قصائد لبنانية.. محاجرُ العميان

قصائد لبنانية.. محاجرُ العميان

أبصرتُ
فيما يبصرُ الرائي
كأنْ
تتحرّكُ الأشجارُ
كي تلجَ الحديقةَ
من ثقوبِ محاجرِ العميانِ
أبصرتُ القناطرَ
تحتها يتدافعونَ:
رأى المقاتلُ قوسَ نصرٍ
فوقه قوسانِ
فاندفع المقاتلُ نحوهُ
ورمى بنبلتِهِ
وخابَ
فأبصر الفلاّحُ قوسَ الغيبِ
منعقدًا
فمرَّ كأنه ريحُ الشمالِ
وما أصابَ
فمرّ صيادٌ بجعبتِهِ الثقيلةِ
كلبُهُ يمشي
ويعرجُ تحت قنطرةِ الكلابِ
ونملةٌ عَبَرتْ
وكاهلُها ينوءُ بحبّةٍ
من حنطة الصيفِ
الممزّقةِ الثيابِ
وكانَ ثمّةَ عاشقانِ
يمزّقانِ على الطريقِ
رسائل الزمنِ المضيّعِ والشبابِ
وقطّةٌ عَبَرتْ
وطاووسٌ قديمٌ
كان أشبهَ ما يكونُ
بمن يكونُ إذا مشى
في الصيفِ مزهوّا
ويتبعُهُ الذبابُ
وكلّهم عَبَروا
وكان الخائفونَ أشدَّ خوفًا
من وقوعِ ظلالهم
فوقَ الترابِ
سألتُ بوّابَ الحديقةِ
هل أمرُّ؟
فلم يُجبْ
وسألته: من أينَ؟
لم يسمعْ
كما لو أنه حَجَرٌ ينامُ بلا صدى
فعبرتُ وحدي
أوّلَ العَتباتِ مرتجفًا
وأقفلتُ السؤالَ
على الجوابْ

---------------------------------
* شاعر من لبنان.

 

محمد علي شمس الدين