ساكنو العشب في كون صغير

ساكنو العشب في كون صغير
        

          رغم مرور سنوات عدة على هذا الفيلم شبه الوثائقي فإن التأثيرات الجمالية التي تركها قد انتشرت في كل مكان. لقد تأثرت به أشكال الأزياء والحفلات الاستعراضية وتصميم لعب الأطفال. وقد بدا كأن هذا الفيلم أعاد اكتشاف العديد من الحقائق التي لم تكن معروفة.

          تعرفنا عليهم, رغم أننا نتوهم أننا نعرفهم من فرط طول المعاشرة (!), في كونهم المصغر الذي يقع في حديقة المنزل الخلفية أو في حديقة الحي أو حديقة المدينة أو حتى في أحواض الأشجار التي نمر عليها صباح مساء. يخيل إلينا أننا نعرفهم, هؤلاء الجيران الدائمين, ولكن بعد مشاهدة الفيلم الطويل الأول لعالمي الأحياء المخرجين كلود نوريدساني وماري بيرينو (الكون المصغر: ساكنو العشب)  Microcosmos سنكتشف أن معرفتنا بهؤلاء الجيران ليست إلا معرفة سطحية في أحسن الأحوال! لقد أثار هذا الفيلم السينمائي (الخالص) (الخالي من الحوار في اتفاق مع المبدأ الأبدي للسينما الخالصة) اهتمام شريحة واسعة من الجمهور العام, مستندا إلى ردود الفعل الرائعة في مهرجان كان السينمائي الدولي عام 1996, وإلى قرار لجنة التحكيم الدولية التي منحته جائزة خاصة لإنجازه التقني والفني المذهل.. (كواحد من الإنجازات الفنية الرائدة في تاريخ فن السينما في القرن العشرين).

          ليس (الكون المصغر) فيلما كتلك الأفلام العلمية الجيدة التي نشاهدها كل يوم على قنوات مثل الناشيونال جيوغرافيك National Geographic وديسكفري Discovery ونوفا Nova وغيرها. إنه فيلم وثائقي يتمتع بحس روائي واضح Docudrama, صنعه عالما أحياء فرنسيان عاشقان لمادتهما العلمية ولإبداعهما الفني إلى حد تخصيص خمسة عشر عاما كاملة من حياتيهما لبحث مادة هذا الفيلم!

          يقوم شكل الدراما الوثائقية على معالجة المادة الوثائقية بإحساس درامي, فيقدم أبطال الواقع الذي يصوره في سياق روائي. وهذا هو الأسلوب الذي اختاره المخرجان لتصوير عالم كامل من ساكني العشب في منطقة صغيرة من إقليم أفيرون Aveyron الريفي الواقع في شمال فرنسا.

          كان عالما الاحياء كلود نوريد ساني وماري بيرينو يحلمان (وكل المشروعات العظيمة تبدأ بحلم) بإنتاج فيلم يشبه الفيلم الروائي ولكنه يلتصق بشكل الأوبرا الساحرة التي تمثل الأدوار فيها مخلوقات أسطورية خيالية التكوين, ولكنها مع ذلك موجودة حية تسعى بيننا... هنا نلتقي جيوشا من المخلوقات الغريبة الشكل والتكوين لا يستطيع خيال بشري إلا أن ينقلها, وأحيانا حرفيا, على الشاشة ككائنات غريبة Aliens في أفلام الخيال والفانتازيا التي برعت فيها هوليوود.

          باختصار نحن أمام عالم كامل مثلنا يعيش عبر يوم واحد دورة الحياة والموت, ودوامات الحب والحرب, والصراع والتعايش, الرفض والقبول في إطار من المحاولة الدؤوب, المطعمة بذكاء الفطرة وبقوة الغريزة, للتمسك بالحياة في كون مصغر قائم على التوازن في عالم أسماه العالمان الفنانان المبدعان نوريد ساني وبيرينو (كوكبا تحت الكوكب) (الأرضي)!

          عالم لا تختلف قوانين الحياة فيه كثيرا عن قوانيننا, له عقله الخاص ومنطقة الخاص ووعيه الخاص. عالم وصفته الناقدة ليا روسو بصدق بأنه: (عالم يصوّر الخواص البشرية في الحشرات, أو ربما يعكس الخواص الشبيهة بالحشرات في البشر!) كالنبات المفترس, والفك المفترس.. .......كبعض البشر!

من يحتاج إلى الكلمات?!

          لم يكن ممكنا تصوير هذا العالم بهذه الدقة العلمية والطاقة الدرامية والروعة التكنولوجية باستخدام أفضل ما كان متوافرا من كاميرات تصوير ومعدات تسجيل صوت وإضاءة وغير ذلك في العام 1990, فعكف العالمان الفنانان على استحداث واختراع معدات خاصة بتقنية عالية تعمل عن بعد, تتميز بقدرتها, الميكروسكوبية وبعدساتها المكبرة, على تصوير العالم المصغر وتسجيل الصوت المصغر, وخاصة صوت الحشرات العالي التردد الذي يلزم تنقيته لكي يمكن تسجيله, بحيث يوفر مع الصورة البالغة النقاء, والمصورة بكاميرات مصغرة تحت إضاءة خاصة, خواص الإنتاج العالي القيمة.

          (الكون المصغر: ساكنو العشب) هو حصيلة خمسة عشر عاما من البحث في هذا الكون المصغر, وعامين لاختراع وتصنيع معدات الإنتاج الخاصة, وثلاثة أعوام من التصوير. حصيلة عشرين عاما أنفقها العالمان والكاتبان والمصوران والمخرجان كلود نوريدساني وماري بيرينو ليزودانا بجرعة شافية من الفن الجميل.

لقاء الحلم !

          في أعقاب تخرجهما في جامعة بيير ومارى كوري الباريسية المرموقة في بدايات السبعينيات, شعر الزوجان المخرجان العالمان بانجذاب نحو استكشاف طرق غير مطروقة وغير تقليدية في عرض رؤيتهما للعالم المصغر (الميكروسكوبي). ولم يستغرق الكشف التدريجي عن دنيا هذا العالم, وبنجاح, أعواما متصلة من البحث المضني و( تسجيل اليوميات) القائمة على الملاحظة البالغة الدقة وحسب, بل دربا أنفسهما على التعامل مع وسائط إعلامية يألفها الجمهور. وهكذا نشر الزوجان ستة كتب تتضمن صورا التقطاها أثناء تأمل معالم ذلك (الكوكب الذي أسفل الكوكب الأرضي), بما في ذلك كتاب (أن ترى غير المرئي). وفي عام 1984 صنعا أول أفلامهما السينمائية وكان من قياس 16 مم (الأفلام السينمائية التي نراها في دور العرض عامة تكون من قياس 35 مم باستثناء دور قليلة في العالم تعرض أفلاما قياس 70 مم كالأيماكس imax). كان فيلما وثائقيا أنتجاه للقناة الفرنسية الأولى بعنوان (سكان الحائط الزجاجي). وأعقب السينمائيان العالمان فيلمهما الأول بسلسلة من الأفلام الوثائقية القصيرة للتليفزيون. غير أن حلمهما الكبير كان يتمثل في إنتاج فيلم كبير مصور بكاميرات خاصة تكشف على نحو علمي وروائي معا عن خبايا دورة الحياة والموت في الكون المصغر لأهل العشب.

          وفي نهاية عام 1992 التقيا بالممثل والمنتج الفائز بأوسكار أحسن فيلم أجنبي عن فيلم (زد z) (1969) جاك بيران, الذي تحمس لفكرتهما الكبيرة وحصل لهما على تمويل بلغ خمسة ملايين دولار لينتج لهما الفيلم ولينفقا نحو أربعة أعوام في التحضير والتصوير لملحمة (الكون المصغر) Microcosmos.

          ولما كان تصميم كاميرات خاصة ومعدات إضاءة مناسبة لمشروعهما قد استغرق عامين كاملين (كانا قد سلخا منهما عاما عندما التقيا بيران), فقد استغرق التصوير الفعلي ثلاثة أعوام بنسبة تصوير غير مسبوقة في مثل ذلك النوع من الأفلام وهي 40: 1 وهي نسبة ما تم تصويره للقطة واحدة إلى ما تم اختياره عند المونتاج (التوليف) النهائي. وهي ما يعني أن لقطات الفيلم كما شاهدناها هي خيار من خيار من خيار ! وبالطبع فإن نسبة التصوير (المهولة) تلك تعود إلى أن الحشرات - الأبطال في قصة (الكون المصغر) - ليسوا ممثلين وممثلات وبالتالي فانهم لا يتدربون في (بروفات) حركة قبل التصوير (بالطبع !!).

          حاول المخرجان جهدهما الحفاظ على وجهة نظر (موضوعية) فيما يريانه. فلم يسمحا لأنفسهما بالتدخل في تصوير الواقع أو (مقاطعة) الحركة الطبيعية للحشرات المختارة بقدر الإمكان. غير أن أسلوب المخرجين قد استرعى انتباه فيرارو في كونه يقدم (حقيقة مرتبة) Staged Verite (فمادام كون الحشرات قد تم تعديله وربما تحويره, بسبب حضور الكاميرات وطاقم التصوير والإخراج في الموقع, فإن بعض الحشرات قد تم (توجيهها) لأداء أدوارها كممثلين في فيلم روائي). غير أن إرشادات المخرجين كانت تتوافق بالطبع مع الحياة الطبيعية لتلك الحشرات في محيطها اليومي المألوف.

          هكذا كان الحال مع حشرتين معينتين: الخنفساء Scarab الجعل المعروف أيضا (بخنفساء المخلفات) Dung Beetle والثانية هي العنكبوت النادر أرجيرونت Argyronet.

          أما الخنفساء فقد أرسلها إلى الموقع عالم صديق وحفظها نوريدساني في بقعة مناسبة حتى (حان دورها). وتتغذى هذه الخنفساء بطبيعتها على مخلفات الأغنام بعد أن تقوم (بتكويرها) ودفعها صوب بيتها. قال نوريدساني, الذي اكتشف أن حشرته ذكر, (...صورناه لمدة ثلاثة أسابيع, وكان في كل يوم يكوّر المخلفات في كرة جديدة. وبالطبع كان حجمها يختلف من يوم ليوم. لذا وجدنا من الضروري أن نعدل من قطر كرة اليوم لكي تتطابق مع حجم كرة الأمس حتى تتوافق مع اللقطات السابقة للمشهد نفسه للحفاظ على التتابع السليم).

          أما العنكبوت النادر أرجيرونت الشهير (بعنكبوت الماء), فقد استعاره صانعا الفيلم من أستاذ في جامعة أمستردام. وكان الأستاذ يدرس هذا العنكبوت لأعوام ولكنه لم يكن قد رآه فعليا على الإطلاق وهو يبني فقاعاته الهوائية (تحت الماء) لكي يتناول طعامه فيها).

          ونجح (الكون المصغر) في تصوير حركة هذا العنكبوت النادر غير العادية تحت الماء. (إنه نوع نادر حقا. وأنشطته مفعمة بالسحر إلى درجة لا يستطيع المرء عندها تجاهلها. فهذا عنكبوت يعيش تحت الماء, ويبني بيته باستخدام الهواء, وهو مادة غير ملموسة كما نعلم. ويتعين على هذا العنكبوت أن يبني هذا (الجرس الغاطس) لكي يلتهم فريسته وهي ربيان المياه العذبة. وهكذا نراه ينتزع فقاعات هوائية صنعها فوق الماء لكي يغوص بها كما هي تحت الماء, ثم يعاود الكّرة حتى تتسع الفقاعة السفلى).

          وقد يبدو هذا كله حكاية مليئة بالخيال والتناقض الظاهري, ولكننا نراها كاملة على الشاشة حين تسمح لنا أعيننا بأن نشاهد نشاطا يبدو مستحيل التحقيق في الطبيعة.

تقنيات الفن

          للقيام بدور المراقب (البارد) كان من الضروري حل معضلات وكوابيس الإضاءة التي يلزم أن تكون (غير حارة) كي لا تؤذي الممثلين الحشرات وكلها رقيق البنية, (لهذا اضطررنا إلى استخدام مرشحات ضوئية خاصة عكست جزء الأشعة فوق الحمراء من المنشور لكي يستبعد التأثير الضار المنبعث من حرارة الإضاءة كلية).

          ولم ينس المخرجان استخدام عدسات خاصة كالتي تستخدم لإنتاج صور مقرّبة لنجوم السينما Portrait Shots, لتقديم كبار نجوم أهل العشب في لقطات قريبة حميمة رائعة!

          وحيث استخدم المخرجان الفنانان تقنية التصوير بالتسريع الزمني Time Lapse في موضعها بامتياز (كما في مشاهد تفتح الورد), وجد صانعو الفيلم أنه من اللازم ابتداع جهاز فوتوسونيكس Photosonicsعالي السرعة ليتمكن من تصوير قطرات المطر, وكأنها قطرة قطرة, بسرعة 500 كادر في الثانية (تلتقط الكاميرا السينمائية العادية الحركة الطبيعية بسرعة 24 كادرا في الثانية !).

          وقرر المخرجان أنه من الضروري لعرض ( وجهة نظر) الحشرات الطائرة كالنحل وذبابة التنين Dragonfly أثناء تحليقها فوق الحقول المزهرة, أن يستعينا بكاميرا طائرة Flying Cam خفيفة الوزن من قياس 35 مم لتثبيتها في طائرة مروحية صغيرة يتم تحريكها بوحدة تحكم عن بعد في حركات وجهة نظر View Point ومتابعة لحركات الحشرات الطائرة ارتفاعا وهبوطا.

          أما على الأرض فالفيلم مصور (من وجهة نظر ساكني العشب) أنفسهم ! فالكاميرا في هذه الحالة تشارك إلى أبعد الحدود في رصد الأحداث والشخصيات, وتضع المشاهد في قلب هذه الأحداث وهو أمر مستحيل الحدوث (من وجهة نظرنا) في الحياة العادية.

          في الفيلم العظيم لا يقل الإبداع في شريط الصوت عن شريط الصورة. ومن أجل هذا قام المخرجان بتسجيل أصوات وهمهمات الحشرات كما هي, في حالتها الغفل الأولية, تسجيلا رقميا. وكانا يدركان أنه لا يمكن استخدام الأصوات الطبيعية للحشرات كما هي لكونها ذات ترددات عالية Hypertrophy. وبالتالي اختارا إضافة مؤثرات صوتية أخرى مستمدة من البيئة المحيطة. ثم غلّفا هذا المزيج بموسيقى برونو كوليه الساحرة التي حلقت فوق تخوم الأوبرا خاصة في مشهد الحب بين قوقعتين حين نلامس في حالة نفسية جسدية Psychosomatic معانقة الصوت والصورة في اتحاد عضوي كامل. إن هذا المشهد يرفع الفيلم إلى آفاق تستعصي على التحديد.

          في مشهد آخر نرى العراك بين خنفساءين, يحتمي كل منهما بدرعيه الطبيعيين كما لو كانا محاربي ساموراي أو فارسين يتقاتلان في غابات العصور الوسطى, وقد علّقت عليه الموسيقى على نحو جعله مشبعا بأحاسيس بشرية لا تخلو من روح الدعابة!

          ولاحظ فيرارو في ختام لقائه مع المخرج نوريدساني أن (الكون المصغّر) يتجنب بوضوح تلك النزعة المفرطة أحيانا في التعاطف مع الحيوانات كما رأيناها في أفلام مثل (101كلب دالماسي) 101 Dalmatians (1996) و(بيب) Babe (1996).

          ولأن (الكون المصغّر) عمل من إبداعات السينما الخالصة, فقد كان من الطبيعي أن يخلّف تأثيرات قوية حتى على العلماء المتخصصين. ولاحظ نوريدساني أن (العلماء أحبوه لأنهم رأوا فيه فيلما غير علميّ بالضرورة. لقد عاد كثير منهم بذاكرته إلى تلك اللحظات المبكرة في حياتهم المفعمة على الدوام بالدهشة, من قبل أن يصبحوا علماء محترفين, حين أذهلتهم وأطلقت خيالهم مشاهد من حياة ساكني هذا العالم. إن أقصى ما آمل فيه ألا يرى الناس الحشرات كحيوانات, أو كانعكاس لسلوكيات بشرية. فنحن لا نطمع إلا في أن يرى الناس (الحشرات) ككائنات تحيا في كوكب آخر).

          هذا فيلم قيل عنه بحق (إنه يستعيد إحساسنا بالدهشة وسط ركام آلاف الرسائل البصرية والصوتية التي تتعرض لها حواسنا في كل يوم).

أشعار السينما الخالصة

          أضاف صانعا الفيلم على شريط الصوت تعليقا أدبيا على استحياء, في مخالفة صريحة لمبدأ السينما الخالصة, لم يزد على بضع جمل في بداية الفيلم ونهايته تقريبا (وقرأته الممثلة كريستين - سكوت توماس). بيد أنه لم يكن ضروريا على الإطلاق. فالصورة الثرية وشريط الصوت الغني حمل الرسالة كلها بما هو أبلغ من الكلمات.........) فالكون المصغر(, مثل فيلم رون فريكي (بركه) (1992), عالم يتجاوز الكلمات... قطعة من السينما الخالصة!

          ولهذا كان ممكنا أن نلاحظ امتياز (الكون المصغر) في قدرته على نقل المعرفة العلمية إلى ذرى فلسفية من خلال إثارة الطاقات الإنسانية الكامنة في عمليات التأمل وترتيب الأفكار وإعادة التأمل لصياغة رؤية للعالم الذي نعيش فيه.

          (فالكون المصغر) ليس في التحليل النهائي فيلما علميا, ولكنه رؤية تأملية لعالم لا نعرفه. فيلم يمكن أن تدور أحداثه, وقد نلتقي مع شخصياته, في فيلم آخر صور كائنات لا نعرفها فوق كوكب آخر غير كوكبنا الأرضي.

          ومن هنا فإن إيجاد تماثلات ونقاط تشابه بين عالمنا البشري وهذا العالم الذي حملتنا إليه رؤية العالمين الفنانين, يصبح أمرا واردا بقوة على عكس بعض توقعات المخرج نوريدساني. فكأنه فيلم عن أفعال ومشاعر بشرية تعرضها أوبرا أبطالها من كائنات غير بشرية.

          ولهذا يأتي (الكون المصغر) فيلما فريدا في بابه. فهو فيلم يوسع من آفاق رؤيتنا للحياة وللعالم. وإلا فأين سأتمكن من تأمل معجزة حشرة تبني بيتا لتعيش فيه من فقاعات الهواء... تحت الماء?!

          عندما أعلن عن إنتاج (الكون المصغّر) لأول مرة في العام 1992 تبارت شركتان هوليووديتان, هما ديزني (بمشاركة بيكسار) ودريموركس, في الإعلان عن مشروعين لفيلمين مبنيين على قصص عن......الحشرات!

          فأنجزت الأولى (حياة حشرة) a Bugs Life في عام 1998, فيما قدمت الثانية (النمل) Antz في العام نفسه.

          ويصعب علي ألا أصدق أن إلهام فناني الشركات الثلاث لم يتأثر مباشرة بالإنجاز الإبداعي في (الكون المصغر)!

          لا يمكنني الانتظار حقا حتى أرى فيلمهما الجديد الذي لم يزل في طور الإنتاج: (التكوين) Genesis.

          يختتم الفيلم, كما يليق به, بختام أوبرالي! فهاهي حشرة جنينية تبدأ الصعود البطيء فوق سطح ماء ساكن كمرآة مجلوّة, وقد انعكست صورتها على صقالة وهي تنتقل أمام أعيننا المأخوذة من طور من أطوار التكوين إلى طور آخر وسط سحابات الدخان السارية في محيط من الخضرة العذراء. ومن فوق سطح بركة الماء النقيّ المعبقة بأنفاس الصباح, كانت الحشرة الطالعة تنبثق مع صباح هذا اليوم في تصاعد أوبرالي لتبدأ دورة الحياة الأزلية, في إعلان ملحمي عن ميلاد معجزة الخلق والتكوين اليومية. وإنه لعمرى في (الكون المصغر), صباح يوم غير عادي في دنيا السينما الخالصة, وإن كان يوما عاديا من أيام الله في عوالم الكون الكبير

 

الفاروق عبدالعزيز   

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




 





نوريدساني وبيرينو: من المختبر إلى الشاشة بقدر عظيم من الفن والشعر والفلسفة... والسينما الخالصة.





الخنفساء (المقدسة) تتوسل بحيل أقل قدسية لحل المشكلة بين الكرة والشوكة!





تعايش ساكني العشب في الكون المصغر, مثير للإعجاب!





اتخذت هذه الحشرة شكلا إنسانيا عجيبا! فمن لا يصدق أن هذا الشكل هو لمحارب ساموراي ياباني في أبهى حلة!?





ساحر الصحراء الناميبي ينتقل إلى إقليم أنيروك الفرنسي ليلعب في الفيلم أعظم أدواره!





بين الحشرات والنباتات علاقة حيوية يعرضها الفيلم. فبينما تساعد الحشرات على تنظيف البيئة الطبيعية من مخلفات الحيوان لكي يزدهر النبات وينمو, تمارس بعض النباتات جاذبيتها القاتلة فتلتهم بعض الحشرات حباً!





خنافس اللايدي بيرد تفتش عن (إبرة في تل من الخنافس) (!!): عائلة حميمة للغاية