احتفالية الأيام الأربعة: الكويت تكرم إعلامييها في اليوبيل الذهبي للإعلام الكويتي

احتفالية الأيام الأربعة: الكويت تكرم إعلامييها في اليوبيل الذهبي للإعلام الكويتي

لأن الاحتفالية كانت عملا ضخما وغير مسبوق فقد استمرت على مدى أربعة أيام كاملة. وفي كل يوم كانت تتصدر قائمة الشرف فيها باقة من الأسماء المختارة. كل واحد فيها أسهم في مجاله في بناء صرح الإعلام الكويتي. ودور الإعلام هنا ليس ترفاً ولكنه عنصر مهم في بناء الشخصية الوطنية. وقد تم في خلال هذه الأيام الأربعة اختصار خمسين عاماً من تطور الإعلام في الكويت في مجالات الإذاعة والتلفزيون والمسرح والصحافة والإنجازات الثقافية. وهو عمر ليس قصيرا. فقد شهد هذا النصف الأخير من القرن العشرين بروز اسم الكويت كدولة مستقلة. ووضع بنيتها الحديثة وانطلاق مشروعها القومي والعربي كما شهد أيضا كارثة الغزو العراقي الغاشم, ثم شارك الإعلام الكويتي بقية أفراد الشعب بأفراح التحرير. وخلال هذه الفترة تشكل الإعلام بآمال الناس وأمنياتهم وشكل هو أيضا وعيهم ونظرتهم إلى العالم من حولهم. وحتى الآن لم يتوقف هذا الحوار الجدلي بين مقدمي الخدمة الإعلامية ومتلقيها.

وقد تصدرت كلمات راعي الاحتفال وزير الإعلام وزير النفط بالوكالة الشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح تصدرت فعاليات الاحتفالية مبينا أهميتها والغرض منها وموضحاً الدور الذي قام به هؤلاء الرواد في إثراء الشخصية الوطنية للكويت عندما قال: إن هذه الاحتفالية هي إشادة بصرح الإعلام الكويتي الشامخ بما فيه من عقول ناضجة وقدرات متميزة وأفكار خلاقة, قهرت الصعاب, وطوعت التحديات, واستوعبت المستجدات الثقافية والفنية والتقنية وكان هدفها ولم يزل الوطن الغالي (الكويت), وهكذا بدأت الاحتفالية بأيامها الأربعة. في اليوم الأول تم تكريم الرواد الإعلاميين الذين عملوا في جهاز الإذاعة والتلفزيون ثم امتدت الاحتفالية لتشمل عدداً من رموز الفكر والعمل الثقافي في الكويت. وفي اليوم الثاني تم تكريم رواد الحركة الفنية والمسرحية الذين صنعوا للكويت حركة فنية مميزة على ضفاف الخليج. وتركز اليوم الثالث على تكريم رواد الحركة الصحفية الذين جعلوا من الصفحات البيضاء ساحة لكل الأقلام الحرة والعقول النيرة. أما في اليوم الرابع والأخير فقد جرى تكريم وزراء الإعلام السابقين وعلى رأسهم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية وهو الذي يرجع إليه الفضل الأكبر في تأسيس بنية العمل الإعلامي الكويتي عندما كان وزيراً للإرشاد والأنباء ثم وزيراً للإعلام فيما بعد. وكذلك المغفور له الشيخ جابر العلي السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الإعلام, كما تم تكريم وكلاء وزارة الإعلام أيضا.

هنا الكويت

(هنا الكويت) كان هذا هو الصوت الذي انطلق عام 1953 حاملا عبر الأثير رسالة الكويت, وكان بصوت أول مذيع كويتي هو (مبارك الميال) كان هذا الصوت في أول الأمر خافتاً وقصير الزمن. إذ لم تكن تتجاوز مدة الإرسال حوالي الساعات الثلاث. ولم تكن الكويت قد حصلت بعد على استقلالها بشكل رسمي. ولكنها كانت تعمل ضمن إطار سلطتها الوطنية وكانت تدرك أنها تقف على أبواب عصر جديد عليها أن يكون لها صوت فعال في فضاءاته المفتوحة.

وما لبث هذا الصوت الخافت أن أخذ يعلو تدريجيا مع توالي سنوات الخمسينيات وأخذت ساعات الإرسال تزيد يوما بعد آخر, حتى وصلت مع بداية الستينيات إلى عشر ساعات كاملة وتنوعت برامجها وأذيعت بها أولى نشرات الأخبار. ولكن العام 1961 يمثل بحق نقطة الانطلاق لهذه الإذاعة, فهو عام الاستقلال, والصوت الخافت قد أصبح صوتا مسموعاً وقويا يعلن أن هناك دولة جديدة تتبوأ مكانتها وسط المجتمع الدولي. وعندما افتعل عبدالكريم قاسم حاكم العراق السابق أول أزمة له مع الدولة الوليدة انطلقت من خلال الإذاعة الأصوات التي تتصدى لأطماعه وتفند ادعاءاته.

وكانت الإذاعة هي أولى ضحايا الغزو العراقي للكويت عام 1990. فقد تحطمت وسرقت معداتها ونهبت محتوياتها. لقد أراد الغزو إسكات هذا الصوت وإبعاده عن أسماع العالم, ولكن رغم ذلك فقد عاود صوت الكويت البث من مدينة الخفجي بالسعودية, ثم من مدينة رأس الزور حاثا أبناء الكويت الذين بقوا في الداخل على الصمود والمقاومة. ومع بداية حرب التحرير ارتفع صوت آخر للكويت من القاهرة حاملا كل أنباء العمليات العسكرية ومبشراً بيوم الحرية.

استعادت الإذاعة أنفاسها بعد التحرير. وبدأت عملية إعادة البناء. وكانت عملية شاقة لأن 95% من استوديوهاتها كانت قد دمرت إضافة إلى سرقة كل ما في مكتبتها من تسجيلات. وبدا الأمر كأنه ولادة جديدة. ولكن الجميع كانوا يدركون أن إعادة صوت الكويت واجب وطني, وقبل أن يكون عملا مهنيا, وقد تحقق ذلك في ظرف ثلاث سنوات واستعادت الإذاعة قدراتها الفنية والهندسية.

ولا تختلف رحلة التلفزيون كثيراً عن رحلة الإذاعة وقد بدأ في عمر الإذاعة تقريبا أي في بداية الخمسينيات وهو بذلك يعتبر واحداً من أقدم التلفزيونات العربية ولا ينافسه في ذلك إلا التلفزيون العراقي. وقد بدأ كمشروع خاص قام به رجل الأعمال الكويتي مراد يوسف بهبهاني بالتعاون مع إحدى الشركات الأمريكية. ولم يكن البث يتجاوز عدة ساعات كل يوم.

ولكن مع بداية الستينيات فطنت الدولة إلى الدور الخطير الذي يمكن أن تقوم به هذه الوسيلة الحية فقامت بتوجيهات من الشيخ صباح الأحمد الجابر بنقل ملكية التلفزيون إلى الدولة ودخل بذلك في مرحلة تطور هائلة شهدها على مستوى البث أو على مستوى المعدات.

لقد تطور الإرسال وانتشرت مساحته ولم يغط الكويت فقط ولكنه امتد إلى بقية مناطق الخليج العربي وجنوب العراق. وأصبح التلفزيون ملونا في عام 1974 كما انتقل إلى مجمع الإعلام الجديد وواصل تطوره في المعرفة والتثقيف. ولكن كما حدث للإذاعة كان الغزو العراقي صدمة مدمرة لكل الأجهزة والاستديوهات. وقد تطلب إعادة البناء وقتا طويلا بعض الشيء.

يبث تلفزيون الكويت الآن أربع قنوات: القناة الأولى التي تبث البرامج الثقافية والدرامية المتنوعة, والقناة الثانية التي تبث البرامج الأجنبية, والقناة الثالثة المخصصة لمتابعة الأنشطة الرياضية, وكذلك القناة الرابعة التي تختص بتقديم الأعمال الدرامية ونقل جلسات مجلس الأمة.

لقد شمل تكريم رعيل الإعلاميين كوكبة كبيرة من رجالات الكويت بلغ عددهم أكثر من 120 شخصية, امتد عطاؤهم على مدى 50 عاما. ولايزال بعضهم يقدم عطاءه حتى الآن. ومن أبرز هذه الأسماء الشيخ ناصر صباح الأحمد الذي أسس أكبر مؤسسة تراثية في الكويت هي دار الآثار الإسلامية, والدكتور يعقوب الغنيم وزير التربية الأسبق, والذي شغل منصب مدير التلفزيون وألف العديد من الأغاني الكويتية, والفنان والدبلوماسي المرحوم حمد عيسى الرجيب الذي كان فنانا شاملا بجانب عمله كسفير لدولة الكويت, وأحمد مشاري العدواني الشاعر والأديب الذي ساهم في تأسيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وقبله أسس دوريات عالم الفكر ومن المسرح العالمي واستمر أمينا عاما له حتى وفاته. ود.سليمان العسكري الأكاديمي والإعلامي وأحد بناة البنية الثقافية في الكويت ومحمد السنعوسي الذي ساهم في إدارة تلفزيون الكويت وترأس العديد من الشركات الإعلامية وساهم في إنشائها, وخالد الصديق رائد الإخراج السينمائي في الكويت الذي أخرج أول فيلم روائي كويتي (بس يا بحر) وأفلام عربية أخرى أشهرها ولد الزين وشاهين, وسليمان الفهد الكاتب الكويتي ذو الأسلوب المميز وفاطمة حسين وهي إحدى رائدات العمل الصحفي في الكويت ولها العديد من المؤلفات والمسلسلات التلفزيونية, وبالطبع مبارك الميال الذي كان أول صوت يعلن منطلقا (هنا الكويت) وهناك الكثير من الشخصيات الأخرى المهمة والمؤثرة.

دقات المسرح

كان اليوم الثاني هو يوم تكريم رواد الحركة الفنية والمسرحية, وقد شهدت الكويت حركة مسرحية مزدهرة جعلتها دولة رائدة في هذا المجال بين دول الخليج العربي وتخرجت فيها كوكبة من الفنانين اكتسبوا سمعة واسعة في أرجاء العالم العربي.

ويعود تاريخ الحركة المسرحية في الكويت إلى الثلاثينيات في القرن الماضي مع أول موجة من المعلمين العرب الذين جاءوا إلى الكويت. وبالطبع لم يكن المجتمع الكويتي يقبل بهذا الشكل إلا في ظل وجود مناخ من الانفتاح على الأفكار الجديدة والتعامل معها, وهي الخاصية التي اكتسبها من ركوب البحر والاتجار مع مجتمعات غربية.

كان المسرح مدرسيا في البداية, ذكوريا في أغلب الأحيان, غارقا في بحار التاريخ والمسرحيات التعليمية, ولكن بضعا من أبناء الكويت كانوا يريدون مسرحا حقيقيا, وقد ساعدت الدولة على ذلك عندما أنشأت في مطلع الخمسينيات مكتبة عامة تلحق بها صالة للمسرح والمحاضرات. وكان هذا حافزاً لتكوين العديد من الفرق المدرسية التي تخرج فيها فيما بعد معظم ممثلي المسرح.

جاء الفنان زكي طليمات ليساهم في تطوير عارم في الحياة الثقافية الكويتية هو عشق المسرح, جاء أولا محاضرا ومخرجا ثم فضل البقاء ليساهم في تأسيس مركز الدراسات المسرحية الذي تحول فيما بعد إلى المعهد العالي للفنون المسرحية.

شهدت الكويت تكون أربع فرق مسرحية دفعة واحدة, ولم يدخل الشباب الكويتي فقط, ولكن دخلت الفتاة الكويتية إلى المسرح أيضا ثم تحولت المسرحيات أيضا إلى اللهجة الكويتية, وكان هذا إيذانا بظهور المؤلف المسرحي الكويتي. لقد شهد المسرح في أعقاب استقلال الكويت مرحلة من التغلب على التحديات ووضع بنيته الأساسية من مسارح صالحة وأضواء وديكورات, ولم يقتصر النشاط المسرحي على الكويت فقط ولكنه امتد ليقدم عروضا مميزة في أكثر من بلد عربي.

ولأن المسرح هو أبو الفنون فقد ساهم في ازدهار العديد من الفنون الأخرى, لقد أزهرت الفرق الشعبية التي حملت إيقاع البحر والصحراء, وقد تبلورت كل هذه الفرق في فرقة التلفزيون للفنون التي تكونت عام 1978.

وكذلك ازدهر الغناء. وللغناء دور مهم في التراث البحري الكويتي, فهو الوسيلة الوحيدة للتسرية في ليل الغوص الطويل, لذلك لم تكن تخلو أي سفينة من (النهام) ليغني لهم عن آلام الغربة وأشواق العودة إلى الأهل, لذلك كان تطور الغناء الكويتي سريعا وظهرت الكثير من الأصوات القوية التي عبرت عن التطور الموسيقى للمؤلفين الكويتيين.

وقد كرّمت الاحتفالية عددا كبيراً من الفنانين الكويتيين في كل مجالات الفن المختلفة. المسرح والموسيقى والغناء, وكان منهم اسم الفنان المبدع أحمد يوسف باقر شيخ الملحنين وعميدهم في النصف الثاني من القرن العشرين, وصقر الرشود رائد الإخراج في الحركة المسرحية الكويتية وأول من كتب المسرحية, وقد اغتالته يد المنون وهو في ذروة عطائه. والمطرب الراحل عوض الدوخي الذي نقل غناء البحر من قاع السفينة إلى الوسائل المسموعة والممثلات حياة الفهد وسعاد عبدالله ومريم الصالح وهن رائدات في مساهمة المرأة الكويتية في المسرح الكويتي, وعبدالعزيز السريع الكاتب المسرحي, والسفير الموسيقار علي زكريا الأنصاري الذي كتب الموسيقى الأوركسترالية ومزج بين الموسيقى العربية والتقنيات الغربية, والشاعر عبدالله العتيبي الذي مازالت أشعاره الوطنية يرددها الجميع وعواطف البدر رائدة مسرح الطفل في الكويت, والعديد من الشخصيات المهمة والتي لا يتسع هذا الحيز الضيق لسردها جميعاً.

شارع الصحافة

كان اليوم الثالث هو يوم الاحتفاء بالكلمة المكتوبة. إنها المضمون الذي يعطي الإعلام قوته ودرجة مصداقيته. وقد كانت الصحافة الكويتية تمثل (برلمانا) حراً وصادقاً لا يعبر فقط عن رأي الشارع الكويتي ولكن عن رأي الشارع العربي كله. ورغم أنها كانت صحافة حديثة الولادة بالمقارنة بالعديد من الدول العربية إلا أنها قد اكتسبت نضجاً سريعا, ويعود ذلك بالضرورة إلى مناخ الحرية الذي نعمت به إلى درجة كبيرة, كما يعود أيضا إلى سخونة الأحداث التي واجهتها.

وقد ولدت أولى البذور الصحفية على يد الشيخ عبدالعزيز الرشيد الذي أصدر في عام 1928 مجلة الكويت التي كانت تسعى منذ صفحاتها الأولى إلى الإصلاح الثقافي والاجتماعي والسياسي وهي الرسالة التي لم تغادر صفحات الصحف والمجلات الكويتية التي نشأت فيما بعد. ولم تكن (الكويت) هي الأولى في الكويت وحدها ولكنها كانت الأولى في بلدان الخليج أيضا. وبعد ذلك توالت المجلات والصحف الكويتية مثل البشير والرأي العام والأنباء والسياسة والقبس والوطن وصوت الكويت والفجر الجديد. كما صدرت العديد من المجلات مثل الرائد والهدف والنهضة واليقظة وأسرتي وأجيال ومرآة الأمة وبالطبع لا ننسى مجلة العربي التي صدرت عام 1958 لتكون حال التيار القومي العربي الذي يمتد من الكويت ليسكن في وجدان كل عربي.

وقد شمل التكريم العديد من رجال الفكر الكويتي الذين شاركوا في نهضتها الصحفية والذين لم يكتفوا بالكلمة المكتوبة ولكن نشاطهم امتد إلى الكلمة المسموعة عن طريق أجهزة الراديو التي تخترق الأثير حاملة أصواتهم إلى كل مكان. ويأتي على رأس هؤلاء المكرمين المرحوم عبدالعزيز حسين الذي يعد واحداً من أبرز رموز حركة التنوير التعليمية والثقافية والسياسية في الكويت, والذي عمل سفيرا ووزيرا ومستشاراً لسمو الأمير وساهم في إنشاء البنى التعليمية والثقافية الحديثة لدولة الكويت. والسفير عبدالله زكريا الأنصاري الذي تقلد العديد من المناصب وله العديد من المؤلفات والدراسات الأدبية, وأحمد بشر الرومي الذي كان أديبا ودارسا في تاريخ الكويت وفنونها الشعبية وسامي المنيس الذي كان من أوائل حركة القوميين في الكويت ومن أبرز قيادتها ومؤسس لعدد من المجلات الثقافية وعبدالعزيز المساعيد أو (عميد الصحافة الكويتية) الذي كان صاحب أول جريدة يومية كويتية هي (الرأي العام) ومحمد مساعد الصالح الذي كان رئيس تحرير الوطن ومازال يوالي الكتابة في عموده اليومي وصالح محمد العجيري الذي مزج بين العلم والفن فكان واحدا من رواد علم الفلك وأنشأ أول مركز ومرصد فلكي وكان في الوقت نفسه رائدا من رواد المسرح الكويتي وسيف مرزوق الشملان الذي كان من رواد الحفاظ على التراث الكويتي وأنشأ متحفا خاصا بذلك والشيخ عبدالله النوري الذي عمل كأول مدير لإذاعة الكويت وأحمد الربعي وزير التربية الأسبق والمفكر والشاعر المعروف علي السبتي الذي كتب في الصحافة وأصدر العديد من دواوين الشعر والعديد من النماذج الأدبية والشعرية والصحفية والعديد من شخصيات الكويت الذين لا يتسع المجال هنا لذكرهم.

وزراء ومؤسسون

وكان اليوم الرابع هو الأخير الذي جرى فيه تكريم المسئولين والرواد الذين تولوا مسئولية تطوير الأجهزة الإعلامية في الكويت, وهي رحلة من العطاء وتحمل المسئولية تواصلت على مدى خمسين عاما.

إن الأفكار تتحول إلى إنجازات, وهي تخلق هنا حالة من التراكم والتكامل بين الأجهزة المختلفة التي تؤدي في النهاية إلى منظومة الإعلام الكويتي التي تشهدها حاليا. وهي منظومة لم تقتصر فاعليتها على المحيط الكويتي الصغير ولكنه امتد ليصبح فعالا ومؤثرا على المستوى العربي فمن صوت الكويت الذي ينطلق في الإذاعة إلى القنوات الفضائية في التلفزيون إلى إصدارات المجلس الوطني ومطبوعاته الثقافية وتواصل مجلة العربي التي تقارب النصف قرن تقريبا بعد كل هذا دليلا على قوة هذا الإعلام الذي تعد مصداقيته هي أكبر أسباب انتشاره.

كان على رأس المكرمين الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الذي تولى مهام وزارة الإرشاد والأنباء في 1963 وقبلها رئاسة إدارة المطبوعات والنشر والشيخ ناصر المحمد الصباح الذي تولى وزارة الإعلام عام 1985 ووضع لبنات العلاقات الإعلامية الخارجية العربية والدولية وبذل جهوداً مشهودة لإيجاد جسور التواصل مع المؤسسات الإعلامية الخارجية ومثيلاتها في الكويت والشيخ جابر مبارك الصباح الذي تولى وزارة الإعلام عام 1988 وقد أولى عناية كبيرة بتطوير جهاز التلفزيون وأنشأ قطاع الإعلام الخارجي والشيخ سعود الصباح وزير الإعلام 1992 والذي شهد عهده إعادة بناء وزارة الإعلام التي دمرت على يد الغزو العراقي وشهد كذلك انطلاق تلفزيون الكويت إلى المحطات الفضائية, وزيدت عدد قنواته وشمل تطويره الإذاعة أيضا. ويوسف السميط الذي أصبح وزيراً للإعلام عام 1998 وبدر جاسم العقوب الذي تولى الوزارة عام 1990 في المنفى وسعد بن طفلة العجمي الذي تولى الوزارة عام 1999 وأخيراً الشيخ أحمد الفهد الأحمد الصباح الذي تولى الوزارة منذ عام 2001 وشهد الإعلام الكويتي على يديه العديد من القفزات الإعلامية الناجحة من خلال متابعته اليومية واهتمامه بشتى التقنيات الإعلامية.

وتتوالى شموع العطاء وتستمر الرحلة مع الأسرة الإعلامية الكبرى في الكويت التي تضم بين صفوفها رواداً ومؤسسين ليستمر العطاء ويتواصل من جيل لجيل. لقد كانت هذه الاحتفالية بأيامها الأربعة تعبيراً رائعا عن الوفاء وعن العرفان بالجميل لكل من أعطى وفكر وجاهد ليعلم الجميع أن هذا الجهد لا يضيع وإنه يبقى في ضمير الوطن.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




الشيخ صباح الأحمد الصباح النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية. أحد رواد الإعلام الكويتي ومؤسس بنيته الأساسية





 





الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح يتسلم رمز التكريم نيابة عن والده





جانب من الوزراء والمسئولين الذين حضروا الحفل يتوسطهم عادل إمام الذي حضر وقائع الحفل





تكريم الشيخ جابر المبارك الصباح وزير الإعلام الأسبق





الشيخ ناصر المحمد الأحمد وزير الإعلام الأسبق





جانب من الحفل الشيخ جابر المبارك الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع والشيخ ناصر صباح الأحمد مستشار ولي العهد رئيس مجلس الوزراء





 





 





من اليسار وزير الإعلام الشيخ أحمد الفهد ود.سليمان العسكري وسعدون الجاسم





تكريم فيصل الحجي وكيل وزارة الإعلام السابق





سعدون الجاسم رئيس لجنة التكريم والمؤرخ بدر خالد البدر وكيل وزارة الإعلام الأسبق





تكريم يوسف عبدالحميد الجاسم مقدم برنامج 6/6