عزيزي العربي

 عزيزي العربي
        

حتى لا نقر بالمسمّيات اليهودية سهوا!

          وردنا من السيد عبدالله كنعان الأمين العام للجنة الملكية لشئون القدس في الأردن الرسالة التالية بشأن هدية مجلة (العربي) عدد يناير 2003م.

رئيس تحرير مجلة العربي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,

          فأشير إلى الخارطة المرفقة كهدية من مجلتكم المرموقة في عدد يناير 2003 حول القدس الشريف, وإننا إذ نقدر عالي التقدير جهودكم والدكتور سلمان أبو ستة الباحث اللامع في مجال حقوق الشعب الفلسطيني أرضا ومقدسات, فإنني أعتب عليه وقوعه في الخطأ غير المتعمد, ولكنه على القطع لا يمس بالهدف النبيل الذي يبتغيه الباحث والمجلة, وهو تأكيد الحق العربي والإسلامي الثابت في القدس, وكل فلسطين عموما.

          والملاحظة المقصودة هنا هي تسمية حائط البراق بـ(حائط المبكى). وأنتم تعلمون - ولاشك - أن اليهود غيّروا اسمه الآن بحيث أصبح (الحائط الغربي), أي الحائط الغربي للهيكل, المزعوم. وتعلمون أيضا أنه لم يكن (مقدسا) لدى اليهود إلا في القرن السادس عشر أي بعد خروج يهود إسبانيا على أثر سقوط غرناطة ونهاية الحكم العربي والإسلامي فيها. وتعلمون أيضا أن ثورة البراق قد نشبت عام 1929 نتيجة محاولة اليهود الاستفزازية للاستيلاء على الساحة التي أمامه والتي لم تكن تتعدى بضعة أمتار حينذاك.

          وبعد التحقيق المطول على يد لجنة دولية شكلتها عصبة الأمم أصدرت قرارها بأن الحائط, جزء من المسجد الأقصى المبارك وأن الحائط والساحة ملك للأوقاف الإسلامية, وليس لليهود أي حق فيه.

          كما أن (الحي اليهودي) والذي هو عبارة عن أملاك عربية إسلامية كان يسكنه العرب في حارة الشرف وحارة المغاربة وحي السلسلة التي هدمتها إسرائيل, لتقيم مكان المنازل المدمرة ما يسمى (الحي اليهودي) والذي تبلغ مساحته الآن بعد الهدم والمصادرة حوالي 140-170 دونما بعد أن كان لا يزيد على خمسة دونمات قبل الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية.

          ولقد أوضح الدكتور أبو ستة ما تم من عملية الهدم في حي المغاربة, ولكن تسمية الحي اليهودي بالشكل الموجود في خارطة البلدة القديمة يوحي بأن لهم حيا يقارب مساحة الأحياء الأخرى.

          وتعلمون كما يعلم الأستاذ الباحث, أن التسميات هي إيحاء بالملكية أو اعتراف بها, على الرغم من أننا ننزه الأستاذ الباحث عن تعمّده ذلك بتاتا, فهو من القلة القليلة المعنية بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في أرضهم التاريخية - فلسطين. ولكن الضرر يحصل حينما نقر في خرائطنا بالمسميات اليهودية المضللة مثل حائط (المبكى) أو الحي (اليهودي) أو جبل (الهيكل) إلخ.

          شاكرين ومقدرين سعة صدركم.... أرجو أن تتقبلوا خالص الاحترام.

تعقيب

          وصلنا من الدكتور سلمان أبو ستة الرد التالي تعقيبا على رسالة الأمين العام للجنة الملكية لشئون القدس:

          (إننا نثمّن الجهود التي تقوم بها اللجنة الملكية لشئون القدس في عمان ونقدّر حرص أمينها العام الأستاذ عبدالله كنعان على إيضاح معنى المسميات. وعلاقتها بالملكية فعلا أو إيحاء. ونشاركه هذا الحرص أخذا في الاعتبار أن المسميات الدارجة في الإعلام ذات هدف مغرض للإيحاء للجمهور غير العارف بالحقائق أن التسمية تحمل قيمة قانونية, وهي ليست كذلك.

          وكما أوضح الأستاذ الأمين العام, فإن ساحة الحرم وحائطه ملك إسلامي معترف به دوليا. وعندما حاول الصهاينة عام 1929 الاعتداء على حائط البراق ورد عليهم المسلمون وحدثت اضطرابات دامية, كوّنت دولة الانتداب بريطانيا لجنة دولية بموافقة عصبة الأمم آنذاك وأصدرت تقريرها في ديسمبر 1930 الذي يقول:

          (إن الملكية المنفردة وحقوقها للحائط الغربي (حائط البراق) الذي يكوّن جزءا لا ينفصل عن الحرم الشريف تعود للمسلمين فقط وهي وقف إسلامي. وتعود أيضا للمسلمين ملكية الرصيف أمام الحائط والملاصق لحي المغاربة حيث إنه وقف إسلامي بموجب قانون الشريعة الإسلامية.

          إن وجود أدوات أو أشياء أخرى مما يضعه اليهود قريبا من الحائط حسب حكم اللجنة لا يعتبر بحال من الأحوال مثبتاً لأي نوع من حقوق الملكية للحائط أو للرصيف المجاور أو دليلا لاثبات الملكية.

          يحق لليهود الوصول دون إعاقة إلى الحائط الغربي لأغراض الصلاة في جميع الأوقات).

          إن خريطة القدس المنشورة مع مجلة (العربي) عدد يناير 2003 تبين بوضوح أن الحائط الغربي بطوله هو حائط البراق, وتبين في شريط قصير جدا (رقم 2) (حائط المبكى) لإيضاح المكان الذي يصلي فيه اليهود, والمذكور كثيرا في وسائل الإعلام, وليس للدلالة على أي حق.

          أما الحي اليهودي, المعروف بحارة اليهود, فجلّ أملاكه عربية, كما هو مذكور في الخريطة تحت الاسم مباشرة, كما أن أملاك اليهود فيه لا تزيد على خمسة دونمات, كما هو مذكور في الجدول إلى اليسار.

          ويسكن فيما يسمى بحارة اليهود عرب مسلمون في حارة الشرف وحارة النمامرة وحي السلسلة إلى جانب حارة المغاربة التي هدمها اليهود في 11/6/1967 بعد أربعة أيام من احتلال القدس.

          وفي الواقع أن التسميات الدارجة بين المقدسيين هي حارة النصارى وحارة الأرمن وحارة اليهود, ولا توجد كلمة حارة المسلمين (أو الحي الإسلامي) إلا في المراجع الدولية, باعتبار أن ما بقي من مساحة القدس العتيقة هي مساكن المسلمين وتشمل حارة باب حطّة وحارة السعدية وحارة الواد, بجانب الحارات الأخرى المذكورة سابقا في منطقة حارة اليهود.

          لقد حطمت إسرائيل بعد احتلالها القدس كل نص في القانون الدولي. وعند تدميرها حي المغاربة, دمرت 135 دارا ومسجدين, ثم هدمت 14 دارا أثرية ودينية, مما شرّد ألف شخص من بيوتهم. وهذا كله في أول شهرين بعد الاحتلال عام 1967. ولقد استمر مسلسل التدمير والتشريد والاستيلاء على الأراضي حتى اليوم.

          وبعد سنة من الاحتلال, حرقت إسرائيل منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى وثلاثة أروقة منه وذلك في 21 / 8 / 1969. ولم تلق إسرائيل بالا إلى احتجاج اليونسكو, مستذكرة ميثاق لاهاي الذي يدعو إلى حماية الآثار والمباني الثقافية والحضارية في حالات النزاع المسلح.

          ولاتزال القدس وأهلها يعانون إلى اليوم وخلفهم عواطف 250 مليون عربي ومليار مسلم دون تفعيل لهذه العواطف على أرض الواقع.

