على متن دراجته

على متن دراجته
        

يعتلي متن دراجةٍ

طائرا في خِضمِّ الرياح

فارسا مُشهِرا حربةً

من ضياء اليقين

يوم حارب وحش الظلام

هازئا بالجراح

كي يعود الصباح

ساطعا في شحوب الدروب

***

كان هذا الفتى المستخفُّ

بنار الخطوب

البهيُّ الشجيُّ الطروب

فوق دراجة كالسحاب

حاملا سلة حملت أرغفه

للذين يذودون عنهم

سُعار الذئاب

بالذي قد تبقَّى لهم من عرق

من نزيف على الطرق الموصده

واحتمال الأذى في قصور السُّراه

الأفاعي العراه

لم يضع في الزحام

لم يقع في الرغام

لم يبع روحَهُ

للنشاوى بخمر الهوان

باع ما يطعم المُصبِحين

خبزه الناصع المستدير الجبين

***

ذلك الطائر المنتمي للغمام

في حمى (السَّيِّده)

و(صحارى الإمام)

والمغني ليؤنس أُمَّ اليتامى الصغار.

جدلت صبرها من شعاع المحاق

والمناديل والأحجبة

وأغاني ليالي الوصال

والمواويل والأدعية

آهِ يا ليلُ يا عينُ يا

شجن المستجير

بجلال (النبيِّ) وسر (الحسين)

***

ذلك الطائر المطمئن إلى عشِّهِ

عائدا بعد يوم كألف سنه

مستضيئا بفجر الأمل

أن يطل الربيع على الأنجم الذابله

لم يزل سابحا فوق دراجته

شاديا للحياه

ليقوم العُناه

من قبور الأزقة والأرصفه

يا رياحُ اثأري

من عدوِّ الحياه

وانصري الفارس المحتمي

بضياء اليقين

وقلوب الرفاق

وانطلاق البُراق

ذلك الطائر المنتمي

للوجود الجميل

وعناق الحياه

مشرئباً على متن دراجته

 

حسن فتح الباب   

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات