عزيزي العربي

عزيزي العربي
        

تقوقع!!

          أحييكم وأشد على أيديكم وأحيي فيكم حرصكم على نشر المعرفة المتمثلة في مجلة (العربي) والتي أصبحت من المجلات المفضلة لكثير من القراء في العالم العربي.

          ولكن أرجو أن يتسع صدركم لهذا النقد, وهو ما لحظته في مجلتكم في الفترة الأخيرة من (تقوقع) إن صح التعبير. وهو الاهتمام بالكويت وبالشخصيات الكويتية أكثر من اللازم وهو لا ينفي حبنا لهذا البلد وأهله والذي أتمنى زيارته متى سنحت الظروف المادية, ولكن لا نريد لـ (العربي) أن تفقد ما يميزها عن غيرها بأنها عربية أكثر منها كويتية. والنقطة الثانية هي عدم اهتمامكم بما يحدث في المغرب العربي من أحداث ثقافية واجتماعية واستطلاعات مع العلم أن المغرب العربي يزخر بكثير من الإمكانات الثقافية وفيه الكثير من المناطق التاريخية والسياحية المجهولة خاصة للعرب في المشرق.

حسين عثمان أحويشي
بني وليد - ليبيا

          المحرر: لو عدت لأعداد المجلة الصادرة في السنوات الأخيرة لعلمت حجم ما نشر عن دول المغرب العربي, وعن الدول العربية بشكل عام ومنها الكويت ولكنت حينها قد وصلت إلى نتيجة مختلفة عما ذكرت. 
 
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

          تعليقاً على مقال (تلفزيون الحقيقة.. أم البلاهة) المنشور في العدد (520) مارس 2002م نقول إن: (الله سبحانه وتعالى وهب العقل للإنسان حتى يميز الخبيث من الطيب, والغث من السمين, ومن دون نعمة العقل يصبح الإنسان مجنونا لا يفكر ولا يميز ولا يفند, وهو دائما يحتاج إلى توجيه ورعاية, مثل الطفل الصغير الذي لم يكتمل نموه العقلي والذهني فيأكل أي شيء ويتناول أي شيء دون معرفة أو تمييز, وينطبق ذلك على الأفكار والمعلومات أيضا. وهناك كثير من المعلومات والأفكار التي يتم بثها في وسائل الإعلام تحت مصطلحات علمية براقة وهذه المسميات والمصطلحات تجعل المتلقي ينساق طوعاً أو كرها, شاء أم أبى دون جدال أو نقاش وتحت تأثير (غريزة القطيع) بلا عقل أو تفكير.

          فكم من شخصية فاشلة في المجال العلمي أو المجال الفني, وليس لها دور بارز أو متميز أصبحت بسلطة وسائل الإعلام شخصية المجتمع وحديث المدينة, وأفسحت لها مساحات في مادتها الإعلامية وهو لا يعدو أن يكون شخصية عادية.

          نتج عن ذلك (الانسياق القطعاني) أن:

          الكل مصدق, الكل منبهر, الكل لا يسأل, والكل يخدع نفسه. يتظاهرون بجمال صوته أو عظيم أدائه, وقوة استشهاداته.

          والكل يسارع باقتناء صوره وتسجيلاته وترديد تصريحاته.

          فلنحذر جميعا أن ننساق وراء الخبر أو المعلومة أو الشخصية ونقع في شراك (غريزة القطيع).

رفعت عبدالرحمن إمام
القاهرة - مصر 

          لفت نظري  موضوع - (صور التاريخية بين النار والبحر)  للدكتور يوسف الحوراني في العدد 516 نوفمبر 2001, وسرني ما في المقال من معلومات قيمة وكان لي الملاحظات التالية:

          اولا: حيزقيال: يجمع الباحثون على أن حيزقيال ظهر في بابل إبان السبي الثاني 587ق.م - 525ق.م الفترة التي تم فيها ترجمة التوراة من العبرية إلى الآرامية وهو يوصف باليهودي.

          ثانيا: زكريا: لم يكن زكريا آخر الأنبياء فقد ظهر بعده ابنه يحيى والمسيح عيسى ابن مريم الذي قال ما جئت إلا لخراف إسرائيل الضالة, كما أن يحيى (يوحنا المعمدان) هو الذي عمد المسيح في نهر الأردن.

          وقد اجتمع زكريا مع زوجته اليصابات أم يحيى ومريم أم المسيح, وقد سألت كل منهما الأخرى (لمن أنا حبلى)? وقد كان ذلك في المعبد الذي بناه عزرا عام 522 ق.م (هيكل هيرودس) فيما بعد, على أرض أرنان الحثي في قدسنا في فلسطين الحالية, أي أن زكريا كان مخضرما وعاش قبل وبعد الميلاد ولم يكن في القرن السادس وإنما الذي ظهر في القرن السادس ق.م هو حيزقيال.

          ثالثا: صور: أ - وصف حيزقيال ينطبق على صور العمانية جنوب الجزيرة العربية.

          ب - وصف زكريا ينطبق على صور الجزيرة الغارقة على بعد 650 مترا عن الساحل اللبناني قبالة صور الحالية.

عدنان رشدي بشير
عمّان - الأردن 

العربية ليست لسان جمود 

          في نص الحوار المنشور في مجلة (العربي) العدد (526) سبتمبر 2002م, وفي زاوية (وجها لوجه) وصف د.أحمد جبار, النظام التربوي في الجزائر (بالتخلف والجمود) دون توضيح, وللعلم فإن التيار المفرنس في الجزائر يشن كعادته حملة مغرضة واستئصالية على اللسان العربي. وعلى مدرسته الأساسية, التي اتهمت أيضا بأنها والمسجد هما منبعا الإرهاب?! كأن التعليم كان مزدهراً ومنتشرا في عهد الاحتلال الفرنسي, أو كأن المؤسسات الأخرى متطورة لأنها تستعمل الفرنسية? ولا يعني هذا إخفاء ما يعانيه التعليم من مشكلات حادة, وهذا ليس في الجزائر فقط. وأخطر تلك المشكلات هو ما يقوم به التيار المفرنس من تحطيم للهمم وتهديم لما هو صالح, وهم القائلون: إن (اللغة الفرنسية غنيمة حرب ثمينة, يجب المحافظة عليها)?! ويفرضونها إجباريا مع أنهم يتحدثون كثيرا عن الديمقراطية. ونسأل هنا عن  الأساس الواقعي الذي بنى عليه حكمه, وهو يعترف بأنه عاش ولايزال يعيش في فرنسا?

          ونسأل الدكتور ماذا فعل عندما كان وزيرا لمعالجة (تخلّف) وجمود النظام التربوي? إن البناء صعب وشاق, والنقد سهل, والمتفرّج فارس.

محمد جلّيل
الجزائر 

الإمكانية الجغرافية لتطبيق القرار 194

- حق العودة

          يقول المشككون إن معظم اللاجئين لا يرغب في العودة, وإنهم لو أعطوا تعويضا مناسبا واعترافاً بالمعاناة التي مروا بها وجنسية أو جوازاً ينتقلون به, لتنازلوا عن حق العودة وأغلق هذا الملف إلى الأبد, والذي يقول ذلك ليست لديه أي معرفة بالشعب الفلسطيني وحقيقة مشاعره, وهناك من يقول أيضا إن القرى دُمرت والحدود ضاعت والمعالم تغيرت, ومن الصعب معرفة الحدود والأماكن وواضح أن القائلين بذلك يجهلون حال فلسطين, فلا يوجد بلد في المشرق العربي موثق مثل فلسطين.

          وللدلالة على إمكان تطبيق حق العودة (القرار 194) جغرافياً لا بد من تبيان ما يلي:

          لقد احتلت إسرائيل 78% من فلسطين عام 1948 واحتلت 22% عام 1967 من مساحة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة, واليوم تقسم (إسرائيل) إلى 41 إقليما طبيعيا (واحد وأربعين إقليما) وهي:

          - المنطقة (أ) تشمل 8 أقاليم مساحتها 1.683 كم2 أي 8% من مساحة (إسرائيل) وهي مشابهة للأراضي اليهوديةقبل 1948 ويسكن بها 68% من مجموع اليهود ولنسم المنطقة (أ) بالمنطقة اليهودية.

          - المنطقة (ب) تشمل 5 أقاليم ومساحتها 1.318كم2 وتقارب مساحة أراضي الفلسطينيين الباقين في (إسرائيل) ويسكن بها اليوم 10% من اليهود ولنسمها المنطقة المختلطة.

          - المنطقة (ج) وتشمل 28 إقليما مساحتها 17.325كم2 وهي مقاربة في المساحة والمكان للأرض الفلسطينية التي طُرد منها أهلها, ولنسم هذه المنطقة بالفلسطينية.

          ومن حسن الحظ أن التقسيم الإداري للأقضية في فلسطين لا يختلف كثيراً عنه في (إسرائيل), فأقضية صفد وطبريا والناصرة وبيسان وعكا وحيفا ويافا وغزة والرملة وبئر السبع متشابهة في الحالتين (أي قبل الاحتلال وبعده).

          ولذلك, يمكن التعريف بعودة اللاجئين الفلسطينيين حسب الأقضية الأصلية بالإضافة إلى قراهم الأصلية وهذه مكانها محدد طبعاً.

          فإذا عاد اللاجئون إلى ديارهم تصبح الكثافة السكانية لمجموع السكان هي 482 شخصا/كم2 بدلاً من الكثافة الحالية وهي 261 شخصا/كم2 والرقم الأول رقم مقبول جدا, ولا يمكن مقارنته باكتظاظ اللاجئين في المخيمات, ويكفي أن نذكر أن عدد السكان في مخيم السُط في غزة يبلغ (85 ألف نسمة), لندرك مدى الجريمة التي اقترفتها إسرائيل بحق إنسانيتهم.

          وعند العودة الكاملة ستصبح المنطقة (أ) ذات كثافة يهودية غالبا, إذ تصبح نسبة اليهود فيها 78%, وبالمقابل تصبح المنطقة (ج) ذات كثافة فلسطينية إذ تبلغ نسبة الفلسطينيين فيها 81%, أما المنطقة (ب) فتكون مختلطة.

          ولكي يتمكن اللاجئون من العودة فإنه يمكن نقل 154.000 يهودي ريفي فقط من المنطقة (ج) إلى الوسط, وبذلك يعود 4.600.000 فلسطيني إلى وطنهم وإرثهم الحقيقي الذي يستغله 154.000 يهودي فقط.

          ولإثبات أن خطة عودة اللاجئين لا تشكل مشكلة في أي من الواحد والأربعين إقليماً طبيعياً في (إسرائيل) يكفي أن نقول إن اللواء الجنوبي في إسرائيل الذي تبلغ مساحته 14.107كم2 ويسكنه 78.000 يهودي ريفي فقط هم الذين يستغلون كامل أرضه, هذا بالإضافة إلى 555.000 يهودي مدني حيث إن 63% منهم يسكنون ثلاث مدن فلسطينية, وهؤلاء اليهود يعملون في الصناعة والشحن والتعليم والبحوث, ولا مبرر ديموجرافيا لأن ينتقلوا إلى أي مكان آخر.

          وإذا انتقلنا إلى اللواء الشمالي نجد وضعا مماثلا لكن وجود اليهود فيه أكثر إذ يبلغ عددهم هناك 134.000 يهودي ريفي ويلزم انتقال 67.000 منهم فقط إلى الوسط ليسمحوا بعودة اللاجئين إلى ديارهم.

          وتبلغ نسبة اليهود المدنيين 71%, يعيش 90% منهم في تسع مدن, ثلاث منها فلسطينية هي عكا وطبريا وشفا عمرو, أما أكبر مدينة فلسطينية في اللواء الشمالي هي الناصرة الفلسطينية تماما (45000), وحتى لو أخذنا لواء حيفا وهو مدرج في المنطقة اليهودية, فإننا نجد أن الفلسطينيين هناك يشكلون 26% من اليهود, وحتى في اللواء الأوسط, مركز كثافة اليهود, يبلغ الفلسطينيون 9%, وفي هذين اللواءين توجد 13 مدينة فلسطينية, يتراوح عدد سكانها بين 10.000 و30.000.

          بعد هذا التحليل, تتضح لنا حقيقتان مهمتان:

          الأولى: أن وجود الفلسطينيين اليوم في (إسرائيل) حقيقة ثابتة, ولذلك فإن عودة اللاجئين لا تخلق واقعاً جديداً, صحيح أن عدد العائدين أكثر من أربعة أضعاف الفلسطينيين الموجودين هناك, بفرض عودة الجميع, لكنهم سيعيشون في ديارهم الأصلية التي لا يوجد فيها كثير من اليهود. (لا وجود لكثير من اليهود فيها)

          الثانية: أن ثمن تحقيق العودة, وهو حق إنساني ثابت وقانوني واضح, وهو نقل 154.000 يهودي ريفي, ليس إلى خارج البلاد, بل إلى المنطقة الوسطى مع بني قومهم اليهود, هذا إذا شاءوا, وإذا لم يشأوا فيمكنهم البقاء, هذا ثمن بسيط تدفعه إسرائيل لجريمة إنسانية لم يحدث لها مثيل في العصور الحديثة.

باسم أسعد
كاتب فلسطيني - دمشق
 

تساؤلات معاصرة 

          كتب الأستاذ صلاح عيسى في مجلة (العربي) العدد رقم 524 يوليو 2002 موضوعا حول ثورة يوليو بمناسبة مرور 50 عاما على الثورة المصرية.

          ولعلني أقول:

          إن ثورة يوليو 1952, مرت بتحولات ومفارقات وتأملات, قد يتفق البعض مع رؤية الثورة في بعض القضايا والتحولات المصرية والعربية والإسلامية والعالمية, خاصة أن الأمة العربية منذ ثورة يوليو عاصرت انطلاقات وتطورات وتحولات قارية وعالمية, لكن سياسات الأمة, والتي تتحرك بالقطرية, سياسات افتقدت سمة التوحد, برغم توحد: اللغة.. التاريخ.. الموقع.. العقيدة.

          ولونظرنا للأمة العربية نجدها تملك تراثا حضاريا, لكن ما موقع العرب اليوم في الألفية الثالثة?

          - هل يستطيع العرب حل أزماتهم بالدبلوماسية العربية?

          - هل للعرب وعي استراتيجي بمسألة الوحدة والديمقراطية?

          - هل تستطيع النخب الحاكمة عربيا, مواجهة إسرائيل في ظل الواقع العالمي والمحلي الذي جعل من إسرائيل  تضاعف قواها غير التقليدية, وتعداد سكانها, وتحالفاتها الاستراتيجية وبما يهدد أمن العرب?

          - هل يملك العرب أمن الأمة, وتعبئة مواردها وتنظيمها وتوجيهها لصالح نحو 280 مليون عربي?

          - هل الفكر السياسي العربي من المحيط للخليج يستطيع التعامل مع السياسات العالمية بمعطيات الحقائق الواقعية لنصرة قضايا الأمة.. ومآسي العرب نتجت من قصور الفكر السياسي العربي..?! والسياسات العربية تحمل الاستعمار والإمبريالية والصهيونية كل بلايا التأخر والضعف والتجزئة كيف? ولماذا? أين الاستقلال..? وبما أفاد?

          - هل السياسات العربية تدار من فكر الفرد الحاكم? أم من مؤسسات الدولة? وهل هي تنسجم مع متطلبات مصالح الأمة العربية?

          - هل ابتعد العرب عن معاول التجزئة والعمل بالقطرية.. ولنا أن نتأمل أن تجربة ثورتي محمد علي وعبدالناصر برغم اختلاف أفكارهما.. فإن الجامع بينهما أن هناك سياسات عالمية لتطويق حركة الثورتين, حتى تتراجع الأمة الواحدة وتتجه نحو القطرية.. ولتظل وضعية التأخر والتبعية والتجزئة قائمة.

          - بين هذا وذاك نجد في النهاية أن المثقف له دور إصلاحي سواء بالمقال أو الشعر أو الأدب أو برسوم الكاريكاتير.. هل هدف المثقف تغييب الوعي, أم إيقاظ الوعي? وللوعي مهمة إصلاحية.. والفكر له اجتهاد عقلي, وله أثر إيجابي أو أثر سلبي, لكنه في خلاصة الأمر مشروع إصلاحي برؤية ثقافية.

          تلك بعض نقاط.. لنأخذ من خمسين عاما من عمر ثورة يوليو قيمة الإنقاذ لحاضر أمة العرب.. وقد تتفق أو تختلف مع رؤى الآخرين.

يحيى السيد النجار
دمياط - مصر  

المتاهة?! 

          هو ذا يجد نفسه ضائعا في فن الكتابة, فتارة يكتب في العلوم فيجدها جافة وتارة أخرى يكتب في حقل العلوم الاجتماعية فقد يلاقي حاله فيها, لكن سرعان ما قد ينقلب إلى الأدب في خواطر متتالية تنم عن شعور إنساني عميق ووجدان شفيف.

          يحب العلوم, إنه يشعر بالكون متراقصاً فالحياة من الإلكترون إلى الكون كله يرقص بإيقاعات غريبة, عجيبة صاغها الله وأيما صياغة.

          يهوى علم الاجتماع ويجد ضالته فيه لأنه يتذكر حاله في الثانوية العامة إذ حصل على علامة تسع عشرة من عشرين درجة, وبالفعل يتقن فن الكتابة الاجتماعية النابعة من الصدق والوفاء الاجتماعي. أما الأدب فله قصة صعبة معه إذ لم يحاول في سنيه المبكرة أن يتقن هذا الفن اللغوي إلى درجة عالية, وكان يعاني من جفاف  قواعد اللغة التي لا تتراصف جيداً ولشدّ ما كان ينزعج من التقديرات, ويجوز الوجهان, ويختلف النحاة, فهذه التناقضات ولدت في نفسه عدم التزام مطلق لتمثل قواعد اللغة العربية.

          الآن هو في متاهة, يدور فيها ويدور, وتدور أفكاره متراقصة كما الكون في إيقاعات متفاوتة العلو والانخفاض والأغرب في حياته أنه امتهن مهنة لا يمت إليها بصلة وهي بعيدة عن سلك الثقافة والكتابة فصارت حياته معقدة بعض الشيء وأثر ذلك على نضجه في الكتابة وما إن حانت الفرصة حتى تقاعد من مهنته وفرّ إلى الكتابة والمطالعة بلهفة غريبة. إنه حالياً يلاقي صعوبات جمة في النشر وبأي مجالات وخاصة بعد أن نشر كتابين الأول العبور إلى كون متقدم في الخيال العلمي والثاني الوعي البيئي الذي يدرس البيئة ويحاول تمكين الناس من فهم بيئتهم وحسن سلامتها وصيانتها للأجيال القادمة.

          إلا أنه أخيراً قرر الكتابة في أي حقل يرتاح إليه, ويقدم فائدة أو متعة معينة للأعزاء القراء, وسيظل منكباً على مطالعته إلى أن يأخذ الله أمانته.

فايز علي نبهان
دمشق - سوريا 

وتريات

صورة غير واقعية عن رواية المهزوم

منذ ابتلائي

بالصعود إلى الرّدى

أَلقتْ عليَّ همومها

فَحَملْتُها..

ورأيتُ أشلائي بها

- كانت تُسمّى المستحيلْ -

لكنها..

والوقتُ يذبلُ

في الجفون النائيةْ

فَرّتْ..

لِساعة طَيْرها

كان الضّحى

يَسْوَدّ من

إفك اللقاءْ

مَنْ ذا الذي أوحى

وَهَزّ خباءَها

قبل الخطيئة والرحيلْ?

ويظلّ يجرحني الهديلْ..

هل كنتُ أركضُ

في الخديعةِ

أَمْ إجابات القتيلْ?

فَرّتْ.. لتغسل وَرْدَها

بالجمر.. أو.. بغيومهِ

هي هكذا..

جسدٌ يُطالع نَصّهُ

في التّوْرية

مجنونة..

بخراب مَنْ يمحو

الكتابة والغناءْ

مجنونة..

بلذائذ المدفونِ

في الظّلِ الخفيِّ

وفي الضفاف السّاجية

كم مادَ فيَّ هواؤها

لن يوقف المطر الغزير خروجها

فَرّتْ..

لِسرب جحيمها

وتعطّرتْ بهبائهِ

فَتعذّب الشجر العليلْ

هل في مواعيد الخواءِ

دَمُ الزهور الذاوية..?

هي ساعةٌ

كانت تُسمّى المستحيلْ

صارتْ.. وقد

فَلَقَ الدّجى

جسم الضّحى

صارتْ.. تُسمّى الهاوية 

ألما عصام محمود
حلب - سوريا