قصائد لبنانية.. سوناتا الحزن الأزرق
قصائد لبنانية.. سوناتا الحزن الأزرق
يتولاّني الحزنُ *** حدَّثَني الخفقُ المطويُّ هناكَ.. *** وا أشجاني من وجَع الروحِ *** يتولاني الحزنُ سكونًا
عَبيرًا مغْبَرَّ القَسَماتْ
يَبحث عن فَيءٍ ورديٍّ
رقشَتْ لوحَتُه مُقَلٌ
من ياقوتْ
اجتاحتْ دائرةَ الرؤيا
فانبثقتْ من فُوَّهة الحلمِ
جداولُ طيبْ..
خضِّبْ يا حزنُ فلولَكَ
أوْقِدْ في مسْراها
صَخَبَ الهمسِ المُبْحرِ
في أرجاءِ العينين
ازْرَعْني بين ضفافهما
جذْوةَ وجدٍ
لا يبرحُ أوصالَ الجَنَبيْنْ..
هاتِ اضمُمْني بين حناياكَ،
اسلُكْني في أنفاسِ الشفتينْ!
ضُوعي يا زنبقةَ الحُسْنِ
ارتشفي السقْمَ الجاثمَ
فوق الجفنينْ
عن الرغَد المحبوس،
مخافةَ ريحٍ تجتثُّ
بقايا الضوء المندسِّ أصيلاً
في غابة وزّال هاجعْ..
هلاَّ أبصرتِ نزوعي المهتاجَ
إلى مهوى قطراتِ الشهدِ
المسكوب على وقع الأنفاسِ
كما الجوريُّ الوادعْ؟!
يُسَربلني من أقصى الأشواقِ
إلى مجدول الصبوةِ في الأعماقْ!
وا منفايَ الموحشَ يَقْضمني غَصَصًا
وأُوارًا..
إنْ أنتِ تخليتِ
عن العَذْب الدفّاقْ
يَهْمي نُطَفًا
من فَمكِ الرقراقْ
كلُّ قوافي الشعرِ
وضروبِ لآليهِ
انسكبتْ نشوى
بنشيد الفجرِ..
أَرْخي مِن وَهْج الهُدْبِ قليلاً
يغمرني سيلٌ من خَدَرٍ
مرقومٍ فوق مياه النهرِ،
ما ضار لَماكِ البوحُ جهارًا
في مَرَح العمرِ.
ما انفكَّتْ أزرارُ الورد
تفتَّحُ سرّا،
تفضحُ مكنونَ الصدْرِ..
يا للصحوة تُعْتِقُني
من وعثاء ضُموري
ومجمَّعِ أورامي ودثوري..
فأُفيق على ضوضاء حضوري
لهبًا من مارجِ صبحٍ مبهورِ!
يا للوردة.. ما أبهاها
يخترقُ شذاها
أنفاسَ الديجورِ!
مُطبقْ..
يهْدِلُ في مِنْجَيرة راعٍ
سافر نحو المشرقْ..
فسَجَا ليلٌ
ورنَتْ لي رابيةٌ
أيّانَ مقيلٌ لضبابٍ أزرقْ؟!
ركد اليمُّ..
فأينَ الزورقْ؟!
--------------------------------
* شاعر من لبنان.