عزيزي العربي

عزيزي العربي
        

معنى كلمة (عائل)

          عطفاً على ما ورد في زاوية واحة العربي العدد (520) لشهر مارس 2002.

          أورد الكاتب في هذه الزاوية كلمة عائل بمعنى يختلف تماما عن المعنى الأصلي للكلمة حيث قال: (أو إثارة الإشفاق على من يكون عائلا - أو أباً للعيال, أو الإعجاب الشديد للعائل نفسه أبي العيال, حينما يقوم بعمل يثير الدهشة بصفته كبير العائلة أي العائل الأكبر لها بما فيها من عيال - مهما كبروا)... إلخ.

          وفي مكان آخر: (فهناك نباتات عائلة تعتمد عليها نباتات أخرى - طفيلية - تستمد منها غذاءها وتشب على أكتافها)... إلخ.

          في القسم الأول يحتمل المعنى الصحة, أما في القسم الثاني فالكلمة استخدمت في الموضع الخطأ.

          العائل: هو الفقير أي مَن أصابته عَيلة ومنها قوله تعالى: { ألم يجدك يتيما فآوى. ووجدك ضالا فهدى. ووجدك عائلا فأغنى . ومنها لفظ العائلة والذي يستخدم مرادفا للفظ الأسرة والذي يعني أساسا أن مجموعة من الأفراد مسئولون من المعيل, والمعيل هو من يقوم بإعاشة أسرته بعد التوكل على الله طبعا لأنه هو الرزّاق للجميع بمن فيهم المعيل.

          أما العائل والعائلة فهم الأشخاص الذين يكلون أمر معيشتهم لوالدهم أو معيلهم, وعائل على وزن فاعل ولكنها اسم مفعول, وهذا ما يؤدي للوقوع في الخطأ مثلها مثل قولنا (طاعم وكاسي), فظاهر القول يوحي بأن الكلمتين تدلان على أسماء الفاعل, فيما هي حقيقة أسماء مفعول ومنها قول الشاعر في البيت التالي:

دَع المكارم لا ترحل لبغيتها

واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي



          وهنا الطاعم والكاسي اسما مفعول, وأسماء الفاعل تشتق من الفعل الرباعي من الفعلين يطعم ويكسو وهي على التوالي مُطعِم ومُكْسِي.

          وعائل اسم مفعول واسم الفاعل يشتق من الفعل الرباعي يعيل وهو إذن معيل.

د. نسرين سليمان المزرعاني
رأس الخيمة - الإمارات 

أبناؤنا في مفترق الطرق

          أثار فضولي موضوع بمجلة (العربي) لشهر فبراير العدد (519) يخص البيت العربي بقلم لينا محمود تحت عنوان (أبناؤنا في زمن العزلة) حاولت خلاله الكاتبة الغوص في خبايا عالم الطفل ومعرفة احتياجاته النفسية التي يجب على الآباء التفطّن لها, وقد ركّزت في مقالها على العزلة والصداقة لتأثيرهما الكبير في شخصيته معتمدة على آراء واستنتاجات متخصصين في الميدان.

          إلا أنني لا أشاطر الكاتبة رأيها أن أدوات الاتصال أصبحت تشكّل سببا من أسباب العزلة, بل أصبح العالم بواسطتها عبارة عن قرية صغيرة قربت المسافة وخلقت الارتباط وفكت العزلة وجعلت الطفل يقف في مفترق الطرق حائرا بين التكنولوجيا المعاصرة والأصالة, فلكل مقام مقال ولكل عصر متطلباته, فطفل الأمس كان يعيش ظروفا بسيطة, ورغم ذلك لم يكن في عزلة تامة لأن ذلك العصر له طقوس ولأطفاله أحلام تختلف عن طفل الإنترنت والهوائيات المقعرة فلا يمكن لنا الخوض في مقارنة بين طفلي الأمس واليوم لأن لكل لمساته وعصره الخاص به.

          رغم جودة الموضوع, فإنه يفتقر إلى ذات الطفل لأنه يخصه وحده وهو المسئول الأول والأخير, لذا فهو ليس بحاجة إلى وصاية أو مترجم لأفكاره بل لابد من مخاطبة ذاته لمعرفته عن قرب.

          كما أن الصداقة في حياته عامل مهم ولا يمكن للوالدين أن يختارا له أصدقاءه لأن الأصدقاء ليسوا لباسا أو لعبة أو دمية يختارها الكبار ليلهو بها الصغار, فإذا رفض الطفل صداقة أجبر عليها, فإنه لن يتقبلها, فعالمه البريء لا يجيد الزيف, تقاسيمه لا تعرف المجاملة على حساب نفسه حتى وإن رأى الوالدين أن صداقة ابن الجيران مناسبة, فقد يراها هو غير ذلك ليبحث بدوره عن صديق من اختياره في مكان آخر وبعيدا عن الوسط الذي يعيش فيه.

          ولا يعني ذلك أن يتخلى الوالدان عن مسئوليتهما تجاه أبنائهما بل تبقى المراقبة مستمرة عن بعد ودون أن يعلم, ولهما الحق في رفض صديق السوء دون استعمال أسلوب العنف.

          كما يمكن للطفل أن يكون انطوائيا رغم أن والديه اجتماعيان إن لم تتوافر الشروط الملائمة التي تجعله يشبّ قوي الشخصية بعيدا كل البعد عن العقد النفسية والعزلة التي تصادفه في بداية طفولته. ويجب علينا زرع القيم الأخلاقية داخله, وتوفير الجو الأسري الملائم, وعدم فرض الوصاية عليه, فيجد نفسه مكبل اليدين بسلاسل حديدية, وتعليمه الاعتماد على نفسه وبث الأسس التربوية داخله, وتعليمه أن يعيش في حدود إمكاناته المادية المتاحة, وأن ندعه يعش طفولته بسلام لأننا إذا منعناه أن يعيش طفولته فإنه لا محالة سيعيش المرحلة التي حرم منها في مرحلة ما من مراحل حياته فتختلط عليه الأمور ويصبح طفلا كبيرا.

          فكلما تركنا الطفل حرّا في اختياراته كان راقيا في تعاملاته, مخلصا في علاقاته, واضحا في حياته.

          وخلاصة القول أن عقل الطفل يولد رخوا نشكّله كما نشاء, فلنحاول أن نغرس فيه القيم الجميلة ونزرع بداخله حب الحياة وحب الآخرين لأنه إذا غادر مهده وفتح باب غرفته مخترقا باب المنزل لينطلق خارجا يكون مشبعا بكل ما تعلمه وما هو إلا صورة مصغّرة عن والديه, ومن هنا تبدأ رحلة الانطلاق إلى عالمه الخارجي دون الاعتماد على الآخرين حتى أقرب الناس إليه.

عربية معمري
سيدي عقبة-الجزائر 

شكر وامتنان

          تثمّن مجلة (العربي) قيام شركة (خيال للاستشارات)في الكويت بإنجاز هدية عدد يناير الماضي عن القدس الشريف), ودون مقابل, في مساهمة كريمة منها لتسليط الضوء على تلك البقعة المقدسة. 

رسالة من هونج كونج

          أنا عربي - مصري - أعيش في هونج كونج وتصلني مجلة (العربي) دائما, ومن خلالها أكون على صلة بالحركة الثقافية والأدبية في مجتمعنا العربي. وحقيقة مجلة (العربي) غنية عن كل عبارات المديح والثناء بتاريخها العريق ومادتها الثقافية والعلمية والأدبية التي تثري عقولنا وأرواحنا على السواء. ولذا لن أضيع وقتكم في سياق كلمات الثناء والمديح التي - بلاشك - تسمعونها وتقرأونها على الدوام. وأرجو في هذا المقام أن تقبلوني صديقاً لمجتلكم الغرّاء.

سيد جودة
هونج كونج

صخب للحياة

          يضج بيتنا بالحياة ببناته الأربع, ولا نحرم يوميا من نزاعات يثيرها حب التملك لدى الطفلتين الصغيرتين, وسجالات أنثوية, نسائية الاهتمام تدور بين الفتاتين, وخلافات تنشأ عن محاولات الهيمنة والوصاية وقلة التناغم بين الجيلين وصعوبة الحصول على وفاق حول عناوين حياتية جمّة تبدأ من نوعية برامج التلفزيون والموسيقى, ولاتنتهي عند أدق تفاصيل الحياة اليومية.

          زد على ذلك الاتهامات المتبادلة حول من يحظى بالدلال أكثر ومن يتمتع بالاهتمام الأكبر ومن يحصل على عناية أوفر.

          كل هذا يصدع رأسي أحيانا ويدفعني لإجراءات استبدادية تتراوح بين انتقادات وعقوبات وحرمان و... سرعان ما أتراجع عنها لدى أي مبادرة اعتذار أو بارقة تأسف.

          هتفت إليّ والدتي البارحة, بلهجة آمرة عاتبة قانطة: أرسل لي البنات وأمهن, لقد اشتقت إليهن, ومللت من كثرة تسويفك وإخلالك بوعودك وتأجيلك لزيارتي?

          أجبتها, سأبعث بهن إليك, وأسررت في نفسي - على خجل - لابأس أن أرتاح قليلاً من الضوضاء وأحظى برهة بالوحدة التي افتقدتها منذ سني دراستي, الوحدة التي جعلتني أعتاد السكون حتى غدا يؤرقني صوت العصافير, هذا الطبع السيئ أجبرت فيما بعد على تغييره مع الصيحة الأولى لكبرى بناتي. عدت من العيادة مساء, البيت مظلم بارد, مرتب كأنما فوضى الحياة لم تعبث فيه منذ سنوات? دخلت دونما ترحيب, أسمع صدى خطواتي, لم تركض صغرى بناتي لتضمني, لم تغمز الكبرى وتلمز - مازحة - من أناقتي وتنتقد عدائي لربطة العنق ولم تحمل الوسطى حقيبتي وأوراقي. ولم تبادرني زوجتي بدعابتها اليومية: أين كنت حتى الآن?

          شعرت أن كل ما نشدته من راحة وانفراد وهدوء يستحيل تدريجياً غربة واكتئابا وانقباضا, ذكّرني ذلك بمخاوفي الطفولية من الوحدة والظلام, وكادت تعاودني وحشة خرافية طبعت أحلامي القديمة. آنسني التلفزيون قليلا, لكني كتمت كل تعليقاتي وسخريتي خشية ألا أستظرف صوتي.

          نبّهني رنين الهاتف المتكرر الملح, وكأني به يغتنم فرصته لأن يرن بحرية, فبناتي يتربصن به ويتنافسنه, بحيث لا يحظى بفرصة للاسترسال.

          خاطبتني أصغرهن ومن حولها هرج شديد: بابا كيف حالك أريد أن... ولم تكمل فقد انتزع الهاتف منها, وتوالت الأخريات: بابا هل نمت جيداً? هل قرأت رسالتي المتروكة في الحاسوب? جدتي تريد أن تحييك....

          أغلقت السماعة بعد دقائق, راضياً, آنستني وعللتني هذه النفحة الصغيرة من الود والألفة والحياة, وتبدّى لي كم هو محبب, هذا النسيج الصاخب, الذي اعتدته دون أن أدري, كما يعتاد أحدنا تنفسه, فغدا خبزي اليومي ومصدر سعادتي.

د. محمد عريضة
دمشق - سوريا 

القنابل النووية وتهديد السلام

          هي تلك القنابل التي ألقيت على كل من هيروشيما ونجازاكي في اليابان فانتهت على إثرها الحرب العالمية الثانية عام 1945, وتتكون هذه القنابل المخيفة من مادة قابلة للانشطار مثل اليورانيوم 235 أو البلوتونيوم 239 الذي ينتج بينه وبين النيوترونات تفاعل انشطاري متسلسل ينتج عنه نواتج انشطار ونيوترونات أخرى سريعة. وتبلغ قدرة القنبلة الذرية ما يعادل حوالي 20 ألف طن من مادة (TNT) المتفجرة.

          ومن أهم العلماء الذين ساهموا في تصنيع هذه القنبلة المخيفة: العالم أوبنهايمر الذي ولد في نيويورك في 22 أبريل عام 1904 وقد اختير هذا العالم في الفترة بين عامي 1943 و1945 للعمل في المجهود الحربي في الولايات المتحدة أثناء الحرب العالمية الثانية وكان هو المدير التنفيذي لبرنامج التصنيع الخاص بالقنبلة النووية.

          والعالم إدوارد تيلر الذي ولد بالمجر في 15 يناير عام 1908 والذي عُين عام 1941 أستاذاً بجامعة كولومبيا للعمل في مشروع منهاتن ليتخصص في بحوث الانشطار النووي وبناء تفاعل نووي, وهذه البحوث هي المتعلقة بتصنيع القنبلة النووية. هذا هو الوجه السيئ للقنبلة النووية, فهل هناك وجه آخر جيد لها?

          هناك وجه سلمي للتفجيرات النووية مثل التفجيرات العميقة تحت سطح الأرض مثلما فعلت الولايات المتحدة عام 1961 حينما قام العلماء الأمريكيون بحفر بئر رأسية بعمق 365 مترا ثم شق نفق أفقي بطول 340 مترا ووضع قنبلة نووية في نهايته تعادل 3 كيلو طن من مادة (TNT) ثم أغلقوا الطريق المؤدي للقنبلة, وبعد حوالي خمسة أشهر وبعد انتهاء الإشعاع الناتج من هذه القنبلة تمكنوا من دخول النفق فشاهدوا كهفاً عرضه 50 متراً وارتفاعه 25 متراً نتج عن هذا التفجير السلمي. ناهيك عن الاستخدامات السلمية للمفاعلات النووية في إنتاج الكهرباء وغيرها من الاستخدامات في حفر آبار البترول والغاز الطبيعي.

          ولكن مازالت القنبلة النووية شبحا يهدد أمن وسلام العالم أجمع لما نشاهده من سباق في التسلح النووي الخطير  

محمد المتولي علي
جامعة المنصورة - مصر

وتريات
لا تنتهِ يا حب

العيش قربك يا مديحة أرحبُ

والعمر يمضي في جوارك أطيبُ

والقلب يسعد إن مررت بقربهِ

والعين إن لمحت خيالك تطربُ

ولأنت أجمل من يسير على الثرى

وأرق من حور الجنان وأعذبُ

جادت عليك يد السماء بنظرة

تسبي العقول جريئة تتوثب

وحبتك أزهار الربيع عبيرها

كالسحر في أعماقنا يتسرب

وإذا رأتك الفاتنات طليقة

شخصت إليك عيونها تتعجب

أعطتك ربات الخدور قيادها

وأتتك كل حسانها تتأدب

إن كانت الأعراف تمنع وصلنا

فالشوق لا يخبو ولا يتذبذبُ

الصب يطمع والحياء يردهُ

والصبر صعب والعواقب أصعبُ

تبدو المواقف والأمور غريبةً

لكن ما تبدي عيونك أغربُ

احترت في تفسير جل رموزها

ماذا تريد? ويا ترى ما ترغب?

عدنا حيارى والغموض يلفنا

نحيا ولا ندري بماذا ننكب?

جنحت سفينتنا وضل طريقنا

خابت ذريعتنا وعز المطلب

ولعل ما نخفي يكون دواءنا

فتروق دنيانا ويطفو المركب 



د. محمد عايش حسن
صنعاء - اليمن