كلما حالفت أرضا أنكرتني خطواتي

 كلما حالفت أرضا أنكرتني خطواتي
        

شاخصاً من سفح نفسي

نحو ما ليس يُرى من كلماتي

ذلك البرقُ الذي أُبصره لمحاً

يرائي حُجُباً أخرى

ولا أملك من رأسي

سوى أخيلةٍ عمياءَ

تمحوها غيوم الشُّبُهاتِ

تتنادى لُججي مع نفسها

في غابة الذكرى

كما لو أن أعضائي عراكٌ بين ذئبينِ

أنا الوادي الذي يقفرُ

بين الشكل والمعنى

وما من فكرةٍ شوهاءَ

إلا خِلْتُها حبل نجاتي

لا يدي تكفي لكي أجتازَ

هذا الأرخبيلَ المرَّ

لا بوصلةٌ تهدي

ولا صحراءَ تستنبح أصدائي

لكي أرفو بقايايَ

بما يحملني معراجُهُ المهتاجُ

فوق الظُلُماتِ

كلما آنستُ من شعري يقيناً

راودتْني عن جنوني لغةٌ

غير التي أعرفها

كلما حالفتُ أرضاً أنكرتْني خطواتي

أين ألقاني إذن?

في أي نيراني أنا

وعلى أي شفيرٍ سوف أحصي شهواتي

ولماذا لم تصلني رغبتي العرجاءُ بالأرضِ

ولا يخرجُ من صُلبي

سوى أضغاثِ ما صَيَّرني

صدِّيقَ أوهامي

وضلّيل جهاتي

مستريباً كجدار هالك

أرنو إلى ما ارتدَّ من أسئلتي نحوي

كأني سهمها المبحرُ في اللاشيء

لا تستلُّني من وحشتي كفٌّ

ولا ريح تُوافيني

لكي أُغلقها حول نواتي

أَتُراني أحداً غيري?

أم النهر الذي أنجبني ضلَّ عن المجرى

ولم يجمع شتاتي

كيف لي أن أقتفي آثار رؤياي

لكي أُمْلي على خَلْقي تعازيمي

وأستقوي بما تنشقُّ عن فوضاهُ

نارُ الكائناتِ

كيف لي أن أدفع المعنى

إلى الأعلى قليلاً

كي ألاقي جسدي في صورةٍ أخرى

وأمضي ممعناً في هُجُراتي

 

شوقي بزيع   

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات