حتى لا تضيق مساحة الإبداع أمام أطفالنا

حتى لا تضيق مساحة الإبداع أمام أطفالنا
        

          طرح رئيس تحرير (العربي) الدكتور سليمان العسكري في العدد (521) أبريل 2002 في حديثه الشهري تحت عنوان (الطفل العربي ومأزق المستقبل) أسئلة جديرة بالاهتمام ألا وهي:

          (ماذا يفعل الأطفال في عالمنا العربي والسماء فوقهم بهذا الانخفاض? كيف يمكن أن يرفعوا رءوسهم بكامل قاماتها? وكيف يمكن أن يتأملوا الآفاق البعيدة دون فضاء رحب يتيح لهم الانطلاق? الأطفال العرب - وليس أطفال فلسطين وحدهم - محاصرون, ولأنهم مادة المستقبل فإن هذا يعني أن المستقبل العربي كله محاصر, مساحة الإبداع فيه ضيقة, والقدر المتاح للابتكار معدوم تقريبا, فمن المسئول عن كل هذا?

          وأن أنظمة التعليم العربي لا تخنق الحرية فقط ولكنها تقتلها عمداً).

          ويمكنني أن أعقب على محور التعليم الذي يساهم في هذا الاختناق, فالأسباب المباشرة التي تؤدي إلى القتل المتعمد للابتكار متعددة منها ما يأتي:

          1 - الكتاب المدرسي المقرر الواحد.

          2 - يستخدم طريقة التمركز على المعلم وترك الجانب المهم في التعليم (المتلقي) ألا وهو الطالب.

          3 - يقتل دوافع الابتكار لدى الطالب خاصة في سني الطفولة الأولى التي تتميز بغزارة الابتكار.

          4 - قلة وضآلة وسائل التقنية المختلفة.

          5 - قلة الجوانب الترفيهية للطالب والتي تعتبر المغذي الجيد لتفتيق طاقات الابتكار.

          6 - يستعمل البرامج المكثفة التي تؤدي إلى إرهاق الطالب وتذمره من المدرسة وما يتعلق بها.

          7 - تسود في المدارس أساليب العقاب غير المدروس مما يزرع في نفس الطالب الخوف والكراهية للمدرسة.

          8 - إهمال التعاون المهم بين أولياء أمور الطلبة والإدارة المدرسية.

          9 - عدم توافر المرشدين النفسانيين المؤهلين علميا لإرشاد الطالب وتوجيهه الوجهة الصحيحة.

          10 - ازدحام الصفوف بالطلبة مما يعيق معرفة مميزات الطالب التي تساعد المعلم على تحديد أهدافه بشكل علمي صحيح.

          11 - يكون بعض المعلمين مرهقين نتيجة لإعطاء الدروس الخصوصية من ناحية واعتماد الطالب على تلك الدروس من ناحية أخرى.

          12 - يهمل النشاطات والفاعليات الاجتماعية والترفيهية التي تعمل على خلق الدوافع لدى الطالب.

تماسك ودعم

          يذكر د.سليمان العسكري (أن الطفل الغربي يواصل مراحل نموه النفسي والبدني وتتهيأ له كل ظروف الإبداع - إن كانت ثمة بذور إبداعية في داخله... الخ).

          وأرى بأن الطفل الغربي ينقصه الحب والحنان والعطف الذي يتمثل في الأسرة العربية التي تتميز بالتماسك والدعم المتواصل حتى بعد الزواج ويعتبر طفلنا العربي أحسن حظا من الطفل الغربي من هذا الجانب وقد يكون مفقودا لدى الطفل أو الفرد الغربي. لهذا العامل من الأهمية النفسية بمكان لتوفير الاسقرار النفسي والاطمئنان على مستقبله بينما يعيش الفرد الغربي أمام أمواج الحياة المتلاطمة ولا يجد من يلجأ إليه وقت الحاجة.

          أشار الكاتب إلى (نماذج العلماء العرب المبدعين الذين وجدوا منفذا للهرب من تحت هذه السماء الواطئة فرفعوا قامتهم وحلقوا عاليا في سماء الإبداع خارج أوطانهم).

          على ما أعتقد بأن السبب في ظهور نماذج العلماء العرب المبدعين آنذاك هو الاطمئنان النفسي إلى جانب تشجيع السلاطين والأمراء للعلماء والمبدعين وكانت كتبهم توزن بالذهب ويتسلم العالم ذلك التعزيز الذي يدفعه إلى المزيد بينما الآن يبحث العالم عن ناشر وقد يدفع هو ثمن النشر إذا كان متمكنا ماديا وكم من المؤلفات مضى عليها الزمن ولم يستطع كاتبها أن ينشرها.

          كما بيّن الكاتب (أن التخلف ليس إحدى سمات الشخصية العربية بالتأكيد, ولكنه واقع يفرض نفسه علينا ونرضى به يأسا وقنوطا في أغلب الأحيان, ويتوارثه الأطفال منا ضمن ما يتوارثونه من فضائلنا السامية. كما تساءل الكاتب: فما العمل وإلى متى يبقى الطفل العربي مبدعا في الخارج عاجزا في الداخل وكيف يمكن لنا أن نرفع قليلا ذلك السقف الذي يواصل الانخفاض فوق رءوس أطفالنا?).

          الجواب عن هذا السؤال أنه يمكننا أن نتخطى ذلك متى ما عرف المجتمع بكل شرائحه معنى الحرية والديمقراطية الحقيقية. والتدريب على كيفية استعمال تلك الديمقراطية والحرية.

          وقد انتبه الكاتب إلى نقطة مهمة بقوله:

          (علينا أن نعي أن الطفل العربي هو ثروتنا المهدرة, وإذا كنا لا ندرك أهميتها فإن أعداءنا يدركون ذلك جيدا, فعندما يفتح جنود الاحتلال الإسرائيلي النار فإن هدفهم الأول هو الأطفال الفلسطينيون, وهم لا يحاولون إصابتهم أو تفريقهم, ولكنهم يستغلون مهارتهم الحربية - بوصفهم أفضل جيش في الشرق الأوسط - لكي تكون إصاباتهم في الرأس مباشرة, أي أنهم يحاولون استئصال المستقبل الفلسطيني في كل طلقة يطلقونها).

          نعم إن هدف الصهاينة هو تدمير الطاقة البشرية الشابة لأنها تعلم مسبقا بأنها هي الخطر الجسيم عليها ولهذا تتبع شتى الأساليب لاقتناص مستقبل الجماهير العربية. لكنها كما ذكر الكاتب وأتفق معه بأن هذه القنبلة السكانية الغاضبة انفجرت وتنفجر وستنفجر بوجوههم آجلا أم عاجلا. كما يذكر التاريخ ثورات الشباب التي غيرت وجه التاريخ لدول عديدة ومازالت تغير في وقتنا الحاضر وستغير وجه التاريخ العربي إلى المستقبل المشرق بعون الله.

الطفولة الحقيقية

          لقد وضع الكاتب إصبعه على الجرح النازف بقوله: (نحن لا نقتل أطفالنا كما تزعم إسرائيل ولكننا على الأقل نقتل جانبا من طفولتهم, فالغالبية العظمى من الأطفال العرب يعيشون بلا طفولة حقيقية ويشيخون قبل الأوان, فهم وقود كل الحروب العربية - العربية, وهم ضحايا الفقر الذي يحرمهم حقهم في التعليم ويلقيهم مبكرا إلى أسواق العمل, وحتى الذين تتاح لهم فرص التعلم والترقي يقعون ضحايا النظم التعليمية المتخلفة التي تقتل ما في داخلهم من إبداع, وتزرع فيهم الخوف والريبة من الحياة الدنيا).

          نأمل أن ينتبه المسئولون إلى ذلك ويضعوا النقاط على الحروف.

          أما بخصوص الموهبة والتعليم الرسمي على ما أعتقد أن أكثر علماء النفس والتربية يرون مثلما يرى (العالم الكبير أينشتاين أن التعليم بشكله النظامي يعيق ظهور العبقرية ولا يدعمها, فهذه النبتة الصغيرة في روح كل طفل في حاجة إلى الحرية, وإلى إشباع حب الاستطلاع المقدس, ولكن أساليب التعليم الرسمية لا تتعزز إلا من خلال وسائل القهر والشعور بالواجب). وأتفق مع الكاتب بخصوص هذا النقد المرير للتعليم الرسمي بقوله: (عالم كبير يكتشف عن أحد جوانب العبقرية التي تنفر من كل أنواع القيود, فرغم الإنجازات العظيمة التي قدمها أينشتاين في مجال علم الفيزياء والنظرية النسبية التي كانت فتحا جديدا في النظر إلى الظواهر الكونية فإن تعليمه النظامي لم يتجاوز مرحلة البكالوريوس, ولم تكن له كمية كبيرة من الشهادات التي يمكن أن يتفاخر بتعليقها فوق الحائط, وحتى درجة الدكتوراه التي حصل عليها فيما بعد, لم يحصل عليها مقابل واحدة من الرسائل الضخمة والمحشوة إلى درجة الغثيان كما يحدث في جامعاتنا, ولكن حصل عليها في مقابل مقالة لا يعدها العلماء واحدة من أفضل مقالاته).

          كما يمكنني أن أضيف إلى أن تقييم المعلمة لأينشتاين آنذاك بأنه طالب لا يستطيع أن يتعلم ولا فائدة مرجوة منه. كم عانى طلابنا هذا النوع من التقييم الذي أجهض طموحاتهم وآمالهم.

          يذكر الكاتب بأنه (حتى التعليم الرسمي في الدول المتقدمة أصبح يخضع هو أيضا لنوع من النقد الشديد وإن كان الهدف منه مختلفا).

          وأضيف على ذلك بأنهم يتداركون الخطأ ويصححونه ذلك الخطأ بالاعتماد على أفكار العلماء الذين يعبرون عن الأخطاء ونقاط الضغف الموجودة هذه بحرية تامة.

القولبة والتربية

          أشار الكاتب إلى نقطة مهمة (يلح المتخصصون على أن أساليب التعليم الذاتي هي الحل الأمثل لأصحاب المواهب الخاصة ولكن أين يمكن أن توجد هذه المؤسسات في عالمنا العربي, أين هو النشاط العلمي أو الفني أو الثقافي الذي يمكن أن يستقطب المواهب المبدعة ويصقلها ويزودها بالمهارات اللازمة, بعيداً عن قيود المدرسة والجامعة?).

          السبب الأساس في ذلك هو التقولب والابتعاد عن المرونة في وضع الأهداف التربوية وتطبيق تلك الأهداف للوصول إلى إنتاج كوادر تتصف بالموهبة والإبداع والمهارات التي يعتمد عليها المجتمع العربي والذي هو بحاجة ماسة إليها.

          يشير الكاتب إلى صرح مهم من محاور المجتمع ألا وهي العائلة التي تضع الحجر الأول في الأساس الاجتماعي الذي يعتمد عليه تكوين المجتمع ككل ويقول: (إن الأسرة العربية أفضل حالا من العديد من الأسر الغربية من حيث تماسكها الاجتماعي, ولكنها قليلة الإمكانات محدودة الحركة, فلا توجد مؤسسات تساعدها, ولا قوانين تحميها اقتصاديا أو سياسيا, وبالتالي تكون عديمة الفاعلية في أحيان كثيرة, ولا تستطيع أن توفر لأفرادها أي نوع من الحماية.

          هذا الأمر يحتاج إلى أن تكون هناك مؤسسة تثيب العائلات التي تنشئ وتساعد أبناءها على التقدم في طريق العلم والمعرفة, تساعدها ماديا ومعنويا, هذا التشجيع هو الذي يدفع الأسر إلى العطاء أكثر فأكثر. كما تحتاج الأسر العربية إلى التوعية المركزة التي تتضمن الجوانب التربوية والنفسية وحبذا لو عملت المؤسسات  التعليمية بإنشاء حملة لتأليف كتب بمنزلة دليل العائلة النفسي والتربوي وتوزيعه مجانا على العائلات والمدارس أو بيعها بأسعار زهيدة.

الأطفال العمال

          تطرق الكاتب إلى أن (الأرقام التي تنشرها المنظمات الإنسانية عن الأطفال العرب الذين يدفعون إلى سوق العمل في وقت مبكر من أعمارهم الغضة تثير الرعب, وهناك أطفال صغار يعولون أسرا بأكملها في ريف العديد من الأقطار العربية).

          هذا الأمر في منتهى الخطورة ويحتاج إلى أن تكون هناك منظمة خاصة فقط للدفاع عن حقوق الأطفال العرب وانصافهم وحمايتهم من الشبكات والعصابات التي تستغل حاجتهم الاقتصادية وتقتل طفولتهم بسبب الجشع والطمع في ذلك.

          وقد أنصف الكاتب الأسر العربية بقوله: (حتى لا نتجنى على الأسرة العربية فالحال ليس جيدا أيضا في الأسر الغربية, فقد ولدت ضغوط الحياة نوعا من فقدان التواصل بين الأجيال المختلفة).

          إن نظام العمل في أكثر الدول العربية يبدأ من الساعة الثامنة إلى الساعة الثانية وبعدها يعود أفراد الأسرة إلى البيت ليقضوا وقتا جيدا بين بعضهم البعض الآخر وهذه ميزة جيدة بحيث تجعل الأبناء يتفاعلون اجتماعيا مع ذويهم والذي يساعد على معرفة حاجة بعضهم للبعض الآخر وهذا مهم من الناحية التربوية والنفسية والاجتماعية بحيث يسود التعاون والتفاعل بما يقوي نسيج المجتمع الأسري في الدول العربية.

التفكير الحر

          ولقد ذكر الكاتب (إن الطفل في حاجة إلى النقاش وتداول الأفكار مع من هم أكبر منه سنا, لأنه بهذا ينمي أسلوب التفكير الحر والثقة فيما يعرضه من أفكار).

          ويحتاج هذا الأمر إلى أن يكون الآباء على دراية كافية بالتربية وعلم النفس كي يكون التعامل في هذا المجال على مستوى من التفاعل الاجتماعي الجيد والمعتمد على العلمية والجوانب الثقافية بمكان. وكلما زاد التقارب بين الأبناء والآباء كان الأبناء مطمئنين وسعداء وهذه الراحة النفسية تنعكس على تحصيلهم وإنتاجهم.

          لم يهمل الكاتب تأثير التلفزيون على الطفل وذكر بأنه (لم تعد تربية الطفل تقتصر على الأسرة, أو المؤسسة التعليمية فقط, ولكن التكنولوجيا الحديثة وما أنتجته من أجهزة باهرة أصبح نصيبها في تربية الطفل هو النصيب الأوفر.

          ومن هذا المنطلق علينا الحذر من حشد وتشجيع أطفالنا لمشاهدة أفلام تجارية نستوردها من الدول التي تتنافى عاداتهم وأخلاقهم مع أخلاقنا وعاداتنا وأن نكون حذرين من أهداف تلك الأفلام الهدامة للجميع وليس فقط للمجتمع العربي وهذا الأمر دفع وزارة التربية في بريطانيا إلى أن تراقب تلك الأفلام وتمنع ما هوضار بالمجتمع الإنجليزي بعد أن شعرت بسلبية تلك الأفلام على الطفل الإنجليزي وتفاقم الجريمة بين شبابهم.

          ومن حق الكاتب أن يحمل المسئولية على المؤسسة التعليمية ويذكر (إننا أمام واقع لا يضيق الخناق على الطفل المبدع فقط, ولكنه لا يتيح للأطفال العاديين أن يأخذوا نصيبهم العادل من خبرات الطفولة, فالبيئة العربية الضاغطة تحرمهم من العديد من المثيرات العصبية والحسية التي تنمي من درجة إدراكهم للوجود من حولهم. والمؤسسة التعليمية تتحمل عبئا كبيرا من هذه المسئولية).

          ويحتاج هذا الأمر إلى تعاون جميع المؤسسات الاجتماعية في وضع الأهداف التربوية والتعليمية والنفسية والعمل على تحقيقها بتضافر جميع الجهود في ذلك لمساعدة الطفل العربي للوصول إلى شاطئ الحياة الرغيدة الآمنة المبدعة. كما تحتاج المؤسسات التعليمية إلى معلمين وأساتذة يتميزون بالإبداع والأفكار الطليعة والاتجاهات البحثية كي يصبحوا قدوة أمام الطلبة والتلاميذ في مختلف المراحل التعليمية.

إبداع وعبقرية

          يردف الكاتب قائلا: (وقد لاحظ العلماء الذين اهتموا بدراسة المبدعين والعباقرة أن النسبة الغالبة منهم (حوالي 80%) جاءوا من أسر متوسطة. والطبقة الوسطى كانت دوما هي صمام الأمام لأي مجتمع, ويقاس تقدم المجتمع بقدر ما تقدمه هذه الطبقة من كوادر متعلمة, ومن مواهب إبداعية, ومن قادة, ومن أفكار جديدة.

          بينما المفروض من الدول العربية أن تكون الطبقة المتوسطة على مستوى اقتصادي جيد ومتقدم وذلك لوجود الخيرات التي حباها الله بها ولكن استغلال تلك الخيرات هو الآخر عليه علامة استفهام فلو تعاونت الدول العربية فيما بينها لاكتفت ذاتيا وذلك بسبب الأرض الخيرة والطاقة البشرية وجميع الظروف مهيأة ولكنها تحتاج إلى من يستغلها الاستغلال الصحيح ونتمنى أن يكون ذلك في الحاضر والمستقبل القريب.

          كما ذكر الكاتب أن مشكلة التلفزيون تزداد خطورة في العالم العربي, فبعد انفتاح الفضاء الخارجي لم يعد من الممكن حجب كل ما تبثه المحطات الفضائية, وقد أصبحت الدولة عاجزة عن فرض رقابتها التقليدية تاركة هذه المهمة للأسرة. وهي مهمة غاية في الصعوبة, فالفضائيات تحمل لنا حلما ملونا لعالم متقدم شديد الإبهار, غاية في الحرية.

          وهذا صحيح, ولكن من الصعوبة بمكان أن نقدم الحلوى لأطفالنا ونمنعهم من تناولها فهذه البرامج كالحلوى تجذب الطفل والكبير أيضا وعندما نمنعه من مشاهدتها نثير لديه حب الاستطلاع وبغفلة منا يشاهدها بشغف أكثر وقد يستغل رفقاء السوء ذلك ويعملوا على تزويد الأطفال والشباب بأفلام بشعة تهدم الأخلاق هدما وهذه المهمة التي تقوم بها شركات صهيونية بأسماء مختلفة في الدول العربية لتنطلي على المجتمع, هي من الخطورة بمكان علينا التصدي لها وذلك بتعاون الآباء وأعضاء الأسرة لتوضيح جوانب القوة والضعف في هذه البرامج والأفلام ومضارها كي يطلع شبابنا عليها بشكل علمي وتربوي وبهذه الطريقة يمكننا أن نحمي أولادنا من المزالق التي تضعها تلك الشركات بمنزلة الكمين لصيد أبنائنا لإيقاعهم في شباكه. وهي مهمة صعبة وتحتاج إلى صبر ويمكنني أن أقول: إذا علمت طفلك السباحة بشكل سليم يمكنك أن تدعه يسبح في البحر من دون رقابة.

          إننا كعرب نقف اليوم أمام مأزق لا وقت للانتظار فيه أكثر مما انتظرنا, وعلينا أن نحزم أمرنا, ونؤمن بثقة بأن مستقبلنا كأمة وكأوطان مرتبط عضوياً بمدى ما ننجح فيه من وضع أطفالنا على الطريق القويم, فنحشد كل إمكاناتنا, ونطوع كل برامجنا التنموية للأطفال, تعليما حديثا, وصيانة حقوق, وتوفير العناية الصحية العالية, وحمايتهم بالقوانين وحسن تطبيقها من كل اعتداء على حقهم في كل ذلك. وأن نؤمن بأن حقوق أطفالنا قبل حقوقنا كآباء ومسئولين, وأننا نزرع في أبنائنا النهضة المنشودة لأمتنا).

          هذه أمور علينا الانتباه إليها والعمل بها وأملنا تكوّين جيل عربي صاعد مبتكر ومبدع.

 

أمل المخزومي   

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات