لمن يبوحُ اللوزُ?
لمن يبوحُ اللوزُ?
ويعبرُ الطريقَ مرهقاً... نحيلا... يحدّهُ البكاءُ... من جنوبِهِ... ويحتويه الحزنُ... من شمالِهِ... ويرتخي النخيلُ فوقَهُ, سواحلاً... وموعداً جليلا... الشوقُ في يديهِ... قد نما والوردُ في عينيهِ... قد هَمى والوقت يستحيلُ لحظةً... ويرتمي, في ظلّ دمعتيهِ, قاتلاً... قتيلا... كم مرة.., بزغتِ من جبينِهِ... كم مرة ركضتِ في حنينِهِ.. كم مرة خرجتِ من دمائِهِ, غزالةً ليعلن انتماءَهُ, لوجهك الذي تبرعمتْ, من عشقِهِ الفصولُ, غبطةً فغَيَّرَ الفصولا...!! لمن يبوحُ اللوزُ في غنائِهِ? لمن يفوح الليلُ... في حُدائِهِ? لمن تهيأَتْ, مواكبُ الأعنابِ, تزدهي بلونها, وتُفسح الطريقَ لانتشائِها, وتبدأ الصهيلا...!!? لمن تزركشت فراشةٌ... بنارِها, وحوّمت على حماهُ, بكرةً... أصيلا...? يا أخت روحِهِ التي تعطرت بوجدها, وعنقدَتْ شفاهِها... لصمتِِهِ, وأشرقَتْ هديلا..!! فأخرَجَتْ تُفاحَها وسوسَنَتْ جراحَها ورفرفتْ... منديلا!! يا أخت روحِهِ التي, تُفجِّرُ الحنينَ في حنينِهِ... ويا مدى ما أشرقَ النعناعُ, في جنونِهِ... يا موعد الأقمارِ, في سقيفةِ القرنفلِ السَّخيِّ, عند معجزاتِ عطرِهِ, وسحر قافِهِ ورائِهِ ونونِهِ.., فجاهرت بضوئها, تبتّلَتْ تبتيلا... خذيه, عانقيهِ, وامنحيهِ, بعض مائِكِ المسحورِ, قطرةً, فقطرة, فسلسبيلا لكي يواصل الغناء في هواكِ, أوْ... يواصل الذهولا...!!
|