أرصفة

 أرصفة
        

يجيئون

مِنْ نجمةٍ لا مكانَ لها

ومضةَ مُرهَفَه..

يسيلون لا يلمسون طريقًا

ولا تتذوَّقُهم أرصفه..

تُجَفِّفُهم ضحكةُ الشَّمْسِ,

تدفنُ ألوانَهُم في الرَّمادِ,

تُفَتِّتُ قاماتِهم كِسْرَةً كِسْرَه

ثُمَّ تُقنعُهم

أنَّ ظِلَّ الغُروبِ يُمَثِّلُهم

عندمايقفلونَ يجرُّونَ

أثقالَهُ المُجْحِفَه..

ويُغرقهم من جديدٍ

ترابُ التأسُّفِ للجوعِ حين

يمدُّ يديه ويفرشُ

في آخِر الظِّلِّ أحلامَهُ,

حين يرسُمُ طبشورُهُ بينَهم والسماءِ

يدَ الأرعفه...,

لِتَبْترَها ريحُهُ المُسْرِفَه..

إنَّهُم شُعراءُ

يفيقون حين ينامُ الضَّجيجُ

فيكتشفون بأنَّ الضَّجيجَ

الذي ماتَ قبلَ قليلٍ

بلا تكلفَه...,

طوى في يديه المُسافِرَتَينِ

مفاتيحَهُم وقصائدهم

وطوى مِعْطفه

وأنَّ تَلَمُّس جفنيه والانزواء

وراءَهُما لُعبةٌ مُكْلفة..

وأنَّ الحياة بدون الضجيج

الذي وَأَدوهُ

سماءٌ مُعَلَّقةٌ في سماء مُعلقة

لا مدى.. لا طريق

ولا أرصفه

 

جميل مفرِّح   

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات