الرُّمَّان شوقي بزيع

الرُّمَّان

شعر

شجرٌ لترويض الخيالْ
شجرٌ لنرسم, حالمين به ضياعًا من ظنونٍ
أو كنائس للتأمّل من علٍ
في ما يصيّر زهرةً جرْسًا
وأغنيةً بلادًا من فقاقيع المياه
وصوتَ عاشقةٍ
هبوبَ الأرجوان على النعاس
ووجهًا عطشًا نبيذيّ الرحيلِ
إلى الجمالْ
شجرٌ لتعليق الإجابة عن سؤال الموت حباً
فوق أغصان السؤالْ
وعن التماس الفرق بين الوجه والمرآةِ
حين تصير صورتنا انعكاسًا
داميَ الإيقاع
للدوران حول أنوثةٍ عَزُبَتْ
وعن المسافة بين روح الصخر والإزميلِ
في منحوتةٍ عجزتْ يد النحاتِ
عن إتمامها
لتظلَّ هائمةً على نقصانها الأعمى
تفتِّش عن مثالْ
شجرٌ لنبصره بعين القلب
للإنصات للموتى الذين مضوا
لكي يتنزهوا فرحينَ
في كنف النحيب الغضِّ للرمان,
للإعراب, تلميحًا عن الصبوات
وهي تمزق الأحشاء كالسكّين
يكفي أن نلامسه
لكي تتفتَّح النيران فيما يراهفُ,
أن نحنَّ إليه
كي تتضرج الفتيات غبَّ نضوجهنَّ
بحمرة الخجل البريئةِ,
أن نشقَّ ثماره
ليسيل كالقمر الجريح على الجبالْ
شجرٌ محالْ
شجرٌ لنجترح الحقيقةَ قبل أن تنحلَّ
في شفقٍ مسائيِّ الظلال
شجرٌ لحيرتنا هو الرمَّانُ,
تنويع جماليّ على لغةٍ تخاتل نفسها
لتضيءَ عبر بلاغة النقصان
دربَ الباحثين عن الكمالْ

 

شوقي بزيع