هل نعيش في مساكن مريضة?

هل نعيش في مساكن مريضة?
        

بينما يُفترض أن تكون مساكننا ملاذات للسلامة النفسية والجسدية فإن هناك أخطاء غير ملحوظة تطيح بمعطيات هذه السلامة.

          يقول الشاعر والأديب جبران خليل جبران: (إن بيتك هو جسمك الكبير) فهل حقاً بيت الإنسان ومنزله هو جزء من جسم الإنسان? وهل حقا ينظر الإنسان إلى مكان معيشته ومحل عمله على أنها أجسام حية تأكل وتتنفس وقد تختنق وبعدها تمرض وعندها يمرض الإنسان.

          أشارت منظمة الصحة العالمية في دراسة لها إلى أن 30% من المباني في العالم هي في الحقيقة مبان مريضة وهذه النسبة في ازدياد. هذه المباني التي هي مريضة أو التي في طريقها إلى المرض بسبب رداءة بيئتها الداخلية تسبب الكثير من الأمراض لساكنيها, وقد تتفاوت هذه الأمراض والتي أحصاها الخبراء في هذا المجال بما يتجاوز الخمسين مرضا, بين صداع خفيف وحساسية في العيون أو الحنجرة, إلى أمراض خطرة مثل السرطان وتشوهات خلقية في المواليد الجدد,وهناك مكان حتى للأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب وغيرهما.

ثلاثة مصادر للمرض

          هناك الكثير من الدراسات في العالم تشير إلى أن الهواء الموجود داخل بيوتنا هو في الغالب أكثر تلوثاً من الهواء في الخارج حتى وإن كنا نسكن في مدن تعاني درجات عالية من التلوث, وقد تصل درجة تلوث الهواء في الداخل مقارنة بالخارج إلى خمسة أو عشرة أضعاف. وتزداد خطورة هذا الأمر إذا أخدنا في الحسبان طول مدة تعرضنا لهذا الهواء الملوث فنحن في الداخل نقضي وقتاً أكثر مما في الخارج. إذا كان تلوث الهواء في الداخل هو مكمن الخطر وموطن الداء, فهناك ثلاثة مصادر رئيسية لهذا التلوث:

          1 - المصدر الخارجي: هناك ملوثات متعددة مصدرها البيئة الخارجية تجد طريقها إلى داخل بيوتنا وبالتالي تجعل هواءنا في الداخل ملوثاً يضر بصحة الإنسان. ولعل أهم هذه المصادر الغازات الضارة التي تنبعث من المصانع وعوادم السيارات.
وأما المصدر الآخر فهو الرطوبة وغاز الرادون الذي يطل علينا أحياناً من التربة التي استقرت عليها بيوتنا. وغاز الرادون هو غاز مشع يوجد بصورة طبيعية في التربة وقد يوجد بنسب عالية في مناطق دون غيرها. ونحن في مأمن من خطورة هذا الغاز عديم اللون والرائحة إذا بقي في مكانه, أما إذا وجد طريقه إلى داخل بيوتنا فنحن في خطر لأنه مسبب رئيسي لمرض سرطان الرئة. وطبقا لتقارير منظمة حماية البيئة في الولايات المتحدة الأمريكية, فإن هذا الغاز غير المحسوس به هو المسبب الرئيسي الثاني لمرض سرطان الرئة وهو المسئول عن وفاة ما يقارب عشرين ألف شخص سنويا. هذا الغاز يجد طريقه إلى داخل البيت إما عن طريق تسربه ببطء من خلال قاعدة البيت أو بنفاذه من خلال الفتحات والشقوق من القواعد وذلك بسبب اختلاف الضغط ما بين التربة وداخل البيت.

          2 - مواد البناء والأثاث: هناك خمسة آلاف مركب كيميائي يدخل في تصنيع الكثير من مواد البناء المستخدمة في وقتنا الحاضر, وما اختبر من هذه المواد بخصوص تأثيرها في صحة الإنسان فالنسبة لا تتجاوز العشرة في المائة منها. وتشير البحوث والدراسات التي قامت بها منظمة حماية البيئة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أنها حددت ما يقارب 900 مركب كيميائي وعضوي في الهواء الموجود داخل المباني, وفي واحدة من هذه الدراسات وجد أن هناك ما يقارب 300 من هذه المركبات موجودة في مبنى واحد. ويقول الخبراء في هذا المجال إن 84% من هذه المركبات معروفة أو يعتقد أن لها علاقة بإثارة الحساسية عند الإنسان, وأن 28% من هذه المركبات هي مواد مسرطنة. ومن بين كل هذه المركبات هناك مجموعتان نالتا اهتمام الباحثين باعتبارهما الأكثر شيوعا والأكثر تلويثاً للهواء الموجود داخل بيوتنا, وهما مركب الفورمالديهايد والمركبات العضوية المتطايرة (VOC). أما ما يخص الفورمالديهايد فهو مركب رخيص الإنتاج, شائع الاستعمال في تصنيع الكثير من المواد المستخدمة في المنازل مثل السجاد الصناعي والأصباغ والعوازل والبلاستيك والأرضيات وغيرها. ويعتقد أن هذا المركب هو المسئول رقم واحد عن تلوث الهواء في داخل بيوتنا. وهذا المركب الملوث لهوائنا والذي هو عديم اللون وله رائحة فقط عندما يوجد بمستويات تركيز عالية له تأثيرات صحية على الإنسان منها حرقة في العيون وصداع وضيق في التنفس واكتئاب وربما الموت. وهو مركب يحتمل أن له تأثيرا سرطانيا حسب تصنيف المعهد الوطني الأمريكي للصحة والسلامة المهنية.

          أما مجموعة المركبات التي يطلق عليها (VOC) وهي المركبات العضوية المتطايرة, وسميت بالمتطايرة لأنها تتبخر بسرعة من المواد التي دخلت في تصنيعها وسميت بالعضوية لأنها تحتوي على عنصر الكربون. هذه المجموعة من المركبات والتي يتراوح عددها ما بين 30 إلى 100 مركب, البعض منها ليس له تأثيرات صحية ولكن في الأغلب لها تأثيرات خطيرة في صحة الإنسان.

          إذا كان وجود هذه المركبات في بيئتنا الداخلية هو السبب في مرضها, وإذا كانت الدراسات والبحوث تؤكد أن مواد البناء الحديثة بلا استثناء هي مصادر تلوث وانبعاثات لهذه المركبات. فالمسألة تبقى محصورة أولاً في معرفة أي من هذه المواد أكثر احتواء لهذه المركبات وبالتالي محاولة تجنبها باعتبارها أكثر تلوثاً وخطورة. وثانياً, علينا أن نجيد التعامل في استخدام هذه المواد لكي نضمن الحد الأدنى من تأثيرها السلبي في صحتنا وسلامتنا.

          أما بخصوص المواد الأكثر ضرراً ومرضاً لبيوتنا, فسنأتي على ذكر ثلاث منها لا باعتبارها فقط ضمن قائمة الأكثر تلوثا وإنما إضافة إلى ذلك أنها ربما الأكثر استعمالاً في بيوتنا:

          - السجاد الصناعي (الموكيت خاصة) يعتبر السجاد دون منازع المادة المفضلة لأرضيات المنازل والمكاتب وغيرها من المباني وإن كنا بدأنا نشاهد اتجاها من الناس إلى أنواع أخرى من الأرضيات كالرخام والسيراميك ولكن يبقى هذا محدوداً نظراً لتميز هذه المادة (السجاد) في تكلفتها القليلة ونعومتها الفائقة وقدرتها على امتصاص الأصوات وإخفاء الأوساخ وبذلك تعفينا من الحاجة إلى التنظيف باستمرار.

          إن خطورة السجاد الصناعي في البيوت لها ثلاثة جوانب, الأول عندما يكون السجاد حديث التركيب فإنه مع المواد اللاصقة المستخدمة لتثبيته, يعتبر مصدراً قوياً لمركب الفورمالديهايد وهو كما ذكر سابقاً ملوث ومسبب رئيسي لمرض المباني. وفي هذه المرحلة أيضاً يعتبر السجاد مصدراً لانبعاثات الكثير من المركبات العضوية المتطايرة وهي الأخرى ملوثات ومسببات للأمراض كما ذكر سابقا. أما الجانب الثاني في خطورة السجاد فهو قدرته على امتصاص كميات كبيرة من الانبعاثات التي مصدرها مواد بناء أخرى مستخدمة في المنزل ومن ثم إعادتها إلى الهواء مرة أخرى وبصورة تدريجية. أما الجانب الثالث وربما الأخطر في السجاد فهو قدرته الكبيرة على احتضان الكثير من الأوساخ والغبار وبالتالي يجعل من نفسه بيئة ملائمة للكثير من البكتيريا والفطريات والتي يعني وجودها بحد ذاته المرض والمرض والمرض. وكلما ازدادت الرطوبة داخل المنزل وتدنت تهويته تحولت بيوتنا إلى حضانات لهذه البكتيريا والفطريات وأحالت هواءنا إلى سموم نستنشقها لكثرة ما أشبعته بمواد ضارة.

          وقد يقول قائل: إن التنظيف يكفل لنا إزالة كل هذه الأوساخ وقتل كل هذه البكتيريا والفطريات. الجواب وببساطة أنه لا توجد طريقة فعالة لتنظيف السجاد فكلما دهشنا بكميات الوسخ التي أخرجناها من السجاد فما تبقى يظل أكثر. والتنظيف بنوعيه الجاف والرطب قد لا يعني إلا المزيد من التلوث, فالتنظيف الجاف هو استخدام منظفات كيميائية وما تبقى من هذه المنظفات في السجاد سيكون مصدراً لكثير من الانبعاثات الضارة, وهناك شكوك قوية بأن الكثير من هذه المنظفات هي مواد مسرطنة. أما التنظيف الرطب وكما هو الجاف فقد ينفع في قتل الكثير من هذه البكتيريا والفطريات ولكن ما تبقى من رطوبة في السجاد وبعد التنظيف يعني أن الهدنة ستكون قصيرة وبعدها ستعود كل هذه البكتيريا والفطريات ولكن هذه المرة بكميات أكبر وربما بأنواع أكثر وأخطر.

          فهناك دراسات كثيرة ربطت بين إصابة الأطفال بمرض الكاوازاكي المنتمي إلى أمراض الحساسية وتنظيف السجاد. ففي إحدى الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية وفي إحدى ولاياتها وجد أن 62% من الأطفال المصابين بهذا المرض كانوا عرضة لهواء في بيوت نظف سجادها.هذه المعلومة تؤكد خطورة السجاد وبالأخص على الأطفال. وأيضاً الكثير من العلماء يعزون ما نشاهده من تزايد كبير للحساسية عند الأطفال لكثرة ما نستخدمه من سجاد في بيوتنا فالأطفال هم الأكثر عرضة له ولغباره المتطاير.

          - الأصباغ: هناك حوالي 15ألف مادة كيميائية تستخدم في الأصباغ وهذه المواد جميعها لها قابلية على جعل هوائنا ملوثاً بما ينبعث منها من غازات خطرة. ففي دراسة قامت بها جامعة هوبكنز, وجد أن مادة الصبغ في العادة تحوي ما يقارب من 300 مادة كيميائية سامة, ونصف هذه المواد هي مواد معروفة بعلاقتها بمرض السرطان. وفي دراسة أخرى وجد أن 50% من المركبات العضوية المتطايرة والملوثة للهواء مصدرها الأصباغ. صحيح أن كثيراً من الأصباغ تبقى مصدر تلوث وانبعاثات للغازات الضارة لمدة قصيرة قد لا تتجاوز الأشهر الثلاثة ولكن في حالات كثيرة تستمر هذه الانبعاثات ولو بنسب أقل لمدة طويلة جدا وما يفاقم المشكلة هو في تراكمها في الداخل بسبب عدم التهوية الكافية. وكذلك فإن بعض الناس عندما يتعرضون لهذه الانبعاثات الضارة ولو فترة قصيرة فإن الأثر قد يكون دائماً وملازماً لهم طوال حياتهم.

          - العوازل: صحيح أن استخدام المواد العازلة لايزال مطلباً بيئياً مشروعاً لأن في استخدامها توفيراً للكثير من مواردنا المحدودة وتجنبا للكثير من المخلفات الضارة. ولما كانت المواد العازلة هي في معظمها مواد تدخل في تصنيعها مركبات تعتبر مصدراً قوياً لغازات مضرة, فإن لها تأثيرات سلبية على صحتنا أو أنها مصدر لأجزاء مادية دقيقة تعلق في الهواء, وباستنشاق الهواء تأخذ هذه الأجزاء طريقها إلى داخل أجسامنا مسببة لنا الكثير من الأمراض. من الممكن التقليل من هذه الآثار السلبية للعوازل على صحتنا بشرط أن نحكم فصل هذه العوازل عن بيئتنا الداخلية وتبقى التهوية الجيدة مطلوبة على الدوام.

          إلى جانب هذه المصادر, هناك مصادر أخرى للتلوث في بيوتنا منها أوراق تغطية الجدران والبلاستيك وبالأخص منه (PVC), وغيرها من المواد ولكن يبقى من الصعب حصرها كلها ويبقى الوعي بالمشكلة هو المطلوب.

          3 - نشاط الإنسان: صحيح أن الإنسان مصدر تلوث مادام في حركة ويأكل ويتنفس, فكل هذه الأشياء من أساسيات الحياة ومن ضروريات بقائه. ومادامت بيوتنا وبيئتها الداخلية في تفاعل مع البيئة الأم فإن الطبيعة كفيلة بمعالجة هذا التلوث بل هو جزء من دورتها الطبيعية المتكاملة, ولكن عندما نريد أن نعزل بيئتنا الداخلية عن أصلها فلا نريد للشمس أن تدخل ولا للهواء أن ينفذ عندها نكون نحن من منع الخير عن نفسه.

وثلاثة إجراءات للوقاية

          إن مجرد معرفة حقيقة أن بيوتنا قد تمرض وأننا بمرضها قد نمرض فلهذه المعرفة ضرورة لأن عليها وبها يبدأ العلاج. القليل منا من يعرف أن الهواء داخل بيوتنا أكثر تلوثاً من الهواء في الخارج, والقليل منا يعرف أن هذه القشرة البيضاء الجميلة التي نكسو بها جدران بيوتنا أو نصبغها بها هي السبب فيما نعانيه من صداع وحساسية.أما الآن وبعد أن تبين لنا كيف تمرض بيوتنا فقد جاء الدور لنعرف كيف لها أن تتجنب هذا المرض بل كيف للمريضة منها أن تتعافى وتصح. هناك ثلاثة متطلبات إن اتبعناها وأخذنا بها كانت الصحة وكانت السلامة من نصيب بيوتنا, وهذه المتطلبات هي كما يلي:

  • تجنب المواد التي تدخل في تصنيعها مركبات كيميائية ضارة أو إزالتها: فمن الممكن استعمال أصباغ ذات قاعدة مائية وتجنب ذوات القاعدة الزيتية وهناك أصباغ الآن تصنع من مواد نباتية طبيعية وهي في ذلك تعتبر منتجات أسلم لنا ومسالمة للطبيعة. هناك فرصة كبيرة لاستخدام المواد المحلية الطبيعية مثل الطين والصخور, وبعض الأخشاب فهي كلها مواد مسالمة بل هي مواد حية تجعل من البناء كائناً يتفاعل مع مكونات الطبيعة من حوله. أما ما يخص السجاد الصناعي والموكيت فقد يكون الحل إما في عدم استخدامه أو الاستعاضة عنه بالسجاد المصنوع من الصوف والقطن فهو أسلم. واستخدام قطع السجاد المصنوع من الصوف أو القطن له فوائد أخرى حيث إنه يمكن إخراجه إلى الخارج لتنظيفه وبذلك نتخلص من المشاكل المصاحبة لتنظيف السجاد, وكذلك وجود هذه القطع من السجاد في الخارج وتحت أشعة الشمس فرصة لتعقيمها والتخلص مما علق بها من فــطريات وبكتيريا وغيرهما.
  •  الفصل أو العزل المحكم: إذا لم يكن بالإمكان تجنب استخدام بعض المواد المعروف تلوثها للبيئة الداخلية فالحل هو في الاهتمام بفصل وعزل هذه المصادر حتى لا تكون هذه المواد في تماس مباشر مع البيئة التي نعيش فيها. إن استخدام العوازل بات ضرورياً في ظل متطلبات ترشيد الطاقة وإيجاد البيئة الداخلية المريحة, ولكن هذه العوازل هي في معظمها مصادر تلوث لبيئتنا السكنية, وهنا لا بد أن نحكم طرقنا الإنشائية لفصل هذه العوازل عن التماس مباشرة ببيئة المنزل من الداخل. أمر آخر وهو لا بد من الاهتمام بقاعدة البيت والتأكد من سلامتها وإحكامها لأن في ذلك تجنبا لما يأتي من الأرض من ملوثات وبالأخص غاز الرادون والرطوبة.
  •  التهوية: إذا كان تجنب استخدام مواد وأثاث وأدوات منزلية لها انبعاثات ضارة تفسد الهواء داخل بيوتنا هو الحل الأول والأمثل لجعل بيوتنا صحية وغير مريضة فإن التهوية تأتي كأفضل ثاني خيار في هذا المجال. بل إن التهوية تبقى مطلوبة ولو كان البيت خالياً من مواد ومصادر ملوثة لأن البيت الذي لا يتنفس بصورة كافية وجيدة هو بيت مريض بفعل ما يتراكم فيه من غازات ضارة مثل ثاني أكسيد الكربون.

          والخلاصة أنه إذا كان البيت هو المكان والبيئة التي صيرها الإنسان ملجأً لراحة وسلامة بدنه وروحه وعقله, فهل يعقل أن نحيل هذا المكان إلى مستودع فيه آلاف من المواد الكيميائية التي أبسط ما يقال عنها إنها مواد لم يختبر ضررها على الإنسان? صحيح أن الموضوع البيئي بات يشكل محوراً رئيسياً في قائمة اهتمامات العالم, ولكن كل المحاولات والتشريعات واللقاءات كان مقصدها البيئة الكلية وهي البيئة الخارجية. أما كيف يعيش الإنسان 90% من وقته فالأمر متروك لوعي الفرد وإدراكه لحجم المشكلة. ولعل تقرير منظمة الصحة العالمية الذي أشار إلى أن 30% من المباني هي مبان مريضة وبالتالي هي مسئولة عن الكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان, هذا النداء وما بدأنا نسمعه ونشاهده هنا وهناك من مؤتمرات وتشريعات في الدول المتقدمة هو محاولة لجعل هذا الموضوع محل الاهتمام العالمي. وستنجح هذه المحاولات لأنه كلما عرف الإنسان أكثر وأكثر أن بيته هو كيان يتنفس ويؤثر ويتأثر بما حوله وهو بذلك قد يمرض عندها يكون بحاجة لمعالجته وإلا جعلنا نعاني مثله صداعا, حساسية, خمولا وتعبا علنا نحس بآلامه وتعبه والأخطر عندما نبرر هذا الصداع وهذا التعب بضغوط الحياة ومسببات أخرى قد تكون صحيحة وقد لا تكون هي السبب الحقيقي, عـــندها يشتد مرض بيوتنا وبها تشــــتد أمراضنا فالصـــداع يصبـــــح اضطراباً في القلب وما كان مجرد تحسس بسيط أصبح مرضاً مزمناً وربما تحول إلى ما هو أخطر.

 

هاشم عبدالله الصالح