وأقاموا مساءً من الوردِ

وأقاموا مساءً من الوردِ

واستطابوا حُدائيِ
سَكَنوا... دُونما منزلٍ
وأقاموا خياما من الحُلمِ
دقوا قوائِمَها في دمائِى
في الحَشا وَتَدٌ
في الجراحِ, وبين الفؤادِ,
وفي لجةِ الروحِ,
دقوا الوتَدْ!!
ثم جاءوا بأعراسِهِمْ
وطبول بداوتِهِمْ
وبنات من النورِ,
من لؤلؤٍ ناعمٍ,
ونساءٍ تَحمَّمْنَ في كوثرٍ,
وبَرَدْ
ثم هَزّوا جذوعَ رباباتِهمْ
فتساقطَ من عزفِ أوتارها,
مَطَرٌ من رَغَدْ
وأقاموا مساءً من الوردِ,
إذْ أشعلوا الليلَ,
حتى أطل من الليل
فجرٌ وَغَدْ!!
ثم فَكّوا تفاصيلَ فسطاطِهِمْ
وَتَولّوا
ولم يعلنوا جهةً للرحيلِ المُبَاغِتِ,
أَوْ لمْ يسموا البَلَدْ!!
تركوا لي
صدى رقصهمْ
وَهَدِيرَ أَهازيجهمْ
وعبيرَ جميلاتِهِمْ
وكثيراً من الذكريات العجولات,
كي أستعيدَ هنا,
طيفَ راقصةٍ,
لَمَسَتْ جرحَ سوسنتيِ,
باركت لوعتِى,
رشقتنِى بماءٍ من الوجدِ,
قالت أحبك,
يا أيهذا الوَلَدْ,
وَمَضَتْ
في البدَدْ!!

 

عزت الطيري