منذ زمن بعيد عرف صيادو الأسماك من الهنود الأمريكيين, ما قبل كولومبوس, أن الصيد يكون وفيرا في الليالي التي تعقب العواصف الرعدية, حيث يتشبع الهواء برائحة, لا تشبه رائحة اليود المعتادة, بل تشبه رائحة التبن الطازج في أجران الحصاد. وهو نفس ما لاحظه الإغريق القدامى وأطلقوا على هذه الرائحة اسم أوزين, ومن هنا جاءت تسمية الغاز الذي له هذه الرائحة نفسها والذي لم يكتشف إلا في القرن التاسع عشر باسم الأوزون. لم يعرف القدماء تفسير هذه الظاهرة على النحو الذي نعرفه الآن حيث يعتقد العلماء أن الشحنات الكهربائية الناتجة عن البرق المصاحب للعواصف الرعدية تؤدي إلى زيادة نسبة الأوكسجين في الطبقات السطحية من ماء البحر, ومن اتحاد ذرات الأوكسجين معا يتكون الأوزون ويزداد تركيزه في الطبقات السطحية من الماء وهو ما يجذب الأسماك إلى السطح فتمسك بها شباك الصيادين.
وفي قرن الأنوار وبداية الثورة العلمية وبالتحديد في أبريل من العام 1774 اكتشف الكيميائي الإنجليزي جوزيف بريستلي (1733-1804) غازا عديم اللون يساعد على الاشتعال ويؤدي إلى أكسدة العناصر. وبعد هذا التاريخ بخمس سنوات أي في العام 1779 أعطاه العالم الفرنسي الكبير لافوازييه (1743-1794) - مفجر ثورة الكيمياء وضحية الثورة الفرنسية - اسمه النهائي الخاطئ الذي نعرفه جميعا الآن (الأوكسجين) (أي مكون الأحماض, اشتقاقا من الكلمة الإغريقية القديمة OXUS) والذي لم يصحح أبدا. وفي العام 1785 لاحظ الكيميائي مارتينوس فان ماروم الرائـحة المميزة لغاز الأوزون عندما قام بتسليط شحنات كهربائية على غاز الأوكسجين. وفي القرن التاسع عشر وبالتحديد في العام 1840 قام الكيميائي الألماني كرستيان فردريك شونبين أثناء عمله في معامل جامعة بازل السويسرية بتكرار تجارب فان ماروم وعزا الرائحة السابقة إلى تكوين غاز جديد من اتحاد ذرات الأوكسجين معا وأعطى هذا الغاز الاسم الذي نعرفه (الأوزون).
أما الأوزون, في الطبيعة, فهو غاز ذو لون أزرق باهت يشكل غلافا يحيط بالكرة الأرضية على ارتفاع يتراوح بين خمسين ومائة ألف قدم, يتكون من اتحاد ذرات الأوكسجين تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس. ويعتمد سمك طبقة الأوزون هذه على كمية الطاقة المنبعثة من الشمس, فخلال فترات النهار, أي أثناء الزيادة في نشاط الشمس يزداد سمك هذه الطبقة, بينما تختفي طبقة الأوزون من الجانب المظلم من الأرض, أي أثناء الليل, تدريجيا ليعاد تكوينها في صباح اليوم التالي مع إشراقة الشمس. وفي الشتاء المظلم الطويل الذي يغلف قطبي الكرة الأرضية شمالا وجنوبا, تختفي هذه الطبقة تماما, ولأن الأوزون أكثر ثقلا من الهواء فإنه يهبط باتجاه الأرض حيث يتحد مع ملوثات البيئة فينقي الهواء الذي نتنفسه, وعندما يلتقي الأوزون الهابط من أعلى الغلاف الجوي مع بخار الماء فإنه يتحول إلى مادة أخرى تسمى هيدروجين بروكسيد, تسقط مع المطر مانحة الجو تلك الرائحة المنعشة التي تعقب سقوط المطر وهذه المادة نفسها هي التي تمنح النباتات التي تعتمد على ماء المطر نموّا أفضل من تلك التي تعتمد على ماء النهر. لكن طبقة الأوزون لا تختفي مع حلول الظلام الطبيعي فقط, بل تختفي تحت تأثير العدوان اليومي الذي نمارسه نحن ضد الطبيعة من خلال زيادة نسبة الـ(كلوروفلوروكربون) الناتج عن أجهزة التكييف والثلاجات وغيرها, مما يسمح بمرور كمية أكبر من الأشعة فوق البنفسجية وزيادة مطردة في حالات سرطان الجلد. ومن جهة أخرى يتحد الأوزون في طبقات الجو المنخفضة بملوثات البيئة الأخرى التي تعرف بـ(الهيدروكربون) المنبعثة من عوادم ملايين السيارات التي تجوب شوارع المدن الكبيرة والصغيرة في أربعة أركان الكوكب, وتحت أشعة الشمس نفسها, فينتج عن ذلك دخان ضبابي كيميائي أكّال وهو ما يؤدي إلى هبوط المطر الحمضي وتلف المحاصيل, والعديد من أمراض الرئة خاصة المتعلقة بالتحسس, إضافة إلى أكسدة المباني والتماثيل التي كانت تزيّن الميادين!!
