قصائد لبنانية.. في فلسطين لا تنام السماء

قصائد لبنانية.. في فلسطين لا تنام السماء

لعلها قادِمة
لعلَّ شمسها تبزغُ اليومَ
أو غدًا
من أعينٍ مُهاجرةْ
وأدمـــــعٍ مسافرةْ
وتبرقُ الرّعودُ في سمائها
ويهطلُ المطرْ
من كُوّةٍ محاصرةْ
وينبتُ الترابُ من جديدْ
شتول كبرياءْ
وحنطة مغامرةْ
لعلَّ حاضرًا من الرؤى
وقادمًا سعيدْ
يُطِلُّ من عُرَى النشيدْ
وينبتُ الحمامُ في معاطفِ البريدْ
وتنسجُ الزنودُ في غدٍ
مساحةَ الوطنْ
وتعصرُ الكرومُ زيتها
في جُعبةِ الزمنْ
لعل أُمَّنا التي تنامُ
في الغيومْ
وتعصرُ النجومَ ملحَ أرضنا
لعلنا نَضُمها
ونسكبُ القصيدةَ المُعَتَّقَةْ
في كُوبها العتيدْ
وَنُوقِدُ النيرانَ في الأثيرْ
لِنصهرَ السما ألعوبةً
في عرسنا المجيدْ
لعل صوتَها ونورها وشمسها
تصيرُ قُبْلَةَ العصورْ
لعلها تعودُ حُرَّةً وتلبسُ النذورْ
هي الملاذُ أُمُّنَا وآخرُ الأحلامْ
فلسطينُنا وقُدْسنا الحرامْ
لعلنا نصيرُ هكذا. وهكذا نكونُ
أوْ لا نكونْ
يا سادتي في موطنٍ
ما عادَ في كُرومهِ
يُسَالِمُ الزيتونْ
لعلهُ الغمامُ في سمائنا
يُبَشِّرُ البذورَ بالثمرْ
بموطنٍ يُصَدِّرُ الأحلامَ
في السَّفرْ
لعل قُدْسَنَا تعودُ
من حناجرٍ مُقاومةْ
من تربةٍ لم تعرف المُسَاوَمَةْ
من ظلمةِ الأكواخِ والقفارْ
لعل نهرَها يفيض
من جديدْ
بالموجِ والمحارْ
وَيُزهِرُ التفاحُ في الخدودْ
واللوزُ في القُدودْ
والياسمينُ في المعاصِمِ المجاهِدَة
لعل حُلمنا الذي ينامُ
في القلوبْ
يُمَزِّقُ الأستارْ
ويكتبُ التاريخُ بالدِّما
أنشودةَ الأحرارْ
لعلنا؟ إنْ نحنُ لم نَضِعْ
في زحمةِ المشوارْ
فلسطينُ أرضُنَا
لأجلها نموتْ
ونزرعُ الترابَ نخوةً
والدورَ والبيوتْ
سترجعُ المدينةُ المقدسةْ
مجدولَةِ الشعورْ
مسروجَة الخيولْ
يعانِقُ المسيحُ في ظلالها
حَبيبهُ الرسولْ

------------------------------
* شاعر من لبنان.

 

 

حسن جعفر نورالدين*