان د. أحمد نوار, رئيس قطاع الفنون التشكيلية, الأمل على الأجيال الشابة لكي تنهض بهذا الفن الذي أسهمت الصحافة في صنع جماهيريته. وأوضح أن أهمية هذا المعرض ربما تكمن أيضا في كشفه عن مسيرة طويلة اقترن فيها العمل الصحفي اليومي بالإبداع الفني لينسجا معا لحنا جماعيا تكاملت من خلاله الرؤى والأفكار والمنطلقات على نحو فريد.

ولم يقتصر هذا المعرض التأسيسي للرسم الصحفي على اللوحات أو التكريم داخل صرح مهم مواجه لدار الأوبرا المصرية, بل اشتمل أيضا على عدة ندوات شارك فيها فنانون ونقاد كبار مثل الفنان حسن عثمان الذي أقر بأن هذا المعرض مفاجأة للساحة بكل المقاييس, وأوضح أن الرسام الصحفي يتميز بمقومات لا تتوافر في أي فنان آخر, تماما ككاتب العمود الذي يختلف عن أي صحفي يوقع يوميا على سطور في نفس الجريدة.

وأضاف عثمان: الفنان الصحفي لابد وأن يمتلك القدرة على فهم إمكانات العملية الطباعية وإخضاع لوحاته لمقتضياتها, فضلا عن إدراك طبيعية من يخاطبهم.. أقصد الجمهور العريض, الذي يجب أن يكثف كل طاقاته وهو يتوجه إليه في مساحة لا تزيد على 20 أو 30 سنتيمترا مربعا.

مصطفى عبد الله

الكويت

الشعر يزهو في صندوق فهد العسكر

بعد أن حققا حلمهما في العام الماضي بالتوطن في ذلك المكان التاريخي واستنشاق رائحة القديم فيه, والذي شهد أهم مراحل التطور الاقتصادي والسياسي في الكويت وهو السوق الداخلي, واصل كل من أحمد الديين وراشد العجيل مالكا مكتبة دار قرطاس رعاية مشروعهما الثقافي الوليد المسمى صندوق فهد العسكر لدعم الإبداع الشبابي بمشاركة فعّالة من قبل مجموعة المثقفين والمهتمين كالروائية ليلى العثمان والسيد محمد أشكناني, ويهدف الصندوق الذي اتخذ من اسم أحد أشهر شعراء الكويت وأكثرهم تقدمية عنوانًا له, إلى نشر الأعمال الإبداعية لمن هم دون سن 25 عامًا في مجالات الرواية والقصة القصيرة والشعر وغيرها.

من جانبه يؤكد أحمد الديين لـ (لعربي) أهمية تشجيع ودعم (الأقلام الواعدة في بلادنا وهذه العملية لم تقتصر على الكويتيين فقط, فنحن في صندوق فهد العسكر لانشترط لدعم أي عمل إبداعي سوى أن يكون المشارك مقيمًا في الكويت, دون النظر إلى جنسيته), وتبتل شرايين صندوق فهد العسكر ماليا من قبل المساهمين فيه وبعد طباعة أي عمل يتم عرضه للبيع في مكتبة دار قرطاس لمصلحة المؤلف نفسه. ويعترف الديين بأن نسبة كبيرة من الأعمال التي قدمت لهم في صندوق فهد العسكر (لم تكن بالمستوى المطلوب خاصة في مجال الرواية والقصة القصيرة, أما الشعر فأوضاعه مشجعة وتبعث على التفاؤل). ولعل تواضع التجربة المعاشية لصغر سن المشاركين في الصندوق هي التفسير الأكثر قبولاً لنوعية الأعمال التي تم تقديمها, لذلك سألنا الديين عن إمكان رفع سن المشاركين في صندوق فهد العسكر, فأجاب (نحن بالفعل نتدارس هذا الموضوع, ومن المحتمل أن نرفع السن إلى 35 عاما, فالهدف النهائي لدينا هو دعم الحركة الأدبية والثقافية في الكويت وهو الأهم).

وأخيرًا صدرت عن صندوق فهد العسكر لدعم الإبداع الشبابي ثلاثة دواوين شعرية هي (ظل لا ترسمه نخلة) للشاعر الكويتي سعد الجوير (22 عامًا), (نهارات مغسولة بماء العطش) للشاعرة المصرية منى كريم (17عاما), وأخيرًا (هيولى) للشاعر الكويتي حمود الشايجي (23 عامًا). وقد بدأ المشروع في عام 2002.

إبراهيم المليفي

بيروت

تدشين المؤسسة العربية للتحديث الفكري

تحت عنوان (الحداثة والحداثة العربية) عُقد في بيروت, ولمدة ثلاثة أيام, مؤتمر إشهار (المؤسسة العربية للتحديث الفكري), التي تتخذ من جنيف بسويسرا مقرًا رسميًا لها والتي يرأس مجلس إدارتها د. نصر حامد أبوزيد الأستاذ الأكاديمي المصري المعروف, الذي يقوم بالتدريس في جامعة ليدن بهولندا في الوقت الراهن. والمؤسسة, كما أشير إلى هويتها في نظامها الأساسي, تهدف إلى الإسهام في تطوير فكر وثقافة عربيين, تقدميين وإنسانيين. كما تسعى إلى توسيع الفضاء الفكري وتنشيط الإبداع الثقافي, من خلال الانفتاح على أخصب منجزات الحداثة ومساراتها ومكتسباتها المتوالية في العالم. (فمن أولى المهام اليوم وأعجلها, وضع حدّ لمظاهر النكوص الملحوظ في المجتمعات العربية في العقود الأخيرة, وتقليص هوة الفوات التاريخي التي لاتزال تفصل واقع المجتمعات العربية عن واقع المجتمعات الأكثر تجاوبا مع فتوحات الحداثة).

وقد ورد في البيان التأسيسي للمؤسسة أن من بين مهماتها:

- تشجيع البحث في الجامعات والمعاهد والمؤسسات الثقافية في ميادين علوم الإنسان والمجتمع.

- نشر البحوث والدراسات والترجمات من العربية وإليها بما يخدم أهداف المؤسسة.

- إيلاء أهمية خاصة لنشر الموسوعات تأليفا وترجمة.

- إصدار دورية أو أكثر تُعنى بشئون البحث في كل الميادين الفكرية المتصلة بأهداف المؤسسة.

- الدراسة النقدية لسياسة التربية والتعليم ومناقشة الأنظمة التعليمية في الدول العربية.

- إنشاء مواقع إعلامية باستخدام وسائل الاتصال المتقدمة.

ويضم مجلس إدارة المؤسسة بالإضافة إلى د. نصر حامد أبوزيد, السيدة ليلى شرف وزيرة الإعلام الأردنية السابقة نائبا للرئيس وجورج طرابيشي أمينا عاما, ومحمد عبدالمطلب الهوني أمينا ماليا, وكلاً من المفكرين محمد عبده الفيلالي ومحمد أركون وعبدالمجيد الشرفي ومحمد الشرفي وناصيف نصار وفريدة بنّاني, أعضاء.

ومن استقراء أكثر هذه الأسماء, بالإضافة إلى أسماء أكاديميين آخرين شاركوا في الأبحاث التي ألقيت في المؤتمر, ومنهم المفكرون صادق جلال العظم وفهمي جدعان وكمال عبداللطيف وعادل ضاهر وإبراهيم بدران وإحميدة النيفر وعزيز العظمة, بدا أن الطابع العام للمؤسسة العربية للتحديث الفكري هو طابع أكاديمي, فكري وفلسفي استطرادا. ذلك أن أكثرهم عمل - أو يعمل - في حقل التدريس, وفي حقل تدريس الفلسفة الإسلامية والفكر الإسلامي والتاريخ الإسلامي على التحديد, ومما يجدر ذكره أن د. نصر حامد أبوزيد ذكر في المؤتمر أن من بين خطط المؤسسة, مشروعًا لترجمة كل ما كتبه المستعربون عن الإسلام.

وروى أبوزيد في كلمته الافتتاحية في المؤتمر قصة إنشاء المؤسسة (لأنها قصة تستحق أن تحكى حتى يكون الإشهار الآن قائما على شفافية لا تترك مجالا للتخمين والالتباس). فقد جاءت المبادرة الأولى الأولى من د. محمد عبدالمطلب الهوني رجل الأعمال الليبي الذي يعيش ويمارس نشاطه في كل من إيطاليا وسويسرا.

فقد جرى اتصال من الهوني بمحمد أركون والتقى كل منهما لاحقا في لقاء موسع في روما مع بعض المؤسسين الآخرين. (وقد كان الهوني حريصا من اللحظة الأولى على أن يترك لنا تحديد شكل المشروع وعليه التبرع بتمويل كاف لبداية حرة مستقلة).

وأضاف أبوزيد أن الكثير من الأعضاء المؤسسين أصدروا كتبًا وأبحاثًا تتناول أسئلة الحداثة والنهضة والتقدم من منظور نقدي تاريخي من زوايا عديدة. (هذا الانشغال هو الذي جمع بينهم رغم اختلاف تخصصاتهم, وعلى الرغم من تفاوت زوايا التركيز في أطروحاتهم, بل ورغم اختلاف مواقفهم. هذا الاهتمام بسؤال الحداثة وبقضاياها كان الدافع الأساسي والمحرّك الأصلي وراء هذا المشروع).

وقال الهوني في كلمته في المؤتمر: (إن المال ضروري جدا ضرورة الفكر لأنه الوجه الآخر لمعول الهدم أو للبنة البناء. غير أن على المال أن يأخذ خطوته إلى الخلف وأن يبقى في صفوف المصلّين وراء إمامة الفكر, وإلا فسد كلاهما). وعن أهداف المؤسسة ذكر الهوني أن الهدف هو ترسيخ العقل النقدي ونشر الفكر الحداثي. وأضاف: (نحن في المؤسسة قررنا عدم التدخل في سياسة البلدان العربية. فهدفنا ليس زعزعة النظم والانقضاض عليها. فهذا أمر لسنا معنيين به, ولكن لكل فرد في هذه المؤسسة الحق في أن يناضل بحسب معتقده السياسي ورؤاه الأيديولوجية, ولكن ليس باسم هذه المؤسسة ولا من خلالها, فالسعي هو إلى إعمال انقلاب في ذهنية الإنسان العربي بحيث يخرج من عماء الانحطاط إلى البصيرة الثاقبة للتقدم. إننا نريد أن نغيّر مؤسسات المجتمع الأهلي من قبلية وعشائرية وطائفية وجهوية إلى مؤسسات مجتمع مدني تنخرط في تحديث المجتمع ورفع من مستواه الإنساني وبيئته ونظرته إلى نفسه وإلى الآخر). وقد أعلن الهوني أن زملاءه في المؤسسة قبلوا منحته لها بمبلغ لا يتجاوز مليون دولار, ودعا كل من تعنيه مبادئ المؤسسة إلى التبرع لها ولكن على أن تكون الهبات غير مشروطة.

وقد تناولت أعمال المؤتمر جملة قضايا حداثية وتراثية واقتصادية وسياسية وتربوية. فكانت هناك أبحاث ومداخلات تناولت كل شأن في هذه الشئون.

طالب كثيرون المؤسسة بأن تكون حداثية حقا لا حداثوية تلفيقية أو توفيقية.

ورأى د. فهمي جدعان أن الحداثة في الفكر العربي شأن معروف ومحسوم من قديم الزمان: من إخوان الصفاء إلى المعتزلة وصولا إلى ابن رشد وابن خلدون. إن ما ينقصنا ليس الفكر الحديث, ولا القطيعة المعرفية التي تشترطها الحداثات المتعددة, بل تربية النزعة الإنسانية في الفكر العربي ورعايتها. (ما نحتاج إليه اليوم ليس البحث في كيفية بناء الاقتصاد أو الدولة أو الصناعة, بل كيفية بناء الإنسان).

أما بالنسبة لمحاضر آخر هو د.إبراهيم بدران, فالتحديث مرادف للتقدم, وللنمو الاقتصادي تحديدًا.

وحدد د.عزيز العظمة العوامل المؤدية إلى ضمور القول الثقافي والمعرفي في الحداثة وفي مقدمها الهوس بالتراث المقابل لنبذ النظرة التاريخية في الذات, أو الفهم النكوصي بدلا من الفهم التقدمي للتاريخ. فالحداثة (ليست وصفة فكرية أو فهرسًا يتضمن عناصر نقول بوجودها أو بعدمها)

وفي كلمته التي ألقيت نيابة عنه دعا العفيف الأخضر إلى (أن العقلانية الدينية المنفتحة هي التي ينبغي أن تكون قوام التعليم الديني المنشود في الفضاء العربي الإسلامي).

جهاد فاضل

دمشق

افتتاح دار الأوبرا السورية

خلف النصب التذكاري للسيف الدمشقي في ساحة الأمويين, تم افتتاح دار الأوبرا, التي أعطيت رسميا اسم (دار الأسد للثقافة والفنون). انتظرت سوريا ثلاثين عاما لتشهد هذا الحدث الذي نفذته مؤسسة الإسكان العسكري السورية, وفق تصميم أحد بيوتات الهندسة البريطانية, ونفذت الإضاءة والصوت وأنظمة الإنذار من الحريق والأنظمة الأخرى شركة سويسرية.

ربما كان الحريق الذي نشب بسبب تماس كهربائي عام 1999, أحد أهم أسباب التأخير. أما اليوم وبعد أن تم افتتاح الدار ضمن احتفالية قُدِّم فيها عرض راقص لفرقة إنانا, بعنوان (ليلة مرصعة بالنجوم). وفيما قدمت الفرقة الوطنية للموسيقى العربية مع جوقة الغناء العربي, والفرقة السيمفونية مع الكورال الكبير, حفلا موسيقيا على خشبة مسرح الأوبرا, أصبح بالإمكان الاستفادة من هذا الصرح وتفعيله, لتنشيط الحركة الثقافية بشكل عام.

فمبنى دار الأوبرا يحتوي عدة صالات, أهمها القاعة الرئيسية المسماة (قاعة الأوبرا), وهي قاعة تتسع لـ 1500 شخص, مخصصة بشكل أساسي لأعمال الأوبرا التقليدية والحديثة والباليه, وكذلك الأعمال المسرحية الكبيرة, والعروض الموسيقية, والفولكلورية, والغنائية, وكذلك العرض السينمائي, ويمكن استخدامها للاجتماعات والمؤتمرات الثقافية.

والثانية (قاعة الدراما) وهي تتسع لـ 750 شخصا, وهي مجهزة لعروض المسرح والموسيقى. أما القاعة الثالثة فهي (متعددة الاستعمالات) وهي تتسع لـ 350 شخصا, وتتميز بسرعة تكيفها مع الوظيفة المطلوبة, حيث المقاعد مركبة على عربات قابلة لإعادة التوزيع حسب النشاطات المختلفة.

وعلى الرغم من ارتباط الدار بوزير الثقافة, فإنها تمتلك شخصية اعتبارية, واستقلالا إداريا, يمنحها منهجا بعيدا عن الأطر التقليدية لمؤسسات الدولة.

هدف دار الأوبرا الأساسي تطوير الثقافة الموسيقية والمسرحية وتنمية الذوق الفني لدى الجمهور, وتشجيع حركة الإبداع الوطني فنيا واجتماعيا وثقافيا, وذلك من خلال تشكيل الفرقة الوطنية للموسيقى العربية, وفرقة الموسيقى السيمفونية الوطنية, والفرقة الغنائية الأوبرالية, وفرقة الباليه, والفرقة المسرحية, ومكتبة الدار.

كما سيتم دعم الفرق الفنية المحلية وإنتاج أعمال موسيقية وغنائية ومسرحية, إضافة إلى المهرجانات واستقدام الفرق الفنية المتميزة, العربية منها والأجنبية.

ويمكن استخدام الصالة الرئيسية, ومتعددة الاستعمالات, لتقديم عروض سينمائية وفق نظام (دولبي), مما يحل ولو جزئيا أزمة دور العرض في دمشق.

كل هذه خطط مستقبلية, إن تم تنفيذها انتعش الوضع الثقافي الراكد في سوريا. وريثما يشتد ساعد الدار, حسب تعبير الدكتور نبيل اللو, المدير العام للدار, تم تنسيق برنامج يومي مرحلي تقدم فيه الحفلات الموسيقية للفرقة السيمفونية الوطنية مع الكورال الكبير, والفرقة الوطنية للموسيقى العربية مع جوقة الغناء العربي, وغيرها.

إضافة إلى برمجة تقديم عرض مسرحي راقص لفرقة إنانا بعنوان (زنوبيا ملكة تدمر), وعرض مسرحي (الدبلوماسيون) للمخرج غسان مسعود. كما سيتم افتتاح الملتقى الثاني لمعاهد الموسيقى في العالم العربي, ومؤتمر الحفاظ على التراث الموسيقي العربي.

إن ندرة الفعاليات الثقافية وتقطعها لا يشكل أي تراكم ثقافي, مما يجعل من أصعب مهام الدار القيام بإعادة تشكيل الملتقى السوري, وخلق علاقة جديدة وصحيحة بينه وبين الفنون كافة.

على أي حال, الأوبرا بحد ذاتها غير مألوفة عربيا باستثناء مصر التي بنيت دارها الأولى في عهد الخديو إسماعيل لاستقبال أوبرا عايدة لفيردي, وهي التي احترقت, قبل أن تشيد مرة أخرى قبل سنوات. لذا فإن الآمال معلقة في سوريا على هذا الصرح, علّه يستنهض الوضع الثقافي المؤجل دائما, ويواكب الحركة الفنية وينقلها ويضيف عليها ليطور الذائقة الفنية للمتلقي, ويعيد علاقته بثقافة الآخر وفنونه.

تأخرت دمشق لتكون عاصمة ثقافية عربية, حتى العام 2008, حيث يمكنها أن تنتج وتستقطب الطاقات والإبداعات الثقافية العربية? فهل ستصلح هذه الدار ما أفسده الدهر? وتعيد الحياة لدمشق ولسورية بإحياء جمهورها الذي طال انتظاره?

ليلاس حتاحت

الشارقة

انطلاق جوائز الشارقة للإصدار الأول

لدعم الموهوبين في الوطن العربي بدأت دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة في استقبال الأعمال المشاركة والمتنافسة على جوائز الدورة الثامنة والمقدمة للإصدار الأول في مجالات القصة القصيرة والشعر الفصيح والرواية والمسرحية والشعر الموجه للأطفال والنقد; الذي خصص هذا العام للقصيدة الحديثة بين الغنائية والغموض.

وقد حددت شروط وأحكام المشاركين والمشاركات من كل أنحاء الوطن العربي ألا تتجاوز أعمارهم حاجز 40 سنة, وأن يكون المخطوط هو الأول في مجاله للمشاركة, ولم يسبق نشره, أو الفوز بمسابقة مثيلة, وأن يكون مكتوبا باللغة العربية الفصحى. ولا يصح للمشترك التنافس في أكثر من مجال, على أن ترسل المشاركات قبل آخر أكتوبر 2004م, حيث يغلق باب قبول المشاركات, التي يجب أن تكون من ثلاث نسخ, ومحفوظة على قرص مدمج, ومرسلة إلى أمانة جائزة الشارقة للإبداع.

وأشار متحدث باسم الأمانة إلى أن ثلاث جوائز ستمنح في كل مجال من المجالات الستة, وهي خمسة آلاف دولار أمريكي للفائز الأول, وثلاثة آلاف دولار أمريكي للفائز الثاني, وألفا دولار أمريكي للفائز الثالث, بحيث يبلغ مجموع الجوائز 60 ألف دولار. كما سيدعى الفائزون الأوائل للمشاركة في ورشة إبداعية تعقد في شهر أبريل 2005م بالشارقة, بينما تعلن النتائج قبلها خلال شهر فبراير من العام نفسه.

دار البيضاء

ربيع المسرح المغربي

هل هي العودة الحتمية للمسرح ليكون جديرا بأبوة باقي الفنون? أم أنها الروح الحية والمتجددة التي لا تتوانى تسري في أوصال مسارح الكون كلما لاحظت أن جزءا منها يصيبه الصقيع, ويدخل مرحلة الموت البطيء?.أم أنه ببساطة, وبقوة الأشياء ـ وداخل نسق ثقافي عام تمور داخله تفاعلات داخلية ـ كان لابد أن تعود للمسرح قوته وبهاؤه? هل هو الزمن المسرحي إذن? أم هو ربيعه على الأقل!!

وإذا كانت بداية الموسم المسرحي المغربي تكاد تكون متشابهة منذ حوالي خمس سنوات خلت من خلال ما يُراق من مداد ويُسهَبُ به من كلام حول الدعم (دعم الإنتاج المسرحي المقدم لمشاريع الفرق المسرحية المرشحة) وما يسجله من استحسان واستياء متوازيين, فإن البداية الفعلية للموسم المسرحي تصبح بالضرورة, وفي أحسن الأحوال, في نهاية فبراير وبداية مارس, حيث تكون الفرق التي نالت حظها من الدعم منكبة على تقديم عروضها الافتتاحية لتنال الشطر الأول من هذا الدعم وتكون الفرق الهاوية والجامعية قد تجاوزت (أغلب) العوائق المادية والإبداعية لتقدم أيضا تجاربها واختياراتها المسرحية..لكن الموسم الحالي سجل حضورا مسرحيا لافتا, وغير مألوف جعل الفرق الهاوية والجامعية وأندية الشباب تبدو أكثر فورانا ونشاطا, بل وتجاوزا لبعض الفرق المسماة محترفة, واستطاعت أن تقدم عروضها بإمكاناتها الخاصة, وفقرها المادي الذي صار خاصية نوعية يميزها, قبل الكثير من الفرق التي حصلت على دعم مسرحي من وزارة الثقافة..وهنا يطرح السؤال من جديد حول طبيعة الفقر في الممارسة المسرحية المغربية: هل هو فقر مادي/مالي أم فقر فني/إبداعي?!.. هذا سؤال آخر ينضاف إلى مجموع الأسئلة المعلقة التي أفرزتها تجربة الدعم المسرحي بالمغرب, وليس المجال هنا سياقا لتداولها والإجابة عنها!!

عجزت التجارب الاحترافية, إذن, أن تدشن الموسم المسرحي كما هو مفروض, ومتعارف عليه في كل مسارح ودول العالم, وعجز أيضا مهرجان (ربيع تطوان (شمال المغرب) المتوسطي للمسرح التجريبي الثاني ـ ملتقى الحوار والفكر والمواطنة) على خلق الحدث المسرحي بمناسبة اليوم العالمي لأبي الفنون (كان المهرجان في الفترة ما بين 24 و27 مارس 2004) رغم محاولاته تلميع واجهته بأسماء غاب أغلبها, واكتفى بتكريم ثلة الحاضرين. لكن (العجز المسرحي) ـ لحسن الحظ ـ لم يكن كليا, إذ سرعان ما حلت الروح الديونيزويسية بكل جموح من خلال سلسلة من التظاهرات المسرحية المتفرقة على ربوع المملكة, وكأنها تواطأت على أن تصنع ربيعا مسرحيا متفردا ومكثفا..

كانت البداية من الدار البيضاء حيث الدورة السادسة لمنتدى إبداع الطالب Le Forum الذي تدأب على تنظيمه كل سنة جامعة الحسن الثاني, وعرف فعاليات هذه الدورة بشراكة مع جمعية مقام في الفترة ما بين 24 مارس وثاني أبريل 2004, وهو منتدى يفتح لطلاب الجامعات مساحة شاسعة لطرح إبداعاتهم للمساءلة والتقويم, حتى غدوا قادرين على صنع الحدث المسرحي. وتشاء الصدف أن يكون يوم إطفاء شمعة الفوروم هو نفسه موعد انطلاق شرارة مسرحية أخرى, وهذه المرة من أغادير (جنوب المغرب) حيث الدورة السادسة أيضا لمهرجان أغادير الجامعي, الذي أصبح دوليا باستضافته لفرق مسرحية جامعية من إسبانيا وفرنسا وألمانيا (التي حصلت فرقتها من جامعة ميونخ على الجائزة الكبرى للمهرجان) بالإضافة للمشاركة المغربية بفرق مسرحية جامعية من أغادير ومراكش والدار البيضاء, وهو المهرجان الذي نظمته كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر في الفترة ما بين ثاني والخامس من أبريل المنصرم, وقد استطاع أن يرسخ نفسه في الخريطة المسرحية المغربية ويصبح موعدا ينعش جهود الورشات المسرحية الجامعية ويذكي حماسها وروح التنافس فيها لتطوير آفاقها في البحث والتجريب, لذلك يُتنبَّأُ لهذا المهرجان بأن يكون التمثل الأفضل للممارسة المسرحية الجامعية, والبديل الحقيقي للتجربة الجامعية المتميزة خلال العقد الماضي, ألا وهي تجربة المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالبيضاء الذي بلغ في سبتمبر الماضي دورته الخامسة عشرة, لكنه يعيش ملامح النهاية وبوادر الاحتضار, من هنا تأخذ تجربة المهرجان الجامعي لأغادير أهمية مضاعفة, واهتماما بالغا, لأنها تسهم في حركة مسرحية عامة, وتنعش منطقة الجنوب المغربي, وتنبئ بالخلف الذي يضمن الاستمرار.

بشكل متزامن, ودون اتفاق مسبق ظهرت على السطح ثلاث تظاهرات مسرحية تزامنت في التوقيت والمدة (في الفترة ما بين 4 و11 أبريل 2004) ومختلفة في المكان, ويتعلق الأمر بالمهرجان الجهوي الثالث لمسرح الهواة بمدينة آسفي, الذي ينظم بتناوب بين مدينتي الجديدة وآسفي (بالغرب الجنوبي للمغرب) من طرف الاتحاد المسرحي لجهة عبده - دكالة. وعرف هذه السنة تركيزا واضحا على الفرق التي تنتمي على الجهة, , وبالرغم من الحركية التي يسعى إلى تحقيقها هذا المهرجان الفتي فهو لم يكتسب ملامحه بعد, خصوصا أنه ينظم بشكل متناوب, ومازالت حركيته محدودة في المكان, وبالتالي يظهر أثره وإشعاعه على مستوى الجهة أكثر من إشعاعه على المستوى الوطني. وتتعلق التظاهرة الثانية بالملتقى الربيعي الدولي الثاني للفنون, الذي نظمته جمعية الحياة الثقافية والفنية بمدينة الفقيه بنصالح (وسط المغرب) تحت شعار: (الفن في خدمة المبادئ الإنسانية) بمشاركة فرق شعاع تارودانت, وفرقة الحياة المسرحية, وفرقة Service service من بلجيكا, مع مشاركة شرفية للفرقتين الفرنسية والليبية. أما التظاهرة الثالثة فتتعلق بالمهرجان الوطني الأول لمسرح الشباب الذي يشكل الإضافة النوعية للممارسة المسرحية المغربية, ويتميز بكونه تقف وراء تنظيمه جهة رسمية مباشرة وهي كتابة الدولة المكلفة بالشباب, وذلك تحت شعار: (المسرح فضاء للحوار والمواطنة)

عبد المجيد شكير





جانب من ندوة (الفكر الإصلاحي والتحديثي العربي)





غلافا مجلتي (صباح الخير) و(روز اليوسف) اللتين كانتا أول من احتفى بالرسم الصحفي, بريشة المكرمين بالمعرض جمال كامل وإيهاب شاكر





غلافا مجلتي (صباح الخير) و(روز اليوسف) اللتين كانتا أول من احتفى بالرسم الصحفي, بريشة المكرمين بالمعرض جمال كامل وإيهاب شاكر





نماذج من الأعمال الأدبية التي أصدرها صندوق فهد العسكر





نماذج من الأعمال الأدبية التي أصدرها صندوق فهد العسكر





نماذج من الأعمال الأدبية التي أصدرها صندوق فهد العسكر





 





الأوبرا السورية ليلة الافتتاح





ملصق مهرجان المسرح المغربي





مهرجانات مسرحية أخرى موازية