ابتكار ألماني
عقب انتهاء الكيميائي الألماني شونبين من أبحاثه حول الأوزون في العام 1855 بدئ في استخدامه في تطهير غرف العمليات الجراحية في العام التالي مباشرة. وبالكشف عن القدرة الهائلة للأوزون على أكسدة العناصر وبالتالي قتل البكتريا والفيروسات وإزالة العديد من السموم, إضافة إلى الجسيمات الدقيقة التي تكسب الماء طعما غير مقبول ورائحة كريهة تم استخدام الأوزون في تنقية مياه الشرب في موناكو الفرنسية سنة 1860. لكن فاسبدن الألمانية سبقت الجميع وأنشأت أول محطة كبرى لتنقية مياه الشرب باستخدام الأوزون سنة 1901, وتبعها في ذلك العديد من المدن الأوربية الأخرى مثل زيورخ وبروكسل وباريس ومارسيليا وموسكو التي تمتلك أكبر محطة لتنقية مياه الشرب باستخدام الأوزون. ويوجد الآن أكثر من 2500 محطة من هذا النوع في أربعة أركان المعمورة. ومنذ العام 1950 يتم استخدام الأوزون في تنظيف وتنقية أحواض السباحة. وقد شهدت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي جرت في لوس أنجلوس في العام 1984 تهديد فرق السباحة الأوربية بالانسحاب من أنشطة الأولمبياد إذا لم يتم تنقية أحواض السباحة بالأوزون وليس بالكلور, كما هو معتاد في الولايات المتحدة. ومثلما اكتشف عالم فيزياء ألماني غاز الأوزون وخواصه, كانت بدايات استخدام الأوزون في الطب ألمانية, فالطبيب الألماني ألبرت وولف كان أول من استخدم الأوزون الموضعي سنة 1915 في علاج بعض الأمراض التي تصيب الجلد إضافة إلى الجروح والنواسير والتهابات العظام. واستفادت الجيوش الألمانية المشاركة في الحرب العالمية الأولى من ريادة وولف هذه وتوسعت في استخدام الأوزون في علاج جرحى الحرب خاصة الجروح الملوثة. وفي العام 1932 كان طبيب الفم والأسنان الألماني إ.أ.فيش يستخدم الماء المؤوزن, أي المشبع بالأوزون, في تطهير فم وأسنان مرضاه. وكان من بين مرضاه الجراح الألماني إروين باير الذي لاحظ على الفور الفوائد الطبية للأوزون. وبالمشاركة مع الطبيب الفرنسي أوبورج, تمكنا للمرة الأولى من حقن الأوزون عن طريق الشرج وذلك لعلاج التهاب القولون المخاطي والنواسير الشرجية. وفي العام 1945 كان باير نفسه هو أول من استخدم طريقة حقن الأوزون عن طريق الوريد كعلاج لاضطرابات الدورة الدموية. ثم جاء الطبيب الألماني زابل ليكون أول من قام بتجربة الأوزون في علاج بعض حالات السرطان 1950, وتبعه في ذلك العديد من الأطباء الألمان الذين انطلقوا في العقدين التاليين لهذا التاريخ, في استخدام الأوزون كعلاج للعديد من الأمراض المختلفة سواء كعلاج منفرد لهذه الأمراض أو كعلاج تكميلي للوسائل العلاجية المعتادة. ومع ظهور الإيدز في الثمانينيات من القرن الماضي حاول الطبيب (هورست كيف) استخدام الأوزون في علاج هذا المرض بدرجات لابأس بها من النجاح, وفي الوقت الحالي, يوجد في ألمانيا وحدها 8000 طبيب ومعالج يستخدمون الأوزون في علاج العديد من الأمراض, بينما مازالت الولايات المتحدة ترى فيه علاجا تحت التجريب لم تثبت فائدته بعد, وتمارس قدرا من الحظر على استخدامه داخل حدودها فيلجأ الأمريكيون للسفر بحثا عن الأوزون في بلاد أخرى.
***
يبدو من العرض السابق أن الأوزون يستخدم في علاج العديد من الأمراض التي تختلف عن بعضها البعض اختلافا كبيرا, ليس فقط من حيث العنصر المسبب للمرض (أمراض معدية, اضطرابات الدورة الدموية, التهابات المفاصل والعظام) ولكن أيضا من جهة طبيعة المرض, ودرجة القصور المصاحبة له, بل ونهايته المتوقعة. إذن, كيف يعالج الأوزون كل هذه الأمراض? وما الفلسفة التي ينهض عليها هذا الأسلوب في العلاج? وهل يستطيع دواء واحد أو طريقة واحدة في العلاج مهما كانت فاعليتها أن تؤثر في كل هذا الطيف الواسع من الأمراض المختلفة? أم هو البحث الدائم عن (وصفة سحرية) تعالج كل شيء? كيف يتم تحضير هذا الدواء? ما الطرق المتبعة في تعاطيه? ما نتائج تطبيقه, ونتائج الأبحاث التي أجريت عليه? ما الحالات التي لا يجوز فيها التعامل مع هذا العلاج? ما الآثار الجانبية الناتجة عن استخدامه? ولماذا تقف بعض الدول مع بعضها الآخر ضد هذه الطريقة في العلاج? وإذا كان لهذا (الأوزون) الفاعلية التي يدّعيها المقتنعون به, فلماذا لم تنتشر هذه الطريقة في العلاج رغم مرور أكثر من قرن على بدايات استخدامه في مجال الطب?
يتكون الأوزون من ثلاث ذرات من الأوكسجين, ووزنه الجزيئي 48 وتعادل كثافته ثلاثة أضعاف كثافة الأوكسجين, وهو عامل مؤكسد قوي لا يفوقه في ذلك سوى الفلورين. وهذه القدرة على الأكسدة الحيوية هي الأساس العلمي الذي ينهض عليه استخدام الأوزون في الطب. فمن المعروف أن العمليات الحيوية التي تتم داخل الجسم ينتج عنها بعض السموم التي يتم التخلص منها عن طريق الأكسدة أي التحول الكيميائي للمواد تحت تأثير الأوكسجين. وينتج عن هذه الأكسدة تحول السموم إلى ثاني أكسيد الكربون وماء يتخلص منهما الجسم بوسائله التي نعرفها من تنفس وتبول وإخراج. لكن إذا كان الجسم يعاني نقصاً ما في الأوكسجين نتيجة لتلوث البيئة أو التدخين وعدم ممارسة الرياضة, فإنه يفقد قدرته الطبيعية على التخلص من هذه المواد الضارة. وعلى هذا يهدف العلاج بالأوزون أو غيره من المؤكسدات الحيوية إلى إمداد الجسم بقدر كاف من الأوكسجين يغرق البكتريا والفيروسات, التي يمكنها الحياة دون اعتماد على الهواء, أو غيرها من الخلايا المريضة وينتج عن ذلك أكسدة هذه البكتريا والفيروسات وموتها من ثم, وعندما يتشبع الجسم بالأوكسجين فإن الخلايا الطبيعية تصل إلى حال من النقاء بعد تخلصها من هذه السموم. هذه هي إذن الفلسفة البسيطة التي تعتمد عليها فكرة العلاج بالأوزون. لكن كيف?
يؤدي العلاج بالمؤكسدات الحيوية ومنها الأوزون عشر وظائف هي:
- تحفيز إنتاج كريات الدم البيضاء, أي خط الدفاع الأول دون الغزو الميكروبي.
- قتل الفيروسات, ورغم أن هذا التأثير معروف منذ أواخر القرن التاسع عشر, لكن ليس معروفا على وجه الدقة كيفية حدوث هذا التأثير, لكن المرجح هو تحلل الغلاف الدهني للفيروس مما يؤدي إلى موته.
- زيادة قدرة الهيموجلوبين على توصيل الأوكسجين إلى الخلايا.
- مضاد لنمو الأورام الخبيثة التي تعتمد في نموها على نسبة أقل من الأوكسجين, حيث تؤدي زيادة نسبة الأوكسجين داخل هذه الخلايا إلى أكسدتها وموتها.
- أكسدة الهيدروكربونات.
- زيادة مرونة خلايا الدم الحمراء.
- تحفيز الجسم على تكوين المزيد من الإنترفيرون وعامل نخر الورم الذي يستخدمه الجسم في مقاومة الغزو الميكروبي والأورام.
- زيادة قدرة الأنزيمات المضادة للأكسدة وبالتالي سرعة التخلص من الجذور الكيميائية الحرة والتي تسبب قدرا ملحوظا من الضرر لجسم الإنسان.