د. سلمان أبو ستة

تصويب

          تصويباً للرد الذي نشر في العدد (529) ديسمبر 2002 للسيد صخر المهيف من المغرب الشقيق جاءنا التعليق التالي من الدكتور أزاد حموتو من سوريا على بعض المعلومات التاريخية التي وردت في ذلك الرد.

          (مجلتكم الغراء لها مكانة خاصة عندي من بين كل الدوريات العربية, فكلما سنحت لي الفرصة والوقت أقتنيها وأطالعها باهتمام وجديّة, ليس كل الأبواب ولكن معظمها.

          مجلتكم معروف عنها رصانتها ودقة معلوماتها, التي تنشر بها. وهي من أحد أهم الأسباب التي تدفعني لاقتنائها وقراءتها. في باب (عزيزي العربي) من العدد رقم (529) بتاريخ رمضان/ ديسمبر عام 2002 وردت أخطاء تاريخية في رد القارئ صخر المهيف من المغرب والصواب في المعلومات الواردة هو كالآتي:

          - تصحيح السيد صخر المهيف كان بمحله, وهو أن (داريوس الثالث) لم يكن قائدا مقدونيا, بل كان آخر ملك فارسي من السلالة الأخمينية, وكانت المعركة الفاصلة بين الإسكندر المقدوني وداريوس هي معركة جمجمال في كردستنان العراق, التي حدثت في أول شهر أكتوبر من عام 331 ق.م. نتيجة هذه المعركة كانت انتصار المقدونيين الساحق وهروب داريوس إلى مدينة هامادان/Ekbatana. في الطريق قتل داريوس من قبل حرسه, أما موت الإسكندر فكان في شهر يونيو من عام 323 ق.م. في مدينة بابل وبسبب حمى قوية وليس مسموما. وقد انتهت فترة السلوقيين بالشرق من قبل الفرس عام 140 ف.م., وهم سلالة فارسية خلفت الأخمينيين. وفي الغرب كانت نهاية السلوقيين باحتلال مدينة إنطاكية على يد القائد الروماني بومبيوس عام 64 ق.م. أما ظهور الملك أردشير من السلالة الساسانية فكان عام 224, وهو صحيح كما يذكر السيد المهيف ولكن بعد الميلاد. وفي الختام فإن معزتي لمجلتكم وسمعتها هي التي دفعتني كي أرسل لكم هذه الأسطر لتصحيح الرد الوارد فيها).

د. آزاد حموتو
(اختصاص علم الآثار الشرقية القديمة)
حلب - سوريا 

تحية من الجزائر 

          أنا مدين لمجلة (العربي) كثيرا, فهي التي أمدّتني بالكثير من العلوم والمعرفة, ومكّنتني من خلال استطلاعاتها الرائعة من التجول - وأنا في البيت - عبر مناطق عدة من العالم لم أكن أحلم يوما بمعرفة ما أنا أعرفه عنها الآن, وقد زادها جمالا أناقة أسلوبها وجمال موضوعاتها, الأمر الذي يروي الغليل ويشفي العليل.

          والحمد لله أنا أملك منها أعدادا لا بأس بها, ومن كثرة حبي لها تجدني أنتظرها بصبر نافد مع بداية كل شهر, وإن كانت لا تصلنا إلا في الأيام الأخيرة من كل شهر. وليكن في علمكم أيها الإخوة أن الكثير من الطلبة عندنا في الجزائر يستعملها كمرجع أساسي لاعداد مذكرات تخرجهم الجامعية.

          وأود أن أشكركم من خلال هذه الرسالة عن الهدية الرائعة التي أرفقتموها مع عدد يناير (2003) لقبلتنا الأولى الأسيرة - القدس الشريف - أدعو المولى عز وجل أن يحررها من دنس إسرائيل إنه ولي ذلك والقادر عليه.

