شعاع من التاريخ

  شعاع من التاريخ
        

الـنـبـي الـدجـال.. وتـابـعـه الـسـفـاح!

          منذ سنوات - عندما زار بن جوريون أمريكا وقابل رئيسها الأسبق إيزنهاور - قالت جريدة (هيرالد ترييبون) الأمريكية: (إن بن جوريون زائر نرحب به دائما في الولايات المتحدة. فهو يرأس دولة صديقة. وفضلا عن ذلك فهو رجل ممتاز يشبه أحد أنبياء التوراة)!

          ووصف بن جوريون بأنه نبي كان المحبب إليه وإلى المؤمنين به من الصهيونيين وإلى سادته وأصدقائه من الأمريكيين والبريطانيين.. وهو أيضا الوصف المحبب بخاصة إلى تلميذه الشاب وتابعه إيريل شارون الذي صحبه حتى عندما اعتزل أواخر أيامه بعد آخر سقطة في فضيحة لافون من سقطاته التي تتابعت منذ قيام الدولة الصهيونية في فلسطين, ليقضي ما بقي من عمره في معتزله بصحراء النقب. وإذا كانت سقطات بن جوريون المتتابعة قد أثبتت أنه ليس نبيا وإنما دجال صاحب دور مرسوم في مسرحية طويلة يلعبها الاستعمار في بقعة غالية من أرضنا العربية. وقد سقط النبي الدجال أكثر من مرة ثم عاد إلى عرشه. ولكن تابعه اليوم لا يريد أن يعترف بأن زعيمه الذي انكشفت لعبته أكثر من مرة كان يسقط ويقوم حسب ما تقتضيه أدوار المسرحية.

في محراب بوذا

          وقد كان من حظ كاتب هذه السطور عام 1961 - حين كان يواصل لقاءاته لتسجيل كتابه (قصة العقائد بين السماء والأرض) - أن شهد بن جوريون في رانجون عاصمة بورما (ميانمار حاليا) عندما ذهب ليقضي بعض أيام عزلته في محراب بوذا. وهناك التقى بكبير الرهبان البوذيين مدعيا أنه جاء إلى هذه العزلة ليصفو ذهنه في التفكير في السلام والبحث عن الحقيقة بين يدي تمثال بوذا. كان راكعا على ركبتيه متذللا أمام التمثال الذهبي. وترجم لي مرافقي ما كان يقوله في المعبد المقدس أمام كبير الرهبان. كان بن جوريون وإلى جواره تابعه شارون يدعو قائلا: (أنا عبدك المخلص بين يديك. وليست يهوديتي سوى رداء أرتديه في أرض الميعاد لأسترد مقعدي وأضمن استمرار نفوذي. ولقد جئت لأتبع تعاليمك. فأنت الذي تقول: (من الخير يجب أن يأتي الخير ومن الشر لا بد أن يأتي الشر), فعندما جاء الخير بانتخاب تابعك يوثانت سكرتيرا عاما للأمم المتحدة انتهزتها فرصة وفعلت خيرا بحضوري إلى مقرك المقدس حبا وتقديرا وإيمانا بتعاليمك وعقيدتك. وأما الشر فهل تراني مخطئا عندما وجدت شر الوحدة يسيطر على جيراني فكان لا بد أن أرد عليهم بشر آخر لتأييد كل حركة تناهض ذلك الشر الخطير الذي يهدد كيان بلدي وشعبي. فأقمت المذابح والقتل والترويع لأصحاب الأرض الأدعياء ومزقتهم شر ممزق. لقد كنت تقول في تعاليمك إن من قتل مخلوقا بريئا يفقد كل حق له فيه بينما الذي ينقذه من الموت يكون صاحب الحق وحده في ملكيته والتصرف فيه. لهذا فعندما قتلت أهل فلسطين وطردتهم من أرضهم فقد فقدت بذلك كل حق لي فيهم. وعندما أنقذتهم البلاد العربية المجاورة أصبحت بذلك صاحبة الحق وحدها في ملكيتهم وبقائهم في أراضيها! ثم أليس في إعادتي لهؤلاء اللاجئين كفر وإلحاد بتعاليمك? وحتى لا تضيع أمتي فقد جئتك متوسلا باحثا عن إكسير الحياة الذي يطيل عمري حتى أظل نبيا لإسرائيل على طول الحياة أو على الأقل حتى تقوم في حياتي حكومة كل صهيون..!).

فطيرة التفاح

          أخيرا جاءت الفرصة لتابعه السفاح وتولى الأمر. وكل حلمه أن يتحقق على يديه التخلص من الفلسطينيين وتحقيق أمنية نبيه الدجال الذي تعلم على يديه أيضا تعاليم (التلمود) كتاب الصهيونية الذي ابتدعه كهان بني إسرائيل ليكون كتابهم المقدس.

          وأهم تعاليم التلمود التي تلقاها شارون: (إن أرواح اليهود أعز على الله من باقي الأرواح لأن أرواح غير اليهود ليست أكثر من أرواح نجسة شبيهة بأرواح الحيوانات.

          فليتكشف كل من أراد أن يدخل الفردوس قلبه وأعماله وليبين قدر ما استنزفه من دم أعداء اليهود لصنع الفطيرة المقدسة في عيد الفصح..!).

          لهذا, وأملا في فردوس الرب فقد قام شارون في عيد الفصح هذا العام بتكرار ما فعله قبل ذلك في قبية في أكتوبر 1953 حين انقض بوابل من مدفعيته على القرية بعد أن طوقها بمشاته من جميع جهاتها ودك البيوت على من فيها ومن بقي من أهلها على قيد الحياة تم اعتقاله ثم الإجهاز عليه أمام النساء والأطفال والعجائز لتتشرب الأرض من نزيف الدم. وفعل مثل ذلك أيضا في مذبحة كفر قاسم أكتوبر 1956 حيث نزفت الدماء أنهارا.ثم كانت بعد ذلك مذابح الأسرى المصريين في حربي 56 و67 حين أصدر أوامره بذبح الجنود فكانوا يقتلون جماعات بعد تقطيع أيديهم وأرجلهم ثم يدفن الباقون في رمال سيناء وهم لايزالون على قيد الحياة. وكانت قمة المذابح التي أقدم عليها شارون لكي يضمن مكانه في الفردوس ما فعله عام 1982 عندما قدم لربه قربانا في مذابح صبرا وشاتيلا أبشع جريمة ذبح خلالها الشيوخ والأطفال والنساء من أبناء الشعب الفلسطيني المقيم في المخيمات وهو في طريقه لغزو لبنان وراح ضحية المجزرة 2400 شهيد. وتبع ذلك بمذبحة الأقصى في أكتوبر 1990 ثم مذبحة الحرم الإبراهيمي عام 1994.

مذابح انتفاضة الأقصى

          وليؤكد شارون أنه تفوق على معلمه ليكون نبيا آخر من أنبياء التوراة قام بمذابحه الأخيرة في أراضي السلطة الفلسطينية وشعبها ليريق ما بقي من الدماء المسلمة والمسيحية في هجمة شرسة, فلم يكتف بما فعله من تدنيس ساحة الأقصى بل تابع ذلك أيضا في كنيسة المهد حيث مولد السيد المسيح مدمرا تمثال العذراء مريم وسافكا لدماء القسس والرهبان والراهبات. فهل آن أن يتنبه الممالئون لإسرائيل والساكتون على المذابح والتدمير والتخريب الصهيوني, إنهم سيكونون هم وقود النار التي تكون هي التمهيد لتحقيق الحلم الصهيوني? وأن حكومة كل صهيون التي يمهدون لها ستبتلعهم جميعا ذات يوم قريب أو بعيد?!

 

سليمان مظهر   







شارون مرتكب معظم المجازر ضد العرب





بن جوريون مبتكر سياسة المذابح الصهيونية