- تسريع دورة حامض السيتريك وهي الدورة الأساسية لتكوين السكر والطاقة داخل الجسم, ومن ثم تسريع عمليات التمثيل الغذائي وتكسير البروتين والدهون والنشويات وإنتاج المزيد من الطاقة.
- زيادة نسبة الأوكسجين في أنسجة الجسم.
ثمانية + واحد
تصل فترة نصف العمر للأوزون إلى 45 دقيقة في درجة تبلغ 20 درجة مئوية, بينما ينخفض تركيزه إلى 16% فقط من الجرعة التي يتم تعاطيها خلال ساعتين على الأكثر, لذا يجب تحضيره في موقع العلاج وبواسطة مولدات خاصة. وفي أغلب الحالات يتم تعاطي خليط يحتوي على نسبة ضئيلة جدا من الأوزون تضاف إلى الأوكسجين النقي (يحتوي الخليط على 0.5% أوزون و99.5% أوكسجين نقي في حال الحقن إلى داخل الجسم, بينما تصل هذه النسبة إلى 5% أوزون تضاف إلى 95% أوكسجين نقي في حال الاستخدام السطحي). ويتم تقدير هذه النسبة من حال إلى أخرى حسب خبرة الطبيب أو المعالج, فقد لوحظ أن النسبة الأقل من المطلوب تصبح غير فعالة على الإطلاق, بينما تؤدي زيادة نسبة الأوزون في الخليط إلى تثبيط جهاز المناعة.
وفي الوقت الحاضر توجد ثماني طرق بسيطة لتعاطي الأوزون إضافة إلى طريقة تاسعة معقدة بعض الشيء:
أولا: الحقن المباشر في الوريد أو الشريان:
حيث يحقن خليط الأوزون والأوكسجين بواسطة محقن خاص ببطء في الوريد أو الشريان.
وتستخدم هذه الطريقة أساسا في علاج اضطرابات الدورة الدموية, وقليلا ما تستخدم هذه الطريقة في الوقت الحالي نظرا لبعض المخاطر التي يمكن أن تنتج عنها.
ثانيا: الحقن الشرجي:
وهي أكثر الوسائل المتبعة من حيث درجة الأمان, ولذا تحظى بانتشار واسع, في هذه الطريقة يتم نفح خليط من الأوزون والأوكسجين إلى داخل المستقيم حيث يتم امتصاص الخليط من خلال جدار الأمعاء. وتستخدم هذه الطريقة أساسا في علاج التهابات القولون بأنواعها المختلفة, كما تستخدم في علاج مرضى الإيدز والتهاب الكبد الناتج عن الإصابة بالفيروس (سي) وبعض الأمراض الأخرى, ويبدأ العلاج بكمية تتدرج من 50 ملليليترا إلى 500 ملليليتر حسب درجة استجابة المريض للعلاج.
ثالثا: العلاج التماثلي الذاتي الكبير والصغير:
يشتمل العلاج التماثلي الذاتي الصغير على سحب كمية صغيرة من دم المريض (لا تزيد على 10 ملليليترات) بواسطة محقن خاص وتخلط كمية الدم هذه بخليط أوزون/أوكسجين ويعاد حقنها في المريض ثانية عن طريق العضلات وليس عن طريق الوريد. وفي هذه الحال, يمثل خليط الدم والأوزون نوعا من المصل الذاتي يتعاطاه المريض في محاولة لعلاج بعض أمراض التحسس كالربو الشعبي على سبيل المثال. أما العلاج التماثلي الذاتي الكبير, أو الأكبر, كما يطلق عليه البعض, فيشتمل على سحب كمية أكبر من دم المريض (50 إلى 100 ملليليتر) تخلط بالأوزون/أوكسجين ثم يعاد حقنها في دم المريض عن طريق الوريد. وتستخدم هذه الطريقة في علاج الكثير من الأمراض مثل الهربس والتهابات المفاصل والسرطان وأمراض القلب والإيدز. وهي أوسع الطرق انتشارا في وقتنا الحالي.
رابعا: الحقن العضلي:
يتم حقن كمية لا تزيد على 10 ملليليترات من خليط الأوزون/أوكسجين في عضلة الفخذ مباشرة وتستخدم هذه الطريقة أيضا في علاج أمراض التحسس غالبا ويستخدمها البعض في علاج بعض أنواع السرطان.
خامسا: الماء المؤوزن:
في هذه الطريقة يتم خلط الماء بالأوزون ويستخدم هذا الماء المؤوزن (أي المشبع بالأوزون) كحمام خارجي لعلاج الجروح والحروق والتهابات الجلد. كما يستخدمه أطباء الأسنان في تطهير الفم. ويستخدمه الجراحون الروس في غسل تجويف البطن أثناء العمليات الجراحية, بينما يستخدمه الكوبيون في علاج أمراض القولون وقرحة المعدة والإثنى عشر إضافة إلى التهابات الأعضاء التناسلية لدى النساء.