بن عامر العيد - الجزائر  

وتحية من لندن 

          أدعو لكم بمزيد من النجاح والتوفيق لعملكم على إخراج مجلتنا الموقرة بهذا الشكل الرائع والتي أصبحت بحق وبشهادة الجميع مرجعا علميا وثقافيا مهما لكل أبناء الوطن العربي في الداخل والخارج وخاصة لنا كأبناء الأمة العربية المهاجرين في دول الغرب ومما يجعلنا نشعر بفخر حضارتنا العربية والإسلامية وإضافة على هذا, فالمجلة تعد منارة ذات خصوصية مهمة لأبنائنا الذين ولدوا في ديار الغرب فمن ينابيعها نسقي هذا النشء الجديد نهج أجدادنا التليد.

سيد محجوب حسين - لندن  

وتحية من السودان 

          أبعث إليكم من هنا من أرض السودان التي ينتظر الناس فيها بفارغ الصبر عند كل شهر مقدم مجلتكم الغراء ليطالعوا ما فيها من أبواب في كل ضروب الإبداع الإنساني ثقافية, علمية, أدبية. والحقيقة أنني أبعث إليكم بهذه الرسالة إعجابا بكل ما تتضمنه هذه المجلة من أبواب وأتمنى أن يدوم الوصل بيننا قراء متابعين لجميع الأعداد.

          إنني بدأت أطالع كل إصدارات المجلة بانتظام منذ أغسطس من عام 2002, لكنني بهرت بهذا المعين الثقافي المشبع بالتراث العربي الأصيل, وهذا بمنزلة عهد مني أن أظل متابعا إن شاء الله لكل الإصدارات. لكم مني جزيل الشكر.

إيهاب عبدالله جادين
-الخرطوم - السودان

وتريات

أغادير... زهرة الشاطئين

          أقام في أغادير أستاذا للغة العربية أربع سنوات, وبعد خمس وعشرين سنة من تركها يحن الشاعر إلى مناجاة المدينة, في قصيدة نقتطف منها هذه الأبيات:

(أغادير) يا زهرة الشاطئين وريحانةً, باركتها السماءْ
وشوقاً, يؤرِّق كلَّ العواصِمِ نرحلُ نحوكِ, صيفَ شتاءْ
تَحدَّيْتِ أعتى عوادي الزَّمان  فكنتِ القضاءَ تحدَّى الفَنَاءْ (1)
ومدَّ المحيطُ يديهِ إليكِ ليرشُفَ ثغرَكِ صُبْحَ مَسَاءْ
تَوَسَّدُ منهُ ذراعاً, وتغفو وتَنْهَضُ كَسْلَى, متى مَا تشاءْ
يصوغُكِ عصرُ الحضارةً فَنَّاً  يشعُّ ضياءً, وَيَزْهُو ارْتواء
وتُزْهرُ فيكً الفصولُ ربيعاً بهيَّ المُحَيَّا, سَخِيَّ العَطاءْ
على قدميكِ يُصَبُّ النُّضَارُ  ويهمي عليكِ لجينُ السَّماء


* * *

تُراها كعهدي بها لاتزالُ هدوءاً وأمْنَاً وفيضَ رَخَاءْ
أَمَ أنَّ ازدحامَ السنين اعتراها فغيَّرَ ذاكَ الصَّفَا والبَهاءْ
وهلْ أيْنَعَتْ في حِماها غِراسٌ رويناها صِباهَا بِنَبْعِ السَّناءْ
(أَشَحْرُورُ).. (جَبَّادُ)... (بارُوشُ).. (دَادَا) (مَلِيْكَا) و(سَعْدَى) و(أَمَّ الضِّياءْ)(2)
وأضْحَتْ شموخاً كعزمِ الجبال  يُؤَمَّلُ منها جليلُ الرَّجاءْ
صروحُ البلادِ, وعزُّ إبَاهَا  ونهضةُ أمَتِنَا لِلْعَلاَءْ


شحاده أحمد التركاوي
حماه - سوريا