ظنون

 ظنون
        

كُلُّ مساء تصبُّكِ علبةُ ألوانه

وتبثُّك ريشته...,

لا يطيقُ السكونْ..

كلُّ مساء تحطّين فوق نوافِذِه

وتهزِّين ماءَ ستائره...,

يتحوَّلُ حين أنوءُ به

بللاً وجفونْ..

كلُّ مساء ترجِّين أقداحَهُ

وحقائبَهُ...,

يتساقطُ فوق هجوعي

قصائد موجعةً

وأغاني محفوفةً بالشجونْ..

كلُّ مساء يعاقرُ ذكراكِ...,

يحزمُ أمتعتي

وشجوني

ويقتادُني في ثمالتِهِ

حيث لا يرجعون..

كُلُّ مساءٍ فتيً

تجرحين اخضرارَ طموحاتِهِ...,

تتخثَّرُ رائحتي بين أزهارِهِ

والغصونْ

كلُّ مساءٍ يصعَّرُ قلبي

لناريك...,

يصبحُ منفضةً لرمادِ دمٍ

لم يجد ما يكونْ

كلُّ مساء تريدينَهُ

أنْ يُعذِّبني...,

أتدحرجُ فوق نتوءاته

ثم يُشعلني في رفوف المُنى

قمرا تالفا

صَلَبَتْهُ الظنونْ

كلُّ ليلٍ ضرير مضى...,

كانَ يحملُ كافي ونوني

ليجْتاز بي خَرَفَ الظلمات

فيوقعُني

في يد الليلة الحَيزبونْ

كلُّ مساء صبيٍّ سيأتي...,

سيكسرُ نعشَ ظنوني

بعيداً...

ويحملُ في وجهِهِ

عشرات العيونْ

 

جميل مفرح   

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات