ملف حرب الدهون.. ماذا عن حمية (أتكن)? إبراهيم البجلاتي

ملف حرب الدهون.. ماذا عن حمية (أتكن)?

عجيبة هي الدنيا.. فبينما يعاني أكثر من سدس البشرية جوعاً مزمناً, إذ تشير الإحصاءات الدولية إلى أن أكثر من مليار إنسان يطحنهم الجوع, فإن العالم (المتقدم) مشغول, ويشغلنا معه, بعواقب نظم غذائية من ابتكاره, تكدس على الأجساد الدهون فوق الدهون, وفي المقابل تبتكر لهذه الدهون, أدوية مضادة, وحميات, تحرضنا على النهم بدلاً من أن تعيدنا إلى تراث الزهد العظيم والمفيد. ولأننا نعيش في هذه الدنيا, فلا مفر من ضرورة المعرفة, وحتم الاختيار, إذ تتقاطع عبرنا طلقات هذه الأدوية وتلك الحميات!

مع التقدم العلمي المطرد الذي كشف عن العلاقة بين السمنة والكثير من الأمراض التي تهدد الكفاءة الحيوية للبشر وقدرتهم على التناغم مع الإيقاع اليومي السريع. لم تعد النحافة قيمة جمالية فقط بل ظاهرة صحية يغلفها طابع عملي ذو صبغة علمية.

على الرغم من تباين ثقافات الشعوب, وذائقة الأزمنة, تظل السمنة مشكلة حقيقية تهدد الجميع, ويتم التعامل معها باعتبارها أحد أمراض العصر. وتصل معدلات البدانة في الولايات المتحدة الأمريكية, على سبيل المثال, إلى 60% من عدد السكان وتقل هذه النسبة إلى 40% في بعض البلاد الأوربية. وفي بلادنا كذلك تتناسب معدلات الإصابة بالسمنة مع هذه الأرقام, إن لم تتجاوزها. وإذا كانت السمنة تعني زيادة في نسبة الدهون في الجسم أو خللاً مزمنًا بين كمية السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد في غذائه وبين كم السعرات الحرارية التي يستهلكها لأداء نشاطاته اليومية, فإنها تظل, في جميع الأحوال, مشكلة حقيقية تجمع بين عوامل نفسية وجسدية واجتماعية تبدأ في مراحل مبكرة من العمر وتستمر طوال حياة الفرد. وتؤكد الأبحاث العلمية أن السمنة لا تحدث أساسا كنتيجة مباشرة للإفراط في تناول الطعام بل تحدث بسبب من وجود خلل داخلي. وقد يكون هذا الخلل وراثيا, فقد لوحظ أن الأطفال الذين يولدون لآباء يعانون السمنة معرضون للبدانة بشكل أكبر من أطفال الآباء الذين يتمتعون بوزن عادي. وفي الوقت نفسه, لوحظ أن معدلات الإصابة بزيادة الوزن في سن البلوغ لأطفال الآباء العاديين لا تزيد عن 10% بينما ترتفع هذه النسبة إلى 40% إذا كان أحد الأبوين مصابا بالسمنة, في حين أن هذه النسبة تصل إلى 80% إذا كان كل من الأب والأم مصابا بالسمنة. لكن أكثر النظريات شيوعا هي النظرية الاجتماعية التي تؤكد أن السمنة تظهر, كنتيجة للعادات الغذائية المكتسبة من محيط الأسرة, أو تعود الشخص على تناول كميات إضافية من الطعام عند التعرض لضغط عصبي, أو كسرا للملل أو استجابة للمؤثرات الخارجية مثل إعلانات التلفزيون وانتشار محلات الوجبات السريعة, وما تقدمه من وجبات جاهزة تحتوي على كميات هائلة من السعرات الحرارية. أما نظرية الخلية الدهنية فترى أن السمنة تحدث نتيجة لزيادة عدد الخلايا الدهنية أو الزيادة في حجم هذه الخلايا. وهذه الزيادة تحدث نتيجة للإفراط في تناول الطعام في مرحلة الطفولة وليس لأسباب وراثية, وتتفاقم هذه المشكلة في مرحلة البلوغ حيث يزداد حجم الخلايا الدهنية التي سبق أن زادت في العدد خلال مرحلة الطفولة. ومن جهة أخرى, هناك نسبة لا تزيد عن 3% من مجموع المصابين بالسمنة تعاني من مشاكل نوعية في الغدد والهرمونات. وأكثر الغدد التي لها علاقة بالسمنة هي الـ (هيبوثالموس) والبنكرياس. والهيبوثالموس عبارة عن غدة صغيرة في قاعدة المخ تقوم بعمل المايسترو الذي يقود باقي غدد الجسم. أما دورها الآخر فيتمثل في تنظيم درجة حرارة الجسم والحالة العاطفية, ويقع داخلها مركز الشهية, متحكما بذلك في كميات الطعام ومواعيد تناولها. فإذا حدث خلل ما في هذا المركز فإن الشخص يتناول كميات أكبر من الطعام, أما إذا حدث تلف كبير في هذه الغدة فإن الشخص يفقد إحساسه بالجوع ويفقد قدرًا كبيرًا من وزنه. أما البنكرياس فيقوم بإفراز الأنسولين المسئول عن تنظيم نسبة السكر في الدم حيث يقوم بتحفيز دخول السكر إلى الخلايا. وزيادة هذا الهرمون تؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم وبالتالي الشعور بالجوع والرغبة في تناول كميات أكبر من الطعام.

إلى جوار هذه النظريات التي تحاول تفسير ظاهرة السمنة, هناك نظريات أخرى بعضها يرى أن السمنة تحدث نتيجة لنقص في نسبة الدهون البنية, ويرى بعضها الآخر أن بعض الأفراد لديهم إنزيمات تساعد على ترسيب الدهون في الأنسجة وبالتالي الإصابة بالسمنة. أما نظرية توازن الكربوهيدرات فتقوم على تقسيم الكربوهيدرات إلى نوعين: المعقدة (النشويات) والإفراط في تناولها يؤدي إلى الإصابة بالسمنة وتبعاتها من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والبول السكري, أما النوع الثاني من الكربوهيدرات (السكريات) فهي أقل ضررًا من النوع الأول.

الطرق المختلفة لإنقاص الوزن

تتأسس على النظريات أو الأسباب المحتملة للإصابة بالسمنة طرق مختلفة لإنقاص الوزن من أشهرها:

أولا: إنقاص الوزن عن طريق الصيام أو تناول وجبات غذائية منخفضة في السعرات الحرارية.

ثانيا: تناول وجبات غنية بالبروتين والدهون فقيرة في الكربوهيدرات (ومنها حمية أتكن التي سنتوقف طويلا عندها).

بالنسبة للطريقة الأولى, التي تعتمد في إنقاص الوزن على خفض كمية السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد في طعامه فهي الوسيلة الأقدم بين الوسائل المتبعة الآن. ففي عام 1930 توصل طبيبان أمريكيان من جامعة ميتشجان إلى أن السمنة تحدث نتيجة لخلل في عمليات التمثيل الغذائي ناتج عن تغذية مفرطة بما يعني من وجهة نظرهما زيادة السعرات الحرارية. والسعر الحراري هو كمية الطاقة اللازمة لرفع درجة حرارة واحد جرام من الماء من 14 إلى 15 درجة مئوية. ويحتاج الجسم إلى الطاقة أولا للمحافظة على درجة حرارته الداخلية عند 37 درجة مئوية, ويحتاج كل نشاط إضافي إلى كميات إضافية من الطاقة تتناسب طرديا مع الجهد المبذول. فإذا افترضنا أن احتياجات الفرد من الطاقة تصل إلى 2500 سعر حراري (كالوري) يوميا, فهذا يعني أنه إذا تناول الفرد غذاء يحتوي على 2000 فقط من السعرات الحرارية فهذا يعني نقصا قدره 500 كالوري تحتاج إلى تعويض فيقوم الجسم بسحب كمية من الطاقة من رصيد الدهون المخزون, ونتيجة لذلك ينقص الوزن. وبالمقابل إذا تعاطى هذا الشخص نفسه كمية من الغذاء تحتوي على 3500 كالوري, فإن هذا يعني 1000 كالوري زائدة عن الحاجة يقوم الجسم بتخزينها في صورة دهون, وهكذا تبدأ الزيادة في الوزن.

تجدر الإشارة هنا إلى وجود ملاحظات عديدة على هذه النظرية, فمثلا كيف يظل المعتقلون في السجون على قيد الحياة في الوقت الذي لا تزيد فيه كمية السعرات الحرارية التي يحصلون عليها عن 700 - 800 كالوري يوميا? لو كانت هذه النظرية صحيحة لمات هؤلاء المعتقلون في غضون أشهر قليلة نتيجة للاستهلاك العنيف لمخزون الدهون. وبالمقابل هناك أفراد يلتهمون كميات من الغذاء تمنحهم 4000 - 5000 كالوري يوميا ومع ذلك فهم لا ينتمون إلى فئة الأحجام الضخمة. ويقال أيضا إنه عند تخفيض نصيب الفرد من الطاقة إلى 2000 كالوري بدلا من 2500, يقوم الجسم بتسوية احتياجاته وفقا لمستوى الطاقة الجديد ويكتفي باستهلاك 2000 كالوري فقط وبذلك يحافظ على وزنه, بل ويقوم الجسم مدفوعًا بحب البقاء إلى تخفيض احتياجاته إلى 1700 كالوري يوميا وتخزين الباقي (300 كالوري) وبذلك يعود الوزن للزيادة مرة أخرى رغم اتباع نظام الحمية نفسه والحرص الشديد على تناول 2000 فقط من السعرات الحرارية.

أكثر الكتب مبيعًا في العالم

في العام الماضي (2003) تفوق دكتور روبرت أتكن على هاري بوتر في تصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في العالم, حيث تجاوزت مبيعات كتابه المعنون بـ (حمية أتكن الثورية الجديدة) خمسة عشر مليون نسخة.

وأصدرت نقابة الخبازين البريطانيين بيانا تشير فيه إلى 22% من سيدات الإنجليز قد خفضن استهلاكهن من الكربوهيدرات وأن 10% من السيدات و7% من الرجال في عموم إنجلترا يتبعون حمية الدكتور أتكن بحماس من يتخلص من عدة كيلوجرامات من وزنه دون الاستغناء عن البيض واللحم المقدد.

المدهش في الأمر أن حمية أتكن هذه والتي تعتمد على غذاء يحتوي على نسبة عالية من البروتين والدهون ونسبة قليلة من الكربوهيدرات (عكس ما هو معروف عن الغذاء الصحي) قد ظهرت إلى الوجود قبل أربعين عاما. فقد جرب روبرت أتكن في سنة 1963 بنفسه حمية غذائية تحتوي على نسبة قليلة من الكربوهيدرات ونسبة عالية من البروتين والدهون, كان قد قرأ عنها في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية, وكانت النتيجة نقصا ملحوظا في محيط الخصر, وكان من نتائجها أن هجر الدكتور أتكن تخصصه في أمراض القلب في نيويورك, وافتتح عيادة طبية لعلاج السمنة. وفي عام 1972 قام بنشر كتابه (حمية أتكن الثورية) أوصى فيه بضرورة الحصول على ثلثي الطاقة التي يحتاج إليها الجسم من أغذية دهنية, (وهي ضعف الكمية المسموح بها), وأكّد ضرورة تناول اللحوم والجبن بدلا من الخبز والفاكهة. نجح الكتاب نجاحًا كبيرًا في وقته رغم اعتراضات الجمعية الطبية الأمريكية, التي وصفت الكتاب بأنه (خطر مدمّر). وبعد ثلاثين عاما من هذا التاريخ أعاد أتكن نشر كتابه المعدّل والذي استولى به على خيال الملايين مدعومًا بحملة إعلامية ضخمة يقودها بعض المشاهير, في الوقت الذي تفكر فيه الشركة الأمريكية الراعية لهذه الحمية في إنتاج الأطعمة الجاهزة التي تحتوي على نسبة قليلة من الكربوهيدرات وطرحها في الأسواق الإنجليزية هذا العام.

يدّعي الدكتور أتكن وحزبه أن هذه الحمية تؤدي دورها بمهاجمة مخزون الدهون في الجسم مباشرة, فمن المعروف أن الجسم يستخدم الكربوهيدرات من أجل إنتاج الجلوكوز - المصدر الرئيسي للطاقة - بينما تعمل الدهون كمخزون استراتيجي يتم اللجوء إليه بعد نفاد مخزون الجليكوجين من الجسم. وفي حال تناول كميات قليلة من الكربوهيدرات يقوم الجسم بحرق الدهون - بدلا من الجلوكوز - من أجل الحصول على الطاقة اللازمة. ولأن حرق الدهون في حد ذاته يكلف الجسم قدرًا لا بأس به من الطاقة, فإن معدل فقدان السعرات الحرارية يتزايد وبذلك يفقد الجسم قدرًا إضافيًا من وزنه.

في نظام الأكل العادي, حيث يتناول الشخص كمية كبيرة من الكربوهيدرات ترتفع نسبة السكر في الدم التي تنشط بدورها إفراز الأنسولين من البنكرياس. يقوم الأنسولين بإزاحة الجلوكوز من الدم إلى داخل الخلايا. ويتم حرق نسبة من الجلوكوز مباشرة من أجل الحصول على الطاقة, أما الجزء الباقي فيتم تحويله إلى جليكوجين ومن ثم تخزينه على هذه الصورة في الكبد والعضلات. بعد امتلاء مخازن الجليكوجين, يقوم الكبد بتحويل النسبة الباقية من الجلوكوز إلى دهون. ويدّعي أتكن أن تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل مبالغ فيه, يستدعي إفراز كميات إضافية من الأنسولين. وبمرور الوقت تفقد الخلايا حساسيتها تجاه الأنسولين, وعندما يحدث ذلك يبدأ الكبد في تحويل كميات إضافية من الجلوكوز إلى دهون, وربما تكون النتيجة النهائية هي الإصابة بمرض البول السكري. وباتباع حمية أتكن (قليل من الكربوهيدرات كثير من البروتين والدهون) يتجاوز الجسم هذا المسار ويقوم بحرق الدهون مباشرة فيما يعرف بـ(تحلل الدهون). تتكسّر الدهون إلى جليسرول وأحماض دهنية تتحلل بدورها إلى مركبات أخرى تعرف بالـ(كيتونات), وزيادة نسبة الكيتونات في الجسم تؤدي إلى ما يعرف بالـ(كيتوزية) التي من مظاهرها أن تصبح رائحة التنفس مثل رائحة طلاء الأظفار.

على الجانب الآخر, يقول المعارضون لحمية أتكن, ومن بينهم الدكتورة توني ستير من مركز أبحاث التغذية بجامعة كمبريدج, إن هذه الحمية لا تختلف عن غيرها من الطرق التقليدية التي يتعاطى فيها الشخص كميات أقل من السعرات الحرارية, وأن الكيتون هو ناتج ثانوي لعمليات حرق الدهون وتحللها, وليس لها دور محدد حيث يتخلص منها الجسم مباشرة عن طريق الكلى ومن ثم التبوّل. وبالمقابل ليس لدينا إحصاءات عن النتائج البعيدة المدى لحمية أتكن. لكن المؤكد أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الفاكهة والخضراوات - وهي من الممنوعات في المراحل الأولى من حمية أتكن - يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية, وبعض أنواع السرطان خاصة سرطان القولون.

ومن جهة أخرى, فإن هناك سؤالا أساسيا يخص صحة العظام, فمن المعروف أن الجسم يكون في حال من توازن الوسط الداخلي تعرف بـ(ph). وبتناول كميات كبيرة من البروتين يختل هذا التوازن ويميل إلى الحمضية. ومن أجل مقاومة هذا التغير في الوسط الداخلي, يقوم الجسم بتحرير الكالسيوم من العظام إلى مجرى الدم وربما يؤدي ذلك إلى هشاشة العظام أو تكون حصاة بالكلى.

الجدال مستمر, والنتائج مغرية

ترى الدكتورة توني ستير أن نسبة البروتين في الغذاء يجب ألا تزيد على 15% من مكوناته, بينما تكون نسبة الكربوهيدرات في حدود الـ50% من هذه المكونات. في الوقت نفسه, يسخر المتحزبون لحمية أتكن من هذه المعارضات, ويؤكدون سلامة الحمية بدعوى المحافظة على نسبة متعادلة بين الكوليسترول المفيد والكوليسترول الضار. ويستشهدون بدراستين نشرتا العام الماضي في مجلة نيوإنجلند الطبية. في الدراسة الأولى, وبمقارنة مجموعة مكونة من 63 شخصا بدينا اتبعوا حمية أتكن, ومجموعة أخرى مماثلة اتبعت حمية تقليدية, كانت معدلات فقدان الوزن لمتبعي حمية أتكن في حدود 9.5 كيلوجرام, وهو ضعف الوزن المفقود في المجموعة التقليدية. وفي الوقت نفسه شهد متبعو حمية أتكن تحسنًا ملحوظًا في نسبة الكوليسترول في الدم. وفي الدراسة الثانية تبين أن الذين يتناولون كميات أقل من الكربوهيدرات (30 جراما يوميا) فقدوا أكثر من 6 كيلوجرامات مقارنة بكيلوجرامين فقط فقدها مَن يتناولون كميات أقل من الدهون..

ومن جهة أخرى, تلقي هذه الدراسات المزيد من المعارضات محتجة بقلة عدد الحالات موضع الدراسات, وبقصر مدة الدراسة التي تفقد الدراسة مصداقيتها. بينما يؤكد أتباع أتكن أن أحدا لم يعان ولم يتعرض لمخاطر حقيقية باتباع هذا النظام الغذائي. وفي الوقت نفسه تؤدي هذه الحمية إلى نتائج ملموسة فيما يخص نقصان الوزن, وبالنسبة للمصابين بالسمنة المفرطة, فإن أي شيء يؤدي إلى النتيجة المطلوبة يستحق المحاولة, خاصة أن مخاطر السمنة المفرطة مؤكدة, بينما مضار حمية أتكن مازالت مجرد احتمالات نظرية غير مثبتة.

وإذا كانت حمية أتكن قد أطلقت الكثير من الجدل في عام 2003, فإن الجدال كان حاضرا طوال الثلاثين عاما الماضية بين الطوائف كلها. فكل الدراسات تعاني النقائص نفسها, وتخضع للظروف الصحية للمشاركين فيها, الذين عاشوا طوال عمرهم يتنقلون من حمية إلى أخرى, وسيظل هذا الجدال مشتعلا مادامت السمنة مشكلة مزدهرة, ومادامت الصورة الجمالية للجسد هدفًا مغويًا.

مراحل حمية أتكن

المرحلة الأولى: البداية

  • تستمر هذه المرحلة لمدة أسبوعين.
  • لا يزيد ما يتناوله الفرد من الكربوهيدرات خلال هذه المدة على 20 جراما يوميا, أو ما يساوي 250 جراما يوميا من السلاطة الخضراء, أما الخضراوات النشوية كالبطاطا والذرة فيتم تجنبها تماما.
  • يتم الابتعاد عن البقول, الخبز, اللبن, الفاكهة والكافيين.
  • يسمح بتناول الأسماك واللحوم بأي كمية.
  • يؤدي ذلك إلى تحول فوري في كيمياء الجسم حيث يتم حرق الدهون بدلا من الكربوهيدرات.
  • خلال هذه المرحلة قد يشعر الفرد بالصداع, لكنه سوف لا يشعر أبدا بالجوع.

المرحلة الثانية: فقدان الوزن

  • يبدأ الشخص في زيادة نسبة الكربوهيدرات في غذائه بمعدل خمسة جرامات يوميا (يفضل أغذية غنية بالألياف). وتستمر هذه الزيادة حتى يصل إلى نقطة يتوقف فيها عن فقدان الوزن, عندها يبدأ الشخص في الإقلال من تناول الكربوهيدرات حتى يصل بها إلى المستوى الأول.
  • في هذه المرحلة يفضل أن تكون العناصر المضافة في صورة سلاطة خضراء خضراوات غير نشوية في البداية, ثم يتم إضافة البقول والفول السوداني والفاكهة والخضراوات النشوية تدريجيًا.

المرحلة الثالثة: قبل الثبات

  • عندما يصبح الشخص على مسافة 5-10 أرطال من الوزن المرغوب يبطئ من معدل فقدان الوزن بما لا يزيد على رطل واحد أسبوعيا.
  • يتم ذلك بزيادة ما يتناوله الفرد من الكربوهيدرات في حدود عشرة جرامات يوميا. ويمكن التراجع عن هذه الكمية الإضافية إذا حدثت زيادة غير مرغوبة في الوزن.

المرحلة الرابعة: الثبات

  • في هذه المرحلة يكون الشخص قد توصل إلى كمية الكربوهيدرات التي يمكنه تناولها دون أن يتسبب ذلك في زيادة وزنه.
  • إذا حدثت زيادة في الوزن بما يفوق خمسة أرطال عن المعدل المناسب, على الشخص أن يبدأ من جديد ومن المرحلة الأولى.
  • يترك للفرد حرية اختيار الأطعمة التي يتناولها في إطار الحفاظ على تناول النسبة المحددة من الكربوهيدرات.

 

إبراهيم البجلاتي