عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

المرأة والديمقراطية

بعد نجاح كثير من الوجوه التي تمثل تيارات إسلامية عبر الانتخابات الديمقراطية التي جرت خلال الشهور الماضية، بدأ التساؤل حول «الشكل» و«النهج» الديمقراطيين اللذين ستأخذ بهما تلك الوجوه في مسارها السياسي، سواء عبر البرلمانات التشريعية أو المناصب التنفيذية.

ويدعو رئيس التحرير في حديثه الشهري تلك الأطياف الفائزة إلى تأمل تجربة الغرب الديمقراطية التي أمَّنتْ الحرية للإنسان هناك، وأزالت صراع الطوائف والمذاهب، وفتحت طرق الحوار، للتفاهم بين الأمم والقوميات، ولم يبقَ من صراع دموي إلا في دول الإسلام، داعيًا المسلمين إلى انتهاج ديمقراطية تنهي تلك الصراعات، وتفتح الطريق السلمي أمام الدول العربية والإسلامية للتطور والبناء والتقدم.

إن الجرائم التي تنوء بها المجتمعات المتحاربة ـ قديمًا وحديثًا ـ «ارتكبت نتيجة عدم قبول الآخر ورفض التعايش مع المختلف، وتغليب المصالح الشخصية على الأهداف القومية والوطنية، وسعار الثروة والنفوذ الذي يصيب البشرية بالجنون فتسعى لاستعراض القوة على حساب الأخلاق الإنسانية».

وبالرغم من الجدل حول مسار الديمقراطية الآن، فإن حضور المرأة كان ولا يزال علامة بارزة في إعادة تشكيل الوجه الجديد لمعظم الساحات العربية، وسط مخاوف من أن تكون المرحلة المقبلة أصعب على النساء اللائي يمثلن نصف المجتمع، ويشكلن قوة عمل، ويؤدين أدوارًا استثنائية في كل المجالات. من هنا تقدم «العربي» ملفًا عن تشكيليات عربيات ثائرات خصصن تجاربهن لتجديد الشكل وتثوير المحتوى، وهو يؤكد على رسالة «العربي» التي خاطبت العالم لأكثر من نصف قرن وهي تضع على معظم أغلفتها المرأة عنوانًا على المكان والزمان والإنسان، ولذلك أيضًا تختار مواجهة الشهر بين مبدعتين عربيتين في المهجر.

ولأنها ديوان إبداع لأعلام العرب والعالم، تخصص «العربي» ملفًا آخر يتناول سيرة المبدع الراحل عبد الرحمن الخميسي، الذي مثل عاصفة ثائرة من الريف المصري، حركت الكثير من الراكد في مياه عربية تجاوزت الحدود. كما تحتفي بالصورة الشعرية المعاصرة في ملف «قصائد لبنانية»، وتواكب ربيع الثورات أيضًا بقراءة سينمائية.

وهكذا تمضي قافلة الفنون والآداب والعلوم، في متن «العربي» وملحقها «البيت العربي»، رحلة تتجدد كل شهر، مع القراء والقارئات الكرام تحت أكثر من سماء.

 

 

المحرر