سادسا: الحقن في المفصل:
يحقن الماء المؤوزن مباشرة في المفصل لعلاج التهابات المفاصل والروماتيزم.
سابعا: بالونة الأوزون:
تلف بالونة بلاستيكية خاصة حول الموضع المراد علاجه ويدفع خليط الأوزون/أوكسجين إلى داخل هذه البالونة حيث يتم امتصاص الخليط عن طريق الجلد, وتستخدم هذه الطريقة أساسا في علاج قرحة الساق الناتجة عن دوالي الساقين, والالتهابات التي تسببها الفطريات بالإضافة إلى الحروق, وهناك أيضا حقيبة الساونا التي تغطي الجسم كاملا فيما عدا الرأس, ويدفع خليط الأوكسجين المضاف إليه القليل جدا من الأوزون في هذه الحقيبة لمدة تتراوح بين20 إلى 30 دقيقة, حيث يتم امتصاصه عن طريق الجلد وبالتالي يرتفع ضغط الأوكسجين في الدم بشكل ملحوظ, وتستخدم هذه الطريقة في علاج مرضى الإيدز.
ثامنا: الزيت المؤوزن:
تستخدم هذه الطريقة في علاج أمراض الجلد, حيث يخلط زيت الزيتون غالبا أو الزيت المستخرج من دوار الشمس ويدهن به الجسم كمرهم أو بلسم طويل المفعول, وتطبق هذه الطريقة في علاج الفطريات التي تصيب الجلد, النواسير, قرحة الفراش, القرحة الناتجة عن دوالي الساقين, البواسير, التهابات أعضاء التناسل الأنثوية وحب الشباب.
تاسعا: استنشاق الأوزون:
وهي طريقة معقدة نسبيا. كثيرا ما يتم تحذير الأطباء الذين يستخدمون الأوزون في العلاج بضرورة استخدام أجهزة لا تسمح بتسرب الغاز إلى غرفة العلاج لأن استنشاق الأوزون يكون شديد الخطورة على الرئتين وهي أكثر أعضاء الجسم حساسية لهذا الغاز الذي يمكنه تدمير الغشاء المخاطي للقصبة والشعب الهوائية. ورغم ذلك استخدمه الأطباء الروس بكميات غاية في الضآلة تضاف على الأوكسجين, ويتم استنشاقها في فترة قصيرة جدا في حالة خاصة جدا هي التسمم باستنشاق أول أوكسيد الكربون وللدهشة كانت النتائج مشجعة جدا ودون أضرار جانبية كما قالوا.
من أمراض القلب إلى الإيدز!!
هل حقا يعالج الأوزون كل هذه الأمراض?
في دراسة حديثة نسبيا نشرت بمجلة الجمعية الطبية الكندية وحظيت بقدر كبير من الاهتمام في الأوساط الطبية, توصل الباحثون إلى إثبات قدرة الأوزون على قتل الفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) والفيروس (سي) والهربس في أكياس الدم التي تستخدم في عمليات نقل الدم. وانتهى البحث الذي أجراه فريق من الأطباء العاملين بالجيش الكندي إلى القول (إن استخدام الأوزون لا يقلل فقط من نسبة الفيروس المسبب للإيدز في دم المريض, بل يعيد الحيوية إلى جهاز المناعة المصاب). ورغم أن عدد مرضى الإيدز من المتطوعين الذين شملتهم الدراسة لم يزد على عشرة - وهو عدد ضئيل نسبيا - ولم يستجب سوى ثلاثة من بينهم لطريقة العلاج المقترحة فإن نسبة النجاح هذه والتي لا تزيد على 30% تمثل خطوة مبشرة قياسا إلى النهاية المحتومة التي يواجهها المصابون بهذا المرض.
ومن جهة أخرى, يستخدم الأطباء الألمان نظاما علاجيا يتضمن الأوزون بالإضافة إلى العقاقير الدوائية الأخرى في علاج مرض الإيدز وبدرجات أفضل قليلا من النسبة السابقة. وترى الباحثة الكوبية سلفيا مانديز, العضو المؤسس الثاني لمركز أبحاث الأوزون بالمعهد الوطني للبحث العلمي بالعاصمة الكوبية هافانا, أن النتائج تكون أفضل إذا تم استخدام الأوزون في المراحل الأولى من المرض وقبل أن يتوغل الفيروس في الجهاز الليمفاوي ونخاع العظام. لكن يمكن القول إجمالا إن استخدام الأوزون في علاج مرض الإيدز لا يشفي من المرض, بل يؤدي فقط إلى تقليل عدد الفيروسات في الدم وهذا يؤدي إلى:
أولا- تحسين نوعية الحياة بالنسبة للمريض, وثانيا- إطالة عمر المريض نسبيا. وتندرج هذه النتيجة النهائية في الإطار الفلسفي العام الذي حكم ممارسة الطب في القرن العشرين: علاج دون شفاء ومرض دون آلام!!
أما فيما يتعلق باستخدام الأوزون في علاج الإصابة بالفيروس (سي) فهناك العديد من المحاولات الجادة التي تجرى بالقاهرة نظرا لارتفاع معدلات الإصابة بهذا الفيروس في مصر, ويتم استخدام طريقتين في علاج هذا المرض إما الحقن الذاتي الكبير أو الحقن الشرجي. وتتضمن الطريقة المقترحة للعلاج مرحلتين: في المرحلة الأولى يتلقى المريض ثلاث جلسات أسبوعيا لمدة شهرين يعقبها إعادة تقييم الحالة إكلينيكيا ومعمليا وبعدها يدخل المريض في المرحلة التالية حيث يتلقى جلستي علاج أسبوعيا لمدة تتراوح بين ثلاثة وعشرة أشهر. ويقرر المعالجون أن المريض يشعر بتحسن على ثلاثة مستويات: الشعور العام بالنشاط والحيوية, حسن الشهية, وانخفاض ملحوظ في نسبة الفيروس في الدم. كما يقول المعالجون إن نسبة النجاح تصل إلى 80% وهي نسبة عالية جدا, ربما تحمل قدرا من المبالغة. فالأوزون لا يستخدم كعلاج أساسي في هذه الحالات بل كعلاج تكميلي يضاف إلى قائمة العقاقير المتعارف عليها والتي تستخدم في مثل هذا المرض. كما أن هناك الكثير من الحالات التي لم تستجب للعلاج بالأوزون وبغيره من الأدوية على الإطلاق.
قصة نجاح من كوبا!!
تروي لنا الباحثة ناتنيل ألتمان مؤلفة كتاب (العلاج بالأوكسجين) قصة النجاح الكوبي, كشاهد عيان, في استخدام الأوزون في علاج الفقراء من الكوبيين والأغنياء من دول العالم الأول الذين يسعون إليها طلبا للعلاج بالأوزون الكوبي!!
لا يخفى علينا حال هذه الدولة الصغيرة التي تعاني من نقص الغذاء بفعل المقاطعة المفروضة عليها, ولا ما تحمله نشرات الأخبار من صور المراكب الصغيرة التي تحمل الفارين بحثا عن حياة أفضل في الولايات المتحدة!!
فمنذ العام 1985 تجرى في كوبا أهم الأبحاث في عالم الأوزون بما يضعها على رأس الدول في هذا المجال, رغم النقص الشديد في مصادر تمويل هذه الأبحاث بفعل المقاطعة الأمريكية المفروضة عليها منذ العام 1961. وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي الذي كان المصدر الرئيس للمساعدات الاقتصادية لهذه الدولة الفقيرة. ولم يأت الاهتمام بالأوزون في كوبا من قبل الأطباء في البداية, بل تبدأ حكاية النجاح هذه بالزوجين الكيميائيين: الدكتور مانويل جوميز موراليدا وزوجته سلفيا مانديز التي ذكرناها من قبل. فقد أدرك الزوجان من خلال أبحاثهما على استخدام الأوزون كقاتل للفيروسات والبكتريا في تنقية مياه الشرب, أن كميات ضئيلة جدا من الأوزون من الممكن أن تكون مفيدة للجسم البشري. وشكلت هذه الفكرة بالنسبة لهما وسيلة للقفز فوق النقص الشديد في العقاقير الطبية التي تحتكرها الشركات الأمريكية والأوربية التي تشارك في مقاطعة بلدهما. حمل الزوجان الفكرة إلى الأطباء العاملين في المؤسسات الطبية الكوبية وهم غالبا من كبار الأطباء الذين تلقوا تعليما طبيا بالجامعات الأمريكية والأوربية قبل الثورة الشيوعية, ولم تقابل الفكرة بما تستحقه من استحسان. وبعد محاولات جادة من جانبهما نجح الزوجان في إقناع بعض الأطباء في استخدام الأوزون في بعض الحالات المستعصية والميئوس من شفائها وعلى غير المتوقع كانت النتائج إيجابية, وعندما وصلت إلى مسامع الرئيس كاسترو تفاصيل هذا النجاح أوصى بتحويل بعض الاعتمادات للإنفاق على أبحاث الأوزون, وهكذا تأسس (المركز الوطني الكوبي للعلاج بالأوزون) تحت إشراف الزوجين جوميز. ومن العام 1985 حتى العام 1994 تم علاج 25 ألف حالة مرضية باستخدام الأوزون في هذا المركز وغيره من المستشفيات الكوبية. ويحتوي هذا المركز على معملين كبيرين للأبحاث ووحدتين للعلاج بالأوزون, واحدة لأهل البلاد والثانية للأجانب الباحثين عن العلاج بالأوزون في كوبا, إضافة إلى فندق سعته 180 سريرا لإقامة المرضى من الأجانب وعائلاتهم.
وفي سنة 1988 خرجت إلى النور دراسة أجريت بالمعهد الوطني الكوبي لجراحات الأوعية الدموية على المرضى بتصلب الشرايين, ضمت ستين مريضا, تبين من خلالها أن نسبة الشفاء باستخدام الأوزون, بطريقة العلاج التماثلي الذاتي الكبير, في الحالات المتوسطة الحدة بلغت (73.4%) في حين تدهورت حال (20%) من هذه المجموعة, مقارنة بتدهور (53%) من المجموعة التي تناولت العقاقير المتعارف عليها في مثل هذه الحالات. وفي الوقت نفسه أجريت دراسة أخرى على مرضى قصور الدورة الدموية بالمخ في مستشفى سلفادور الليندي بالعاصمة الكوبية هافانا وضمت 120 مريضا تم علاجهم بواسطة الحقن الشرجي للأوزون بمعدل 15 جلسة خلال ثلاثة أسابيع. وتبين الدراسة أن نسبة تحسن حال المخ بين المرضى في بداية المرض بلغت 91% بينما بلغت هذه النسبة 67% في الحالات المزمنة, وأوصى البحث بأهمية العلاج بالأوزون في المراحل الأولى للمرض وأشاد بدرجة الأمان العالية التي تمثلها هذه الطريقة في العلاج, ولا تختلف النتائج التي توصلت إليها الأبحاث الكوبية في سائر الأمراض الأخرى عن هذه النتائج المذكورة.
وفي الجانب الآخر من العالم, وبالتحديد في إيطاليا, نجح الجراح الإيطالي سيزار فارجا في علاج حالات الانزلاق الغضروفي باستخدام خليط خاص من الأوزون وتعرف هذه الطريقة باسم (ديسكوزان), ويقول الدكتور فارجا إنه نجح في علاج 6000 (ستة آلاف) مريض دون جراحة وباستخدام الطريقة هذه, وتعتمد هذه الطريقة على حقن خليط خاص من الأوزون والأوكسجين حول منطقة الإصابة ويحتاج المريض إلي 14 جلسة علاج في المتوسط. وقد بلغت نسبة الشفاء على يدي الدكتور فارجا 95% كما يقول.
علاج آمن.. وحرب قذرة
يبلغ عدد الحالات التي تلقت علاجا بالأوزون وغيره من المؤكسدات الحيوية ما يزيد على عشرة ملايين مريض خلال القرن الماضي, أغلبهم من مواطني ألمانيا (مبتكرة الأوزون والأوزون الطبي) وروسيا وكوبا في إطار ما يمكن أن نطلق عليه العلاج الاشتراكي أو علاج الفقراء!! أما درجة الأمان في استخدام الأوزون الطبي فتؤكد دراسة ألمانية صدرت سنة 1982 ضمت (775 384) مريضا تلقوا جميعا ما يزيد على خمسة ملايين جلسة علاجية أن نسبة حدوث مضاعفات وأضرار جانبية غير مرغوبة لم تزد على (0007ر) سبعة لكل عشرة آلاف, وهي نسبة لا تذكر مقارنة بكل الوسائل العلاجية المعروفة, لكن تجب الإشارة هنا إلى أنه يحظر تماما استخدام الأوزون في حالات محددة هي) التسمم الكحولي الحاد, الذبحة الصدرية الحادة, النزيف من أي عضو من أعضاء الجسم, أثناء فترة الحمل, زيادة نشاط الغدة الدرقية, القصور في عدد أو وظيفة الصفائح الدموية.
إذن, إذا كان للأوزون الطبي كل هذه القيمة العلاجية التي يتحدث عنها المتحمسون لاستخدامه إضافة إلى هذه الدرجة العالية من الأمان فلماذا لم نسمع به إلا أخيرا, ولماذا لا تنتشر هذه الطريقة في العلاج? تقول الباحثة الكندية ناتانيل ألتمان إن السبب في ذلك أن العلاج بالأوزون لا يدرس في كليات الطب. إضافة إلى وقوف المجتمع الطبي ضده ليس بالتجاهل فقط, ولكن بالتهديد أيضا بسحب ترخيص ممارسة المهنة من الأطباء الذين تسول لهم أنفسهم استخدام الأوزون في علاج المرضى, بل ومحاكمتهم وإغلاق عياداتهم, لماذا كل هذا التشدد في مواجهة هذا الغاز الطيب? ترى الباحثة نفسها أن الأوزون وغيره من المؤكسدات الحيوية أدوية ليس لها براءة اختراع محددة وهي قليلة التكاليف من حيث التحضير والاستعمال, فالتكلفة النهائية لجلسة العلاج بالأوزون لا تزيد على عشرة دولارات أمريكية, فإذا أضاف الطبيب أجره وتكاليف شراء الأجهزة اللازمة لتحضير وتعاطي الأوزون بل وإيجار العيادة ذاتها فإن التكاليف تصل بالكاد إلى نصف التكاليف المدفوعة في العلاج التقليدي. ومن هنا يمثل العلاج بالأوزون تهديدا حقيقيا للمؤسسات الطبية الكبرى ومن بينها شركات الأدوية العملاقة التي تحتكر العقاقير التقليدية والمستشفيات الخاصة التي اعتادت استخدام أدوية باهظة ووسائل طبية معقدة وإقامة طويلة الأمد بالمستشفيات. إذن لماذا لم تعترف منظمة الدواء والغذاء الأمريكية الشهيرة والتي تسعى لفرض هيمنتها - إن لم تكن قد هيمنت بالفعل - على كل الأدوية والأجهزة الطبية ليس داخل حدودها الأمريكية فقط, بل في العالم بأسره بهذا الأوزون اليتيم? ترى السيدة ناتانيل أن هذه المؤسسة الكبرى وغيرها من المؤسسات الصحية الحكومية دائما ما تخضع لنفوذ شركات الأدوية واللوبي الطبي بما يجعل إجراء الأبحاث على هذه النوعية من الأدوية وغيرها من الأدوية التي لا تهم سوى الفقراء أو ما يعرف بالأدوية اليتيمة مسألة غاية في الصعوبة. لكننا نشير هنا إلى أن المؤسسات الصحية الأمريكية والكندية قد اعترفت أخيرا بالأوزون والمؤكسدات الحيوية الأخرى كعلاج تحت التجريب خاصة في علاج الإيدز والفيروس (سي).
وفي الأخير, ورغم مرور أكثر من قرن على استخدام الأوزون في علاج المرضى فإن الأبحاث مازالت تجرى للتأكد من فاعليته وفائدته ولايزال الأوزون يستخدم كعلاج تكميلي يضاف إلى القائمة الطويلة من العقاقير التقليدية, لكنه يدخل بقوة فيما يطلق عليه منظومة الطب البديل - ولنا تحفظ على هذا المصطلح نتركه لمناسبة أخرى - التي ربما تقلب ممارسة الطب في المستقبل وتفتح صفحة جديدة في فن المداواة
يستخدم الأوزون في علاج الأمراض التالية وبدرجات متفاوتة من النجاح:
1- أمراض القلب والجهاز الدوري:
- قصور الدورة الدموية في الأطراف.
- قصور الدورة الدموية في المخ وضعف الذاكرة.
- الاحتشاء (الذبحة الصدرية).
- اضطرابات النبض.
- توقف عضلة القلب.
- الغرغرين.
- التهاب الشريان الصدغي.
2- أمراض الجهاز التنفسي:
- الانسداد المزمن بالرئتين.
- انتفاخ الرئتين.
- الربو الشعبي.
- اتساع الشعب الهوائية.
- الالتهاب الرئوي المصاحب لمرض الإيدز
- الالتهاب المزمن بالشعب الهوائية
3- الأمراض المعدية:
- الإنفلونزا.
- الهربس البسيط والمنطقي.
- داء المبيضات (cadidiasis).
- متلازمة الشعور المزمن بالإرهاق
(Epstein-barr virus).
- الأمراض المعدية المرتبطة بالإيدز.
- التهاب الكبد الفيروسي الحاد والمزمن.
- الإصابة بالطفيليات.
4- اضطرابات جهاز المناعة:
- البول السكري.
- أمراض التحسس.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- التصلب المتعدد.
5- أمراض أخرى:
- الشلل الرعاش (مرض باركينسون).
- الزهايمر.
- الصداع النصفي.
- الألم المزمن.
- سرطان الدم والغدد الليمفاوية.